‘آه ، يا للقرف. أفكار غير لائقة’

 

مع ذلك ، هززتُ رأسي و أنا أفكّر ‘الاغتيال أمرٌ مبالغ فيه قليلاً …’ و استمررتُ في قراءة نافذة الحالة.

 

[المكافأة عند النّجاح: الذّكاء +30 / سُمّ مدام تيتو]

شككتُ في عينيّ بسبب مكافأة النّجاح.

 

“سُمّ مدام تيتو؟ هل يمنحونني إيّاه في المرحلة الأولى فحسب؟”

 

هو عنصر من الدّرجة A ، و الّذي يجب شراؤه إمّا بمبلغ 3 آلاف وون كوريّ (باستخدام النّقود الحقيقيّة) ، أو مبلغ ضخم قدره 300 ألف “بينت” (نقود اللّعبة).

 

هو عنصر يُستخدَم لمرّة واحدة لمواجهة الأشرار بعد منتصف اللّعبة ، و لم يكن هناك سبب لاستخدامه في المرحلة الأولى.

 

“بالتّأكيد نظام اللّعبة مُتعطّل تمامًا”

 

بعد ذلك ، أُضيف سطرٌ آخر إلى نافذة الحالة.

[يُصاحب الفشل عواقب وخيمة]

 

على الرّغم من أنّ هذه العبارة الغامضة و المخيفة لم تكن موجودة في النّسخة الأصليّة ، إلّا أنّني أدركتُ ما تعنيه.

 

‘هل بدأتْ رياح الشّرّ الباردة بالفعل؟’

مهما فكّرتُ في الأمر ، فإنّ العواقب الوخيمة لا تعني إلّا شيئًا واحدًا.

 

موت الشّخصيّات.

كانت <النّجاة من الشّرير> لعبة ساخرة ، حيث كان اللاعب يقترب بثبات من الخراب كلّما تقدّم في اللّعب.

 

عندما يصل المرء إلى النّهاية ، يموت جميع من حوله ، و يبقى دوهان و سيليا وحدهما ، و يستمرّان في حبّهما المجنون الّذي ينهش كلّ منهما الآخر.

 

‘لقد واجهتُ صعوبة في إقناع رئيس الفريق هوان غي بأنّنا يجب ألّا نذهب إلى نهاية سعيدة عادية’

 

“لو كنتُ أعلم ، لكنتُ استمعتُ إلى رئيس الفريق. يا إلهي”

 

على أيّة حال ، كان دوهان مُصمّمًا على قتل ما لا يقلّ عن أربع أو خمس شخصيّات في كلّ مرحلة.

 

تنهّدتُ لا إراديًّا و أنا أرى الجملة التّحذيريّة الّتي تُجمِّدُ العمود الفقريّ أمامي.

 

على الأقلّ ، لم أرغب في رؤية مشهد موت شخص ما لمجرّد أنّني فشلتُ في مهمّة ما.

 

في تلك اللّحظة ، سُمع صوت طرق حذر—

 

‘لا بدّ أنّهم خَدَم دوهان’

 

فتحتُ باب القصر الكبير لأنّني كنتُ أنتظرهم.

كان المطر يتساقط بغزارة في الخارج مُنذ فترة.

 

“يا دوقة هاول”

انحنى الخَدَم الخمسة الّذين كانت ملابسهم و شعرهم مُبتلّين قليلاً في انسجام لي.

 

“نتقدّم بالتّحيّة للمرّة الأولى”

قالوا ذلك و كأنّهم يُغنّون في جوقة ، ثمّ رفعوا رؤوسهم واحدًا تلو الآخر.

 

“أنا بنسون ، كبير خدم قلعة بيرنيكر”

قدّم رجل طويل في السّبعينيات من عمره نفسه أوّلاً.

كان لديه شعر رماديّ طويل مربوط عند الرّقبة ، و نظرة حادّة بشكل خاصّ.

