المرأة التي صنعت هذا العالم وصنعته هو شخصيا وبيانكا.
و التي صنعت “عمود” الرواية.
شخص آخر عرف هذه الحقيقة الضخمة التي أرادت بيانكا إخفاءها بشدة.
أمسك آريس بالمذكرات. وفجأة ذهبت عيناه إلى اللوحة المعلقة على الحائط.
كانت لوحة لبيانكا وهي تنظر إلى البحر وقت الغروب، التي رسموها معا وهما يمسكان بأيديهما في الفيلا.
ضرب الحزن والندم الذي لا يمكن السيطرة عليه جسده كله.
انهار أمام اللوحة، ممسكًا بمذكراتها بقوة على صدره.
“آآآه… !”
شعر بالغضب الشديد والحزن الذي اشتعلوا كأنها مشاعر ستظل باقية داخله للأبد ، صرخ بألم حاد حتى كانت تتمزق قصبته الهوائية.
كان ألمه هائلاً لدرجة أن كل من في القصر به … صراخه هز قصر الدوقية الهادئ بأكمله.
“ساقتلها تلك المرأة! سأقتلها!”
اجتاحه غضب أسود ووحشي وشعر بكراهية تجاه نفسه. حاربت بيانكا العالم وحيدة في جسدها الصغير وذهبت بثبات ضد التيار الضخم ، وكل ما فعله هو استعجالها، وسؤالها عما تخفيه.
“من يهتم بالقصة اللعينة ! أي نهاية سعيدة هذه! يا الهي أعدها للحياة! أعدها ارجوك!”
انغرست اظافره في قبضته، وحفرت في جلده، حتى نزف الدم الأحمر. لكن آريس لم يكن يعلم حتى أنه اصيب. لا، لا ينبغي أن تؤلمه القليل من الخدوش. فحبيبته، التي ماتت بسبب “عمود” الرواية عبثاً، شعرا بألم أكثر من هذا.
“أنا حبيب بيانكا … !”
قررت “الكاتبة” أن يكون آريس حبيب ليا، لكن آريس لم يستطع قبول ذلك أبدًا.
لقد اختار أن يكون حبيب بيانكا بمحض إرادته.
كانت هذه مشاعر آريس الخالصة بالكامل.
ليس هناك ما هو أسوأ من ان يتحكم فيك شخص آخر.
ومع ذلك، كان هناك شيء واحد فقط كان ممتنًا لـ “الكاتبة” من أجله.
في اليوم الذي ظهرت فيه بيانكا لأول مرة في العالم الاجتماعي، وقعت في حب آريس من النظرة الأولى.
ولهذا السبب، كان ممتنًا للغاية لهذه الرواية.
كانت الصفحة الأخيرة من المذكرات ملطخة بالكامل بالدموع ولذلك من الصعب قراءتها.
ولكن لم تكن هناك اي حاجة ليبذل جهد لقراءتها.
لأنها احتوت على اسم آريس فقط.
* * *
جلس آريس أمام صورة بيانكا، منهكًا ومذهولًا بعظ أن قضى باقي اليوم يبكي حتى الفجر.
وهو يعيد قراءة المذكرات مرارا وتكرا وهو على وشك ان يحفظها عن ظهر قلب، بقى في غرفته طوال اليوم التالي ولم يخرج.
في يوم وفاة بيانكا، انقلب القصر الإمبراطوري رأسًا على عقب.
على وجه الخصوص، الإمبراطورة التي كانت في خضم تحذير الأميرة أرييل بشأن الرسالة التي تلقتها من بيانكا.
قامت بفض الاجتماع مع المجموعة التي كان يرافقها وأمرت خادمتها الشخصية بزيارة عائلة الكونت أورانوس والاعتذار مباشرة عن ما حد لبيانكا.
في هذه الأثناء، عندما انتشرت أخبار أن بيانكا فقدت حياتها في البحيرة، وعلاوة على ذلك، عندما أصبح معروفًا أن الحادث وقع اثناء حرب كلامية مع ليا، شعرت الأميرة أرييل بالقلق الشديد.
وشعر الإمبراطور والإمبراطورة أن تداعيات هذه الحادثة لن تتوقف عند اعتذار الأميرة آرييل فقط.
حصلت ميتيس على قائمة الأشخاص الذين حضروا حفل شاي الأميرة، بما في ذلك ليا، وبعدها زاروا الكونت أورانوس وهم يذرفون الدموع.
علم الكونت والكونتيسة عن الشائعات وأبلغوا الإمبراطورة أنهم سيستأنفوا هذا الأمر في رسالة.
كان الكونت أورانوس غاضبًا جدًا من الأميرة آرييل.
وقال أنه سيأخذ الامر على محمل الجد وطلب التعاون من دوق جوبيتر. حتى لو كان ذلك من أجل آريس فقط، فقد دعموهم الزوجان أورانوس، بغض النظر عن أي اعتبارات سياسية.
أقيمت جنازة بيانكا بعد يومين من وفاتها.
وكان من المقرر أن يتم عقدها عند مقبرة الكونت أورانوس في حديقة صغيرة.
بدا دوق جوبيتر هادئًا للغاية كأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة.
وارتدى آريس ملابس حداد سوداء وجلس أمام الدوق والدوقة.
قال دوق جوبيتر بوجه بارد:”أخطط لعقد مجلس من النبلاء. سأضع على جدول اعمالي حرمان الأميرة أرييل من حقها في تولي العرش”.
استجاب آريس لكلام الدوق بتعبير هامد بوجهه البارد المنحوت، الاشبه بالتمثال:”آه، هل هذا صحيح؟ هذا جيد لكن.”
ثم رفع عينيه الزجاجيتين الباردتين ونظر إلى والده: “هذا لا يعني أن بيانكا ستعود للحياة.”
نظر الدوق والدوقة إلى بعضهما البعض بوجوه حزينة. منذ ذلك اليوم فصاعدًا، لم يشرب آريس الماء حتى، وبدا كما لو أنه علة حافة الانهيار.
فكر آريس بطريقة آلية: ‘هل هذه هي قصة الرواية؟’
لم تتمكن الأميرة آرييل من وراثة العرش، و العرش سينتقل في النهاية إلى آريس.
وعندما يصبح إمبراطورًا، ستكون النهاية أن تصبح ليا إمبراطورة.
“بغض النظر عما إذا كانت الأميرة قد ماتت في مسابقة الصيد، فإن زواجه من ليا بعد أن يصبح إمبراطورًا قد يكون “الركيزة” الأخيرة.”
اظلمت عيون آريس الخالية من التعابير بعمق … كان الأمر سخيفًا جدًا لدرجة أنه لم يستطع حتى الضحك على هذه الحبكة التافهة.
علاوة على ذلك، لازم آريس شعور العجز التام لأن بيانكا عرفت كل شيء، لكنها ما زالت لم تتخلى عنه وتمنت له السعادة حتى بعد مماتها.
“أنا حقا لا أستطيع أن أفعل أي شيء مثل هذا؟”
لم يستطع آريس الخضوع للقدر مثل بيانكا. ولم تكن نهايته السعيدة شيئًا اختاره بمحض إرادته. كيف يمكن لشيء كهذا أن يكون سعادة؟ كان آريس متشككا للغاية.
أقيمت جنازة. تم إنزال التابوت الذي كانت ترقد فيه بيانكا على الأرض في زاوية المقبرة. وسط التنهدات التي اندلعت هنا وهناك، كان آريس لا يزال يقف كتمثال هامد.
كما حضر الجنازة البارون ساتورنوس وزوجته ومن بينهم ريا ساتورنوس. لقد ذرفوا الدموع وأحنوا رؤوسهم نحو الكونت أورانوس وزوجته. تحدث الكونت أورانوس إلى عائلة ساتورنوس بتعبير ونبرة لا تحتوي على أي انفعال.
