الفصل الثامن والستون : الشمس تكون اجمل وقت غروبها
الفصل الثامن والستون : الشمس تكون اجمل وقت غروبها
عندما فتحت عيني مرة أخرى، كانت الغرفة لا تزال قاتمة ومظلمة.
هل هو الفجر؟ نظرت للأعلى الى ساعة الجد قديمة الطراز……
“اللعنة!”
صرخت حرفيا وقفزت .. سقطت ذراع آريس، التي كانت مستندة على خصري، بشكل ضعيف، لكن لم يكن لدي وقت للاهتمام بها.
كانت الساعة الثانية عشرة ظهرا!
يا إلهي! لا أتذكر بالضبط متى غفوت الليلة الماضية، لكن ألن تكون كارثة كاملة إذا جاء المدير صباحا ليخبرني بما يجب تحضيره للعشاء في الصباح؟
بينما كنت أمسك برأسي وانوح بصمت، سمعت آريس يتمتم أثناء نومه: “منذ لحظة … جاء إلينا المدير…. واخبرته أننا سننام أكثر … “.
اللعنة. آريس. لقد حفرت قبرك بنفسك.
تحدثت مباشرة إلى المدير في غرفتي، وليس غرفتك.
ألقيت نفسي مرة أخرى على السرير وانا استسلم .
ولكن لماذا الغرفة مظلمة للغاية رغم أن الوقت ظهر؟
وبينما كنت انظر بعناية، سمعت صوت الريح والمطر في الخارج.
ربما لأننا بجانب البحر، بدا الامر وكأنه عاصفة.
نهضت بلطف وخرجت من السرير.
بمجرد أن فتحت باب الشرفة قليلاً، اندفعت قطرات المطر الباردة إلى الداخل مع الريح.
أطلقت تنهيدة صغيرة وأغلقت الباب بسرعة مرة أخرى.
حسنًا، أعتقد أنني سأستريح بهدوء في غرفتي اليوم.
إنها تمطر ومن الصعب الخروج، لكن الأمر جيد.
وضعت أواني الشاي على الطاولة وبدأت بتحضير الشاي.
وفي وقت قصير، ملأت رائحة الأعشاب العطرة الغرفة.
“هاا….. “.
استمتعت بالشاي ببطء، ورائحته هدأتني تمامًا.
اه، أعتقد أنني سوف اضطر إلى العودة والتحدث مع المدير.
لاقول له : إذا سألك والدي شيئًا ما، تظاهر بعدم المعرفة في الوقت الحالي.
على الأقل لا أستطيع السماح لأي شخص آخر أن يخبر ابي عني ، لذلك يجب أن أقول الحقيقة له بنفسي.
آه، هكذا قال لآريس … انه اذا سمع عن أشياء من هذه القبيل سيمسكه من ياقته ويضربه….
الأمر دغدغني فضحكت عندما تخيلت أن آريس يمسك من ياقته ويتعرض للضرب من قبل والدي، شعرت بالأسف ولكني ضحكت بطريقة ما.
كان آريس نائماً على السرير، ملفوفاً ببطانيتي.
الرجل المعروف بأنه الرجل الأكثر وسامة في هذه الإمبراطورية ينام الآن في غرفتي مثل طفل وديع.
فجأة شعرت بالجوع… لم أتمكن من تناول أي شيء البارحة إلا بعد الظهر ونمت فقط.
بعد التحقق من مظهري لفترة وجيزة أمام المرآة، خرجت من الغرفة.
عندما ذهبت إلى مطبخ الفيلا وبحثت عن شيء للأكل، جاء الطباخ.
أعد لي بعض السندويشات البسيطة، ووضعها على صينية، اخذتها وعدت إلى الغرفة.
“أوه، أنت مستيقظ، آريس.”
كان آريس قد استيقظ للتو وكان يجلس على الأريكة، يشرب الشاي الذي أعددته سابقًا.
“همم… لقد نمت جيدًا حقًا…بالمناسبة، إنها تمطر.”
“أعتقد أننا سنضطر إلى قضاء اليوم في الداخل… آمل أن يتوقف غدا.”
نظرًا لأنه كان طريقًا ريفيًا، فلن تتمكن العربة من السير بشكل صحيح إذا أصبح الطريق موحلًا، لذلك لن يكون من السهل العودة إلى العاصمة غدًا.
عبس آريس قليلا وقال : “هل يجب أن نعود غدا؟ “.
تحدثت بصوت جدي إلى حد ما: “إنه أمر مؤسف، ولكن لا أستطيع أن أفعل ذلك… هكذا هي الحياة.”
ابتسم آريس بحرارة ورد : “أنت محقة…. و إذا كان هناك شيء نندم عليه الان ، فسيكون من الممتع أن نعوضه في المرة القادمة.”
للحظة، خفق صدري.
تحدث آريس عن “المرة القادمة” بشكل طبيعي جدًا. لكن لا يوجد “مرة قادمة” بالنسبة لي.
” تمام… يمكننا أن نأتي هنا مرة أخرى .”
لقد خرج صوتي مكتوم بشدة لأنني كنت أحرص على عدم إصدار اي علامة انزعاج .
تحدثنا بخفة عن أشياء مختلفة أثناء تناول السندويشات اللذيذة.
كان صوت المطر وهو ينقر على الشرفة اشبه بأغنية.
صمتنا المفاجئ أثناء الحديث لم يكن محرجًا على الإطلاق.
كما لو لم تكن هناك حاجة للكلمات، اتكأت على كتف آريس ونظرت إلى البحر الهائج.
كان الدفء الذي شعرت به من يد آريس الملفوفة حول كتفي مرضيا جدًا.
أتمنى أن يستمر هذا الوقت إلى الأبد.
والمثير للدهشة أن آريس يبدو أن لديه نفس أفكاري.
“أتمنى أن نكون معًا دائمًا هكذا.”
“عندما أفتح عيني في الصباح، أول ما أراه هو وجهك، وعندما أنام، أنام بحرارة مع دفئك …… “.
كان من المحزن عدم قدرتي على تأكيد كلامه أي شيء.
ابتسم آريس بخجل عندما لم أجب وشدد على كتفي: “هذه فقط رغبتي أنا… وسيكون جميلاً لو أردت ذلك أيضاً… “
شعرت بالأسف عليه ، لكنني لم أرغب في الموافقة ووعده بمستقبل كاذب.
كل ما يمكنني فعله هو أن أحبه بكل قوتي الآن.
لم يرفض آريس قبلتي اللطيفة على شفتيه.
في بعض الأحيان قبلة واحدة يمكن أن تنقل أكثر من ألف كلمة.
كنت واثقة من أنه سيتفهم صدقي.
بينما كان آريس يقرأ، عدت إلى المطبخ ومعي صينية فارغة.
وكان المدير هناك .
وجهي أحمر اصبح بمجرد أن رأيته، فتنهدت لكن لم أستطع منع ما حدث .
لقد حدث بالفعل! بدلًا من الهروب، عليك التعامل مع المشكلة وحلها يا بيانكا!
“أنا….. “.
“نعم. من فضلك تحدثي يا سيدتي.”
“سأخبر والدي بنفسي … “.
“آه…حسنًا.”
لم أتمكن أنا ولا المدير من النظر إلي بعضنا وتكلمنا مخفضين رؤوسنا.
ومع ذلك، كان من الجيد قول تلك الكلمة له… عمل جيد، بيانكا .
****
استلقينا انا وآريس وجلسنا مسترخيين في الغرفة طوال اليوم.
عندما شعرت بالملل أثناء قراءة كتاب، استمعت إلى آريس وهو يعزف على الكمان.
ثم رسمنا معا البحر في يوم ممطر.
ولحسن الحظ توقف المطر قبل المساء.
انتهت إجازتنا الممتعة بعشاء أخير معًا في الفيلا.
ومع ذلك آريس لم يكن يريد النوم بمفرده، لذا جاء إلى سريري مرة أخرى مرتديًا بيجامته.
تحدثت بتعبير متعب: “انتهى بك الأمر بعدم قضاء ليلة في غرفتك.”
ضحك آريس وقال : “إذاً لماذا قمت بإعداد غرفتين في المقام الأول؟”
*** ادعوا لأهلنا في غزة
**** لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة قراءة ممتعة
التعليقات لهذا الفصل "68"