 

ظهر شرح موجز فوق رأسه.

 

[بنسون كوور: الحفيد الثّامن لعائلة الكونت كوور. عائلة من الخدم المهرة خدمت عائلات نبيلة مرموقة في الإمبراطوريّة عبر الأجيال]

 

التّالي كانت سيّدة بشعر أشقر و عينين من نفس اللّون.

 

“أنا أوليفا ، رئيسة الخادمات. سأخدم الدوقة من الآن فصاعدًا—”

 

“عذرًا ، يا رئيسة الخادمات. و أعتذر للجميع. لديّ أمر عاجل”

عندما قطعتُ كلامها بحذر ، نظروا جميعًا إليّ بتعابير مصدومة قليلاً.

 

أشرتُ إلى خادمة نحيفة بشعر كستنائيّ مجعّد مربوط عاليًا.

 

“هل يمكن أن أراكِ للحظة؟”

 

“أنا ، هل تقصدينني؟”

بدت الخادمة مُرتبكة بشكل واضح.

 

“نعم”

أومأتُ برأسي بصرامة.

 

بعد أن أدخلتُ الخَدَم الأربعة الباقين إلى الدّاخل أوّلاً ، وقفتُ أنا و الخادمة بمفردنا قُرب البوّابة الأماميّة.

 

“تيشا”

عندما ناديتُ باسم لم تُقدّمه بنفسها ، ارتعشت عيناها الكبيرتان بالذّعر.

 

“لقد تلقّيتِ تعليمات من عائلة الماركيز فايل ، أليس كذلك؟”

 

“……!”

 

كنتُ أعلم. أنّها كانت الجاسوسة.

 

كان هذا من تدبير عائلة الماركيز فايل ، الّتي كانت تتنافس مع عائلة الدوق بيرنيكر على السّيطرة على الشّمال.

 

على الرّغم من أنّ هذه الحقيقة لن تُكشَف إلّا في المرحلة الرّابعة.

 

‘أنا أعلم كلّ شيء’

 

[المهمّة 3 اِكتَمَلَت !!]

[تمّ الكشف عن الجاسوس]

 

سهلة جدًّا.

 

‘بهذه الوتيرة ، سأصبح أفضل مصنَّف/ة’

 

[كمكافأة ، زاد الذّكاء بمقدار 30]

[مستوى الذّكاء الحاليّ: 45/1000]

 

[لقد حصلتِ على سُمّ مدام تيتو]

[للتّحقّق من العناصر الّتي بحوزتكِ حاليًّا ، افتحي الخزنة]

 

‘كيف أفتح الخزنة؟’

قرّرتُ أن أفكّر في الأمر لاحقًا.

 

في اللّحظة الّتي كنتُ على وشك أن أقول فيها شيئًا لتيشا الّتي تحوّلت إلى اللّون الأبيض—

 

[المهمّة 4 فُتِحَت]

 

[اِرفع/اِرفعي سمعتكِ إلى 80.]

[السّمعة الحاليّة: 10/1000]

 

بدت المهمّة الرّابعة صعبة للغاية.

 

‘رفع السّمعة أصعب من رفع الألفة’

 

بينما كنتُ مشغولة بهذا السّيل من المهمّات الّتي لا تتوقّف ، كانت تيشا ترتجف في كلّ مكان ، و قد تحوّل وجهها إلى اللّون الأزرق الباهت.

 

“أنا ، أنا”

كانت تحاول أن تقول شيئًا ، لكنّها بدت غير قادرة حتّى على الكذب.

 

“أرجوكِ اقتليني!”

 

في النّهاية ، سجدتْ على الأرض المُبتلّة ، مُلصقة جبهتها بها.

 

“تيشا. اهدئي”

 

في اللّحظة الّتي كنتُ على وشك أن أقول فيها إنّه لا توجد لديها نيّة لإخبار دوهان ، فلا داعي للقلق.

 

【اِختاري】

 

… هذا ليس جيدًا.

ليس جيدًا!

 

【الاعتراف لدوهان بيرنيكر بأنّ تيشا جاسوسة أو الاعتراف لدوهان بيرنيكر بأنّكِ تريدين تقبيله】

 

“…….”

 

هذه هي المرّة الثّالثة الّتي تظهر فيها لعبة التوازن.*

 

وصلتُ إلى استنتاج.

نافذة الحالة الخبيثة هذه تُعقِّدُ الأمور عليّ.

 

‘ما هذا الشّعور ….’

 

شعور و كأنّ نافذة الحالة لديها نوع من الشّخصيّة الغريبة ، و لسبب ما ، تحاول إيذائي.

 

【الاعتراف لدوهان بيرنيكر بأنّ تيشا جاسوسة أو الاعتراف لدوهان بيرنيكر بأنّكِ تريدين تقبيله】

 

أعدتُ قراءتها تحسّبًا ، و لكن لم يكن هناك أيّ تغيير.

لقد تفاخرتُ للتوّ بأنّني كشفتُ عن الجاسوس بسهولة كبيرة ، و أنّني سأصبح أفضل مصنَّف/ة.

 

لكن الحقيقة هي أنّ الخلل لم يكن في المهمّة ، بل في لعبة التوازن اللّعينة هذه.

 

“هؤ هؤ. هؤ.”

أعادني صوت بكاء تيشا الحزين إلى وعيي.

 

“انهضي يا تيشا”

 

شعرتُ أنّني يجب أن أُهدّئ هذه الفتاة النّحيلة الّتي كانت جاثية أمامي و ترتجف.

 

أمسكتُ بذراعها الّذي بدا و كأنّه سينكسر في أيّ لحظة و ساعدتُها على النّهوض.

 

“هؤ هؤ. يا دوقة هاول!”

انتحبتْ تيشا و أمسكتْ بكلتا يديّ.

 

“أرجوكِ ، لا تخبري سموّه!”

 

“تيشا. اهدئي أوّلاً”

 

“في المرّة الأولى الّتي تلقّيتُ فيها الاقتراح الفظيع من عائلة الدوق فايل ، رفضتُ”

 

تجعّد وجه تيشا بألم و هي تتذكّر الماضي.

 

“و في المرّة الثّانية الّتي تلقّيتُ فيها العرض … هؤ هؤ. أعلم أنّني كان يجب أن أرفض بالتّأكيد ، لكن لم يكن أمامي خيار آخر. والدتي …!”

 

“أعلم. إنّها في المستشفى ، أليس كذلك؟”

 

“……!”

 

“و قد تموت إذا لم تحصل على الدّواء المناسب على الفور”

 

“كيف ، كيف علمتِ بهذا …”

 

ارتجفت عيناها البنيّتان الدّاكنتان المملوءتان بالدّموع.

غرقتُ في تفكير عميق و أنا أنظر إلى الخادمة الّتي لم تزل تتّصف بالسّذاجة.

 

‘إذا أخبرتُ دوهان ، فسيقتل تيشا على الفور’

 

بالطّبع ، محاولة اغتيال رئيسها الّذي تخدمه هي جريمة خطيرة ، لكن تيشا كان لديها ظرف مؤسف.

 

تيشا روت ، الشّخص الوحيد من عامّة الشّعب في قلعة الدوق بيرنيكر.

 

كان لديها ماضٍ عائليّ محزن.

مات والدها ، الّذي كان بحّارًا ، في عاصفة مفاجئة ، و ربّت والدتها وحدها ستّة أطفال.

 

ساهمت تيشا ، الابنة الكبرى ، في دخل الأسرة بالمال القليل الّذي كسبته من القيام بأعمال وضيعة في المطاعم و الحانات ، مُنذ أن كان عمرها 10 سنوات فقط.

 

‘كان عليها أن تُطعم و تكسو إخوتها الصّغار. على الرّغم من أنّها هي نفسها كانت طفلة …’

 

ثمّ ، في الشّتاء عندما بلغت الخامسة عشرة. لفتتْ انتباه أوليفا ، رئيسة الخادمات في قلعة بيرنيكر ، الّتي كانت قد خرجت لشراء البقالة.

 

الفتاة الّتي تعمل في أعمال وضيعة ، و الّتي كانت عيناها لامعتين بشكل خاصّ و مقتدرة.

 

و هكذا دخلت تيشا روت عائلة الدوق الأكبر بيرنيكر.

 

“هؤ هؤ …”

بدت كتفا تيشا النّحيفتان المنتحبتان ثقيلتين بشكل فظيع.

 

كانت هي الّتي تتحمّل تكلفة طعام و معيشة إخوتها الخمسة ، بالإضافة إلى نفقات علاج والدتها ، الّتي أُدخلت المستشفى بسبب إصابتها بالسلّ قبل ثلاث سنوات.

 

“اهدئي و توقّفي عن البكاء أوّلاً. ألا تعتقدين أنّه ستكون هناك مشكلة إذا سمعكِ أحد؟”

 

عندما سمعتْ كلامي ، أدركت تيشا أنّ هذا المكان كان أمام البوّابة الأماميّة مباشرة ، و عضّت على شفتيها.

 

‘لماذا أنا هي الابنة الكبرى تحديدًا؟’

حتّى أشعر بالتّعاطف معها!

 

كنتُ الابنة الكبرى الّتي لم تتظاهر أبدًا بكونها طفلة أمام والديها ، و لديّ أخ أصغر متهوّر و أخت أصغر سيّئة الطّباع.

 

التحقتُ بالجامعة بمنحة دراسيّة ، و ذهبتُ بأوّل راتب لي بأكمله إلى والديّ.

 

‘استخدم أبي و أمّي هذا المال لشراء هاتف جديد لأخي الصّغير. هاتف آبل الأحدث بقيمة 2 مليون وون ، لطفل أصبح حديثًا طالبًا في المدرسة الثّانويّة’

 

هل هناك “وجه الابنة الكبرى” منفصل؟

على الرّغم من أنّ تيشا تبدو مختلفة تمامًا عنّي ، إلّا أنّني شعرتُ و كأنّني أقف أمام مرآة.

 

و لكن …

 

【الاعتراف لدوهان بيرنيكر بأنّكِ تريدين تقبيله】

 

“أُفّ”

مهما قرأتها من مرّة ، فإنّها تتجاوز الحدود.

 

كان تعبيره الجافّ المميّز و هو ينظر إليّ من الأعلى إلى الأسفل و أنا أرتدي نظّارات سميكة واضحًا تمامًا.

 

لقد تمتم مرارًا و تكرارًا أنّه لا يُفضّل لا مظهري ولا تصرّفاتي.

 

‘علاوة على ذلك ، فإنّ الألفة هي 188-!’

 

“هاها. حقًّا …”

انفجرتُ في ضحكة فارغة في هذا الموقف الّذي لا مفرّ منه.

 

و في الوقت نفسه ، كانت تيشا ترتجف باستمرار و هي تمسك بيدي. كانت تبدو و كأنّها سجين ينتظر إعدامه ، و قد وضعت رأسها على المقصلة.

 

بعد تفكير عميق ، اتّخذتُ قراري.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“لعبة التوازن” أو Balance Game هي نوع من الألعاب أو الاختبارات التي تعتمد على الاختيار بين خيارين صعبين جدًا — كلاهما سيّء أو مُحرِج أو مستحيل تقريبًا — و تكون الفكرة أنك مضطرّ تختار واحد فقط.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الوقوع في يد الخطيب الشرير أثناء الهروب منه

أو

الزواج من صرصور ضِعف حجمه؟؟

هذا بالضبط Balance Game (لعبة التوازن): اختيار بين مصيبتين ، و البطلة لازم تختار واحدة ليكمل السيناريو.