“لقد أنقذت حياة ابنتي على حساب حياة ابنتي، لذا يرجى الاعتزاز بذلك والعيش وفقًا لذلك. حقيقة أنك نجوت ليست جريمة. لذلك ليس هناك حاجة للشعور بالذنب حيال ذلك. “هههههه… … !”
ركعت ليا أمام الكونت وبكت.
شاهدها آريس بعيون غير مبالية. في الواقع، كان شهامة الكونت أورانوس غير عادية. علاوة على ذلك، فبدلاً من التشبث بالأسباب السطحية للمأساة، تعمق في تحديد المسؤول الأساسي عن هذه المأساة.
وكانت النتيجة انعقاد مجلس النبلاء.
لقد كان يومًا مشمسًا بلا داع. نظر آريس بهدوء حول المقبرة التي ستنزل فيها بيانكا، ولاحظ وجود شخص يختبئ على مسافة قريبة، وهو يراقب الجنازة.
“المرأة ذات الشعر الأسود !’
شعر وكأن دمه كله يغلي من قلبه الممزق.
دبت الحياة في اوصال آريس.
واتجه بشكل أعمى مباشرة نحوها.
كانت “المؤلفة” تتجسس باهتمام على المقبرة، دون أن تعلم أن آريس يقترب منها.
وهي تتتصت سمعت صوت ازيز المسدس وهو يتم سحبه، فالتفتت وقالت بسخافة: “مهلا ما هذا! هل هذا مسدس؟ ”
لوت المرأة ذات الكلمات السخيفة شفتيها وتحدثت بينما كان مسدس آريس موجهًا نحوها.
“هل انت آريس جوبيتر؟”
“الكاتبة.”
“يا إلهي! هل تعرفني؟ هل قالت لك بيانكا؟ أخبرتني ألا أقابل أحداً، لكنها اخبرتك كل شيء؟ يا إلهي!”
حاول آريس تهدئة قلبه المضطرب.
وكان المسدس الذي في يده لا يزال موجهاً نحو “الكاتبة” دون أن يرتعش.
” انت ‘المؤلفة’ نعم … هل أنت من صنعت هذا العالم؟” “هراء. كلامك يبدو لطيفا حقا. لكنني لست الصانعة. أنا مجرد كاتبة”.
“ماذا تقصدين؟”
“الشخص الذي صنع هذا العالم كان “شخصًا ذا قدرة” ووقع عقدًا معي، بعد ان كتبت الرواية ، صحيح بما أن هذا العالم تم إنشاؤه بناءً على روايتي… أقدر ان اقول أيضًا انني من صنعته؟ تسك تسك. “
بالنظر إلى “المؤلفة” التي كانت تضحك، تحدث آريس وتعبيره لا يزال ضائعًا: “لا يهمني ما أنت عليه….أعيدي بيانكا إلى الحياة.”
“لماذا! إن النهاية السعيدة تقترب!”
“هل النتيجة النهائية أن أصبح إمبراطورًا وليا تصبح إمبراطورة؟ ولكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ ليس لدي أي نية لأن أصبح إمبراطورًا، ولن أتزوج ليا”.
قالت “الكاتبة” ببهجة عارمة: “أوه، أنا لا أعرف! لا أعرف كيف سيحدث الأمر، لكنك ستصبح إمبراطورًا على أية حال. وستتزوج ليا، حسنًا، ستصبحوا أقرب بمرور الوقت اليس كذلك؟ ليا شخصية مخلصة جدا في حبها لك !”
ومع ذلك، لم يفجر آريس غضبه المخيف، لكنه حافظ على تعبيره الزجاجي طوال هذا الوقت.
“سأقول ذلك مرة أخرى…أعيدي بيانكا إلى الحياة.”
“أوه لا. انت تقودني للجنون. الآن لم يتبق سوى “عمود” واحد! لقد ماتت بيانكا على أية حال، وليس لدي القدرة على إعادتها إلى الحياة! و أنا أيضًا دخلت هذا العالم لا أستطيع العودة! ماذا أستطيع أن أفعل؟”
لم يتحرك آريس ولم يخفف من موقفه وهو يوجه مسدسه نحو “الكاتبة”.
ومع ذلك تدفقت دمعة واحدة وحيدة مثقلة على وجهه المنحوت.
واصلت “الكاتبة” استرضاء آريس: “يا! استمع؟ العالم لن يتغير على أي حال! حاولت بيانكا جاهدة، ولكن في النهاية لم تستطع تغيير موتها! والان، من فضلك أنقذني وانقذ نفسك. لم تتبق سوى “ركيزة” أخيرة واحدة. كل ما يتطلبه منك الأمر هو فعل شيء واحد لكي تكون سعيدا! ليس عليك أن تفعل أي شيء، فقط ابق ساكنًا وسوف تتحسن الامور من تلقاء نفسها! لذا استمع إلي فقط واسترخي، حسنا؟ ”
وفي خضم محاولات الكاتبة الحثيثة على اقناعة ، كانت هناك كلمة عالقة بحدة في ذهن آريس.
“كما هو متوقع، نهايتي السعيدة انا وليا هي … “الركيزة” الأخيرة ، صحيح؟”
“صحيح! أصبح الامر مفهوم الآن! لذا، عليك فقط أن تدع الفرح والحزن يأخذان وقتهما الطبيعي و يزولان مع مرور الوقت “
حركت “المؤلفة” ذراعيها بحركة مبالغ فيها، وكأنها تصور مسرحية، وهي تقلد تدفق الماء .
ومع ذلك، لم يعر آريس أي اهتمام لتحركات “المؤلفة” أمامه
فتح فمه مرة أخرى ونظراته ثابتة كما لو كانت متجمدة :”إذا لم يكن هناك بطل، فلن يكون هناك ‘عمود’.”
“بالطبع! “العمود” نفسه يدور حول الأبطال .. !”
أومأت “المؤلفة” بصوت عالٍ وتوقفت فجأة كما لو أنها أدركت شيئًا ما، واتسعت عيناها وقالت : “يا! مستحيل لا تفكر في الامر حتى! “
ابتسم آريس والدموع ملئت عينيه. اكتشفها… الطريقة الوحيدة لكسر “العمود”!
ضحك آريس ووضع فوهة المسدس على رأسه.
ثم لوى شفتيه الحمراء بسخرية نحو “المؤلفة” وقال كلماته الأخيرة:”عودي إلى العالم الأصلي وأنقذي بيانكا. اذهبي وأعيدي كتابة الرواية بشكل صحيح.”
قبل أن يضغط على الزناد، سمع “الكاتبة” تصرخ مصدومة : “يا … أيها المجنون… !”
ولكنه لم يستمع واطلق النار من المسدس.
سقط آريس ببطء بوجه مبتسم وتناثر دمه حوله.
في تلك اللحظة، اهتزت الأرض بعنف، وكأن المحور قد انهار.
بدأت الأشجار المحيطة بـ “المؤلفة” وآريس تنهار كالرمال وتطير في مهب الريح. كان العالم يختفي.
العالم الذي فقد شخصيته الرئيسية فقد ركائز أيضا التي تدعمه وبدأ في الانهيار. صرخت “الكاتبة” من الألم.
“آه! هذا اللقيط دمر كل شيء! يا إلهي، بيانكا! ايتها الحمقاء اللعينة!”
مع العالم وهو يختفي، صرخت “المؤلفة” وسرعان ما تناثرت كالعالم مثل الرمال.
لقد دمرت إرادة آريس الحرة أخيرًا “عمود” الرواية. وانهار العالم.
*** أدعوا لأهلنا في غزة بالسلامة **** لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة قراءة ممتعة ~~♡~~
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات