حياني آريس بابتسامة لطيفة، تمامًا مثلما ودعني يوم عودتنا من رحلتنا معًا.
“بيانكا. أفتقدتك.”
“هيهي. وأنا كذلك آريس.”
استقبلته بعناق كبير وجلسنا في مواجهة بعضنا البعض على طاولة في الحديقة.
كنا في فصل الصيف، لذا لم يكن الجو باردًا جدًا حتى في المساء.
أضاء ضوء سحري ناعم المنطقة التي جلسنا فيها.
لقد لاحظت آريس يجلس بهدوء وهو يأخذ أيضًا رشفة من الشاي الذي أعددته، دون أي علامة على الاستعجال، وابتسم بارتياح وقال : “لقد افتقدت الشاي الخاص بك. لا تعرفين كيف شعرت في الأيام القليلة التي لم أرك فيها .”
“لقد اشتقت إليك أيضًا، لكنني كنت أعلم أنك مشغول، لذالك لم اتصل به.”
“هاها، كان يمكنك زيارة مكتبي في وسط المدينة لمرة واحدة على الأقل… حتى لو كنت مشغول سافرغ لك نفسي.”
“بالطبع ينبغي عليك أن تفعل ذلك… هيهي … “
لم نتمكن أنا وآريس حقًا من الوصول إلى هذه النقطة وواصلنا التجول.
هذا النوع من الأشياء لا يناسب مزاجي.
وضعت فنجان الشاي بعناية، وأخذت نفسًا عميقًا، وتحدثت بهدوء. “آريس…قلت أنك تريد أن تسألني شيئا.”
أظلم تعبير آريس في لحظة. كما هو متوقع، بدا وكأنه لن يسأل اي سؤال عادي.
بالكاد فتح شفتيه ليتحدث: “قد يكون هذا سؤالًا غير مريح بالنسبة لك، لذا لست متأكدًا من كيفية طرحه… “
ابتسمت بخفة وانتظرت بهدوء آريس ليكمل .
فاردف قائلا : ” بيانكا…كان هناك شيء أردت أن أسأله لك من قبل… كان هناك شيء واحد لم تخبريني به طوال هذا الوقت…أعتقد أنكِ تعرفين.”
اختفت الابتسامة الخافتة التي بالكاد ظهرت على وجهي تمامًا. غرق قلبي.
يبدو ان آريس سيسأل عن “المؤلفة” وعن حقيقة هذا العالم!
أصبح الهواء ثقيلا فجأة… تردد آريس لفترة طويلة، غير قادر على مواصلة الحديث، ثم رفع رأسه بكل حزم، وكأنه اتخذ قراراً قوياً وقال ر “أريد أن اعرف… السر الذي يمنعك من التركيز علي… والنظرة في عينيك تجعلني أشعر بالقلق أحيانًا و… تلك المرأة ذات الشعر الأسود.”
في اللحظة التي أكد فيها آريس شكوكي القاتلة، توقفت عن التنفس لوهلة.
كان قلبي ينبض وكأنه على وشك القفز.
لم أعتقد أبدًا أنه سيطرح هذا الموضوع فجأة!
سألت آريس مرة أخرى بصوت قاسياً حتى على سمعي: “لماذا تسأل ذلك فجأة؟ أنت لم تسألني عن ذلك من قبل مثل هذا من قبل.”
” صحيح…قلت إنني سأنتظر ردك.”
“هذا صحيح، ولكن هل يمكنك أن تخبرني لماذا أنت منزعج للغاية ولا تستطيع الانتظار الآن؟”
دون أن أدرك ذلك، استجوبت آريس بحدة..
اكملت بنفس الحدة : “منذ بضعة أيام فقط قضينا وقتًا رائعًا معًا في الفيلا. في هذه الأثناء، كانت علاقتنا سعيدة بما فيه الكفاية بالرغم من اني لم اشرح لك المشكلة التي تثير فضولك وقتها… اعتقدت أنك تعلم جيدًا أنني أحبك يا آريس.”
“ما الذي هزك كثيرًا في الأيام القليلة الماضية؟ هل هناك أي سبب يجعلك تريد أن تسألني هذا السؤال الآن؟”
قلت بثقة فاقت التوقعات.
على الرغم من أنني وآريس لم نتحدث عن أي شيء عن “الكاتبة”، إلا أننا أحببنا بعضنا البعض دون أي نقائص، ولم يكن هناك شك في ذلك الحب.
ولكن ما الذي هز آريس إلى درجة أنه لم يتحمل عدم اخباري له وجاء لي في غضون ثلاثة أيام فقط من رحلتنا ؟
نظرت إلى آريس ببرود.
هل كان حبه غير حقيقي لدرجة أنه في غضون أيام قليلة اهتزت ثقته بي بالكامل؟
بني هناك جدار ضخم بيني وبين آريس.
وظهر نهر واسع جدًا لا يمكن عبوره، أصبحت هناك هوة ضخمة مظلمة لن تُغلق أبدًا بيني وبين آريس.
اهتزت عيون آريس بعنف. لقد كان الأمر أشبه بنوع من الغضب، “بيانكا…هل تؤمنين بي حقًا؟”
“ماذا؟”
“أنتِ دائمًا تقلقين بمفردك وتعتنين بكل شيء بمفردك…أنت تقولين أنك تحبيني، ولكن يبدو أنك لا تثقي بي.”
“ما هذا…… “.
“إذاً لماذا تحاولين إخفاء الأمر عني؟ هل سرك أغلى مني انا حبيبك؟”
كنت في حيرة من أمري بسبب كلماته للحظة.
هل إخفاء حقيقة هذا العالم أهم من آريس؟
لا، ترتيبه خاطئ… لأنني أعتز به وأضعه اولا، حاولت إخفاء حقيقة هذا العالم عنه!
لأنه يجب ألا يشكك أبدًا في إرادته الحرة.
لأنه لا يجب أن يعلم أن حبه لليا هو مصيره كبطل الرواية، الذي حددته “الكاتبة” بشكل تعسفي، بغض النظر عن إرادته.
لأنه يجب ألا يدرك أن السعادة التي سيستمتع بها في حياته المستقبلية ليست من اختياره، بل هو شيء قدمته له الكاتبو قسراً ولا معنى له!
بالإضافة إلى ذلك، لم أرغب في أن يعرف آريس أن حبي لم يكن ضمن إرادتي الحرة ، بل انه مجرد أداة درامية مصممة لجعل الشريرة تقع في حب بطل الرواية .
وعلى الناحية الاخرى كان حب آريس لي بسبب إرادته الحرة النبيلة.
لم أرغب مطلقًا في أن ينكشف أمامه الواقع البائس لحقيقة حبي.
لكي يعيش آريس بسعادة حقيقية دون أن يكون متشككًا بشأن حياته نفسها، كان عليه ألا يعرف حقيقة هذا العالم حتى النهاية.
على عكس آريس، الذي كان يرتجف من الغضب، كان قلبي باردًا مثل الجليد.
لم اغضب حتى.
كان الأمر كما لو أن كل مشاعري قد اختفت، وكل ما شعرت به كشخص حي قد اختفى.
فهل هذا هو وقت الانفصال؟
للحظة، فكرت في الكذب لتجنب سؤال آريس.
لكن هل يمكن لآريس، الذي يعرفني أفضل مني، أن ينخدع بمثل هذه الأكاذيب السطحية؟ انه آريس الذكي؟
لا. لقد خيرني الان…. هى اقول الحقيقة أم لا؟ وبما أنني قررت إخفاء الحقيقة، فقد كنت مستعدة لإنهاء علاقتي مع آريس هنا،
الآن اضطررت إلى قلب الطاولة بطريقة ما حيث استجوبته هو.
ما تساءلت عنه هو لماذا أخلف آريس الذي قال إنه سينتظرني للإجابة عن سؤاله يومًا ما وعده فجأة.
تحدثت إلى آريس بوجه خالي من التعبير، “حتى لو لم أخبرك بالسر حتى الآن، فقد أكدت بالفعل أننا نحب بعضنا البعض. ولكن هل تحتاج حقًا إلى معرفة ذلك؟ ألا تعتقد أن حتى محاولة معرفة ذلك هو في الواقع كسر لثقتك بي؟ “
“سؤالي يكسر ثقتي بك؟”
“على الرغم من أنني لا أعرف كل شيء عنك، ليس لدي شك في أنك تحبني. لكن لماذا لا تثق بي اكثر؟ هل عليك أن تعرف كل شيء عني لإثبات أنني احبك ؟”
“إذا سألتني، يمكنني أن أجيب على أي أسئلة لديك.”
“أنا لست مثلك…حتى لو سألت، لن أخبرك إذا لم يكن هذا الشيء ضروريا في علاقتنا .”
“سأقرر معك ما إذا كان يجب أن اعرف ام لا.”
“هءه مهمتي ، سأحكم على الأمور.. هناك أشياء لا أريدك أن تعرفها… بعض الأشياء من الأفضل عدم معرفتها.”
“أعتقد أنه إذا كنت تحبيني، فلا ينبغي أن تكون هناك أسرار بيننا.”
“أوه، هذا ما تعتقده.”
تصادمت وجهات نظرنا .
وتلا ذلك مواجهة متوترة، دون أن يتراجع أي منا خطوة واحدة.
لو كان لدينا المزيد من الوقت، لكان بإمكاننا تضييق هذه الفجوة في وجهات النظر تدريجياً.
كنت سأكشف عن نفسي شيئًا فشيئًا، وكان آريس سينتظرني، وفي النهاية، سنكون قادرين على الحصول على حب مبني على ثقة راسخة حيث لا توجد حاجة لإخفاء أي شيء عن بعضنا البعض.
ولكن ليس لدي الوقت لذلك…
لحسن الحظ، فقد تم الحفاظ على علاقتنا حتى الآن من خلال تقديم آريس للتنازلات بدلاً من الإصرار على وجهة نظره.
ولكن الآن يبدو أن آريس لم يكن لديه أي نية للتراجع.
ما الذي دفعه إلى هذا الحد ليريد ان يعرف؟
لماذا فقد رباطة جأشه وجاء مسرعا ليسألني عن سري؟
في تلك اللحظة، كان من البديهي تقريبًا أن يخرج اسم ليا من فمي وقلت : “لقد قابلت ليا ساتورنوس.”
اصبح وجه آريس شاحبًا في لحظة.
“هي من هزتك هكذا…. صحيح؟”
“الأمر ليس كذلك….. !”
“أعتقد أنها أخبرتك عن تكهناتها أنني كنت على علم بالهجوم على مسابقة الصيد مسبقًا واستفدت من الامر؟ هل أثار ذلك فضولك عما كنت أخفي أي شيء؟ هل صدقت كلامها؟”
“بيانكا. أنا لا أؤمن بمثل هذه التكهنات التي لا أساس لها من الصحة! أنت لا تعرفيني إلى هذا الحد؟”
في الواقع، كنت أعرف بالتأكيد مقدما أن الأميرة أرييل سيحصل لها حادث… لأنها ترتبط مباشرة بـ«عمود» الرواية.
لكنني كنت مصممة على المضي قدماً وزنقه في تكهنات غير متأكدة منها حتى النهاية.
على أية حال، أليس صحيحًا أن آريس تأثر أيضًا بكلام ليا؟
ولم أشعر بشيء وانا أكاد انفصل عن آريس .
تحدثت إليه بتعبير خالي من التعبير طوال الوقت: “سمعت أن مثل هذه الإشاعة السخيفة صدرت في حفل شاي الأميرة أرييل، لكنني لم أحلم أبدًا أن تتأثر بمثل هذه الكلمات.”
“بيانكا. لا تخرجي عن الموضوع…هذه مسألة ثقة بيني وبينك، بغض النظر عن ليا.”
“اعتقدت أننا نحب بعضنا بشغف، لكنك تدفعني إلى هذه النقطة بسبب كلمة واحدة من صديقتك… هل ستظل مصر حتى النهاية على أن هذا لا علاقة له بليا؟”
“اتعتقدين أن ليا في نفسك كفتك ؟ ألم أتمكن من منحك هذا القدر من الثقة طوال هذه الاشهر؟ لقد أظهرت لك مرات لا تحصى حبي و أند أهم شيء بالنسبة لي!”
“لا بد أن الأمر كان هكذا في الماضي… لكنني لا اشعر بذلك الآن.”
صرخ آريس تقريبًا في وجهي: “بيانكا!”
لكنني كنت قد حجرت رأسي بالفعل وقلو له بفحيح : “جيد… هل أخبرك بالسر الذي كنت تشتاق لسماعه؟ قدرك ليس معي… أنت وليا ساتورنوس مقدر لكم علاقة حب ابدية … ستكون سعيد جدا معها.”
“ما هذا الهراء الذي تتحدثين عنه يا بيانكا!”
“انظر إليك… حتى لو قلت لك الحقيقة، فإنك لا تصدقني على الإطلاق… ولكن عندما قالت ليا مثل هذا الهراء، ارتبكت على الفور. ..كيف يجب أن أرى الامر هكذا؟”
“كيف تقولين ذلك ؟ هل بدا لك حبي بهذا الضعف؟”
حدق آريس في وجهي بعيون مليئة بالغضب واليأس.
لم يكن هناك أي أثر لذلك الدفء الموجه نحوي دائمًا.
أخبرتني مشاعر آريس التي كانت محفورة بعمق في قلبي بهدوء أن آريس يتألم بشدة الآن.
آسفة. آريس. لكنني تأذيت أيضا.
هدأت بهدوء قلبي المتوتر مرة أخرى.
وبعد لحظة تحدث بصوت هادئ: “أنا لا أشك في القلب الذي أظهرته لي حتى الآن… في الواقع، أنا أعرف انك احببتني كثيرًا.”
“اذا لماذا!”
“أليس الحب شيئًا لا تفهمه ابدا؟ لا أشعر بحبك كما السابق الآن.”
“هل تشعرين وكأنني لا أحبك؟”
“نعم…. تريد أن تجبرني أن اسمعك ما لا أريد أن أقوله… ومع ذلك ما زلت من أولوياتك ؟”
“ماذا…… ؟”
“لا أعتقد أنني سأكون من أولوياتك من الآن فصاعدا….سيكون من الصعب علينا ان نكمل معا مرة أخرى لأن الامر كذلك.”
لا يوجد شيء آخر يمكن أن أقوله.
وقفت ببطء برشاقة السيدة النبيلة التي كنت عادة واردفت : “الأمير آريس جوبيتر…. قد كانت الفترة السابقة ممتعة وسعيدة … أتمنى أن تحظى برحلة آمنة إلى بيتك.”
*** أدعوا لأهلنا في غزة بالسلامة **** لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة قراءة ممتعة ~~♡~~
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "71"