“أنا آسفة. لقد زلّ لساني”
استجمعتُ شجاعتي بسرعة و قرّرتُ أن أكون وقحة.
“لقد أتيتَ مُبكّرًا جدًّا ، و لم تصل السّاعة السّابعة صباحًا بعد”
تظاهرتُ بالهدوء و نزلتُ الدّرج ، مُراقبة ردّة فعل دوهان.
كانت الكلمات المجسّمة الّتي تُشير إلى المهمّة الّتي لم تكتمل بعد تطفو فوق رأسه.
[المهمّة 2 قيد التّنفيذ]
[اِرفع مستوى الألفة مع دوهان بيرنيكر إلى 20.]
[الألفة الحاليّة: 188/1000-]
يبدو أنّ الأمر مستحيل.
لا يمكن أن نكون ودّيّين أبدًا …
“زلّ لسانكِ؟”
كرّر دوهان كلامي و سأل.
“نعم. أنا آسفة”
“هل تفعلين هذا عن قصد؟”
“…….”
“لا أفهم نيّتكِ”
عبس عبسة خفيفة.
حدّق في عينيّ و كأنّه يحاول قراءة أفكاري ، لكن بدا أنّه لا يستطيع قراءتها.
بالطّبع.
هل يتخيّل أنّ هذا عالم لعبة و أنّنا جميعًا شخصيّات لعبة؟
“هل ستبقى هنا مُنذ اليوم فصاعدًا؟”
عندما غيّرتُ الموضوع ، أومأ برأسه تقريبًا.
ثمّ حوّل نظره فجأة.
‘أوه؟’
كان طرف أذنه أحمر قانٍ.
يبدو أنّه غاضب جدًّا ، و لذا يجب أن أكون حذرة جدًّا في عدم إزعاجه في الوقت الحاليّ.
“المنزل في حالة فوضى”
قال دوهان بتنهيدة خفيفة.
تحدّثتُ إليه بحذر.
“إنّه قصر مهجور مُنذ فترة طويلة ، على أيّة حال”
“ما هذه الأريكة القذرة؟ لا يمكنني تخمين لونها الأصليّ”
استمرّ في التّحدّث إلى نفسه و كأنّه لم يسمع إجابتي.
أجبتُه دون أن أبالي.
“تراكم عليه الغبار. و رأيتُ أنّ الجلد كان تالفًا جدًّا بالأمس”
نظر إليّ أخيرًا.
“يجب أن نتخلّص منه”
“إنّه قرار ممتاز”
‘إذا جلستَ عليه ، ستلتصق بك العناكب و السّوس’
“تعالي إلى غرفة الشّاي في السّادسة و الثّلاثين دقيقة. لِنشرب الشّاي”
غادر دوهان أوّلاً ، بعد أن قدّم اقتراحًا غير مُتوقّع.
***
في حياتي الّتي امتدّت لـ 28 عامًا.
كنتُ دائمًا أؤكّد أنّني لا أهتمّ بمظهر الرّجال في الواقع.
الأولويّة الأولى كانت الشّخصيّة.
الأولويّة الثّانية هي الخلفيّة العائليّة.
الأولويّة الثّالثة هي الاجتهاد و الإخلاص.
بعد أخذ كلّ هذه الأشياء في الاعتبار ، كان المظهر هو الأولوية العاشرة ، و حتّى في ذلك الوقت ، اعتقدتُ أنّه إذا كان طويل القامة فسيكون جيّدًا ، و لكن يمكنني التّساهل مع الوجه طالما أنّه لم يكن خارج الذّوق العامّ بكثير.
‘لكن ما الّذي يحدُث؟’
“لماذا تستمرّين في النّظر إليّ هكذا؟”
“أُفّ. أنا آسفة”
في غرفة الشّاي ذات الإضاءة الجيّدة—
استمرّ دوهان الجالس أمامي على طاولة الشّاي في جذب انتباهي.
بشكل قويّ جدًّا لدرجة أنّني لا أستطيع مُقاومته.
‘لقد كنتُ مخطئة عندما اعتقدتُ أنّني لا أهتمّ بمظهر الرّجال’
لم يكن هناك وجه جميل يستحقّ النّظر إليه في العالم الحقيقيّ فحسب.
لم يكن من السّهل الحفاظ على كرامتي أمام هذا الرّجل فائق الجمال الّذي دمّر ذوقي تمامًا.
‘حتّى لو كان رجلًا لا يتمتّع بشخصيّة أو خلفيّة عائليّة جيّدة’
بالإضافة إلى ذلك ، لماذا يجب أن أنشغل جدًّا برجل سيقتل جميع الشّخصيّات في النّهاية ، حتّى لو كان وسيمًا؟
بدأتُ أكره نفسي قليلاً ، لكن بمجرّد أن نظرتُ إلى دوهان ، كنتُ أقتنع ، و استمرّ هذا التّكرار.
“سأدخل للحظة”
كان صوت بيبر.
بمجرد أن سمح له دوهان ، ظهر حاملاً صينيّة كبيرة.
كان لديه شعر برتقاليّ مُجعّد كثيف ، و انطباع مستدير و لامع مثل خبز محمص جيّدًا.
“ها”
وضع بيبر الصّينيّة على الطّاولة.
كانت الأطباق الّتي تظهر عليها علامات التّقدّم في العمر مليئة بالوجبات الخفيفة الّتي تُثير شهيّة النّاظر إليها.
“أوّلاً ، شاي إكليل الجبل”
انتشرت رائحة خفيفة.
“و بجانبه ، كعكة باوند ، و جيلي فاكهة ، و لوز مُغطّى بالشّوكولاتة ، و بودنج موز. أتمنّى لكما وقتًا جيّدًا”
بعد أن أنهى بيبر شرحه ببراعة و كأنّه رئيس طهاة فندق بوتيكيّ و غادر.
ملأ دوهان كوب الشّاي الخاصّ بي أوّلاً ، ثمّ شرب رشفة من كوبّه.
“لقد كان المطر غزيرًا اللّيلة الماضية ، ولا بدّ أنّك عانيتَ في الطّريق إلى هنا”
“الخيول هي الّتي عانت ، أمّا أنا فقد وصلتُ للتوّ”
“لا بدّ أنّ الخيول عانت كثيرًا”
عندما أحتسي الشّاي بمفردي مع رجل وسيم ، فإنّ فمي يتحرّك كيفما شاء.
تظاهرتُ بالهدوء و شربتُ رشفة من الشّاي ، لكنّني شعرتُ و كأنّني أشربه من أنفي.
“……”
عبس دوهان و هو يضع كوب الشّاي و نظر إليّ بحدة.
[انخفض مستوى الألفة]
ماذا؟
[-5]
[الألفة الحاليّة: 193/1000-]
لماذا!
“ألا تُريدين التّحدّث معي؟”
“ماذا؟ أنا؟”
“الخيول هي الّتي عانت كثيرًا”
“…….”
“إذا لم تكن سُخريّة ، فماذا تكون؟”
“أُف”
لم تكن سُخريّة ، لقد كنتُ مُتوترة فقط!
شعرتُ بالظّلم ، لكنّني لم أرغب في أن يكشف توتّري.
“أنا آسفة. كنتُ أفكر في شيء آخر للحظة—”
“تفكير آخر؟”
[انخفض مستوى الألفة]
[-5]
[الألفة الحاليّة: 198/1000-]
“… أنا آسفة”
“كم مرّة قلتِ آسفة؟”
[انخفض مستوى الألفة]
[-5]
“أليس لديكِ ما تقولينه لي غير كلمة آسفة؟”
“ليس هذا ما قصدته-“
[-10]
“هل تعلمين أنّنا على وشك الزّواج؟”
“لا يمكنني ألّا أعرف-“
[-10]
“مرّة أخرى ، ذلك الوجه الأحمق”
“ما الّذي يمكنني فعله إذا كان مظهري هكذا-“
[-18]
“أنتِ حقًّا لستِ من ذوقي”
“…….”
[إعادة تشغيل آليّة الدّفاع]
[انخفض مستوى الألفة بشكل كبير]
[-155]
هاهاهاهاها!
أستطيع أن أضحك حقًّا لأنّني أشعر بالإحباط.
[الألفة الحاليّة: 396/1000-]
هل هذا ما يشعر به المرء عند النّظر إلى رسم بيانيّ للأسهم ينخفض باستمرار؟
عند رؤية مستوى الألفة الّذي وصل إلى سالب 396 ، شعرتُ و كأنّني سأفقد إرادتي للقتال.
أغلق دوهان فمه و هو غاضب جدًّا.
نظرًا لأنّ مستوى الألفة ينخفض في كلّ مرّة أقول فيها شيئًا ، يبدو أنّه يكرهني بشدّة حقًّا.
‘هل أنا سيّئة جدًّا بالنّسبة له؟’
بدأتُ أشعر ببعض الحزن.
“بما أنّه شاي إكليل الجبل المُرسَل من قلعة ماركيز بيدرين ، فإنّ نكهته جيّدة بالفعل”
هدّأ دوهان تعابيره و غيّر الموضوع.
و بما أنّه لا يُريد إجراء أيّ محادثة شخصيّة معي ، يبدو أنّه كان يحاول قضاء هذا الوقت ببعض المُجاملات الاجتماعيّة المُناسبة.
‘حسنًا ، إذن!’
على أيّة حال ، نحن على وشك أن نصبح زوجين ، و بما أنّني أميرة نبيلة كان من المفترض أن تكون قد تعلّمت بعض الآداب الاجتماعيّة وفقًا للإعدادات.
قرّرتُ أن أستجيب لجهده.
‘بما أنّه لا يُحبّ كلمة آسفة ولا أيّ شيء آخر ، يجب أن أُقدّم ردّة فعل مناسبة فحسب’
قرّرتُ بهدوء و انتظرتُ قصّته التّالية.
“في طفولتي ، كنتُ أشرب شاي الأعشاب كثيرًا”
تابع دوهان حديثه بسلاسة.
“لم أحبّ رائحته المُميّزة ، لكنّني فعلتُ ذلك لأنّها كانت ثقافة عائليّة. في الواقع ، ما زلتُ لا أستمتع بمذاق شاي الأعشاب ، لكنّني أشربه كنوع من العادة”
“آه. حقًّا؟”
“…….”
[يا له من عار! ردّة فعل آليّة!]
[شعر دوهان بيرنيكر بالإهانة الشّديدة]
[انخفض مستوى الألفة بشكل كبير]
[-288]
[الألفة الحاليّة: 684/1000-]
هذه المرّة لم أستطع حتّى الضّحك ، ففتحتُ فمي على مصراعيه.
‘ما هذا بحقّ الجحيم’
إنّه ليس من مُحبّي الآيدولز القدامى الّذين يشترون ثلاثمائة ألبوم و يأتون إلى حفل توقيع المعجبين.
يشعر بالإهانة من ردّة فعل آليّة؟
حتّى الشّخصيّة الشّريرة؟
دوي—! وضع دوهان كوب الشّاي بقوّة على الطّاولة ، و أشار بإصبعه السّبابة إلى وجهي.
“تلك العينين”
هل يرتعش طرف إصبعه؟ أم أنّني أتوهّم؟
“لقد رأيتُهما من قبل في سوق السّمك”
“… ماذا؟ عينيّ؟”
“شعرتُ بذلك بالأمس، لكنّ عينيّ الدوقة وهما تنظران إليّ تُشبهان عيني سمكة ميتة”
مهلاً ، مهلاً.
ألم تقل بالأمس إنّهما مثل أرجل الحشرات الطّائرة؟
“كلماتك قاسية بعض الشّيء. أن تقول إنّهما مثل عيني سمكة”
بسبب التّقليل المستمرّ من مظهري ، خلعتُ نظّاراتي دون وعي.
إذا قال إنّني قبيحة ، فسأتقبّل ذلك.
لكن عندما يستمرّ في التّقليل من شأن شخصيّة فائقة الجمال شاركتُ أنا و فريق العمل في صنعها بجهد كبير. أه؟
هل سيتمّ إهانة كبريائي أم لا؟
دفعتُ وجهي للأمام ، و كأنّني أحتجّ ، قائلة: “سيليا الخاصّة بنا تبدو هكذا!”
“…….”
“…….”
لكنّ دوهان كان خاليًا من العواطف بشكل رهيب.
“ما الّذي تفعلينه؟”
“…….”
أنا محرجة.
يمكن أن أموت من الإحراج.
أمسكتُ الشّوكة دون سبب ، بعد أن أصبحتُ مجرّد شخص خلع نظّاراته.
“كعكة الباوند بالبرتقال تبدو لذيذة جدًّا”
في اللّحظة الّتي غرزتُ فيها الشّوكة في الكعكة.
[المهمّة 2 اِكتمَلَت !!]
[ارتفع مستوى الألفة بشكل كبير للغاية]
[+728]
“……!”
[الألفة الحاليّة: 44/1000]
لم أصدّق ذلك ، فسقطت الشّوكة من يدي.
[كمكافأة ، زادت الشّخصيّة بمقدار 30]
[الشّخصيّة الحاليّة: 130/1000]
‘لماذا ارتفع مستوى الألفة بهذا القدر؟’
كلّ ما فعلته هو غرز الشّوكة في الكعكة.
هل يحبّ دوهان كعكة الباوند بالبرتقال؟
هل شعر بنوع من التّآلف معي بسبب ذلك؟
ربّما لديه نوع من الذّكريات العزيزة من طفولته؟
بقدر ما أعرف ، دوهان ليس لديه قصص خفيّة كهذه …
‘لكن من يدري؟’
“يا سموّك. هل تُحبّ كعكة الباوند بالبرتقال؟”
“…….”
سألتُ لأنّني كنتُ فضوليّة جدًّا ، لكن دوهان لم يُجب.
حدّق فيّ بصمت لفترة طويلة ثمّ حوّل نظره أخيرًا.
ثمّ أجاب و كأنّه يتحدّث إلى نفسه و هو ينظر إلى الأطباق.
“إنّها من ذوقي”
كما توقّعتُ.
“فهمت. إنّها لذيذة ، حلوة و منعشة ، أليس كذلك؟”
“لا بدّ أنّها لذيذة. لم أتذوّقها قط”
“ماذا؟”
كيف يمكن أن تكون من ذوقه و لم يتذوّقها قط؟
رفع دوهان رأسه ببطء و نظر إليّ بحدة.
“إنّها من ذوقي اللّعين”
“…….”
“يجب أن أتذوّقها”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 9"