فجأة الحديث عن التعلّق بالماضي؟ لم أفهم السبب، فحدّقت في ليوبولد بدهشة.
كان ليوبولد يحدّق بي مطولاً ثم قطّب حاجبيه قليلًا وفتح فمه قائلاً:
“……عائلتك، بسبب سوء أوضاعها المالية، اعتبرتك مجرد أداة مفيدة للمساومة وباعوك بثمن بخس إلى دوقية. وزوجك، حتى بعد الزواج، لم يضعك في الأولوية أبدًا، بل فضّل تلك التي أقسم لها بالولاء وظل يتسكع معها في الخارج. آه، وحتى في الحفلة التي أقامتها الدوقية، ظهر وهو ممسك بيد إيفلين بدلًا منك… تلك الحادثة مشهورة بالفعل.”
تجمدت ملامحي وأنا أحدّق فيه، فاغرة فمي من الدهشة، بينما هو يواصل الكلام بلا توقف.
ليوبولد… لم أكن أعلم أنك قادر على الحديث إلى هذه الدرجة—لا، المسألة ليست كمية الكلام فحسب.
لم أتخيل أن ليوبولد قد يقول مثل هذه الكلمات.
في البداية كان يسرد الوقائع ببرود، لكن مع كل جملة كان صوته يعلو أكثر، على نحو غير معتاد منه، وكأنه منفعل حقاً.
ما الذي يقوله هذا الآن؟
سؤالي كان فقط: “هل توجد طريقة للعودة؟” لا أكثر.
“وبسبب تلك الشائعات، ولأنك لم تعودي تظهرين في الخارج، شاع خبر موتك أيضاً.”
……ولماذا يفتح جراح الماضي المظلمة فجأة؟
نظرت إليه بوجه يفيض بالاستغراب.
“في مثل هذا الماضي، أي تعلق يمكن أن يبقى؟”
“……يا هذا.”
انعقد لساني، وتمتمت بكلمات مقتضبة وكأنني أقول له أن يتوقف.
كل ما قاله كان صحيحاً. بل إن الواقع كان أسوأ مما وصف.
لقد بعتُ إلى الدوقية كالسلعة بسبب أزمات مالية، وزوجي أساد لم يعاملني كوجود يُحتسب، فصار حتى الخدم يزدَرونني.
كنت بطبيعتي فتاة مرحة، لكنني أصبت بالاكتئاب، وانعزلت، ثم بدأ الجميع من حولي يبتعدون عني. أصبحت وحيدة، أكثر انطواءً، وازداد نفوري من الخروج… دائرة مغلقة لا تنتهي.
القصة الأصلية انتهت عند زواجي من أساد.
مصيري كان مكتوباً، ونهايتي كإحدى الشخصيات الثانوية أن أُمحى هكذا.
لكن حتى لو كان كل ذلك صحيحاً، فما كان من اللائق أن يفضحني بهذا الشكل أمامي.
آه… صحيح، ليوبولد لم يكن يَرى راسل الموجود هنا معنا.
مع ذلك، أن يُقال مثل هذا الكلام أمامي هكذا، بوضوح جارح، كان قاسياً.
هل يريد قتلي بالعار؟
ثم كيف يعرف كل هذه التفاصيل الدقيقة عن حياتي؟
بل وكأنه أشد غضباً منّي أنا صاحبة القصة!
هذا غير معقول…
صحيح أنني لا أحمل أدنى تعلق بماضيّ، لكن ذلك لا يعني أن ليوبولد له شأن بالأمر.
“……لا علاقة لك.”
قلت ببرود، راسمةً حدوداً واضحة بيني وبينه.
أي حق له أن يُملي عليّ رأيه في حياتي التي عشتها؟ ليهتم ببطلة القصة إيفلين، فذلك شأنه.
“لا علاقة؟”
رد بابتسامة ملتوية عند طرف شفتيه، كأنما يسخر من كلماتي، أو يسألني لماذا ليس له علاقة.
“لا علاقة؟ تقولين لا علاقة…… نعم، ربما. فهذا ما كنتِ تريدينه.”
“…….”
ابتسم بمرارة وقالها وكأنه يُلقي باللوم على نفسه.
حينها تذكرت أمراً قديماً.
في تلك الفترة التي حبست نفسي فيها في المنزل، سمعت من الخدم أن ليوبولد جاء يطلب مقابلتي أكثر من مرة.
لا، بل مرات كثيرة.
لابد أن إيفلين هي من أرسلته ليستقصي أحوالي. فبصفته ولي العهد، لم يكن هناك شخص في هذه الإمبراطورية يتعذر عليه لقاؤه.
مع ذلك، لم يكن يستعمل سلطته ليفرض نفسه عادة.
لكني كنت أرفض مقابلة أي أحد، حتى العائلة والأصدقاء، فكيف بليوبولد الذي لم أكن قريبة منه أصلاً؟
أعلم أنه غضب بسبب إصراري على رفض لقائه مراراً، لكن…
مهما كان، لم يكن يخصّه شيء من حياتي. ليوبولد كان له إيفلين، دائماً…
آه، إيفلين.
ما إن خطر اسمها ببالي حتى سألت بسرعة:
“إيفلين أين هي؟”
“لماذا تذكرين اسمها فجأة؟”
“ماذا تعني بلماذا؟……”
بما أنني أنا هنا، توقعت أنها أيضاً ستكون هنا. لكن من ردة فعله الباردة، بدا أن الأمر ليس كذلك.
بل إن ردّه كان غريباً، أقرب إلى الجفاء.
بعكسي، كان يفترض أن ليوبولد متمسك بماضيه، فزوجته الجديدة لم يمض على زواجه بها سوى عام تقريباً.
وسرت شائعات أنه يعيش معها شهر عسل دائم، في سعادة غامرة.
لكنني الآن أراه يزداد صرامة، ووجهه يشتد تصلباً.
آه… صحيح. كان الحديث عن إيفلين أمامه من المحرمات.
أدركت ذلك متأخرة.
“……قلتُ لكِ من قبل: من الأفضل أن تنتقي أصدقاءك بعناية.”
هذه الجملة كان يكررها لي كلما ذكرت اسم إيفلين.
لقد سمعتها منه كثيراً في الماضي حتى كدت أحفظها.
وسماعها الآن مجدداً جعلني أتيقن أن من أمامي هو حقاً ذلك ليوبولد نفسه.
كان يبدو أن ليوبولد لم يكن يتقبل منذ حياتي السابقة فكرة أنني صديقة لإيفلين. ولهذا السبب، كان دائمًا يغضب ويوبخني بحجة النصح، محاولًا إبعادي عنها.
فاندفعتُ، وقد غلبني شعور بالضيق، أقول وكأنني أتحدى:
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 5"