“كما تعلم. خسرتُ كلّ أموالي على طاولة البلاك جاك*، لذا سلّمتُ السيف على عجل.”
(بلاك جاك، هي لعبة تلعب بأوراق الكوتشينة (الشدّة) والمعروفة أيضًا باسم 21، تقوم اللعبة على أن يكون مجموع قيمة الاوراق التي يملكها اللاعب هو 21. إذا كان المجموع أقل من 21 فيمكن للاعب أن يختار سحب ورقة حتى تصل القيمة إلى 21 أو إلى قيمة أقل تجعله يطلب ورقة أخرى أو أن يتخطى 21. الفائز هو من لديه اليد (مجموعة الاوراق التي لديه) بقيمة 21 أو القريبة منها، دون تجاوزها.)
“…..”
“لم تخسر ضمان الزبون، أليس كذلك؟”
صرختُ في موردن، الذي كان يحاول التظاهر بعدم ملاحظة الأمر.
“إذا كنتَ تريد مالًا، فسأعطيه لك. لذا أحضِر السيف.”
حتى تلك اللحظة، لم أكن أظن أن العثور على السيف سيكون صعبًا.
كان سبب تسليم إيليا السيف لموردن هو عدم وجود النقود لديها، والسبب في عدم ذهابها لاستعادته بعد ذلك هو لمضايقة كارلوس.
لذا، إذا دفعتُ المبلغ المناسب، فسأتمكّن من استعادة السيف فورًا.
… كنتُ قد فكّرتُ أن الأمر كذلك، لكن ردّ فعل موردن كان غريبًا.
“هذا…”
شحب وجه موردن كقطعة ورق.
“هذا؟”
ضغطتُ على موردن، وضيّقتُ عينيّ. نظر موردن إلى كارلوس الذي كان يقف بجانبي.
‘يبدو أن كارلوس لا يزال أكثر رعبًا مني.’
لم يكن مهمًا أن موردن خائفًا من كارلوس أكثر من خوفه مني.
“موردن، من الأفضل أن تُجيبَني بصراحة. لقد تبتُ الآن.”
لكنني لم أستطع تحمّل أيّ شخصٍ يُقلّل من شأني، لذا خفضتُ صوتي لجذب انتباهه.
“مثيرة مشاكل تائبة تكشف فسادًا في صالة قمار كانت ترتادها … ألا تبدو هذه قصةً معقولة؟”
هذه المرّة، شحب وجه موردن لتهديدي بتدمير دار القمار إذا لم يُنصت إليّ.
“أنا آسف!”
بدا موردن مُصمّمًا على أنه لا يملك ملاذًا آخر، وركع وشبك يديه.
“لماذا تعتذر؟ عليكَ أن تُفسِّر الأمر.”
“أنا آسف. بعتُ السيف لأني ظننتُ أن السير إيليا لن تأتي للبحث عنه!”
“…بِعْتَه؟”
“صدف أن أحدهم قد عرض فيه سعرًا جيدًا …”
“هل كان هناك مَن يرغب بشرائه؟”
نهضتُ بسرعةٍ من مقعدي، واقتربتُ من موردن، وسألتُه.
“إ- إنه غالي الثمن …”
“ليس هذا ما أتحدّث عنه.”
بالطبع، كان السيف مرصّعًا بالذهب والجواهر، لذا كان له قيمةٌ فاخرة.
ولكن كما قال موردن، السيف ملكٌ للفرسان الإمبراطوريين.
لا أحد سيُتاجر بممتلكات الفرسان الإمبراطوريين سرًّا.
“مَن المُشتري؟”
بدأتُ بأكثر المعلومات إلحاحًا.
“حسنًا، لـ لا أعرف.”
لكن الكلمات التي خرجت من فم موردن كانت مُثيرةً للدهشة بحق.
“لكن لديّ معلومةٌ واحدةٌ مؤكدة!”
عندما رأى موردن عينيّ تشتعلان غضبًا، صرخ مُلحًّا.
“أخبِرني الآن.”
“سيُعرَض هذا السيف في مزاد اليوم.”
“مزاد؟”
قاطعنا كارلوس، الذي كان يستمع إلى حديثنا من الجانب، فجأةً بصوتٍ حاد.
“هل يُقيمون مزادًا في دار القمار؟”
“أوه، هذا …”
ألحّ كارلوس، وكاد موردن أن يبكي تحت الضغط.
نظر إليّ موردن متوسّلًا المساعدة.
لكنني هززتُ رأسي وأمرتُه أن يقول الحقيقة.
ظننتُ أنه أمرٌ جيد، إذ كان عليّ المشاركة في المزاد مع كارلوس لتحقيق هدفي الثاني اليوم.
“مـ … مزادٌ غير قانوني.”
أغمض موردن عينيه بإحكامٍ وأجاب.
“هذا سيصيبني بالجنون.”
عبس كارلوس ومرّر يده بين شعره.
“قائدة، هل كنتِ ترتادين دار قمار حيث تُقام المزادات غير القانونية؟”
“بالتفكير في الأمر. لهذا السبب جئتُ معك للقضاء على المزادات غير القانونية.”
أجبتُ بسرعة.
نظر إليّ كارلوس بمشاعر مختلطةٍ في عينيه.
“لا يُمكنني تغيير ما حدث في الماضي. ليس لديّ خيارٌ سوى بذل قصارى جهدي لتنظيف الفوضى. لن أعود إلى مكانٍ كهذا أبدًا لأيّ غرضٍ سوى التنظيف.”
ظننتُ أن قولي إن الماضي لا يُمكن تغييره لم يكن كافيًا، لذا قطعتُ وعدًا.
“هااا.”
حدّق بي كارلوس للحظةٍ طويلة، ثم تنهّد تنهيدةً قصيرة.
“في الوقت الحالي، أولويتنا هي استعادة السيف وإيقاف المزاد غير القانوني، فلنُكمِل.”
قال كارلوس.
“لكن علينا بالتأكيد التعامل مع الأمر لاحقًا.”
عندما رأى تنهيدة ارتياحي، أضاف بصرامة.
“مفهوم، شكرًا لك.”
مع ذلك، سررتُ برؤية كارلوس مستعدًا للتعاون مع إيقاف المزاد فورًا، فعبّرتُ عن امتناني وابتسمتُ ابتسامةً مشرقة.
“….!”
فجأةً، شدّ كارلوس فكّه وأدار رأسه بسرعة.
احمرّت شحمتا أذنيه مجددًا.
‘هل هذا بسببي؟’
كان لديّ سؤال، لكن لم يكن لديّ وقتٌ للتفكير مليًّا.
كان هناك الكثير لأُجهّزه للتسلّل إلى دار المزادات غير القانونية، واستعادة السيف، وإيقاف المزاد.
***
سرقتُ أنا وكارلوس كلّ شيءٍ من موردن، وتخفّينا كشخصياتٍ مُهِمّةٍ في دار القمار، وحصلنا على تذاكر لدخول دار المزادات.
“مجرّد امتلاكنا تذكرةً لا يعني أنه يمكننا أن نكون مرتاحين.”
علّق كارلوس، وهو يراقبني بفضولٍ وأنا أفحص التذكرة.
“لا بد من وجود قائمة أسماء بالإضافة إلى التذكرة. حتى لو استعرنا هويات، فنحن لا نشبه المالكين الأصليين لهذه التذاكر. “
“هذا صحيح، لذا كان من المفترض أن أرتدي غطاء رأس والسير إيباخ يرتدي قبّعة.”
بعد ذلك، خلعتُ زيي الرسمي وارتديتُ فستانًا.
كان كارلوس يرتدي بدلة.
بما أن المالكين الأصليين للتذاكر التي استأجرناها كانا زوجين، كان علينا أن نتنكّر كزوجين.
“لنبذل قصارى جهدنا اليوم.”
مددتُ يدي إلى كارلوس.
أمسك بيدي وصافحني بوجهٍ متردّد.
حتى ذلك الحين، كنتُ أشعر أنني بخير.
لكن مع مرور الوقت، بدأ هذا شعورٌ غريبٌ ينشأ في الجو بتنكّرنا كزوجين.
عندما كنا نخطّط للاستراتيجية قبل المزاد، لم يزعجني ذلك.
في ذلك الوقت، كنتُ منشغلةً بمناقشة كيفية تأمين السيف أولاً وكيفية الانضمام إلى التعزيزات.
لكن مع اقتراب موعد المزاد وحلول لحظة تجسيدنا كزوجين، بدأ جوٌّ غريبٌ يسود المكان.
“من فضلكِ، ضعي يدكِ على ذراعي.”
بدأ كلّ شيء عندما مدّ كارلوس ذراعه ‘ليُرافقني’. دون تفكير، مددتُ يدي ووضعتُها على ذراع كارلوس.
رفع كارلوس حاجبه.
“… هل تمزحين معي؟”
“هاه؟ ماذا؟ هل فعلتُ شيئًا خاطئًا؟”
سألتُ بإلحاح، وتنهّد كارلوس.
“قائدة، ألم تتمّ مرافقتكِ من قِبَل أسيادٍ من قبل؟”
سأل، فبحثتُ في ذهني بسرعة.
بالطبع لم تتم مرافقتي في حياتي الماضية. كنتُ مجرّد مُواطنٍ عادي.
‘أوه، لكن إيليا لم تتمّ مرافقتها من قبل أيضًا؟’
في البداية، شعرتُ بالدهشة، لكنني فكّرتُ في الأمر وأدركتُ أنه أمرٌ طبيعي.
كانت إيليا فارسةً تُمسك سيفًا منذ أن كانت تستطيع المشي.
علاوةً على ذلك، أدّت عبقريتها إلى ترقيتها السريعة، فلم يستطع أحدٌ مرافقتها.
فالمرافقة تعني الاحترام، والحماية أيضًا.
مَن يستطيع حماية إيليا، سيّافة القرن العبقرية؟
بعد إصابتها، أتيحت لإيليا عدّة فرصٍ للمرافقة، لكنها رفضت بانفعال.
كان ذلك لأنها لم تستطع تقبّل ضعفها.
“أجل، لم يسبق لي أن حظيتُ بمرافقة.”
خفّ تعبير كارلوس قليلاً عند سماع كلماتي.
بدا أنه أدرك أخيرًا أنني لم أكن أضايقه فقط بكوني خرقاء؛ بل كنتُ خرقاءً بالفعل.
“عند المرافقة، وخاصّةً بين زوجين، لا يجب أن يمسكا بأيدي بعضهما هكذا، وهما يقفان متباعدين.”
أمسك كارلوس بيدي بقوّةٍ وجذبني إليه.
“يجب أن تكوني أقرب.”
ثم ضغطني على جسده.
“لـ لهذه الدرجة؟”
سألتُه مذهولة.
لكن كارلوس بدا غير منزعج.
“إنها مَهمّة. لماذا تفعلين هذا؟ إذا كنتِ لا تريدين أن تفشلي في القضاء على المزادات غير القانونية، فعليكِ التصرّف بصدقٍ أكثر، أيّتها القائدة.”
حتى أنه قدّم لي هذه النصيحة.
أجل، هذه مَهمّة.
لنتصرف باحترافية.
تأثّرتُ بكلمات كارلوس، وأجبرتُ نفسي على الالتصاق به.
لامس طرف فستاني طرف بنطال بدلته.
“هل هذا جيدٌ بما فيه الكفاية؟”
“هذا مقبول.”
أجاب كارلوس، وغادرنا الغرفة متّجهين إلى قاعة المزادات.
كان المساء قد حلّ، وكانت قاعة القمار مفتوحة.
كانت جميع الثريّات مضاءةً ببراعة، وكان الداخل رائعًا، بالفوانيس والزخارف الزجاجية في كلّ مكان.
جلس عدّةً أشخاصٍ على طاولاتٍ متناثرةٍ في كلّ مكان، يلعبون الورق ويرمون النرد.
تبعتُ أنا وكارلوس خطى موردن ونزلنا إلى القبو المظلم أسفل قاعة القمار.
“يمكنكما الدخول من هنا.”
فتح موردن الباب الخشبي الكبير. ثم، مع صرير المفصلات، انكشف أمام عينيّ مشهدٌ لم أرَ مثله من قبل.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 25"