في خوذة كيليان، تضيّقت عيناه الفضيّتان بجديّة، ثمّ وضع سبّابته على شفتيه كإشارة للسرّيّة وقال:
“اخفضي صوتكِ من فضلك. لديّ كلام سأنقله لكِ سرًا.”
خفضتُ صوتي كثيرًا واقتربتُ من كيليان وسألتُ:
“هل اكتشفتَ أسرارًا خطيرة ومخالفات مرتبطة بهذه الدار؟ حقًا، يليق بك كقائد سابق لفرسان.”
“ما الذي تعنينه؟”
مالت خوذة كيليان باستغراب. ثمّ قال شيئًا مختلفًا تمامًا عن توقّعاتي:
“تلقّيتُ مهمّة تنظيم حفل عيد ميلاد مفاجئ لثلاثة أطفال من الدار. يجب أن يتمّ بسريّة تامّة.”
“آه.”
ليست مخالفات، بل سريّة تامّة. أطلقتُ تنهيدة خاوية وتراجعتُ.
في تلك الأثناء، أعطى كيليان تعليمات لدانتي بنبرة صارمة:
“الجنرال دايك، ابدأ بتحضير الكعكة فورًا. أنا والسيّدة يجب أن نزيّن مكان الحفل. لا وقت لدينا.”
“كعكة؟”
“سمعتُ أنّ دمية تُدعى فورور محبوبة بين الأطفال هذه الأيّام. صمّمها بناءً عليها.”
“ما هذا؟”
ناول كيليان دمية بطريق لدانتي، الذي بدا وكأنّه لا يعرف شيئًا، وقال:
إنّها تشبه بورو بورو البطريق تمامًا! هل امتدّت شعبيّة هذا البطريق إلى عالم آخر؟
(بورو بورو البطريق هو شخصية كرتونية كورية مشهورة من مسلسل رسوم متحركة للأطفال يحمل الاسم نفسه. تدور القصة حول البطريق الصغير بورورو ومغامراته مع أصدقائه في قرية ثلجية، حيث يتعلمون دروسًا عن الصداقة والعمل الجماعي.)
“لماذا تكلّفني أنا بهذا؟”
عبس دانتي وسأل، لكن يبدو أنّ خوذة كيليان مزوّدة بفلتر يتجاهل الأسئلة أو الكلام غير المفيد، إذ تجاهله وأسرعني وأنا غارقة في التفكير:
“سيّدتي، تحرّكي بسرعة. يجب أن ننتهي قبل الغداء.”
“نعم؟ نعم!”
بدا الأمر عاجلاً جدًا، فلم يكن أمامي سوى الامتثال.
حقًا، كقائد سابق لفرسان، لديه مهارة في القيادة والتنظيم. سأعيد محادثتي الجادّة مع دانتي عند العودة للمنزل.
* * *
كان مكان الحفل هو غرفة الطعام.
رأيتُ كايدن ومعلّمة من الدار موجودين بالفعل.
“أين القدّيسة غالاتيا؟”
نظر إليّ كايدن من الأعلى وقال:
“تقضي وقتًا مع الأطفال في الصلاة واستشارات المشاكل. عندما تنتهي تحضيرات الحفل، ستقود الأطفال إلى هنا.”
“آه.”
إنّها الدور الأهمّ في حدث المفاجأة. تقول “هيّا، تعالوا سوف أخذكم إلى مكان ما”، تأخذ أصحاب الحدث بعيدًا، ثمّ تعيدهم في الوقت المناسب.
“أنا المعلّمة كوزيت من الدار.”
ابتسمت امرأة ذات شعر أسود مشدود بعناية، ترتدي ثوبًا رماديًا داكنًا ومئزرًا أبيض، بلطف وهي تنظر إليّ. يبدو أنّها المسؤولة العامّة عن تحضير الحفل.
رفعت ورقة ملونة كمثال وقصّتها بالمقصّ. تحت حركات يدها السريعة والماهرة، تساقطت قطع على شكل قلوب ونجوم وزهور. كأنّ ساحرًا يخرج الحمام والأوراق الملونة من قبّعته وينثرها.
“سهل، أليس كذلك؟”
عند سؤال كوزيت، أمسكتُ المقصّ ورمشتُ بعينيّ فقط. كيف أصبحت ملايين القلوب والنجوم والزهور ببضع قصّات؟ هل هي كيميائيّة؟
“معلّمتي… يداكِ سريعتان لدرجة أنّني لا أراهما.”
“ليس صعبًا. إذا تدرّبتِ على قصّ الورق ألف مرّة وطيّه ألف مرّة يوميًا باستمرار، ستتمكّنين من ذلك بسهولة، أيتها المتطوّعة.”
أعتقد أنّني لن أستطيع ذلك أبدًا.
على العكس، لمعت عينا كيليان وكايدن، المقاتلان المتمرّسان، عندما اكتشفا خبيرة مخفيّة. يبدو أنّها أثارت روح التنافس لديهما.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات