تحذير: الأفكار والأحداث في هذا الفصل خيالية بالكامل ولا تمت للواقع بأي صلة. 
هي لأغراض الترفيه فقط ولا تعكس أي معتقدات أو وقائع حقيقية.
* * *

“…غالاتيا؟” 
في لحظة صمت عابرة، أصبحت عينا غالاتيا الفضيتان باهتتين.

عند رؤية الشفرة السوداء التي اخترقت جسدها، شعرت ببرودة قارسة في أطراف أصابعي. 

“تخليتِ عن الطمع؟ لقد فشلتِ في الوفاء بواجب المتعاقدة.” 

بدأت طاقة شيطان عظيم، صاحب الصوت المرعب، تلف غالاتيا كالأفعى. 

شعرتُ بجسدي يغوص في الأرض تحت وطأة الهالة الشريرة التي ينشرها الشيطان. 

“حتى مع ضوء الكأس المتبقي، قوة كهذه…” 

تمتم إيجي، الذي نصب حاجزًا بسرعة. 

كنتُ أعلم أن هذا نوع من فقدان السيطرة، وأنه لا خلاص لها سوى الموت. لكن دانتي لم يكرر كلامه السابق بأن إرسالها قبل أن تُغمر بالشر أفضل. 

منذ فترة، بدأ يتردد عند رؤية الناس يتحولون إلى وحوش. 

شددتُ قبضتي على المكنسة، مركزة ذهني. كنتُ أنوي قطع طاقة الشيطان العظيم التي تحاول امتلاك جسد غالاتيا. 

كان المنجل الضخم للظلام يستنزف قوتي ووعيي فقط بحمله، لكنني أردتُ بذل كل ما بوسعي. 

“آسفة، لم يمر 10 دقائق منذ وعدتُ بعدم استخدام قوتي!” 

“لا بأس.” 

أمسك دانتي خصري، بوجه غير مبالٍ. 

“سيدتي، سأكسب الوقت مع إيجي.” 

اندفع كيليان نحو غالاتيا، وظهرت تعويذة إيقاف الزمن تحت قدميها من إيجي. 

حملني دانتي، ونشر أجنحته الكبيرة، مرتفعًا كالصاعقة ثم هابطًا عموديًا. 

“لن أسامح من يؤذي صديقتي!” 

في لحظة اقترابي من غالاتيا، التي رفعت عينيها إليّ، اهتزت عيناها الفضيتان.

لامس شفرة المنجل، التي هبطت، طاقة الشيطان العظيم التي لفت كتفها. 

ارتجف ذراعاي، اللذان بلغا حدهما، وكاد وعيي يتلاشى، لكنني كنتُ أفكر فقط في إنقاذ غالاتيا. كنتُ واثقة أنني أستطيع. 

“لا تفقدي نفسكِ، ميا.” 

أمسكت معصمي، الذي يحمل المنجل، وقالت: 

“ميا، لن أعيش طويلًا على أي حال. كان يجب أن تنتهي حياتي منذ زمن. أنا، التي ترينها، مجرد تعلق أحمق.” 

“لا، لا بأس أن تتشبثي برغبة العيش. يجب أن نذهب إلى حفل صيد اجتماعي، وإلى مقهى يتطلب طلبات مهذبة، ونقيم حفل بيجاما، ونكتب يوميات مشتركة، ونتشارك أسرار الصداقة!” 

نظرت إليّ غالاتيا، التي كنتُ أتحدث إليها بنبرة متضايقة، مذهولة، ثم ضحكت بهدوء. 

“هذا ما يفعله الأصدقاء؟ يبدو ممتعًا.” 

“لذا، تغلبي على الشيطان بداخلكِ! سنشارك في مسابقة الأكل ونفوز بالمركز الأول! الجائزة مغرية!” 

“ميا، إذا التقينا مجددًا في المرة القادمة—” 

بدأت أصابعها، التي تمسك معصمي، تضغط بقوة. 

لمَ تتحدث كأنها تودع؟ كان وجهها متعاليًا، كأنها تخلت عن كل الهوس والطمع.

“سأكون صديقة جيدة لا تؤذيكِ. لذا، أنا آسفة.” 

انبعث ضوء أبيض من أطراف أصابع غالاتيا مع كلماتها الأخيرة. 

تحول المنجل، الذي كان يهدف إلى إفناء طاقة الشيطان، إلى مكنسة مجددًا.

نظرت عيناها الحمراوان إلى دانتي، كأنها ترسل إشارة صامتة، بينما كنتُ مرتبكة. 

ارتجف ذراع دانتي، الذي يحيط خصري، وسحبني للخلف بسرعة، ملفًا جسدي بأجنحته السوداء، مغطيًا عينيّ. 

شعرتُ بالطفو في الظلام، وتلويت بذراعيّ محاولة التحرر. 

“السيد دانتي، لحظة!” 

“أنا آسف.” 

كواغوانغ-! 

مع اعتذاره الهادئ، دوى انفجار هائل، وأضاءت الرؤية لحظة ثم عادت للظلام.

اهتز جسدي كأنني في اضطراب جوي. 

طق، شعرتُ بقدمي تلامس الأرض، وتلاشت قوة ذراعي دانتي، التي كانت تحيطني. 

“سيدتي، هل أنتِ بخير؟” 

مع صوت كيليان القلق، رأيتُ، بين الأجنحة التي تفتحت ببطء، أن مكان غالاتيا خالٍ. لم يبقَ سوى وميض الحاجز الملون الذي نشره إيجي. 

“لماذا…” 

تحررتُ من حضن دانتي، وتحركتُ متعثرة، متمتمة بحزن. 

تذكرتُ وجه غالاتيا الودود وهي تقترب كصديقة، وابتسامتها الطفولية المرحة وهي تقول إنها لم تلعب مع أصدقاء من قبل. 

“هاه. أن تنفجر هكذا، يا للسخافة. أموال الطعام التي أكلتها ذهبت هباء.” 

تنهدت زعيمة الكنيسة، التي ظهرت كأنها تعبر الأبعاد. وجهت عينيها الحادتين نحونا. 

“لكن كل هذا لا جدوى منه. الأميرة الإمبراطورية وغالاتيا قدمتا تضحية حمقاء.”

أن تتحدث هكذا بقسوة وهي تحمل مظهر أمي. بدلاً من الغضب أو الحزن، شعرتُ بهدوء مخيف، كما لو قبل عاصفة. 

غرق المكان في الظلام فجأة، وظهرت علامة بيضاء سادسة في السماء. 

“حتى لو لم تكن مثالية، هناك ما يكفي من المواد البديلة.” 

ابتسمت زعيمة الكنيسة، كأنها تتوقع النصر، ورفعت ذراعها. خلفها، ظهر رجل بوجه خالٍ من التعبير. من ملابسه، بدا أنه أحد القديسين الاثني عشر. 

“الفصل السابع من كتاب الحساب، فتح الختم السادس. البشر الملوثون بالطمع قتلوا بعضهم وأوصلوا أنفسهم إلى الهلاك.” 

مع انتهاء كلامها، انهار القديس على الأرض، ملفوفًا بلهب أسود. 

لكن فجأة، طانغ! دوى طلق ناري، وارتدت رصاصة عن حاجز.

نظرت زعيمة الكنيسة بضجر إلى مكان ما. 

“ألا تتوقفون؟ من أنتم لتقدمونا كذبائح؟ هل البشر بهذا السذاجة؟” 

خلف صراخ كاركا الحاد، رأيتُ الجميع المتحدين في التمرد. لاحظتُ أن عددهم قلّ كثيرًا، فشددتُ قبضتي تلقائيًا. 

“بالطبع، أنتم سذج. أنتم مجرد ألعاب خلقها الحاكم.” 

دوى صوت رجل مخيف، ثم نهض القديس، الملفوف باللهب، مبتسمًا. 

“يا للأسف. كنتُ أحب هوس تلك الفتاة وطمعها.” 

حرك القديس ذراعه بنظرة أسف، ثم غير ملابسه إلى ثوب أسود فاخر بنقرة أصابع. حدق بي بثبات. 

“هل تعلمين كم بحثتُ عنكِ؟ ذلك الغيور عطلني كثيرًا، لكنني استمتعتُ بطعام لذيذ…” 

وضع يده في جيب بنطاله، واقفًا بتكاسل، ومرر أصابعه في شعره الأرجواني الداكن. 

كان هذا الرجل الشيطان العظيم، تجسيد الطمع. 

كان حضوره مختلفًا تمامًا عن زعيمة الكنيسة. كانت هالته المرعبة تقطع أنفاسي وتجعل جسدي يترنح. 

شعرتُ أنه كائن لا يمكن للبشر مواجهته. 

“لقد التهمتُ الكثير من أرواح أصحاب القوى. لذا، توقفي عن هذا العبث وتعالي.” 

مع كلماته الغامضة، نقر أصابعه، فدوّت صرخات مليئة بالرعب والألم. لُفّ الناس بلهب أسود. 

بدأ فقدان السيطرة لأصحاب القوى المختارين كذبائح. 

يجب أن أنقذهم. 

نقرتُ على الأرض بحذائي مرتين بسرعة. 

لكن… 

“…ماذا؟” 

لم أرَ سوى رماد يتشتت. لم تظهر بتلات توقف فقدان السيطرة. لم تُفعّل قوتي.

“لا!” 

رأيتُ الثلاثي الكبير يركضون نحوي ثم يُحاطون باللهب. 

“كاركا، ليديا، نيفي!” 

على الرغم من صراخي اليائس، اختفى الثلاثة، الذين مدوا أيديهم نحوي وهم يسقطون، دون أثر. 

نقرتُ على الأرض مجددًا، لكن لم يحدث شيء. غمرني الخوف والعجز. 

“لماذا، لمَ لا يعمل؟” 

صرختُ، ونقرتُ الأرض بقوة مرات عديدة. ماذا أفعل؟ 

“آه، هل كنتِ تستمتعين مع هؤلاء؟ لهذا لا تريدين العودة إلى طبيعتكِ.” 

ابتسم شيطان الطمع بسخرية، ونظر إلى كيليان، الذي هاجمه من الخلف. بدأت ألسنة لهب سوداء تنبثق من جسد كيليان. 

“السيد كيليان!” 

طار دانتي بسرعة، وانتزع كيليان، وعاد. 

“سيدتي، أعهد إليكِ بكيليان بينما أوقف الشيطان العظيم.” 

طار بعيدًا قبل أن أمنعه. دوى انفجار، واهتزت الأرض. 

نظرتُ إلى الجهة التي ذهب إليها، ثم إلى كيليان. 

نظر كيليان بهدوء إلى أطراف أصابعه، التي تتفتت وتتلاشى، ثم رفع رأسه. 

ابتسم بلطف، وفتح ذراعيه نحوي. 

“هل يمكنكِ فعل ما لم نفعله المرة الماضية؟” 

ربما إذا لمسته مباشرة، سينجح الأمر. هرعتُ إلى حضنه الواسع، معانقة إياه بقوة. 

احتضنني بدفء، وداعب رأسي. 

“السيدة صغيرة، لكنها دافئة وقوية.” 

“لحظة، سأجد طريقة…” 

“لا بأس، سيدتي.” 

أغمضتُ عيني، مركزة كل ذهني على صوته الحنون. 

ريلكه، لمَ لا تساعدينني؟ عندما اختفت غالاتيا، التي أحبتكِ وانتظرتكِ طويلًا، لمَ بقيتِ صامتة؟ 

سألتُ مرات عديدة، لكن لا إجابة. 

“حديقة السيد كيليان الجميلة، الزهور الرائعة التي زينت غرفتي دائمًا، الابتسامة التي ترتسم وأنتَ تفعل ما تحب، أنا حقًا…” 

“كل ذلك كان لأجلكِ، سيدتي. أردتُ رؤيتكِ سعيدة.” 

شعرتُ بجسده الصلب، الذي أمسكته بيدي، يتلاشى كالوهم. 

عندما فتحتُ عيني، لم يبقَ سوى سيفه الكبير الذي ذاب أسودًا. 

جلستُ وحيدة، محدقة في الرماد على كفي. 

“بي… بي…” 

طار توتو الصغير نحوي، ودفع سيف كيليان بمنقاره، نائحًا بحزن. 

“ميا.” 

اقترب إيجي من خلفي، مبتسمًا بلطف. 

“كان هدفي إطعامكِ خبزًا لذيذًا من صنعي.” 

نهضتُ متعثرة، وواجهت عينيه الذهبيتين الجميلتين، ممسكة يده. 

“إيجي، أريد أكل خبز البيض الذي صنعته لي أول مرة. حتى المادلين الصلبة لا بأس بها. لذا، دعنا نعود للبيت معًا.” 

لكن شعره الوردي كان يحترق أسودًا وهو يبتسم. 

“لا تحزني، ميا. لولاكِ، لكنا اختفينا منذ زمن. شكرًا لأنكِ أعدتِ إلينا أحلامًا تلاشت.” 

شددتُ قبضتي على يده، لكنه اختفى، متطايرًا بعيدًا. 

نظرتُ بوجه خالٍ إلى الرماد المتطاير في السماء المظلمة. 

“أرجوكم… لا تتركونني.”

المترجمة:«Яєяє✨»