للحظة، بدا وكأنه يقول أنه يحبني أنا. لكن هذا مستحيل، أليس كذلك؟! ارتسمت على وجهي ملامح مشوشة ومعقدة.
“الدور التالي- آه.”
“آه.”
فتحت إيفلين فمها وكأنها على وشك الكلام، لكنها توقفت فجأة. فقد بدأت قطرات المطر تتساقط.
“إنها تمطر.”
“يبدو أن علينا التوقف هنا.”
وهكذا، مع المطر المفاجئ، انتهت لعبة المديح فجأة عند ذلك الحد.
***
حين فتحت عينيّ من جديد، وجدت نفسي في غرفتي.
خيوط ضوء خافتة تسللت من النافذة. لقد أصبح صباحًا بالفعل.
“……حلم قديم، إذن.”
لا أدري إن كان من الصواب تسميته حلمًا قديمًا الآن بعد أن عدت بالزمن.
تمتمت وأنا أرفع جسدي. كنت أستيقظ كل يوم في هذا الوقت لأجري في الحديقة.
يا لها من عادة قوية… لم يوقظني أحد، ومع ذلك استيقظت في الموعد المحدد تمامًا.
“هاااام…”
تثاءبت وأنا أنهض.
هكذا، وكما اعتدت، استيقظت مبكرًا، أنهيت رياضتي الصباحية، ثم دخلت للاستحمام وخرجت.
وأثناء ترتيبي لنفسي أمام المرآة، أخذت أتأمل مظهري ببطء.
فتاة صغيرة بشعر بني فاتح وعينين خضراوين كانت تحدق بي.
“همم.”
……العينان، نعم، العينان.
بينما كنت أستعيد حلمي الماضي هذا الصباح، نظرت مطولًا إلى عيني الخضراوين في المرآة.
والحقيقة أنّ الشيء الوحيد المقبول قليلًا في وجهي، وأنا في الثالثة عشرة، كان عيناي.
لم تكن بمثل عيني إيفلين، لكنهما كانتا كبيرتين إلى حد ما، ورموشهما طويلة.
والأهم أن لونهما كان نفس لون عيني البطلة: الأخضر.
لكن هناك فرق.
إن كانت عينا إيفلين خضراوين صافيتين كربيع يعبق برائحة العشب، فعيناي أقرب إلى خضرة باهتة… أشبه بمستنقع يلفه الضباب. نعم، كلاهما أخضر، لكن الفرق بينهما كبين السماء والأرض.
“……كما توقعت.”
إذن، لم يكن يقصدني بذلك الكلام آنذاك.
تماسكتُ حتى لا أترك نفسي تنجرف في مشاعر متقلبة، وبدأت بالمغادرة.
“تينا!”
فجأة، سمعت صوتًا يناديني بلهفة منذ الصباح الباكر.
“تينا! تينا، أين أنتِ؟”
لم أخطئ السمع، كان صوت أمي.
“أمي، ما الأمر؟”
مددت رأسي من باب الحمام وسألت.
وصدفة، مرّت أمي في الردهة أمامي.
امرأة ذات شعر طويل بني اللون مثل شعري، لكن عينيها زرقاوان فاتحتان، وملامحها ناعمة.
أما أنا، فكنت أشبه أبي أكثر، ولم أرث منها سوى لون الشعر.
اتسعت عيناها الزرقاوان بدهشة حين رأتني أخرج فجأة من الحمام.
“يا إلهي! تينا، تستحمين منذ الصباح الباكر؟ ما الذي جرى لكِ؟”
“هذا روتيني اليومي.”
أبي وأمي، المشغولان دومًا، لم يهتما يومًا بتربيتي.
كل ما يتعلق بي كان بيد المربية والخادمات.
حتى إنني ومنذ زمن طويل أقوم بالرياضة كل صباح، لكنهما لم يلحظا ذلك قط.
اسم الصالون الذي حمل اسم الإمبراطورة: فرانشيا سيسْتيا دو لانغدرِسا، إمبراطورة هذه البلاد.
كانت الدعوة واضحة: تصريح كامل باستخدام صالونها.
“…….”
مجرد كوني صديقة ليوبولد جعلني ذات قيمة كبرى إذن. هذا الكم من الاهتمام… بلا مقابل.
لكن كل هذا، في النهاية، لن يمنحهم شيئًا. إنه جهد ضائع.
فكرت هكذا وأنا أفتح الظرف بحذر.
في داخله، إلى جانب الدعوة، وجدت رسالة قصيرة مكتوبة بخط أنيق على ورق فاخر.
ولم يكن قد فُتح من قبل، ما يعني أن أمي، ما أن رأت الدعوة، حتى هرعت إليّ فورًا.
♤♧♤♧♤♧♤
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 21"