توقفت عن الكلام، شعرت بانزعاج، وابتعدت عنه قليلًا. لكن كلما اقترب دانتي، تراجعتُ خطوة إلى الخلف.
في النهاية، أحاطني بذراعه، مسندًا يده إلى جذع شجرة خلفي، محاصرًا إياي. ثم قال بإيجاز ما يريده:
“سأبقى بجانبكِ.”
رؤية عينيه المرفوعتين بنعومة جعلت ظهري يرتجف.
هذا الرجل، عيناه مختلتان. هل هي تداعيات عودة الذكريات والمشاعر الممحوة دفعة واحدة؟
لا خيار، يجب إعادته بسلطة مديرة الجحيم.
“لا يمكنك البقاء هنا. آسفة! سعدتُ برؤيتك مجددًا!”
بينما أمد يدي لإعادته بالقوة، أمسك يدي، وأضيق عينيه بحدة.
“لا فائدة من إعادتي. عندها، سنلتقي كمجرم ارتكب خطيئة وكقاضية.”
اتسعت عيناي. هل يقول إنه سيرتكب جريمة ويموت ليأتي إلى الجحيم؟
“لمَ تمزح بهذه الطريقة المتطرفة…”
“إذا أردتِ رؤيتي أفقد عقلي، فاستمري هكذا.”
نظراته كوحش يتربص بفريسة، جعلتني أدرك أن الأمر ليس عاديًا.
هذا تمامًا بطل مهووس يطارد محبوبته الهاربة!
ماذا أفعل؟ كيف تتعامل البطلات الهاربات في هذه المواقف؟
1. الاختفاء والتواري – يؤدي إلى الحبس.
2. قول إنني أحببت رجلًا آخر – يؤدي إلى الحبس.
الآن أتذكر، أليس مصير البطلات الهاربات غالبًا الحبس؟
تخيلتُ دانتي يحبسني، يعد لي وجبات فاخرة ثلاث مرات يوميًا، ويلبي كل احتياجاتي… لا يبدو سيئًا… لمَ أفكر هكذا؟
بدأتُ أبحث عن خيارات أخرى.
3. القتال، والفائز يقرر – هل سيضربني؟ أنا واثقة من خسارتي.
4. قول إنني أحببته سابقًا، لكنني الآن لا أحبه.
حسنًا، الخيار الرابع. سأقول إنني لا أحبه. قلوب البشر كالقصب، تتأرجح، أليس كذلك؟ تنحنحتُ بحذر وبدأت:
“اسمع، ربما قلتُ إنني أحبكَ بسبب الجو وقتها، لكن الآن…”
“هل أصبحتُ غير مرغوب فيه؟”
هل كنتُ أعلم أنه يمكن أن يظهر هذا التعبير؟ صوته الحزين ووجهه الهش جعلاني عاجزة عن الكلام.
يتصرف كمهووس، ثم يظهر هذا الضعف ليثير شفقي؟ أليس هذا غشًا؟
وجهي أصبح كالتفاحة حتمًا، وقول إنني لا أحبه لن ينفع. حسنًا، لنجعله يرفضني.
“دانتي، أنا لستُ شخصًا عاديًا الآن.”
“لا يهم أي كائن أنتِ.”
“ماذا لو كان جسدي صرصورًا؟ أنتَ النظيف ستشمئز من…”
“سأعتني بكِ جيدًا.”
هه، يقول هذا الآن، لكنه إذا رأى صرصورًا حقيقيًا، سيخجل من الظهور معي وسيطلب مواعيد منزلية فقط، ولن يعرفني بأصدقائه.
“ماذا لو كنت أكثر إزعاجًا مما تتخيل؟”
“من المستحيل بالنسبة لي العيش في الهدوء بعد معرفتي بكِ”
أمام رجل محصن ضد كل الافتراضات، نفدت كلماتي.
بحقك!
“أنا لستُ شخصًا جيدًا. تظاهرتُ بذلك. في الحقيقة، أنا منحرفة. تخيلتُ أشياء دنسة وأنا أراقبكَ تعمل في المنزل…”
“كنتُ أعلم.”
لمَ يعلم ذلك!
انحنى، محاذيًا عيني، وأضاف:
“لكنني لا أعرف تفاصيل تخيلاتكِ.”
بدون ملابس مع مئزر… من الإيمان والأمل والحب، الحب هو الشبكة…
“تخيلات قذرة وغير مقدسة؟ لو أخبرتكَ التفاصيل، ستنفر مني.”
كانت قصة حقيقية، فحاولتُ إخفاء إحراجي وتصنعت الجرأة.
نظر إليّ بوجه خالٍ من التعبير، ثم ابتسم بنعومة.
كنا لا نزال ممسكين بأيدي بعض.
“هل تخبرينني بالتفاصيل؟ مهما كانت تخيلاتكِ، سأحققها كلها.”
ماذا، ماذا!؟
تحت نظرته الحسية وصوته الخافت، بدأ جسدي يرتجف. بدا أنه سيفعلها حقًا، فقررتُ تهديده بمواعيد يكرهها معظم الرجال.
“مرافقتي للتسوق طوال اليوم مع ردود مهتمة، جولة مطاعم تنتظر ثلاث ساعات في الطابور، زيارة مقهى لطيف وطلب قائمة مثل ‘خوخ وردي حلو منعش’ والجلوس لساعات. هل تستطيع فعل هذا؟”
“نعم، كل شيء معكِ ممتع.”
“آه، آه…”
شعرت بحرارة في عيني، وأدرت رأسي.
يقولون إن من يحب أكثر يخسر، فلمَ أشعر أنني الخاسرة؟ هل كان منافسًا لا يُهزم من البداية؟
أمسك يدي بقوة، كأنه لن يتركني أبدًا، وأضاف:
“بعد انتهاء كل شيء، لدينا الكثير من الوعود لنفيها معًا.”
“كل ذلك يمكن فعله في عالم البشر فقط. لا أستطيع العودة.”
هز رأسه ببطء، محدقًا إليّ.
“هناك الكثير يمكننا فعله هنا.”
“لن تعيش هنا طويلًا. ستتحطم.”
“لا يهم. وعدتُ بالبقاء معكِ حتى النهاية، أيًا كان المكان.”
لمَ؟ ماذا فعلتُ ليفعل هذا؟
تذكرتُ أنفاسه الباردة المتلاشية قبل اختفائه، فارتجفت. شعرت بانقباض في صدري.
شددت قبضتي، وضربت صدره الصلب بقوة، وأفرغت غضبي:
“كيف! أنقذتُكَ بكل هذا الجهد! وتقول إنك ستموت مبكرًا!”
رغم ضرباتي، لم يتزحزح، وشعرت يداي بالحرج. فجأة، سمعت حفيفًا من الشجيرات.
من رجل يُفترض أن تفوح منه رائحة خشبية ثقيلة، كانت رائحته لا تزال صابونًا نقيًا وملابس أطفال.
“هل كان هذا ضمن ما تريدين القيام به معي؟”
توقفت عيناي، التي كانت تتجول على عينيه، عند أنفه الحاد، ثم شفتيه. تبعته أنفاسه المنضبطة.
“هذا…”
هاه، مع زفير قصير، سد شفتي المفتوحة، وابتلع ردي. استمر يغوص، يسرق أنفاسي، حتى شعرت بالدوار.
تحت يده التي تمسك رقبتي وأخرى تحيط بخصري، شعرت بحرارة ووخز، فاختبأت كل أفكاري تحت جفوني المغلقة. نسيتُ أين أنا، ومن أكون.
في النهاية، نسيتُ الواقع، واستمتعت بلحظة لقاء أكدت مشاعرنا.
المترجمة:«Яєяє✨»
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 173"