الفصل التاسع والستون : الشمس تكون اجمل وقت غروبها

وبينما كنت أحتضن ذراعي آريس، كان جسده، ورائحته المقربة لقلبي يغلفون جسدي بالكامل بحرارة… السعادة ملأت قلبي.

أصبح وجهي باردًا فجأة واحمرت عيناي وذرفت الدموع بسرعة.

صررت على أسناني لأمنع دموعي من السقوط.

” … ؟”

نظر آريس إلى وجهي، وبدا مندهشًا إلى حد ما.

اه انه الشخص الحساس … أعتقد أنه أدرك أنني كنت أبكي.

“بيانكا … “.

ولم يسأل لماذا كنت أبكي… بدلا من ذلك، أطلق تنهيدة عميقة وعانقني بقوة أكبر.
ربت على ظهري ومسد عليه بدفء لمس قلبي.

بكيت بهدوء للحظة، ثم أخذت نفسا عميقا لتهدئة نفسي.

لا يجب أن تنهار. لأنني قررت بالفعل قبول مصيري بحزم.

ومع ذلك، مع جملة واحدة من آريس، سرعان ما انفجرت في البكاء مرة أخرى.

“لا بأس في البكاء. سأحميك.”

أنا حقا آمل ذلك. أريدك أن تهدم “ركائز” العالم في هذه الرواية.

أتمنى أن تتمكن من تحريف قدرنا قبل ان تتركني وتذهب إلى ليا.

بالكاد تحدثت معه بصوت باكي: “شكرا لك على كلامك اللطيف.”

“ليست هناك حاجة إلى أن تشكريني… هذا واجبي تجاه حبيبتي .”

كان لصوت آريس دون أي تردد صدى عميق في قلبي.

أغمضت عيني وابتسمت بضعف.

لم يسأل آريس حقًا لماذا بكيت حتى النهاية.

لقد كان هذا النوع من الأشخاص.

على الرغم من أنه كان فضوليًا للغاية، إلا أنه كان يمد يده دائمًا وينتظرني حتى أفتح قلبي.

كان الأمر كذلك عندما اعترف لي لأول مرة.

وحدث الشيء نفسه عندما شاهدت “المؤلفة”.

و عندما أبقيت فمي مغلقًا وصمتت بشأن حقيقة هذا العالم، لم يضايقني أبدًا.

“أحبك. آريس. أحبك.”

من كل قلبي، اعترفت لآريس مرة أخرى.

حتى لو قلتها آلاف أو عشرات الآلاف من المرات، لم تكن كافية، لذلك واصلت تكرارها.

“أعلم يا بيانكا. أحبك أيضًا.”

لن يعرف أبدًا كم أراحتني ضحكته اللطيفة.

＊ ＊ ＊

في صباح اليوم التالي، تركنا منزل الشاطئ مليئًا بالذكريات السعيدة خلفنا وركبنا العربة لنعود إلى حياتنا اليومية.

على الرغم من أن الطريق المبلل بالمطر كان موحلًا بعض الشيء، إلا أن الأمر لم يكن سيئًا لدرجة إلا   تتمكن العربة من السير.

“سيكون لديك الكثير من العمل للقيام به عندما تعود يا آريس.”

عندما قلت هذا بابتسامة، هز آريس رأسه بارهاق بمجرد التفكير في الأمر : “أعتقد أنني ورثت الشركة بسرعة كبيرة… ليس لدي وقت لاتكاسل.”

على الرغم من أن والد آريس كان لا يزال ممثلًا اسميًا لاتحاد التجار الذي تديره عائلة جوبيتر، إلا أنه في الواقع كان آريس هو الذي يقود الشركة التجارية، لذلك كان من الطبيعي بالنسبة له أن يشتكي بهذه الطريقة.

كان من النادر جدًا حتى في الإمبراطورية أن يكون لديك هذا المستوى من المكانة في سن العشرين، لكن أداء آريس كان أفضل من المتوقع.

سارت العربة لمدة ثلاث ساعات ووصلت إلى منزلي.

