بالطبع كثير. لقد كان كل ما أملك تقريباً، كل ما ادخرته لسنوات.
صحيح أنه استنزف مدخراتي، لكنه استثمار من أجل المستقبل.
مهما كانت عائلة البارون تمر بضائقة مالية، إلا أن المبلغ اللازم لتوظيف شخص من عامة الناس لم يكن يتجاوز ميزانيتي.
لكن، بدا أن إيان غير راضٍ لأن المبلغ كان كبيراً جداً.
يبدو أنه أكثر تواضعاً مما توقعت.
على ما يبدو، إيان شخص خجول ويفتقر للثقة بالنفس.
لكن لا يمكن أن أسمح له برفض عرضي لهذا السبب.
هنا يجب أن أكون حازمة.
فتظاهرتُ بالانزعاج، شبكت ذراعي وقلت:
“هل تقصد أن حكمي كان خاطئاً؟”
“ماذا؟”
“أنا الوحيدة التي أدركت قيمتك.”
“… لم أقصد ذلك.”
أجاب وهو في حرج. فاستغللت ضعفه لأضغط بابتسامة مشرقة:
“إذن ستقبل، صحيح؟”
“…”
“آه! وبالمناسبة! خلال سنة واحدة، سأفتح لك صالوناً باسمك.”
بالطبع، كان هدفي أن أستنزف جيوب النبلاء بشكل أكثر فاعلية.
صحيح أنني أنوي أن أرتدي من تصميماته وأتولى الترويج له، لكن جهدي الفردي لن يكون كافياً.
لذا، كان لا بد من افتتاح صالون يحمل اسمه.
الآن ليس لدي المال الكافي لفتح صالون، لكن بعد عام… أنا واثقة من أنني سأملكه.
“ما رأيك؟ هاه؟”
“…”
وجدت نفسي أنحني بجسدي فوق الطاولة، ممسكة بحافتها بكلتا يديّ، ملحّة عليه.
قد أبدو متوسلة، لكن لا مفر. ظاهرياً، أنا من يملك اليد العليا، وهو الطرف الأضعف.
لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً.
حدّقت بعينيه بجدية، وعيناه البنفسجيتان ترتجفان.
كان متردداً بوضوح.
فزدت إصراري في النظر إليه.
وأخيراً، أغمض عينيه للحظة عميقة، ثم فتحهما وقال:
“… سأهتم أيضاً بتنظيف المطبخ.”
الحديقة، النوافذ، والآن المطبخ أيضاً؟ يبدو أنه قضى وقته في الصالون يصقل مهارات التنظيف أكثر من أي شيء آخر.
على كل حال، كان هذا بمثابة قبول، أليس كذلك؟
لكن هناك أمر لم يعجبني.
“مستحيل.”
قلتُها بصرامة غير معهودة. فحدّق بي بدهشة، عيناه البنفسجيتان اتسعتا.
“يجب أن تحافظ على يديك.”
“…”
أُصيب بالذهول من جوابي، وكأنه لم يتوقع أن يسمع مثل هذا الكلام مني.
لطالما كان معتاداً على الأعمال الشاقة: تنظيف النوافذ، الحدائق، المراحيض، الصحون… لكنني، التي أعرف موهبته الفذة، لم أكن لأجرؤ على إضاعة وقته في تلك الأعمال الحقيرة.
كان هذا أول مرة يُعامل فيها بهذه الطريقة.
“… شكراً لكِ، آنسة تينا.”
“همم.”
وبعد برهة، ظهرت على وجهه ابتسامة مريحة.
ربما هذه أول مرة أراه يبتسم.
بدا كأنه تأثر.
حتى أنا ابتسمت براحة.
“من الآن فصاعداً، ناديّني آنسة.”
“آ… آنسة…”
نطقها بارتباك، فقد كان من العامة، ولم يعتد أبداً على مخاطبة شخص ما بهذا اللقب.
“سأعتمد عليك.”
“… نعم، وأنا أيضاً سأبذل قصارى جهدي.”
مددتُ يدي إليه بابتسامة مشرقة، كما لو كنت أطلب مصافحة.
هكذا، تقرر أن يأتي إيان إلى بيت فالنتاين حالما ينتهي عقده مع الصالون.
ولن يطول الأمر كثيراً.
لم أكن أتوقع أن يجلب لي التورط مع الإمبراطورة أي منفعة، لكن مجرد الحصول على إيان كان مكسباً عظيماً.
في ذلك اليوم، قضيتُ وقتي أبتسم كالمجنونة.
“ههه…”
“لماذا تضحكين هكذا؟”
سألتني أختي بدهشة، فاكتفيتُ بهز رأسي.
شعرتُ وكأني أصبحت غنية بالفعل.
“أليس لأنك متحمسة أكثر من اللازم لأن الإمبراطورة دعتك؟”
“…”
عند سماع كلماتها، تجمدت ابتسامتي.
حلّ محلها تنهيدة طويلة.
“هاااه…”
“؟”
أختي حدّقت بي باستغراب ثم تابعت طريقها.
في اليوم التالي، وصل رسول من القصر الإمبراطوري.
المرسل كان ليوبولد، يسأل إن كان بامكانه القدوم بعد ثلاثة أيام.
ها نحن نعود إلى لعبة الصداقة تلك مجدداً.
كم هو مزعج. لكن بما أنني دعوتُه من قبل، فلا يمكنني رفضه الآن.
جلستُ أمام مكتبي لأكتب له جواباً مختصراً. ثم وضعت الرسالة في مظروف وأغلقتُه.
أحضر معك المثلجات بطعم الشمام.
…بما أنني بذلت جهداً كبيراً في التدريبات مؤخراً، فلن يضرني القليل من الدلال.
♤♧♤♧♤♧♤
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 23"