نبض قلبه بشدة…. أي نوع من الهراء هذا الذي يتحدث … أصبح في حالة من الفوضى.
سقط الخادم على ركبتيه وانفجر في البكاء: “لقد وصل للتو شخص من عند الماركيز يقول انها سقطت ! اللعنة !”
خرج الكونت أورانوس من الصالة بوجه محتقن بالدم.
كما صعدت الكونتيسة وآريس على عجل إلى العربة من بعده. لن يتحدث احد و امتلأت العربة المتجهة نحو البحيرة بالصمت المرعب.
مدخل البحيرة كان ممتلئًا بالفعل بالناس الذين يتحدثون.
ومن بين الحشد، سمعوا صوت ميراندا، الخادمة الشخصية لبيانكا، وهي تبكي كما لو كانت ممزقة.
عندما ظهر الكونت وزوجته وآريس في مكان الحادث، انقسم الحشد وصنعوا ممر لهم .
وفي نهاية الطريق، كانت هناك امرأة شابة ذات وجه مألوف ترقد وكأنها نائمة.
أمام أعين آريس، ظهرت صورة مشوشة عن الكونت والكونتسية وهما يركضان ليتلقفا جسد بيانكا.
باستثناء بيانكا، كان كل شيء آخر مشوشا وضبابيا. بدا أن العالم غارق في الصمت… وكأنه قد توقف لوهلة!
هدأ ضجيج الناس…. وفي مرحلة ما، أصبح شاطئ البحيرة هادئًا، كما لو أن الرياح قد توقفت ايضا .
“أهه…… !”
الحزن الذي أظهره الكونت والكونتيسة أورانوس لا يوصف، لدرجة أنه حتى الأشخاص الذين كانوا يشاهدونهم ظهرت الدموع في عيونهم.
ذرف الكونت الدموع بصمت وبيديه المرتعشتين، قام بمسح وجه ابنته البارد بالفعل كما لو كان يداعب أغلى شيء في العالم.
أطلقت الكونتيسة تنهيدة عالية، وأغمي عليها دون أن تتمكن حتى من الصراخ. ساعد الناس الكونتيسة التي سقطت.
كل شيء أمام عينيه بدا وكأنه حلم.
إنه أسوأ كابوس في العالم، ولم يتردد سوى صوته في رأسه المضطرب.
بدت بيانكا نائمة… الشيء الوحيد الذي كان مختلفًا قليلاً عن المعتاد هو لون بشرتها، الذي تحول من الأبيض النقي إلى الأزرق، دون أي أثر للدم.
وفقدت الشفاه المغلقة بإحكام لونها الأحمر الفاتن . تلعثم آريس ومد يده وضغط على يد بيانكا. سقطت يدها الباردة بلا حول ولا قوة، وغير قادرة على الإمساك بيد آريس. عندها فقط اصطدم الواقع القاسي بلا رحمة بوعي آريس.
سقط آريس على ركبتيه أمام بيانكا بوجه مدمر.
“بيانكا …… “.
حتى لو نادها، فهي لن تفتح عينيها.
يحتاج إلى الاعتذار منها ….يجب أن تتوقف عن المزاح الآن وتستيقظ. جلس آريس مذهول، وهو يمسك بذراع بيانكا ويهزها. ومع ذلك، فإن ذراعيها الباردتين لم تعد تنتميان إلى شخص حي بالفعل.
هرج صوت غريب من فم الكونت وكأنه سيحرق الارض: “اين ملاح .. القارب؟ … “.
تم جر الملاح الذي كان يجدف بالقارب الذي استقلته بيانكا وهو يرتجف وسقط على ركبتيه.
روى القصة بأكملها بصوت دامع: “تجادلت السيدة أورانوس مع السيدة ساتورنوس! صفعت السيدة أورانوس السيدة ساتورنوس، وسقطت السيدة ساتورنوس في الماء، فقفزت السيدة أورانوس في الماء لإنقاذها! “
“ابنتي سباحة ماهرة.”
“دفعت السيدة ساتورنوس إلى الماء، لكنها لم تتمكن من الخروج مرة أخرى إلى سطح الماء ! اللعنة… “.
تردد اسم ليا ساتورنوس بشكل حاد في عقل آريس المشوش.
تمتم بصوت بارد بشكل مخيف، وهو لا يزال ممسكًا بذراع بيانكا: “ليا ساتورنوس؟”
رفعت ميراندا، التي كانت تبكي، وجهها المغطى بالدموع ونظرت في اتجاه ليا.
وكانت ليا، التي أنقذتها بيانكا، لا تزال ترتجف، وهي تغطي جسدها بمنشفة سميكة.
قالت ابنة الماركيز، التي استضافت رحلة القارب هذه، وهي تمسح دموعها: “أثناء محاولتها إنقاذ ليا، بيانكا ما … ؟”
“أرسلت لي سيدة أورانوس رسالة في وقت متأخر من الليلة الماضية. إن لديها ما تتكلم عنه بشكل خاص مع السيدة ساتورنوس، لذا طلبت مني أن اسمح لها بالركوب معها على نفس القارب ….. “
“ماذا قالت لك يا ليا؟”
الآن وجه آريس الخالي من التعبيرات مخيف كالشبح لدرجة أنه لا يمكن اعتباره شخصًا حيًا.
لم تتمكن ليا حتى من التنفس بشكل صحيح بسبب تعابير آريس الغريبة عنه لكنها قالت بتلعثم : “اه، قالت أنكم انفصلتم … وأرادت انت ماذا قلت لك في آخر مرة زرتك … “.
تجمد آريس كالتمثال ونظر إلى ليا دون أن ينبس ببنت شفة.
المرأة التي يحبها فقدت حياتها في الماء لإنقاذ عدوتها.
توفيت بيانكا أورانوس بعد إنقاذ ليا ساتورنوس.
لقد تمزق قلب آريس من الغضب من هذا المصير المؤسف. أدار رأسه بعيدا عن ليا. لهذا السبب لم يتمكن من رؤية ليا تذرف دموعًا مثيرة للشفقة تجاهه.
وهرع مسؤولون من مكتب الأمن.
و حصلوا على هوية الملاح كشاهد مهم، كما طلبوا من ليا وابنة الماركيز المشاركة في التحقيق كشهود.
الكونت أورانوس أمسك بجسد بيانكا بعناية.
بعد أن افاقت الكونتيسة ، تبعها الكونت هي وميراندا… وورائهم كان آريس
خطواتهم كانت ثقيلة و مهيبة ومحزنة بحيث لم يجرؤ أحد على تجاوزهم.
في خطواتهم حول بيانكا للمرة الأخيرة، أحنى الجميع رؤوسهم وذرفوا الدموع. صعد الكونت وزوجته إلى عربة الكونت حاملين جثة بيانكا.
ركبت ميراندا أيضًا في نفس العربة مع الكونتيسة.
جلس آريس بمفرده في العربة التي ركبتها بيانكا عندما ذهبت إلى الرحلة. سيطر عليه شعور بالعجز الشديد. انهار آريس على الكرسي. ولم تنزل الدموع من عينيه بعد.
أدرك آريس لأول مرة أنه عندما يتجاوز الحزن الحد ، لا يقدر حتى على البكاء.
كان يجب أن يعتذر لها! كان يجب أن يتقدم لها!
تمتم آريس بهذا لنفسه مثل المرآه مكسورة.
ما زال لا يصدق أن بيانكا لم تعد في هذا العالم للاستماع إلى كلماته. استلقى على كنبة العربة وفتح راحتيه لكن بقي الشعور بلمس يدها عالقا على يده.
بيانكا؟ كان عقل آريس مشوش مرة أخرى.
وسرعان ما انتشرت قصة مأساة البحيرة، التي وقعت دون أن يكون هناك وقت لفعل أي شيء، في جميع أنحاء العاصمة من خلال كلمات الحاضرين.
استغرق الأمر أقل من نصف يوم حتى انتشرت أخبار وفاة بيانكا في جميع أنحاء الدوائر الاجتماعية بالعاصمة. لقد كان حادثًا صادمًا.
عندما وصلت العربة التي استقلها الكونت منزل أورانوس، توجه الكونت إلى المشرحة تحت الأرض حاملاً بيانكا بين ذراعيه.
نظرًا لأن آريس لم يكن أحد أفراد العائلة، لم يتمكن من مرافقة بيانكا إلى وجهتها النهائية ووقف ضائعًا أمام الباب الأمامي.
بعد فترة، اتجهت خطواته بشكل طبيعي نحو غرفة بيانكا.
في منزل الكونت، الذي فقد النظام وأصبح في حالة من الفوضى بسبب المأساة المفاجئة، لم يلاحظ أحد ذهاب آريس إلى غرفة بيانكا.
عندما فتح آريس الباب، امتلأت الغرفة برائحة بيانكا، كما لو كانت هناك منذ لحظات.
سواء كانت علم أن صاحبة هذه الغرفة قد ماتت أم لا، يبدو أنه يمكنه سماع صوت ضحكات بيانكا في الغرفة في كل لحظة.
تذكر شكلها عندما كانت استلقت معه على السرير حتى الصباح. شعر انه إذا رفع البطانية سيرى بيانكا هناك مستلقية وشعرها الأسود الرائع منثور كالورد وهي تنظر إليه وتبتسم.
لا يمكن أن يحدث هذا. الكلمات الأخيرة التي يسمعها منها لا يمكن أن تكون مجرد كلمات عن الانفصال. هز آريس رأسه بجنون… فحصت عيونه البنية الذهبية التي فقدت بريقها الغرفة.
وفجأة، لاحظ كتابًا صغيرًا به قفل على المكتب. نهض دون وعي وسار نحو المكتب.
تمتم آريس بهدوء: “مذكرات … “.
قبل أن يخطر بباله أن هذا كان تذكارًا لبيانكا وأنه لا ينبغي له أن يأخذه بلا مبالاة، كانت يده قد التقطت المذكرات بالفعل ووضعتها في الجيب الداخلي لسترته.
لم يكن أعرف كم من الوقت بقي في غرفة بيانكا يجلس على الأريكة بصدمة ، وفُتح الباب بهدوء. كانت دوقة جوبيتر من فتحته
“امي … “.
بمجرد وصول الأخبار إلى دوق ودوقة جوبيتر، لم يتمكن دوق ودوقة جوبيتر من إخفاء يأسهما واندفعا إلى الكونت أورانوس بسرعة.
أثناء انتظار الكونت وزوجته، اللذين لم يخرجا بعد من المشرحة الموجودة تحت الأرض، لاحظت الدوقة أن آريس لم يكن موجودًا في أي مكان. ووجدت بسرعة المكان يمكن أن يكون فيه ابنها.
“آريس … “.
ذرفت الدوقة دموع بيأس وعانقت آريس المتصلب.
هزته مثل لعبة خشبية و آريس أمسك بذراعي والدته بلا حول ولا قوة .
“بيانكا لن تفتح عينيها مرة اخرى”
“ماذا يجب ان افعل الان ؟”
فقط بعد أن تأثر بدفء والدته، ذرف آريس دموعه أخيرًا.
في تلك اللحظة، شعر بالخسارة الشديدة الذي لم شعر بها من قبل تمسك بقلبه تمزقه بقسوة كالوحش.
“هاه !”
“آآآه! آريس!”
أصيبت الدوقة بالذهول وهزت آريس الذي لم يتمكن من التنفس وهو يضغط على صدره.
سمع العديد من الخدم صراخها وركضوا لمساعدة آريس.
لم يكن أمام آريس خيار سوى العودة إلى القصر.
في غرفته، لم يستطع آريس التوقف عن البكاء، لكنه فتح المذكرات التي أحضرها من غرفة بيانكا.
من ذلك الحين، كسر قفلها ببساطة عن طريق الدوس عليها بقدميه.
أدرك آريس غريزيًا أن كل الأسرار كانت مخبأة في هذه اليوميات.
كان صدره المختنق يؤلمه شيء فشيء من التوتر بسبب اقترابه من الحقيقة، لكن عينيه سرعان ما قرأتا مذكرات بيانكا.
مع قِرَأته كل صفحة من مذكراتها، كانت أطراف أصابعه ترتعش.
احتوت هذه المذكرات الصغيرة على كل الحقائق القاسية والضخمة لدرجة أنه لم يرغب أبدًا في تصديقها.
“بيانكا !”
واجه آريس أخيرًا الحقيقة الكبيرة التي حاولت بيانكا جاهدة إخفاءها.
الحقيقة الشبيهة بالكذبة وهي أن هذا العالم هي رواية كتبتها “مؤلفة” ذات شعر أسود.
أيضًا، آريس نفسه هو بطل الرواية في هذا العالم، وبيانكا هي شخصية داعمة تقع في حب بطل الرواية من طرف واحد ثم تموت بسبب إيقاعها بين البطلين.
احتوت المذكرات على الشكوك الشديدة التي شعرت بها بيانكا بعد اكتشاف هويتها الحقيقية، وخضوعها لمصيرها الذي سيؤدي قريبًا إلى وفاتها، وغيرتها وحسدها الفطري تجاه ليا، واليأس الناجم عن ظهور “العمود”.
وقبل كل شيء، كتبت عن حبها الجاد له بوضوح .
عندما وصل الى أن “ركائز” الرواية تظهر واحدة تلو الأخرى لتصل الرواية إلى نهايتها حيث تموت الشريرة بيانكا ويحصل البطل على نهاية سعيدة مع ليا، اغلق آريس المذكرات.
احمرت عيون آريس حتى برزت فيها العروق …
من يستطيع أن يحدد نهايته السعيدة حسب رغبته؟
كيف يمكن أن يكون سعيدا بدون بيانكا؟
**
ادعوا لأهلنا في غزة
**** لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة قراءة ممتعة
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل "75"