أطلقت ريلكه، التي كانت تكبح قوة الشيطان العظيم بصعوبة، أنفاسًا مؤلمة، وأمسكت بذراع إيدن بقوة.
“لا وقت. اقتلني بسرعة قبل أن يستولي الشيطان على جسدي.”
وضع إيدن يده فوق يدها وقال:
“لا أريد ذلك.”
“لماذا؟ أليس هذا مصيرك ومهمتك التي أوحى بها الحاكم؟”
في سؤال ريلكه اليائس، شعرتُ بشكوكها من حياة قضتها لأجل الآخرين. ظل إيدن ممسكًا بيدها.
“لا أعرف شيئًا عن المهام التي يحددها الحاكم. أريد فقط أن أفعل ما أريده.”
“إن لم تقتلني، سينتهي العالم. هل ستتخلى عن فرصة إنقاذه وأن تكون بطلًا؟”
“كل ذلك بلا معنى بالنسبة لي. الحياة بدونكِ، والعالم أيضًا.”
في تلك اللحظة، وضع يده على صدره كفارس يقسم الولاء، وبدأ نور أزرق يتسرب من قرب قلبه.
بدا وجه ريلكه مشوشًا أمام اعترافه الأول، فأضاف بنبرة هادئة:
“طلبتِ مني إثبات صدقي. ها قد جاءت الفرصة أخيرًا.”
“ما الذي ستفعله؟ كل شيء انتهى. الصدق والثقة لم يعد لهما معنى.”
“سيدتي، هل تعلمين ما هو أعلى ثمن يمكن للإنسان أن يطلبه من الحاكم؟”
“…”
“التضحية.”
ابتسم إيدن بلطف لأول مرة، وهو يجيب بهدوء.
“سيدتي، من الأفضل أن تعيشي أكثر قليلًا. لا يهم إن اخترتِ الخير أو الشر. الوقت الممنوح للبشر لم يتبقَ منه الكثير، لكن خلال هذا الوقت، أتمنى أن تعيشي بحرية بعيدًا عن قيود المهمة.”
لم تكن ريلكه الوحيدة التي قررت التضحية من أجل من سيبقى.
بدأت طاقة الشيطان العظيم، التي كانت تآكل جسد ريلكه، تتلاشى، بينما أصبح النور الأزرق المنبعث من إيدن مشوشًا.
ثم طعن إيدن نفسه بالسيف في صدره.
شحب وجه ريلكه في لحظة.
“لمَ تموت بدلاً مني؟ أنت لم تحبني!”
“بعد أن رأيتكِ لأكثر من عشر سنوات…”
ابتسم إيدن وهو يضغط على السيف.
“لم يكن الأمر سهلًا.”
تجمدت تعابير ريلكه.
تباطأ أنفاسه الثقيلة تدريجيًا حتى خفت. اختلطت أنفاسه المرهقة بصوته.
“سيدتي، هل تسمحين لي برأسكِ؟”
أمسكت ريلكه بإيدن، الذي كان ينهار بلا قوة، وأراحته على ركبتيها. سال الدم من فمه، لكنه بدا مرتاحًا.
“كنتُ دائمًا أريد تجربة هذا. في الحقيقة…”
توقف أنفاسه مع هذه الكلمات، وتبددت كلماته الأخيرة في الهواء دون أن يسمعها أحد.
تطايرت خصلات شعر ريلكه البني الطويلة بحزن مع رياح الشتاء الباردة.
“إيدن.”
لمست خده البارد ونادت اسمه، لكنه لم يجب. توقف بخار أنفاسه.
“إيدن، الأمر بلا معنى بالنسبة لي أيضًا.”
رفعت ريلكه عينيها الخضراوان الفارغتين نحو السماء الضبابية.
“…هل أموت أنا أيضًا؟”
كانت نبرتها خاوية، تتجاوز الندم والتعلق.
لفت انتباهي خاتم أحمر في يدها. كان في إصبع البنصر، يشبه خاتم الزواج.
شعرتُ بمشاعرها تنتقل إليّ، وأنا التي لا أستطيع سوى المشاهدة.
‘ربما كان بإمكاننا العيش كزوجين عاديين مثل الآخرين.’
تحولت فكرة حزينة مستحيلة إلى ندم. حياة عادية مثل أي شخص آخر، كانت هذه أمنيتها.
فجأة، تحولت عينا ريلكه الخضراوان إلى اللون الأحمر، وأحاطت بها طاقة سوداء شريرة نبتت من الأرض.
أدركتُ أن قلب ريلكه تحطم تمامًا، وأنها تُغمر بقوة الشيطان العظيم.
“لا، يجب أن أقتل الجميع.”
تقلصت شفتاها، كأنها تكبح ضحكة أو بكاء. لم تكن تُسلب من الشيطان، بل كانت هي نفسها تتحول إلى شيطان.
“السير إيدن فشل في إتمام مهمته ومات!”
صرخ كاهن من بعيد، شاحبًا، وهو يراقب المشهد. امتلأت وجوه الذين كانوا مطمئنين بأن إيدن سيقتلها بالرعب واليأس.
مسح العجوز ذو العباءة الحمراء وجهه كأنه يغسله، وتنهد:
“إيدن فان جارسيل… من كان يظن أنه سيعصي وحي الحاكم؟ الروح التي تعصي مصيرها المحتوم لن تنجو أبدًا. إلى مواقعكم! يجب أن ندمر الشيطان العظيم قبل أن يتجسد بالكامل!”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات