“بالمناسبة، كدتُ لا أتعرف عليك. إنكِ رائعة الجمال اليوم. حتى لو قيل أنك إحدى أميرات أي مملكة، لما شكَّ أحد.”
عند سماعي لكلمة “إحدى الأميرات”، تبادر إلى ذهني وجه شخص بعينه.
“… أبداً. لأنك لم ترَ الأميرة الحقيقية بعد.”
شارلوت بارع في المجاملات.
وما أن تصل إيفيلين بعد قليل، حتى يشعر بالحرج من كلماته.
فهي تختلف عني كثيراً، أنا ذات الجمال المصطنع.
إيفيلين آشفورد، الأميرة السابعة عشرة لمملكة آشفورد الصغيرة الواقعة في أقصى القارة.
ذات الشعر الذهبي الطويل الذي يكشف عن نقاء دمها الملكي، والعينين الخضراوين اللتين تشبهان عيني، لكنها كانت بعيدة عن أن تُقارن بي، مجرد إضافية.
“… سيُسَرّ سموه كثيراً بذلك.”
“… ها؟ تقصد ليوبولد؟”
*للي ما فهم، شارلوت حسبها متأنقة و متزينة اليوم عشان ليوبولد، بس الفاهية عقلها بكوكب آخر*
سألتُ بدهشة.
كنتُ غارقة في التفكير في إيفيلين حتى أنني لم أستمع جيداً لما قاله شارلوت.
لماذا يتحدث فجأة عن ليوبولد الآن؟
آه، لا بد أنه يقصد الأميرة.
تذكرتُ أنه كان يتحدث عن الأميرات.
استنتجتُ أنه يقصد إيفيلين، فأجبتُ بلا اهتمام.
“نعم، قد يفرح. بل بالتأكيد سيفرح، حتى لو لم يُظهر ذلك.”
فاليوم يوم وصول زوجته المستقبلية.
ابتسم شارلوت برضا على جوابي، بابتسامة تشبه ابتسامة أب ينظر إلى أبنائه.
مع أنه لم يتزوج بعد.
“همم؟”
“يبدو أن أحدهم وصل.”
في تلك اللحظة، سُمع ضجيج من خارج الباب.
التفتُ أنا وشارلوت في الوقت نفسه نحو المصدر.
بدا أن شخصاً آخر قد دخل.
ومن ردود فعل الناس، لا بد أنه من كبار النبلاء أو من أفراد العائلات الملكية الأجنبية.
بناءً على هذه الردود، هل يُعقل أنها إيفيلين؟!
لقد ظهرت أسرع مما توقعت.
تطلعتُ إلى البوابة بعيون يملؤها الترقب.
كنتُ قد وعدت ليوبولد ألا أقترب منها، لكن لا بأس بأن أراقبها من بعيد.
“ها قد دخل أبناء دوق وينترشيستر!”
مع سماعي لاسم دوق وينترشيستر، بدت خيبة الأمل واضحة على وجهي.
آه، إذاً فهو ذلك الصبي أساد.
صحيح، ما زال الكثير من الوقت على وصول إيفيلين.
فقدتُ الاهتمام تماماً ورفعت كأس عصير الكرز لأرتشف منه مرة أخرى.
لذيذ وحلو. لا بد أنهم صنعوه في القصر مباشرة.
ربما أطلب من ليوبولد أن يرسل لي بعضاً منه لاحقاً، ويمكنني استخدام ما جرى اليوم كحجة.
بعد لحظات، ومع صوت المنادي القوي، فُتحت أبواب قاعة الحفل.
ودخل ثلاثة أطفال واحداً تلو الآخر.
“انظروا! أبناء الدوق قد حضروا.”
“لقد كبروا بسرعة.”
لكن الدوق وزوجته لم يحضرا.
عائلة دوق وينترشيستر كانت من العائلات الغامضة التي تخدم العائلة الإمبراطورية في الخفاء.
لذا لم يظهر رب العائلة علناً من قبل.
ومع ذلك، لم أتصور أن يتخلف عن حضور احتفال كبير كهذا.
الابن الأكبر الذي كان يتقدم الصف والثاني الذي يتبعه، كلاهما كانا ذوَي شعرٍ أسودٍ وعيونٍ رمادية.
أما أساد، الذي كان يدخل أخيراً، فقد كان مختلفاً: شعرٌ أحمرٌ وعينان زرقاوان بارزتان.
كان يلفت النظر بشدة.
إضافة إلى ذلك، كان مظهر أساد أكثر نبلاً من أي من النبلاء الآخرين المجتمعين في القاعة.
ما أن ظهر أساد حتى خيّم صمت على القاعة كالماء البارد، ثم سرعان ما امتلأت الهمسات من جديد.
“… ذلك الأخير، أليس هو ذاك الذي كان من عامة الشعب؟”
“بمَ كانت تفكر جلالة الإمبراطورة حينما أدخلت مثل ذلك الحقير إلى عائلة الدوق؟”
“صه! قد يسمعك.”
النبلاء كانوا يتحدثون بصوت مسموع يكفي ليصل إلى أساد، من دون أي اعتبار.
لم يظهر على وجه أساد أي تغير، لكن لا بد أنه كان يشعر بغضب شديد في داخله.
لم يختر أن يأتي إلى هنا، وها هو يُهان بلا سبب.
لابد أنه يشعر بالظلم.
وأنا التي أعرف طباعه جيداً، كنت أدرك تماماً كم كان يكبت غضبه في تلك اللحظة.
“كيف يجرؤ نذل من العامة على حضور حفل تأسيس المملكة!”
“يا للأسف.”
المجتمع الأرستقراطي كان مغلقاً للغاية.
والأسوأ من ذلك أن أساد، القادم من أحياء الفقراء، أصبح بين ليلة وضحاها الابن الأصغر لدوق أعلى منزلة منهم.
لا عجب أن ينظروا إليه بعين الحقد.
“…”
كان منظراً مؤسفاً بعض الشيء. لكن ما باليد حيلة، فهذا مجرد عنصر ضروري من عناصر أحداث القصة.
فبعد قليل ستظهر إيفيلين لتواسي أساد المحبط.
وعندها سيقع أساد في حبها من النظرة الأولى، وهكذا ستتطور القصة.
“يا له من ولد خفيف، تبا… لكن لا خيار، فذلك قدره المحتوم.”
“السير شارلوت، هلّا عدت إلى موقعك كحارس؟”
“آه، سأعود حالًا.”
في تلك اللحظة، ناداه أحدهم.
كان شارلوت يحدّق في أساد مطولًا، ثم أجاب وكأنه استيقظ فجأة من شروده.
“إذن، يا آنسة تينا، سأعود إلى موقعي في الحراسة.”
“أه، إلى اللقاء إذن.”
ترك شارلوت هذه الكلمات وغادر مسرعًا.
“أنا جائعة.”
عدت وحيدة مجددًا، فركزت على الأطعمة.
تناولت قطعة بسكويت صغيرة من مائدة الأطعمة الخفيفة، وبمجرد أن لامست لساني ذابت كأنها لم تكن. “آه، هذا هو النعيم حقًا.”
وبينما أنا ألتهم الكعك والبسكويت وحدي، لفت انتباهي شخص ما فجأة.
“هم؟”
كان فتى ذا شعر أحمر لامع وعيون زرقاء براقة—أساد.
حتى من بعيد، كان حضوره صارخًا.
كان واقفًا وحده، لكنه بدا واثقًا ومليئًا بالكبرياء.
رغم همسات الناس من حوله، ظل ثابتًا في اعتداده بنفسه.
أجل، فقد جاء بدعوة رسمية مثل الآخرين.
ثم فجأة بدأ يلتفت حوله وكأنه يبحث عن شخص ما.
“مَن عساه يبحث عنه؟”
*في رأيك؟ يبحث عني انا*
لم يكن يعرف أحدًا تقريبًا.
لقد كان أكثر عزلةً مني حتى، بما أنه حديث العهد بالانضمام إلى بيت نبيل.
وبينما كنت أضع قطعة بسكويت أخرى في فمي، استدار برأسه فجأة نحوي.
“…هاه؟”
هل تلاقت أعيننا للتو؟ أم أنني أتخيل؟
لم تمضِ سوى لحظة حتى بدأ يسير بخطى ثابتة تجاهي مباشرة.
وحين رأيت وجهه يزداد إشراقًا بالترحيب، أدرت ظهري على الفور.
لكن في اللحظة ذاتها، شعرت بيد ثقيلة تستقر على كتفي.
“إلى أين تذهبين؟”
“آه، أنا فقط…”
كيف انتقل من هناك إلى جانبي بهذه السرعة؟
لا بد أنه ضبطني وأنا أحاول التهرب.
كنت مرتبكة، لكنه ابتسم ابتسامة عريضة.
“أنتِ وحدكِ أيضًا، أليس كذلك؟ توقعت أن لا يكون لكِ أصدقاء. فأنت دائمًا بذلك الوجه البارد، طبيعي ألا يكون حولك أحد.”
“…ماذا؟”
كان يبدو في مزاج جيد على غير المتوقع.
حسب ما أعرف من الرواية الأصلية، فقد كان حزينًا متأثرًا بكلام الناس عند دخوله القاعة.
لكن الآن، كان يضحك فرحًا وكأنه نسي كل شيء.
هل فكرة أنني بلا أصدقاء مثيرة للسخرية إلى هذه الدرجة؟
حتى ليوبولد في حياتي السابقة قال شيئًا مشابهًا.
هل أنا فعلًا أبدو كشخص وحيد إلى هذا الحد؟
لكن لدي صديقة واحدة على الأقل، إيفلين.
حتى لو لم تكن أكثر من واحدة، فهي تبقى أكثر مما لدى هذا الولد.
“لدي أصدقاء.”
قلت ذلك بغضب ممزوج بالمرارة. لكن صوتي بدا وكأنه إنكار ضعيف حتى على مسامعي.
ضحك أساد، ثم شبك ذراعيه وحدّق بي من علوٍ:
“ومن يكون؟ ولي العهد؟”
“لا.”
أجبت بسرعة قبل أن يسمعنا أحد، ثم قطبت حاجبي لأُسكتَه.
“إذن مَن؟ عرّفيني عليه.”
“…”
ضغطت شفتي ولم أنطق.
لم أرغب أن أعرّفه إلى إيفلين.
بل لم نعد حتى أصدقاء في الوقت الحالي.
… مهلاً. هل يعني ذلك أنني بلا أصدقاء حقًا؟
تأملت القاعة، ولاحظت أننا الوحيدَان الواقفان بمفردنا وسط هذا الجمع. …أأنا في مستواه نفسه؟!
في الزمن الأول، كثيرًا ما قالوا أن مظهري يوحي بالصعوبة في الاقتراب.
ربما لو كنت أبتسم أكثر، كباقي الأطفال، لكان الأمر مختلفًا.
رفعت يدي ولمست طرف شفتي.
“هيه.”
“؟”
رفعت بصري إليه عند ندائه المفاجئ.
كان لا يزال واقفًا أمامي، يبتسم بمكر وهو يحدّق بي بعينيه الزرقاوين اللامعتين.
عينيه كانتا تشعّان وكأنه ينتظر مني شيئًا.
بدا كطفل يترقب هدية.
لماذا يحدّق بي هكذا؟ سألت بنبرة حذرة:
“…هل لديك عمل آخر معي؟”
“…”
تمنيت أن يقول “لا” وينصرف.
لكن بدل ذلك، ابتسم ابتسامة الواثق وقال:
“ألا تلاحظين شيئًا مختلفًا بي؟”
*هو غالبا يقصد انه طبق نصائحها من آخر مرة، يعني عدل مشيته و ربطة عنقه و وقفتهرو كذا*
♤♧♤♧♤♧♤
الفصول لغاية الفصل 49 في قناتي تلغرام الرابط بتعليقات الرواية
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 35"