### الفصل 64
شبح مهووس بالنظافة مليء بالضغينة، كيميائيّ خرق المحرّمات، حكيم يحمل أفكارًا فاشلة، شيطان، وغيرها.
شائعات تخمينيّة منتشرة فقط، كيان غامض لا يُعرف هويّته.
وقوّة خطيرة كامنة في ريلكه، المديرة الأولى للقصر، قد تدمّر العالم.
في الحقيقة، الظروف المختلفة تشير إلى ذلك، وبدت كشيطانة. أليست شخصيّتها أسوأ من شخصيّة شيطان أيضًا؟
لم يظهر ماتياس في ذكريات ريلكه، لذا لا شيء مؤكّد. ألم تتحدّث كطرف ثالث قائلة “ريلكه ابتلعها شيطان عظيم”؟
لكن إذا كان ماتياس حقًا شيطانًا عظيمًا، فقد يكون حجر الحكيم أيضًا شيئًا خطيرًا، لذا أردتُ سؤال إليورد للتأكّد فقط.
ضحك إليورد وهو يغطّي فمه عندما سمع سؤالي “هل ماتياس شيطان؟” وقال:
“لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال.”
“لماذا؟ يكفي أن تقول نعم أو لا.”
“ما يمكنني قوله بدون مقابل هو مجرّد فروع الحقيقة المعروفة بالفعل.”
وضعتُ يديّ على خصري ونظرتُ إليه بنظرة جانبيّة وقُلت:
“يا للأمر، أيّ مقابل بيننا؟ لا تكن بخيلاً وأخبرني. لن أقول شيئًا للسيد ماتياس. يجب أن أعرف على الأقل في أيّ أمر تورّطتُ.”
رفع إليورد يده قليلاً بوجه جادّ. لمعت خصلات شعره المشبعة بأشعّة الصباح الزاهية.
“في العالم، هناك قاعدة تقول إنّ على البشر أن يصلوا إلى التنوير بأنفسهم. إنّها نوع من الحاجز لمنع الآلهة أو الشياطين من التدخّل المفرط. لهذا السبب، ربّما كان سيّد القصر يتحدّث بتصرّفات وكلمات غامضة فقط.”
هل هي كتسريب أسرار السماء؟ بينما كنتُ أفكّر في كلماته المحيّرة، تابع بنبرة هادئة:
“لكن إذا كان هناك مقابل أو تضحية، فهذا ممكن. لهذا يقدّم البشر الإيمان والقرابين على مدى سنوات طويلة لسماع بضع كلمات وحتي. التاجرة مع شيطان ستحلّ الأمر بسرعة وسهولة.”
يبدو أنّ الحصول على إجابة مهمّة يتطلّب تقديم مقابل.
“ألن تخبرني حتّى ما هي وظيفة مدير القصر؟”
“يمكنكِ معرفة ذلك من خلال مشاهدة الذكريات في الأحلام. لكن بما أنّ ذاتكِ قويّة، لن تستطيعي رؤيتها كثيرًا.”
التسلسل عشوائيّ، ولا يوجد خيار التسريع. كلّ ما اكتشفته هو أنّ ريلكه كانت تكره زوجها، لكن حتّى هذا لا يمكنني رؤيته باستمرار؟ بالنسبة لشخص عجول مثلي، هذا محبط للغاية.
في تلك اللحظة، مدّ إليورد يده ببطء وقال:
“لكن بما أنّكِ مميّزة، يا سيّدتي، يمكنني إخبارك مقابل بضعة أصابع فقط. أملك هذا القدر من السلطة.”
أمسك رجل يشبه بائع المعاينة المجانيّة للدفع بإصبعي بقوّة.
لا! الأصابع لا! لن أستطيع تناول الطعام وسأعاني في حياتي! ثنيتُ أصابعي بسرعة لإخفائها وسألتُ:
“السيد إليورد، هل يمكن لشخص واحد أن يبرم عقودًا متعدّدة مع شياطين مختلفة؟”
إذا كان سؤالاً عن العقود، سيعطيني إجابة، أليس كذلك؟
“لا. الشيطان الذي تُبرم معه العقد يصبح مالك روحك. لا يمكن نقله أو إلغاء العقد.”
“إذن، ماتياس ليس شيطانًا؟ بما أنّك، السيد إليورد، تستمرّ في عرض عقد عليّ.”
إذا لم يستطع التحدّث مباشرة، سأسأل بطريقة غير مباشرة.
إذا كان ماتياس هو الشيطان العظيم الذي استدعته ريلكه، فأنا بالفعل مرتبطة بعقد حصريّ لروحي مع شيطان، ولا يمكنني عقد صفقة مع إليورد، أليس كذلك؟
حتّى أنا أعجبتُ باستنتاجي الرائع.
نظرتُ إلى إليورد بوجه يشبه الفائز بمسابقة ذكاء، لكنّه هزّ كتفيه كما لو كان يتوقّع ذلك وقال:
“محاولة جيّدة، يا سيّدتي.”
اقترب وجهه، وشعرتُ بأنفاسه الباردة تمرّ بأذني. ثمّ سمعته يهمس بهدوء:
“لكن، هل بالضرورة أن تكون لكلّ شخص روح واحدة فقط؟”
هل يمكن أن يمتلك المرء عدّة أرواح؟ كأنّه… جهاز كمبيوتر عالي الأداء مزوّد بمعالجات متعدّدة؟
“أليس من الحقيقة أنّ لكلّ شخص روحًا واحدة؟”
“حسنًا، سألتُ رأيكِ فقط.”
خلع نظّارته الفضيّة ومسحها وهو يجيب بإجابة غامضة.
تمتمتُ بنزعاج وقُلت:
“حتّى هذا السؤال يتطلّب مقابلًا للإجابة؟ تثير الفضول أوّلاً ثمّ…”
“نعم، إنّها أسرار المهنة. أنا متمكّن من كلّ الحقائق. إذا أعطيتني مقابلًا، يمكنني إخبارك بأيّ شيء. بل ويمكنني فعل كلّ ما تريدين أيضًا.”
كما يليق بشيطان، لديه مهارة في الإغراء وإثارة الاهتمام. لكن لا يجب أن أستسلم لعروضه الماكرة. الحياة قصيرة، وعبوديّة الشيطان طويلة.
سألتُ بوجه حازم:
“هل الحياة التي يفعل فيها أحدهم كلّ شيء بدلاً عنك دون الحاجة إلى جهد ممتعة حقًا؟”
حياة بلا جهد، كلّ شيء يتمّ تلقائيًا. تبدو مريحة وممتعة جدًا.
في تلك اللحظة، اقترب دانتي بخطوة واسعة ووقف إلى جانبي باستقامة.
حجب جسده العريض ضوء الشمس المتسرّب من فجوة الستائر تمامًا.
“لا حاجة لمساعدة شيطان. السيّدة تمتلك بالفعل رجلاً يفعل كلّ شيء بدلاً عنها.”
حقًا، يبدو كشخص موثوق يمكنه فعل كلّ شيء.
عند ظهور المعترض، انتقلت نظرة إليورد الباردة إلى دانتي، ثمّ عادت إليّ وقال:
“إذن، لنجعل الإجابة على السؤال مقابل أطراف الخادم الذي يفعل كلّ شيء؟ لا أحد سيخسر شيئًا.”
عبس دانتي وطوى ذراعيه. هل أخفاهما خوفًا من أن يُسلبا؟
“يكفي أن أكسر رقبتك. كمقابل للإجابة.”
ابتسم إليورد وكشف عن أسنانه البيضاء قليلاً وقال بنبرة خافتة:
“لن أموت بذلك. يمكنني استبدال الجسد بسهولة.”
“لهذا قُلته. أليس لديك حتّى استعداد للتضحية بجسدك لحلّ فضول السيّدة؟”
“أنت أيضًا لا تُضحّي بأطرافك.”
الحديث أصبح شرسًا جدًا. لا رقبة إليورد ولا أطراف دانتي. لا أطيق رؤية أجساد العاملين الرئيسيّين في منزلي تتضرّر.
لوّحتُ بيديّ وحجبتُ الطريق بينهما وقُلت:
“عند التفكير، يمكنني سؤال السيد ماتياس مباشرة، أليس كذلك؟ سأبحث عن باقي المعلومات بنفسي بحماس الاستكشاف. ربّما أسأل الجدة ليليانا.”
لا أعلم إن كان ماتياس سيجيب بصدق، لكن…
هزّ إليورد رأسه بأسف وقال:
“ربّما بسبب ذاتك القويّة، عنادك كبير أيضًا. حسنًا، يمكنني إخبارك بشيء واحد. أصبحت القدّيسة مديرة القصر بعد استدعاء الشيطان العظيم وطردها من الكنيسة. في ذلك الوقت، كانت تمتلك حجر الحكيم.”
يقول شيئًا واحدًا لكنّه أخبرني باثنين؟ ليس كرمًا من شيطان، بل هي حقائق يمكن استنتاجها من ذكرياتها بالفعل. كان حجر الحكيم رمزها أيضًا.
قال دانتي إنّ الكنيسة كانت تمتلك حجر الحكيم كأثر مقدّس في وقت ما. هل يعني ذلك أنّ الكنيسة أخذته بعد موت ريلكه ثمّ فقدته وهي تبحث عنه الآن؟
* * *
[“نحن فقط ننقل أسماءنا وحيواتنا، التي عشناها في عصور مختلفة، إليكِ.”]
تذكّرتُ فجأة رسالة المدير الثاني، هيكتور فون بريك.
“السيد دانتي، لقد سلّمني المدير الثاني رمزَه، الفاصل، أليس كذلك؟ إذن، يبدو أنّ الرموز تُورّث للأجيال التالية. لكنّه لم يحصل على حجر الحكيم أو فقده في منتصف الطريق، لذا اختفى منذ زمن بعيد، أليس كذلك؟ قال السيد ماتياس إنّه مخفيّ في القصر… حاولتُ البحث داخله لكن لم يكن الأمر سهلاً. لا أعرف حتّى شكله.”
بما أنّ المدير الثاني لم يجده، فهو مخفيّ جيّدًا. لا يمكن أن يكون ماتياس عاجزًا عن إيجاده في منزله، فهل يخفيه ويطلب من المديرين البحث عنه لمضايقتهم؟
استمع دانتي لكلامي وفرك ذقنه وهو يفكّر ثمّ قال:
“نعم، بما أنّه قديم جدًا، لا توجد معلومات متعلّقة به. حتّى لو سألتِ السيّدة ليليانا، ذاكرة البشر تتشوّه مع مرور الزمن. إذا كانت على طرفي نقيض مع القدّيسة، فهذا أكثر. القدّيسة كانت محاطة بالشائعات، لذا الحقيقة الدقيقة مغطّاة أيضًا. لكن البحث في سجلّات المملكة السابقة قد يوفّر عدّة خيوط.”
يعني أنّنا بحاجة لتدقيق الحقائق الحقيقيّة؟ منطقيّ جدًا.
“لكنّها سجلّات المملكة السابقة المنهارة، أليس كذلك؟ ربّما أُتلفت بالفعل.”
“يجب أن يكون هناك نسخة ما محفوظة في مكان ما. الوثائق التي أصبحت نادرة تُصبح ذات قيمة.”
وثائق مكرّرة عبر مسارات مظلمة؟
برقت فكرة في ذهني، فضربتُ كفّيّ وقُلت:
“ليلي دافت رابيت! ربّما تمتلكها.”
أليست تلك الإنسانة تجسيدًا للتوزيع غير القانونيّ؟
قد تمتلك نسخة. وبما أنّ جدتها ليليانا عاشت لسنوات طويلة، فقد يكون لديها وثائق قديمة تستحقّ الرجوع إليها.
أمال دانتي رأسه قليلاً وسأل:
“دافت رابيت، أليست من قوى السيّدة المعادية؟”
آه، صحيح. لقد أصبحتُ واحدة من الأقطاب الثلاثة في الدوائر الاجتماعيّة.
* * *
المترجمة:«Яєяє✨»
التعليقات لهذا الفصل " 64"