قال آريس إنه يريد أن يقابل بوالدي ويلقي التحية  قبل أن يعود إلى منزله.

آه ماذا يجب أن أقول لأبي….

“بيانكا… هل قضيت وقتًا ممتعًا في الفيلا؟”

سألت أمي بعينين مشرقتين وابتسامة على وجهها.

الطريقة التي تنظر بها إليّ بشكل هادف تجعلني أشعر وكأنك تعرف شيئًا ما.

هههه ماذا علي أن أفعل حيال هذا؟

أجبت وأنا أتعرق: “بالتأكيد! كان وقتا ممتعا حقا اهاها…. “

حدث آريس والدي بنبرة هادئة وسلمية للغاية الذي كان ينظر إليه بعيون محترقة : “انا أشكركم من أعماق قلبي على السماح لي بالذهاب في هذه الرحلة. لن أخيب ظنكم أبدًا في المستقبل….عدك بهذا باسمي”.

“سأصدق ذلك أيها الأمير جوبيتر.”

واو، مذهل يا آريس! أنهيت الأمر دون أن يمسكك والدي من ياقتك!

قبل أن يصعد آريس إلى العربة ليعود إلى المنزل، أمسك بيدي وضغط بشفتيه على ظهرها لفترة طويلة.

قبلة الوداع التي كشفت عن ندم أعمق من أي وقت مضى جعلت قلبي يرتعش.

“لقد كانت أسعد رحلة في حياتي…احصلي على قسط من الراحة الآن يا بيانكا.”

“وأنا أيضًا يا آريس…سنعود إلى حياتك اليومية المشغولة، ولكن من فضلكم لا تبتأس.”

إذا كان يعيش حياة يومية متعبة وصعبة، يمكنه اكتساب القوة من خلال استرجاع هذه الذكريات السعيدة لحظة بلحظة.

ومن ثم لنبني ذكريات من جديد ونعيش حياتنا بتلك الذكريات.

أليست هذه هي الطريقة التي تعمل بها الحياة؟

أخذت نفسًا عميقًا بينما لوحت بيدي لآريس الذي كان يبتعد.

بغض النظر عن الألم الذي سيصيبني ، فلن أنهار أبدًا بشكل سيء

أنا بيانكا أورانوس.

لأنني الشخصية الثانوية الأكثر ذكاءً والتي تتمتع بالقدرة على تغيير هذا العالم.

***

إذا لمست البطلة، ستموتين

وبعد يوم قصير من الراحة، توجهت إلى صالون ميتيس لأسمع ما كان يدور في الأوساط الاجتماعية خلال الأيام الأربعة التي قضيتها بعيدًا عن العاصمة.

في الواقع، وصلت رسالة من ميتيس في اليوم السابق.

كانت هناك شائعة مثيرة للقلق بعض الشيء، لذلك يجب ان نناقش الإجراءات التي سنتخذها في هذا الصدد.

دخلت الصالون بتوتر طفيف ، فلوحت ميتيس لي بسعادة.

لحسن الحظ، كان هناك عدد قليل من الناس في الصالون، لذلك كان المكان هادئا.

بمجرد أن جلست، سألت بهدوء : “ما يجري بحق الجحيم؟”

رفعت ميتيس حاجب واحد وتحدثت وهي تعد الشاي: “حسنًا، إنها ليست إشاعة كبيرة، ولكن جاءت سيدة شابة مائلة لجانبنا من جانب ليا ساتورنوس في ذلك اليوم وأبلغتني.”

على الرغم من أن ليا ساتورنوس نفسها نادرًا ما تطأ قدمها صالون ميتس، و يبدو ظاهريًا انه موقفًا محايدًا بعد قطع العلاقات معي …

لكن غالبًا ما كانت تمر بالصالون سيدات نبيلات أخريات من جانب الأميرة أرييل وليا.

هذه المرة أيضًا، يبدو أن سيدة شابة غامضة أصبحت جاسوسة لميتيس.

فتحت ميتيس فمها وهي تضحك كما لو كان الأمر سخيفًا: ” الوضع هو أنه بعد أن تلقت الأميرة أرييل توبيخًا قاسيًا أمامي من صاحبة الجلالة الإمبراطورة، أقامت ليا ساتورنوس والعديد من السيدات الأخريات اللاتي تجولن معها حفل شاي في منزل الأميرة لتهدئتها لأنها أصيبت بالاكتئاب.”

اخبرتها أن الأميرة أرييل جلست في صمت لأنها ارتكبت خطأً ، لكن بنت ما تقف إلى جانبها قالت :”لم يحدث شيء في مسابقة الصيد حتى الآن ، من كان يتوقع حدوث ذلك هذه المرة؟”

“بالتأكيد، ما لم تكن قادرة على التنبؤ بالمستقبل، كيف يمكنها أن تكون مستعدًا؟”

“أليس هذا غريباً من الآنسة بيانكا أورانوس؟”

“ماذا؟”

“لم يكن أحد منا يتوقع أن تكون صاحبة السمو الملكي في خطر، ولكن كيف توقعت الأميرة أورانوس الخطر؟”

“حتى أنها أخبرت الدوقة جوبيتر عن قلقها وفي النهاية جاء الأمير جوبيتر مع الاميرة لحمايتها في ذلك اليوم.”

“إنه أمر غريب عندما أسمع ذلك…. بأي فرصة..هل كانت تعرف عن الحادث مسبقًا؟”

“سمعت أن سيدة أورانوس هي التي أشارت إلى ذلك البارون نيسو… كيف امكنها القبض عليه بهذه السهولة؟ ….”

“ولكن لو كانت تعرف مسبقاً، فهل كانت هناك حاجة لإخفائه حتى ذلك اليوم؟ أعتقد أنه كان بإمكانها إيقافهم قبل بدء مسابقة الصيد بوقت طويل.”

“هذا الجانب المخيف للسيدة أورانوس.”

“نعم؟”

“ربما لا تعرف السيدة ساتورنوس لكن السيدة أورانوس شخص ذكي جدا.”

“يا إلهي، لقد عانيت كثيرًا منها بالفعل. لكنك مازلت لا تعرفين؟ كلام فارغ.”

“ألم تصبحي بعيدة عن الأمير جوبيتر لأنها خلقت فجوة بينكم بذكاء؟ لأكون صادقة، كانت الأمور تسير على ما يرام بينك وبين الأمير جوبيتر أولاً”.

“لا، لم أكن قريبة من آريس بهذا المعنى…”

“هيهي، ليس هناك فائدة من محاولة إخفاء ذلك الآن… بما أنك بيننا، نحن فقط نتحدث بصراحة….لقد أحببت الأمير جوبيتر، أليس كذلك؟”

” أنا فقط…..”

“لا يمكن لأحد أن ينادي الأمير جوبيتر باسمه الأول سواك حتى سيدة أورانوس لم تكن تناديه لكنك كنت قادرة على  بذلك…أنت حقا لا تعرفين ماذا يعني ذلك؟”

“على أية حال، السيدة أورانوس هي شخص لا يجب أن تتخلى عن حذرك أبدًا منها … ربما كانت على علم بالهجوم على جلالة الأميرة هذه المرة مسبقا.”

“صحيح… ومع ذلك، فقد أبقت فمها مغلقا عمدا..من أجل ان تحصل على الثناء.”

“ماذا يعني ذالك؟”

” إذا نجح الهجوم وأصيب جلالة الاميرة في ذلك الوقت ….”

” كوني حذرة مما تقولينه! كفي عن نشر التكنهات الخاطئة؟ … !”

“جلالتك انه افتراض فقط لذا استمعي الس أولاً.”

“إذا حدث لك شيء خطير في ذلك الوقت، فليس فقط العائلة المالكة التي ستخلفك، ولكن أيضًا الأمير جوبيتر لديه حق الحصول على خلافة العرش… وبما أن جلالة الإمبراطور يثق به كثيرًا، فمن المحتمل أنه سيصبح وريثًا للعرش بدلاً من جلالتك اذا تم الهجوم.”

“يا إلهي تذكرت بعد أن تحدثت عن الامر …”

“وحتى لو نجوت جلالتك بأمان ، فإن السيدة أورانوس لديها الكثير لتكسبه… لأنها حذرت الدوقة، ذهب الأمير جوبيتر لمرافقتك… وإذا أنقذ الأمير جوبيتر جلالتك، فبالطبع سيتم مكافأته ، وقد تكتسب السيدة أورانوس بالفعل ثقة صاحبة الجلالة بفضل مساهمتها في التنبؤ بالخطر ومنعه.”

“بالطبع، لا يوجد دليل على أنها كانت على علم حقًا بالهجوم الذي تعرضتي له سموك…لكن الظروف مشبوهة للغاية… حتى من بين جميع النبلاء، وجدت  البارون نيسو في الحال، أليس كذلك؟”

“همم…”

“الجميع، توقفوا عن التكهنات.”

“صاحبة سمو الأميرة!”

“إذا تكلمتِ بلا مبالاة دون دليل، فسوف تدفعين الثمن بالتأكيد.

علاوة على ذلك، ليس من المناسب أن تتجادلي بهذه الطريقة حول حادثة كادت أن تكلفني حياتي.”

“أنا آسفة. صاحبة السمو الملكي.”

“بالطبع يمكنك الشك في ذلك …. لكن ضعي في اعتبارك إذا لم يكن هناك دليل، فسوف تتعرض لهجوم مضاد من قبل تلك السيدة الذكية أورانوس، تمامًا كما قلت.”

“وسوف أضع هذا في عين الاعتبار، يا صاحب الجلالة.”

روت ميتيس كل القصص التي سمعتها من السيدة الجاسوسة .

بعد ذلك، شعرت بالذهول لدرجة أنني لم أستطع حتى الضحك بصوت عالٍ.

لقد كان الأمر سخيفًا حقًا. كيف يمكنهم أن يروا إنقاذي للاميرة بهذا التعسف!

كما رفعت ميتيس شفتيها وقالت: “من التافه حقًا أن يستغلوا كل الأشياء لكي يصلوا للنتيجة التي يريدوها … ومهما كان الشرح جيداً، فإنه لا فائدة منه…وليست هناك حاجة لايضاح  الأمر لهم أن هذا غبي.”

“لدي أدلة دامغة لدحض كل ما قالوه في حفلة الشاي.”

“بالطبع…لطنوألم تحذرها الأميرة أيضًا؟ انه إذا انتشرت هذه القصة في جميع أنحاء العالم الاجتماعي عن طريق الخطأ، فسيتعين عليها تحمل النقد من جميع الاتجاهات.”

لقد كنت مذهولة  للغاية وأصبحت غاضبة.

كيف أعاقبها حتى أشعر بالارتياح؟

قالت ميتيس أيضًا بتعبير منزعج:”على أي حال، إنهم يتحدثون فيما بينهم فقط، لذلك لا يستحق التعامل معهم واحدًا تلو الآخر… يبدو أنك إذا تركت الإشاعات، فسوف تموت من تلقاء نفسها.”

أجبت بنبرة باردة: “كل الشائعات عني حتى الآن كانت مجرد ثرثرة سخيفة…. لكن هل تختلق كلمات فارغة هكذا لتحط من قدري وسمعتي ؟… هذا شيء جديد”

“إذن ماذا تخططين للقيام به؟”

“إذا رددت على مثل هذه التكهنات علنًا، فسوف ينتهي بك الأمر في مرمى الصحف الصفراء. لكنني غاضبة جدًا لدرجة أنني لا أستطيع تجاهلهم”

***

لا تنسوا الدعاء لأهلنا في غزة بالنصر

**
التعليقات و المتابعة و النجوم يا حلوين

قراءة ممتعة

~~♡~~