بطلة هذه الرواية، “إيفيلين آشفورد”، جاءت من بلاد بعيدة، برفقة سيّد السيف ولي العهد “ليوبولد”، وسيّد برج السحر “إلوين”، وفارسها المرافق “أساد”، حاملةً قدرها في إنقاذ هذا العالم.
وأما صديقتها المقرّبة، “تينا فالنتاين”… فهي أنا.
كنتُ موجودة فقط من أجل أن ألمع صورتها، بلا ألقاب ولا أدوار بطولية، مجرد “صديقة البطلة”.
واليوم…
أنهت إيفيلين جميع مهامها وقدرها.
انتهت القصة الأصلية.
“إيفيلين.”
“تينا! شكرًا لقدومك!”
كانت البطلة، وهي ترتدي زفاف أبيض، أجمل من أي شخص في العالم.
بشعرها الأشقر وعينيها الخضراوين، كانت ستظل الأجمل في القاعة حتى لو ارتدت كيسًا من الخيش* بدل الفستان.
*بحط لكم صورته نهاية الفصل، ببساطة هو ذاك الكيس البني اللي يجي كبير و يحطون فيه البطاطس او الطحين*
اليوم كان يوم زفاف إيفيلين مع بطل القصة الرئيسي، ولي العهد ليوبولد، وهو أكثر الشخصيات أهمية من بين الثلاثة الرجال الرئيسيين.
صحيح أنني مُتجسدة في هذا العالم، لكنني لستُ بطلة القصة.
في القصص المعتادة عن “التجسد”، يتحول الشخص المجهول إلى محور اهتمام الأبطال، وينشغل باختيار من سيتزوج… لكن للأسف، هذا لم يحدث لي.
لأن القصة… انتهت بالفعل.
“مبروك الزواج.”
“شكرًا.”
ابتسمتُ وأنا أهنئها، فردّت بابتسامة كانت من جمالها تكاد تعمي البصر.
لكنني لاحظت غياب العريس، ليوبولد. فسألتها:
“أين ذهب العريس؟”
“أنتِ تعرفينه، مشغول دائمًا.”
ابتسمت بابتسامة “لا بأس، هو هكذا دائمًا”، لكنني لم أستطع إخفاء استيائي من هذا الأمير المتعجرف.
في تلك اللحظة، جاء صوت منخفض بجانبي:
“أبارك لكِ، الآنسة إيفيلين.”
كان هذا أساد، الفارس المرافق، وشريكي في الحفل اليوم، وأحد الأبطال الأربعة في القصة.
و… خطيبي.
حين رأته إيفيلين وهي تتذكر شيئًا، سألت:
“تينا، سمعت أنكِ ستتزوجين من أساد؟! مبروك! منذ متى كنتما بهذا القرب؟”
في القصة، كان أساد أكثر من أحبّ إيفيلين، حاميها المخلص الذي أقسم أن يظل بجانبها حتى الموت… لكنه لم يتزوجها أبدًا، لأنه كان واحدًا من تلك الاطراف الثالثة الحزينة في روايات الحريم العكسي.
حين أصبح من المؤكد أن إيفيلين ستنتهي مع ليوبولد، انهالت طلبات القراء: “رجاءً امنحوا أساد شريكة!”
وهكذا، أُلصقت به شخصية جانبية بلا تفاعل يذكر في القصة… أنا.
في النهاية، تزوجنا في الأحداث، لكنه مات وهو لا يزال غير قادر على نسيان إيفيلين، تاركًا القصة بأجواء حزينة.
لم يكن عندي وقت لأخبرها أصلاً. كان الأمر زواجًا رتّبه كبار العائلة، وأخبروني به قبل أسبوع فقط.
“لكن أساد سيبقى فارسي للأبد، وتينا صديقتي، صحيح؟”
*حسب خبرتي المتواضعة هذي 🐍🐍، انا قاعدة اقرأ الرواية معكم*
قبل أن أفتح فمي، جاء صوت واثق بجانبي:
“بالطبع.”
كان أساد يبتسم بهدوء. لكن… حتى لو لم يكن يحمل لي أي مشاعر، ألا يجدر به مراعاة خطيبته؟
إيفيلين أحبّت الجواب، وضحكت بأجمل ابتسامة لها اليوم.
“إذن لا مشكلة.”
ثم عانقتني فجأة. مهما حدث، هي صديقتي العزيزة.
*و الله يا بنتي شكلك تحتاجين تتعلمين كيف تحكمين على الناس*
لكن قبل أن أردّ العناق…
“إيفيلين.”
صوت بارد وحاد، أشبه بالتحذير، جاء من ورائي.
استدرت، لأجد رجلاً ذا شعر فضي وعيون ذهبية ووسامة لافتة، قد اقترب دون أن أشعر.
إنه ليوبولد، العريس في هذا الحفل.
كان ينادي إيفيلين، لكن عينيه كانتا مثبتتين عليّ… كما لو كان يشتمني بصمت.
في الفترة الأخيرة، صار يرمقني هكذا أكثر من المعتاد. هل يغار؟
أنزلتُ يدي عن إيفيلين.
“هيا، عودي إلى العريس.”
“آه… نعم.”
ودفعتها بخفة نحوه.
حسنًا، قد يكون منزعجًا لأنني احتكرت العروس في يوم زفافه. سأكون كريمة وأتركه و شأنه.
لكن حتى بعد أن صارت إيفيلين بجانبه، ظل يقطّب حاجبيه ويضغط شفتيه، وكأنه منزعج من وجودي هنا أصلاً.
ليوبولد دائمًا ما يغار من صداقتي مع إيفيلين، يحاول إبعادنا، ينتقدني قائلاً “أنتِ لا تليقين بها” أو “لا أريد أن أراكِ معها مجددًا”.
لكن… اليوم سيكون الأخير.
“سأكون هناك، أراكِ لاحقًا.”
“آه… نعم.”
ابتعدتُ، لكن قبل أن أستدير تمامًا، أرسلت إلى ليوبولد نظرة حادة.
ثم مشيت مبتعدة، بينما كان أساد يتبعني بخطوات مترددة مليئة بالحنين.
كانت حياتي الزوجية جحيماً.
تزوجتُ وكأنني بيعتُ إلى عائلة دوقية، وانتهى بي الأمر كسيدة مكروهة في القصر.
لم يكن بيني وبين “أساد” أي لمسة حانية أو حتى حديث ودي، بل كان يتجاهلني تماماً كما لو كنتُ شفافة. وبما أن السيد يعاملني هكذا، بدأ الخدم بدورهم يتصرفون وكأني غير موجودة.
صحيح أن الزواج بعقد كان أمراً شائعاً في مجتمع النبلاء، لكن حالتنا كانت مبالغاً فيها.
لقد كان زواجاً عُقد فقط من أجل مصلحة العائلتين، لذا كان طبيعياً أن يكون فاتراً… لكن كان هناك أمر واحد لم أستطع تحمله أبداً.
حتى بعد الزواج، ظل أساد يضع “إيفلين” في المرتبة الأولى. لم أكن أعرف أن قسم الفارس يمكن أن يكون بهذه القوة.
وما عرفته لاحقاً أنه بعد حضوره حفل زفاف إيفلين، حدث له ما يشبه التغير في مشاعره، فطلب إلغاء زواجنا.
لكن من أقنعه بالعدول عن ذلك لم يكن سوى إيفلين نفسها، إذ قالت له:
“أريدك أن تكون سعيداً مع من هو عزيز عليّ.”
بالنسبة لأساد، كانت حياتنا الزوجية مجرد دليل على ولائه ووفائه لإيفلين، لا أكثر.
متى سيعترف أخيراً بأن زوجته الحقيقية هي أنا، لا إيفلين؟
انتظرت فترة على أمل أن يتغير، لكنه ظل يضع إيفلين على رأس أولوياته.
أما أنا، فلم أتزوج أساد بدافع الحب، لكنني أيضاً لم أمنح قلبي لشخص آخر كما فعل هو.
قلتُ بمرارة:
“آه… لو كنت أعلم أن الأمر سيكون هكذا، لما تزوجت أساد أبداً.”
تمتمت بكلمات تهكمية بينما أحتسي الخمر المُرة وحدي.
حينها كنت أظن أن عليّ فقط اتباع أحداث القصة الأصلية، لكن لو عاد بي الزمن، فلن أتزوج أساد أبداً… لا، بل لن أتزوج أي أحد. لقد سئمت من الزواج نفسه.
لو عدت إلى الماضي، فسأجمع المال، وأنهض بعائلتي الصغيرة، وأعيش حياتي بسعادة ورفاهية… وحدي!
لكن ما فائدة كل هذه الأحلام؟
فالقصة الأصلية انتهت بالفعل.
“هل أنتِ جادة في ما تقولين؟”
“هاه؟”
فجأة جاءني صوت يرد على كلامي الذي قلته لنفسي بسخرية.
رفعت رأسي ونظرت حولي.
هناك، في غرفتي، كان يقف فتى جميل بشعر فضي وعينين ذهبيتين. لقد كان ولي عهد هذه البلاد، والبطل الحقيقي في هذه الرواية، “ليوبولد”، الذي تزوج مؤخراً من إيفلين.
… لكن، أليس صغيراً في السن هنا؟
كان يبدو تماماً كما كان حين قابلته لأول مرة.
“هل أحلم؟”
بسبب ظهوره المفاجئ، أمسكت خدي وشددت عليه لأتأكد. الألم كان حقيقياً… يبدو أنني لا أحلم.
وبينما أنا مستغرقة في التفكير، تكلم الفتى الوسيم بشعره الفضي ونبرته الجادة:
“هل تقصدين ما قلتِ يا تينا؟”
“ماذا؟ ما الذي… لا بد أنني أحلم.”
كان صوته وأسلوبه مطابقين تماماً لليوبولد، وإن كان صوته يبدو أصغر سناً.
لكن ليوبولد لم يكن ليناديني باسمي بهذه النبرة الودودة أبداً.
… هل يعقل أنه أنجب مع إيفلين ابناً بهذا الكبر؟ لا، بل إنه نسخة طبق الأصل منه!
لدرجة أنني لم أستطع تصديق أن من أمامي هو ليوبولد نفسه.
منذ لقائنا الأول، لم تكن علاقتنا جيدة.
حين تجسدتُ في هذا العالم، كنت فتاة في الثالثة عشرة، قبل بدء أحداث القصة الأصلية.
أما “تينا فالنتاين” في القصة، فكانت فتاة ممتلئة قليلاً وعادية الملامح، مجرّد وصيفة بلا قيمة في حياة البطلة.
لكن الآن، بعد أن فقدت وزني وتغيرت كثيراً، صرت أبدو مختلفة تماماً.
على كل حال، في أول لقاء، كنت قد تعثرت في رواق القصر بسبب فستاني، ومر بي ليوبولد دون أن يمد يده لمساعدتي. ومنذ ذلك الحين، لم تجمعنا علاقة ودية.
فهل ما أراه الآن مجرد هلاوس بسبب الخمر؟ ولماذا ليوبولد… وبملامح طفولية جميلٌ هكذا؟
رؤية هلوسة لزوج صديقتي! حتى لو كنت ثمِلة، فهذا مبالغٌ فيه.
“أجيبي عن سؤالي، تينا.”
كان يلح وكأنه لن يتركني حتى أرد.
مع أنني عرفته منذ زمن، إلا أنني لم أره يتحدث بهذا القدر من قبل.
وبما أنه على الأرجح مجرد وهم، فلا ضرر من الإجابة.
“بالطبع أقصد ما قلت. لو عدتُ إلى الماضي، فلن أتزوج أساد أبداً.”
قلت ذلك بصوت يملؤه الإصرار.
شعرت للحظة أن شفتي ليوبولد الصغير ارتسمت عليهما ابتسامة خفيفة.
“هاه…؟”
وقبل أن أستوعب ما رأيته، قال لي:
“لقد قلتِها بلسانك. لا رجعة الآن.”
“لا رجعة؟”
لم أستطع التركيز من أثر الخمر.
وبينما أحدق في ملامحه الساحرة، وجدت أنه اقترب مني كثيراً.
مد يده ورفع خصلة من شعري البني بعناية.
وقال بصوت هادئ على غير عادته:
“لا تكرري الخطأ مرتين.”
ثم قبّل أطراف شعري.
خطأ مرتين…؟
لكنني لم أستطع التفكير أكثر، إذ فقدت وعيي بعدها مباشرة.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"