بينما كانَ يفكّرُ بسرعة، أكملتْ غالاتيا حديثَها بنعومة.
“إذا أُصبتَ واعتزلتَ، تحصلُ على تعويضٍ يصلُ إلى خمسِ مئةِ مليونِ غيب. وإذا متَّ، حوالي ملياري غيب. لكنْ بما أنّهم تابعونَ للمختبر، فلن يُشاركوا في الحروب، لذا لا داعي للقلقِ بشأنِ الموتِ أو الإصابة.”
‘ملياران!’ فغرَ الفيكونتُ فاهُ من هذا المبلغِ الهائل.
لن يصبحَ من كبارِ الأثرياء، لكنْ هذا المالُ يكفي ليُصنّفَ ضمنَ العشرةِ بالمئةِ الأعلى في الإمبراطوريّة. بالطّبع، لا يرغبُ في موتِ ابنِه، لكن…
المالُ الذي سيحصلُ عليهِ من الجيشِ يكفي ليعيشَ دونَ همّ، وبما أنّه لن يُقاتل، فلا مخاطرَ الموت. هذا ما هدّأَ ضميرَه.
زالَ غضبُه السّابقُ تمامًا، وظهرتْ السّعادةُ على وجهِ الفيكونت. نسيَ كلَّ كلامِها المقلقِ عن السّعادةِ والتّعاسةِ بسرعةٍ أمامَ هذا العرضِ المغري.
“حقًا؟ شكرًا، يا قدّيسة. تُرشدينَني وتُساعدينَني هكذا! حكيمةٌ بحقّ.”
ابتسمتْ غالاتيا بسخريةٍ وهي ترى الفيكونتَ يفركُ يديهِ بنفاق.
“النّقدُ والسّخريةُ أصبحا إرشادًا؟”
تظاهرَ الفيكونتُ بالحرجِ وسأل.
“لمَ تُساعدينَ ابني الضّعيف؟ لم أتبرّعْ كثيرًا للطّائفة.”
“أليسَ من واجبِ القدّيسةِ مساعدةُ المحتاجين؟”
“ليسَ هذا قصدي…”
ظهرَ قلقُه من وجودِ شروطٍ خفيّةٍ على وجهِه. لمستْ غالاتيا شعرَ أوفيليا، قدّيسةِ ديسمبر، التي كانتْ تقفُ كدمية، وقالت.
“للزّواجِ وإنجابِ الأطفال، يحتاجُ المرءُ إلى عمل. كلُّ ما تريدُه لاتيه هو أنْ يحضرَ النّاسُ الصّلواتِ بانتظامٍ ويُعزّزوا إيمانَهم.”
—
ما زلتُ مريضةً وممدّدةً على السّرير، غارقةً في التّفكير.
لو كانتِ النّساءُ الثّلاثُ الكبرياتِ في المجتمعِ الرّاقي سيأتينَ فقط، لدعوتُهنَّ بسرور. لكنْ للأسف، غالاتيا، القدّيسة، ستكونُ معهنَّ. أتردّدُ في دعوةِ شخصٍ مشبوهٍ إلى منزلي.
لا يُمكنُني دعوتُهنَّ دونَها، ولا أستطيعُ رفضَ طلبِ زيارةِ النّساءِ الثّلاث. هنَّ شخصيّاتٌ بارزةٌ في المجتمعِ الرّاقي، وحلفاءُ أقوياءُ سيدعمونَ نشاطاتي.
“بل لأنّني لم أعدْ أشعرُ بما كنتُ أشعرُ به سابقًا. مع مرورِ السّنين، بدأتْ مشاعري تتلاشى.”
أكملَ بنبرةٍ كتنهيدة.
“أصحابُ القوى الشّيطانيّة، كلّما استهلكتهم قوّةُ الشّيطان، يفقدونَ إنسانيّتَهم مع تقدّمِ تحوّلِهم إلى وحوش. أنْ يأتيَ الوحشُ بحثًا عن جيني كانَ آخرَ بقايا مشاعرِه البشريّة.”
‘إذنْ، شعرَ بالألمِ لأنّه لم يشعرْ بشيء؟’
لم أستطعْ تخيّلَ شعورَ فقدانِ المشاعر. هل فقدَ الوحشُ كلَّ مشاعرِه البشريّةِ عدا شوقِه لعائلتِه؟
‘إنْ تحوّلتُ إلى وحش، ماذا سيبقى لي وأنا بلا عائلة؟’
أخفيتُ وجهي الشّاحبَ بسرعةٍ ووضعتُ يدي على ذراعِه. لم أشعرْ إلّا ببرودةِ المعدنِ بلا أيِّ دفء.
“هل… يمكنُ إعادةُ الأمورِ إلى ما قبلَ التحوّل؟”
“يمكنُ تأخيرُه، لكنْ لا عودةَ إلى ما كان. لكنْ لا بأسَ الآن. هذا الدّرعُ يمنعُ تقدّمَ التحوّل. لقد تركتُ الفيلق، والآنَ أستمتعُ برعايةِ الحديقة.”
كانَ كيليان محاصرًا في تعاسةٍ لا يستطيعُ الخروجَ منها.
بدا وهو جالسٌ بحزنٍ كرجلٍ صفيحٍ فقدَ قلبَه. ‘هل سيأتي يومٌ أستطيعُ فيه إنقاذَه كساحرِ أوز؟’
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات