نظرَ إليورد إليّ عن قُربٍ وهو يرفعُ نظّارته الأحادية.
“دعيني أرى… ضغطُ الدّمِ طبيعيّ، ولا أمراض. إذا لم تُدخّني أو تشربي الخمر، ومارستِ الرّياضةَ بانتظامٍ وعشتِ حياةً مُنظّمة، فستعيشينَ أطولَ من المعدّلِ الطّبيعيّ.”
تحدّثَ وكأنّه يُبلّغني بنتائجِ فحصٍ طبّيّ.
“ماذا؟ حتّى لو قُصّرَ عمري، سأعيشُ أطولَ من المتوسّط؟ إذن، هل كانَ من المفترضِ أنْ أعيشَ 300 سنة؟”
“عمرُكِ لن يُقصّر، سيّدتي. إذا أردتِ العيشَ 300 سنة، يمكنكِ عقدُ اتّفاقٍ معي. عادةً لا أفعلُ ذلك، لكنْ بما أنّكِ أنتِ، سأمدّدُ عمرَكِ كاستثناء.”
شعرتُ بالإحباطِ من ردّه، وكأنّ كلّ طاقتي قد نُزعت.
‘ماذا؟ كنتُ أظنّني في وضعِ المريضِ الميؤوسِ منه، ووصلتُ إلى مرحلةِ التّفكيرِ في الوصيّة!’
تحوّلتُ من مريضةٍ ميؤوسٍ منها إلى مَنْ تُبشّرُ بالعيشِ الطّويلِ في 30 ثانية، فبدأتُ أصرخُ غاضبةً.
“آه! تحدّثتَ وكأنّني سأموتُ خلالَ ثلاثةِ أشهر!”
“سألتِ عن ثمنِ القوى، فأجبتُكِ فقط. ذلك ينطبقُ على البشرِ العاديّين، لكنّكِ، سيّدتي، حالةٌ خاصّة، أنتِ ‘مديرةُ القصر’. ربّما كانَ القصرُ نفسه وسيطًا لكِ.”
‘شيطانٌ يُشبهُ الذّكاءَ الاصطناعيّ، يحتاجُ إلى أسئلةٍ دقيقة، لكنّ إجاباتِه دائمًا مبهمة!’ حدّقتُ فيه بنظرةٍ غاضبةٍ وسألتُ مجدّدًا.
“على أيّ حال، باستثناءِ الإغماء، لن يُقصّرَ عمري أو أتحوّلَ إلى وحش، صحيح؟”
“لا يمكنني الكشفُ عن معلوماتِ العملاءِ أو الشّيطانِ الذي وقّعَ معه الاتّفاق. كلّ ما أعرفهُ أنّه شيطانٌ يتغذّى على مشاعرِ البشرِ من فرحٍ وحزنٍ وغضبٍ وحبّ. أحذّرُكِ فقط لتكوني حذرة.”
‘حسنًا… صناعةٌ مليئةٌ بالأسرار.’
‘كاهنٌ يتعاقدُ مع شيطان؟ بعدَ كل ما حصل للأن، لم يَعُدْ هذا مفاجئًا.’
‘هل يقصدُ أنّ مشاعري، بما فيها حياتي السابقة، مُعدّةٌ بعنايةٍ كطبقٍ شهيّ؟’
فكّرتُ لحظة، لكنّ رأسي كانَ لا يزالُ مشوّشًا ودوارًا، فاستندتُ إلى رأسِ السّريرِ وأغمضتُ عينيّ.
“من الآنَ فصاعدًا، لن ألمسَ قوّةَ دانتي…”
“من الأفضلِ ألّا تلمسي قوى كيليان وإيجكيل أيضًا. قدْ يبدونَ الآنَ منشغلينَ بأمورٍ تافهة، لكنّهم من أعلى مستوياتِ أصحابِ القوى.”
“هل يمكنني إبطالُ القوّةِ المقدّسةِ أيضًا؟”
نظرَ إليّ بنظرةٍ غامضة.
“إذا كانتِ القوّةُ التي تستعيرينَها أقوى من حاكم الخصم.”
‘ريلكه كانتْ مختارةً من الإله، لكنّها أُكِلتْ من شيطانٍ عظيم، إذن، القوّةُ التي أستخدمُها ربّما تكونُ شيطانيّة؟’
‘لهذا لا أستطيعُ التّغلّبَ على الطّائفة؟’
بدأ رأسي يؤلمني من التّفكيرِ العميق. فجأة، تذكّرتُ وهجَ القلّادة، فأخرجتُها من تحتِ ملابسي.
“مهلًا؟”
كانَ هناك شقٌّ طفيفٌ على حافةِ الجوهرةِ الحمراء.
‘ماذا؟ هل اصطدمتُ بشيءٍ أثناءَ إغمائي؟ أم أنّها تصدّعتْ لأنّها لم تتحمّلْ قوّةَ دانتي الشّيطانيّة؟’
“عندما أبطلتُ قوّةَ دانتي، أضاءتْ هذه القلّادة. هل تعرفُ ما هي؟”
عدّلَ إليورد نظّارتَه الأحاديةَ ونظرَ إلى القلّادةِ بعناية.
“قطعةٌ سحريّة.”
“وما هي؟”
“ليستْ بالقوّةِ التي تريدها الطّائفة. إنّهم يطمحونَ إلى استدعاءِ شيطانٍ عظيمٍ إلى العالمِ واستخدامِ قوّتِه بحرّيّة. من بينِ القوى المختلفة، القوّةُ الشّيطانيّةُ هي الأقوى بلا منازع. الطّائفةُ تفقدُ نفوذَها بسببِ صراعِ المصالحِ مع أصحابِ القوى الشّيطانيّةِ وتدخّلِ الأميرةِ الإمبراطوريّة، وهي تخشى عودةَ حكمِ الحاكم.”
‘لم أسألْ عن هذا خوفًا من ذكرِ الاتّفاق، لكنّه يشرحُ الآنَ بتفصيل! كانَ يجبُ أنْ أسألَ من قبل.’
تذكّرتُ كلامَ الجدّةِ ليليانا عن عودةِ الحكمِ الإلهيّ، فشعرتُ بقشعريرة. ‘إذا استطاعوا استخدامَ قوّةٍ تُهزمُ رسلَ الحاكم بحرّيّة، ألن يتمكّنوا من ابتلاعِ الإمبراطوريّةِ بل العالمِ بأسرِه؟’
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات