الفصل الثالث والاربعون : لا يوجد ما نخافه عندما تكون الحياة على وشك الانتهاء

تحدثت كما لو كنت اوبخ طفلة : “لم أتسبب أبدًا في قطيعة بينك وبين آريس ؟ ربما السبب الذي يجعل آريس يبتعد عنك هو أنه يتصرف بطريقة مناسبة لموقفكم … ألم تسمعي أي شائعات عن علاقتك بآريس؟”

“الشائعات مجرد شائعات ،  وقد قدمنا ​​أنا وآريس بالفعل تفسيرات كافية”

“إذا كان الأمر مجرد كلام، فمن سيصدقه! يريد آريس إثبات عدم صحة الإشاعة، ولكن بما أنك غير قادرة على فهم الموقف تستمرين في نشر الإشاعة، لذا فقد أوضح الأمر لك على مضض وابتعد عنك .”

بدت ليا مصدومة قليلاً ، فلقد تحدثت معها بنبرة غاضبة بعض الشيء.

“لذا، أريدك أن تدركي حجم المشاكل التي يواجهها آريس بسببك ، لم أرغب أبدًا في أن يبني جدارًا مع صديقته لمجرد أنني اصبحت حبيبته لكنك جعلت الأمر كذلك.”

“كنت أنا وآريس دائمًا صديقين مقربين!”

“ربما ليس يكن هناك خطأ في ما تقولينه، ولكن يبدو أنه لم يكن لديك أي اعتبار لكلام الناس على الإطلاق.”

“إنه نفس الشيء بالنسبة لك، يا سيدة أورانوس كان بإمكانك أن تكون كريمة بما يكفي لتحافظي على صداقتي مع آريس سليمة!”

ابتسمت لها بشكل مشرق: “لا أعرف أي شيء آخر، لكن لا يمكنني أن أتسامح مع امرأة أخرى تتشبث برجلي”.

صرخت ليا وهي تشعر بالظلم حقًا: ” ‘اتشبث به’ لم تكن هذه نيتي!”

اه، هذا صحيح.

قد تشعرين بأن الامور غير عادلة بعض الشيء.

ربما فعلت ذلك حقًا لأنها أرادت مساعدة آريس.

لكن هذا لا يعني أنها لا تحب آريس.

على أية حال، أنا لا أزال حبيبته.

إلى حد ما، بدا أن الناس يهتمون بنا.

في هذه المرحلة، اعتقدت أنه سيكون من الجيد السماح للناس بمعرفة سبب مجادلة ليا والقصة بأكملها.

تعمدت نشر مروحتي وغطيت شفتي لجعل الصوت أعلى .

“ثم هل يمكنك أن تشرحي فمع علمك أن آريس كان يواعدني، ما كانت نيتك بزيارته سراً في وقت متأخر من الليل وطلبك منه أن تكوني شريكته؟ … “.

إن مكافأة التحدث علناً عما فعلته بالتفصيل لم تذهب سدى.

بدأ الناس المحيطون بنا يحتجون في مفاجأة.

ربما يعتقد هؤلاء الأشخاص أن ليا اقتربت منه بدوافع خفية وليس لأنها أخطأت في فهم الآداب.

لن يصدقوا أن ليا لم تكن تعرف العرف الأساسي المتمثل في القدرة على حضور مأدبة كشريكة حتى بدون دعوة.

لقد مر وقت طويل منذ ظهورها لأول مرة على الساحة الاجتماعية في العاصمة حتى يُغفر لها كونها وافدة جديدة.

من المؤكد أن تعبير ليا تحول إلى اللون الأبيض مثل ورقة عندما سمعت الضجة من حولها.

أجابت بصوت زاحف : “أردت فقط مساعدة آريس….. “.

في ذلك الوقت، سمعت ميتيس تشخر وتتمتم من مكان ما.

على الرغم من أن صوت الغمغمة كان مرتفعًا بعض الشيء.

“كيف لي ان اعرف اذا كنت صادقة ام لا؟ ما العمل الذي الملح الذي اوجب على السيدة الشابة أن تزور سرًا منزل سيد اعزب في وقت متأخر من الليل؟”

ثم سمعت أصوات متضاربة من كل مكان.

“هل ما سمعته صحيح !”

“كان الأمر واضحًا تقريبًا … هو هو…… “.

وبفضل المروحية، بدأت “نية ليا السوداء” تنتشر كالنار في الهشيم بين الناس.

نظرت ليا حولها بحيرة
ناديتها بهدوء. : “ليا.”

فوجهت نظرها نحوي، وصرت على أسنانها واستجابت : “لا أستطيع أن أكون صديقة لك بعد الآن.. أريدك أن تتوقف عن مناداتي باسمي الاول.”

“حسنًا يا سيدة ساتورنوس”

قبلت إعلانها بقطع العلاقات.

وفي نفس الوقت أدركت ان هذا “عمود” الرواية،  كما في الرواية الأصلية، هذه هي اللحظة التي بدأت فيها ليا،
التي كانت تعتبرني كصديقة، تنقلب ضدي بشكل جدي وتعترف بي على أنني “امرأة شريرة”.

أيتها “الكاتبة”، هل هذا التطور يعجبك!

يبدو أن هذه الرواية تتجه بالتأكيد نحو ان تكون رواية “سامة” من وجهة نظر البطلة ليا!

قالت “كاتبتنا” إنها تحب الروايات “السامة”، ولكن من وجهة نظر ليا، هل يمكن أن تكون هناك قصة حب أكثر تدميراً من هذه القصة؟

باعتبار أنه تم سرقت الرجل الذي أحبته من المرأة التي كانت صديقتها، وأن ذلك لم يكن كافيا، حتى أنها تسببت في الانفصال بينه وبينها حتى لا يظلا أصدقاء.

أليس من الواضح أن بطلتنا هي ليا فهل ستسحقها “المرأة الشريرة” التي تُدعى بيانكا أورانوس وتسقط مرارًا وتكرارًا؟

لقد تعلمت بالتأكيد في مهرجان أزهار الكرز الأخير أن أحداث ظهور “عمود” الرواية لا يجب أن تكون متطابقة بالتفصيل للرواية الأصلية.

الشيء المهم هو أن “العمود” الذي سيظهر سيظهر على أي حال.

أدى هذا إلى إعادة عقارب الساعة لبقية حياتي إلى الوراء قليلاً.

بينما كنت غارة في التفكير للحظة، سمعت فجأة صرخة عالية.

“جلالة الإمبراطور، وجلالة الإمبراطورة، والأميرة آرييل يدخلون!”

توقفت الموسيقى وأظهر الناس احترامهم للعائلة المالكة.

انحنيت أنا وليا أيضًا لتحية الإمبراطور وعائلته.

وألقى جلالة الإمبراطور كلمة تهنئة مختصرة.

“يسعدنا أن نقيم مأدبة طقوس الربيع على نطاق واسع هذا العام … دع الجميع يستمتعون بالمهرجان.”

وبدأت الموسيقى التي توقفت تتدفق من جديد، وعاد الناس للاستمتاع بالمأدبة.

الآن حان الوقت للقاء الأميرة أرييل.

ولكن لم تكن هناك حاجة لي للذهاب للعثور عليها.

“ليا!”

أليست هذه حقًا صداقة تثير الدموع؟

اندفعت الأميرة أرييل نحو ليا التي كنت اسحقها .

“احي صاحبة السمو الأميرة أرييل.”

انحنت ركبتي بأدب وانحنيت لها.

حتى بعد سماع تحيتي، لم ترد الأميرة آرييل.

أليست هذه تقنية كلاسيكية حقًا؟ أنا لست غبية لدرجة أن أشعر بالإهانة بمجرد ثني ركبتي والانحناء قليلاً.

إذا تم وصف هذا المشهد من قبل “المؤلفة” في الرواية الأصلية، تحتاج “المؤلفة” إلى توسيع مخيلتها أكثر قليلاً.

” انهضي يا سيدة أورانوس.”

“شكرًا لك ، جلالتك.”

وبعد فترة، قبلت الأميرة آرييل تحيتي على مضض.

فابتسمت بصوت خافت وأجبت عليها بتعبير أنيق.

اعتنت على الفور بصديقتها المقربة وقالت : “ليا هل بكيت؟”

“لا لا. لم أبكي…. “.

كانت عيون ليا ملطخة بالدموع عندما أجابت بهذه الطريقة.

أن أي شخص يمكن أن يرى أنها بكت.

لكي تحبسي دموعك، عليك في الواقع أن تفتحي عينيك على نطاق أوسع، يا ليا ساتورنوس.

التفتت الأميرة أرييل إلي … آه الآن تغيرت الشخصية التي أتعامل معها من ليا إلى الأميرة.

“سيدة أورانوس أريد أن أسألك ماذا حدث.”

“ربما ايضا تريدين أن تسألي، لماذا حضرت هذه المأدبة مع أنني لم أتلق دعوة؟”

قبل أن تتمكن من سحبي إلى قصة ليا، وصلت بسرعة إلى هذه النقطة.

قبل أن نناقش موضوع ليا، لدينا شيء يجب حله أولاً

لقد اتخذت قراري وارتديت هكذا في مثل هذا اليوم ، و سأشعر بخيبة أمل إذا لم تري الفستان واذا لم نتكلم عن لب الموضوع الذي جئت لاجله.

بدت الأميرة أرييل عاجزة عن الكلام للحظة.

ومع ذلك، كما هو متوقع، فتحت فمها وأجاب بمهارة أكثر من ليا : “ومع ذلك، رؤيتك تحضرين بهذه الطريقة، يبدو أن الأمير جوبيتر اعتنى بك جيدًا.”

“لقد كدت أن أفقد حبيبي كشريك للسيدة ساتورنوس، ولكن لحسن الحظ لقد راعي وضعي.”

يبدو أن مئات علامات الاستفهام ظهرت على وجه الأميرة.

هاها. يبدو ان أفضل الأصدقاء لا يتفقون .

لم تعرف ماذا فعلت ليا! حسنًا، ربما ستصبح الأمور أسهل بهذه الطريقة؟

لم يفوتني تعبير الأميرة المحرج فتحدثت وانا اتظاهر باني متفاجئة بعض الشيء : “يا صاحبة السمو، لم تكوني على علم بعدم الاحترام الذي ارتكبته السيدة ساتورنوس ضدي وضد السيد جوبيتر! بمجرد أن اكتشفت السيدة أن جلالتك ارتكبت “خطأ” بعدم إرسال دعوة لي، حتى قبل تصحيح “الخطأ”، طلبت من الأمير جوبيتر أن يكون شريكها.”

أصبح العالم من حولنا صاخبًا مرة أخرى.

كان من الواضح أنه في مكان ما هناك، كان فريق ميتيس يؤثر على الرأي العام مرة أخرى.

عمل جيد، ميتيس!

تمكنت الأميرة أرييل من السيطرة على تعابير وجهها ورفعت ذقنها : “امم…. أرى  ان سيدة أورانوس تتمتع بسمعة عالية في الأوساط الاجتماعية، لكن يبدو أن كرمها ليس بنفس سخاء سمعتها برؤية كيف تدفعين السيدة ساتورنوس التي ظهرت لأول مرة في المجتمع، بهذه الطريقة.”

ابتسمت بعمق وانحنيت لها : “اه جلالتك أردت أن تلوميني لكوني ضيقة الأفق لذا، تعمدت عدم إرسال دعوة لعائلتنا… “.

قبل أن يتحول الموضوع إلى قضية ليا، ذكرتها مرة أخرى بمسألة الدعوة التي يجب حلها بيني وبينها.

لذا، من الأفضل ألا تحلمي بتغيير هذه المعركة باستخدام ليا يا اميرة آرييل.

“وانا دون علم بذلك، كنت أنا ووالداي ننتظر حتى اليوم، وحتى عندما أقيمت المأدبة، رسالة مختومة بختم العائلة المالكة ونؤمن أن جلالتك سترسلي لنا دعوة حتى لو تأخرت …  لو كنت أعرف القصة بأكملها، لكنت ذهبت لرؤيتك عاجلاً، وسألتك عن الخطأ الذي ارتكبته، وطلبت عفوك….. “.

لقد بذلت قصارى جهدي للتعبير عن جديتنا في انتظار الدعوة، لكنني لست متأكدًا من نجاح الأمر.

يبدو أن الأميرة أرييل قلقة بشأن كيفية الرد.

فبعد لحظة من التردد فتحت فمها: “إذا أدركت السيدة الشابة خطأها، فلا بأس.”

“أنا آسفة، أنا غبية جدًا لدرجة أنني لا أعرف ما هو الخطأ المحدد الذي ارتكبته … أطلب من جلالتك أن تظهري لي القليل من الكرم وأن تعلميني شخصيا.”

“امممم… “.

حسنًا، ما تعتقده الأميرة أرييل أنه خطأي هو، على الأكثر، ما سمعته من ليا.

علاوة على ذلك، لا بد أن ليا تجاهلت اخبارها حقيقة أنها ارتكبت وقاحة خطيرة مثل ما فعلته مع آريس

لقد تحدثت بسرعة قبل أن تتمكن الأميرة من الإشارة إلى أن ذلك كان خطأي حقًا وأنني كنت مخطئة.

“لم أكن كريمة كما أردت، لذلك لم أستطع تجاهل السيدة ساتورنوس التي طلبت من حبيبي أن تكون شريكة له، فحذرتها ، كان يجب أن أكون أكثر كرماً وأتحمل مهما كانت الوقاحة التي ترتكبها… “

“…. “.

أغلقت الأميرة أرييل فمها للحظة.

أستطيع أن أراها تشعر بالقلق بشأن ما إذا كان تستطيع تبرير نفسها و محاولتها إنقاذ ليا.

من هنا، أنا أرى ذلك.

شعرت بالرغبة في الضحك بصوت عالٍ.

ربما كانت الأميرة آرييل تعلم أيضًا أنها ستقابلني في قاعة المأدبة هذه واستعدت جيدًا على طريقتها الخاصة.

ولكن كان هناك خطأ واحد لم تكن مستعدة له: صديقتها المفضلة ريا ساتورنوس.

من الواضح أن الأميرة لم تكن لديها أي فكرة أن ليا طلبت من آريس أن يكون شريكها.

ولكن إذا ظللت أسأل عن هذه المشكلة، فإن جميع الاستراتيجيات التي عملت جاهدة لإعدادها ستكون في نهاية المطاف عديمة الفائدة.

وإلا فهل سيكون هناك أي سبب لتتردد لفترة طويلة و فريستها أمامها؟

أخيرًا، كما لو أنها قررت ما ستقوله، تحدثت الأميرة آرييل معي بلهجة كريمة: “أردت فقط أن أشير إلى أن السيدة أورانوس بدت وكأنها تطالب بآداب السلوك الصارمة للغاية من السيدة ساتورنوس، التي ظهرت لأول مرة في العالم الاجتماعي والان إذا أدركت أهمية عدم إرسال دعوة لعائلتك، آمل أن تكوني أكثر حذرًا في المستقبل.”

“حسنًا. بعد ذلك، سأخبر والدي أن صاحبة السمو تريد إظهار كرم “خاص”  للبارون ساتورنوس من الآن فصاعدًا و بمجرد أن يعرفوا افكار جلالتك، سيكونون أكثر كرما بالتأكيد.”

أجبت بنبرة ذات معنى.

لم أكن أنا فقط من لم تدعوه الأميرة، بل كانت عائلتنا بأكملها.

ثم بدأ النبلاء من حولي، الذين فهموا معنى كلامي في الانزعاج تدريجيًا.

إذا كان على عائلة الكونت أورانوس، التي تدفع ضرائب ضخمة للعائلة الإمبراطورية وتمارس نفوذًا كبيرًا، أن تنحني للبارون ساتورنوس، الذي كان كونتا محليًا بسبب الأميرة فسيكون ذلك خلل في النظام الطبقي.

****
لا تنسوا التعليقات و النجوم والمتابعة
قراءة ممتعة
~~♡~~