“لا. يبدو أنّ وحشًا من الضواحي اخترق جدار المدينة.”
كدولة عظمى، كانت دفاعات الإمبراطوريّة وأمنها ممتازين. كانت هناك حواجز متينة مزدوجة وثلاثيّة حول المدينة، وجنود قيادة دفاع العاصمة يحرسونها دائمًا لمنع اختراق الوحوش أو الأعداء.
أمسكتُ ذراع دانتي بقوّة وسألتُ.
“كيف… أليس هذا يعني أنّه وحش قويّ؟”
أجاب بوجه هادئ رغم ضغط ذراعه الذي قد يمنع تدفّق الدّم.
“إذا كان وحشًا من الدّرجة العليا أو أعلى، قد يخترق الحاجز الدّفاعيّ، لكن هذا ليس شائعًا.”
كان حجم الوحش واضحًا من ذيله فقط. اهتزّت نوافذ المباني القريبة بمجرّد مروره. كان ذيله مشعرًا عند الطّرف فقط، يشبه ذيل قطّة معتنى بها.
أطللتُ برأسي قليلاً لأرى شكل الوحش كاملاً.
من الخلف، بدا كحيوان مفترس رباعيّ الأرجل. جسده الأسود الضخم يحطّم جدران المباني التي يصطدم بها، وشعلة حمراء تتأرجح. بدا أنّه تعرّض لهجمات كثيرة في طريقه إلى هنا، فكلّ خطوة كانت تُسيل دمًا أسود غزيرًا.
“يبدو أنّ هدفه ذلك المنزل؟ منزل الزوجين اللذين تبنّيا جيني. ربّما كان الجنود يعرفون وينتظرون.”
كما قال إليورد. توقّف الوحش، يهزّ رأسه بقوّة، أمام القصر الذي تُبنّيت فيه جيني.
دويّ-!
عندما رفع الوحش قدمه الأماميّة وحطّم سقف القصر، ابيضّ وجهي.
“جيني، جيني في خطر… آه!”
قبل أن يتملّكني القلق، رفعني دانتي بسرعة تحت ذراعيه وطار في الهواء.
استقرّت رؤيتي الدّائرة على جيني، التي كان الوحش يمسكها من ملابسها بفمه.
“آه!”
صرخت جيني بوجه مليء بالخوف. ضيّق الوحش عينيه بشراسة وبدأ يهرب بها إلى مكان ما.
“سأطارده.”
ركض دانتي، ممسكًا بي تحت ذراعيه، وراء الوحش. كلصّ مهار، قفز فوق الأسطح بخفّة.
“آه!”
صرختُ صرخة قصيرة وأنا محمولة مثله. رأيتُ الناس يفرّون مذعورين تحت قدميّ.
“كييي!”
فجأة، دوّى صوت صراخ كطير بتريّ، وظلّلت المنطقة كأنّ السّحب حجبت الشّمس.
لماذا أشعر بهذا الانزعاج؟ أغمضتُ عينيّ دون وعي، ثمّ سمعتُ صوت رجل خافت وغامض.
‘جيني.’
فتحتُ عينيّ متفاجئة ونظرتُ حولي. صوت غريب لم أسمعه من قبل، من نادى؟
‘جيني.’
عندما سمعتُ الصّوت مجدّدًا، التفتّ إلى الوحش. هل الوحش قال جيني الآن؟
هل أسمع خطأً؟
“انتظر!”
صرختُ بسرعة. في نفس اللحظة، رأيتُ الرّصاصة من فوهة البندقيّة تُطلق وترتدّ عن جسد الوحش دون أن تترك أثرًا. اختفت الطاقة الزرقاء التي كانت تغلّف بندقيّة دانتي تمامًا.
“إلغاء؟”
تمتم إيجيكل لنفسه، وفي نفس الوقت، التفتَ إليّ هو وكيليان ودانتي. اظهرتُ تعبيرًا مرتبكًا.
“أنا؟ هل فعلتُ ذلك؟”
بينما كنتُ أسأل دون فهم، شعرتُ بحرارة داخل ملابسي ونظرتُ للأسفل. كانت القلّادة التي وضعتها داخل البلوزة تُصدر ضوءًا.
غطّيتُ الضّوء بيدي لأخفيه. ما الذي يحدث؟
“ما هذا…؟”
لكن الشكّ لم يدم طويلاً، فالحرارة والضّوء الخافتان تحت يدي تلاشيا تدريجيًا حتّى اختفيا.
أليس مقاومة السّحر قدرة موروثة من ريلكه؟ لماذا تتفاعل هذه القلّادة؟
بالمناسبة، ألم تُضيء هكذا عندما اقتحم اللصوص المكان وألقوني في معبد مشبوه، وعندما دخل دانتي غرفتي كرجل خطير؟ كنتُ أشعر أنّ هناك شيئًا ما.
هل يمكنني، بجسد خالٍ من السّحر، استخدام قوّة ريلكه بفضل هذه القلّادة؟ هل هي حجر الحكيم؟
لكن إذا كان كذلك، فقد تلقّيتها من جدّي قبل لقاء ماتياس، وهي تذكار من والدي.
إذًا، أين حجر الحكيم الحقيقيّ؟ قال ماتياس إنّه مفتاح يُورّث بالتأكيد.
لكن الآن ليس وقت التأمّل.
“غرر.”
بدأ الوحش يقترب منّي متعثّرًا.
“سيدتي، تراجعي.”
وقف دانتي أمامي، مصوّبًا بندقيّته نحو الوحش. بردت المنطقة بطاقة مخيفة، وغُلّفت بندقيّته بالطاقة الزرقاء مجدّدًا.
‘جيني.’
سمعتُ الصّوت الذي كان من قبل مرّة أخرى. ربّما يكون صوت الوحش، فأمسكتُ ذراع دانتي بسرعة، وخفّضتُ صوتي لأتجنّب النّظرات.
“انتظر لحظة، من فضلك.”
“ما الخطب؟”
“الوحش تكلّم. ألم تسمع؟”
“لم أسمع شيئًا.”
كان الوحش ينظر إلى ما وراءنا، نحو المبنى الخلفيّ، أو بالأحرى إلى جيني التي كانت تبكي في حضن توتو.
‘جيني، جيني.’
كرّر الوحش اسم جيني وهو يسيل دمًا أسود.
“انظر، إنّه ينظر إلى جيني ويناديها فقط…”
في تلك اللحظة، أدركتُ مصدر شعور القلق والانزعاج الغريب منذ البداية، فسرت قشعريرة في جسدي.
قيل إنّ أصحاب القدرات الشيطانيّة يتحوّلون إلى وحوش تدريجيًا كلّما استخدموا قدراتهم، وفي النهاية يصبحون وحوشًا تمامًا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات