8
─────────────────────
🪻الفصل الثامن🪻
─────────────────────
انظروا إلى هذا الأسلوب!
فرقة الأسود الذهبية تتقدم بتهور، دون أي استراتيجية—يكفي أن تنظروا إلى طريقتهم في الحديث!
بينما كنتُ على وشك متابعة حديثي مع كاسيوم، هوت شفرة القائد دنفر على وسط الطاولة بعنف، وكأنه يهم باختراق الخشب.
كانت الهالة المتقدة المنبعثة من سيفه الناري شديدة إلى حد جعل الطاولة تبدو وكأنها ستشتعل في أي لحظة. التفتُ أنا وكاسيوم إليه لا إراديًا، مشدوهين.
“إن كان كلاكما يريد هذه المهمة، فاذهبا معًا!”
“ماذا؟!”
معًا؟
“هل تقصد أننا سننفذُ المهمة كفريق؟”
“اعتبروها منافسة. في النهاية، لا بد أن تعثروا على القاعدة، وأول من يجدها ينال الفضل.”
تبادلنا النظرات، أنا وكاسيوم.
“حسنًا…”
بدت على كاسيوم رغبة في قول شيء، لكنني بادرته بالحديث بصوت حاسم.
“مفهوم! سنفعلها!”
التفتُ إليه بحدة، فرفع حاجبه ناظرًا إليّ وكأنني فقدت صوابي.
“فلنجعلها رهانًا. من يجدها أولًا هو الفائز.”
“ماذا؟”
“والفائز يحصلُ على أولوية اختيار المهام طوال الشهر القادم. ما رأيك، أيها القائد؟”
ألقى القائد دنفر نظرة مرهقة، ثم لوّح بيده بلا مبالاة، إشارة إلى أنه لا يكترث.
ضحك كاسيوم بخفّة وقال ساخرًا: “أنتِ بارعةٌ حقًا في حفر القبور، ليزي أرتيل.”
“هذا صحيح، لكنني لا أحفرُ قبري أنا. هذه المرة، سيكون قبركَ أنت.”
“كفى كلامًا! انتهى الأمر، أُخرجَا من هنا فورًا!”
أومأنا أنا وكاسيوم برأسينا وغادرنا مكتب القائد معًا.
وما إن خرجنا حتى اتخذ كلٌّ منا طريقًا مختلفًا—أنا إلى اليسار، وكاسيوم إلى اليمين، دون أن نلتفت خلفنا.
* * *
وهكذا أصبح الأمرُ على هذا النحو.
“لا بأس! هم المخطئون لعدم حضورهم!”
“بيب!”
بينما كنت أشقّ طريقي عبر الأحراش بصعوبة وعزيمة، استمرّ أرنب صغير في محاولةِ القفز خارج حقيبتي مرارًا.
“لا، أيها الأرنب الذهبيّ. الغابةُ قاسية جدًا.”
لم تكن غابة بيزين بعيدة عن العاصمة، لكنها كانت لا تزال مكانًا خطرًا، تعجّ بالوحوش التي لم تُباد بالكامل.
كانت الطاقة السحرية المنبعثة من الوحوش تجعل الهواء باردًا بشكل لاذع، فيما زحفت الأشواك الكثيفة على الأرض كأنها أفخاخ خبيثة.
لو وطأت مخالب الأرنب الأمامية أو الخلفية إحدى تلك الأشواك، فسيكون الأمر كارثيًا.
ومع ازدياد كثافة الأشجار، بدأت الوحوش الصغيرة بالظهور.
استللتُ سيفي وتعاملت معها بأسلوب منهجي، مواصلةً التقدم للأمام.
“بيب.”
أطلق الأرنب صوتًا متذمرًا، وكأنه يشتكي.
عندما نظرت إليه بعد انشغالي بمراقبة الغابة لفترة، وجدته يرفع كفّه الأمامي الصغير، مشيرًا نحو السماء.
رفعت رأسي في الاتجاه الذي أشار إليه.
السماء، التي كانت أكثر إشراقًا قبل قليل، ازدادت قتامة بفعل السحب العاصفة المتراكمة.
“الطقس لا يبدو مبشرًا.”
“بيب. بيب.”
أشار الأرنب مجددًا نحو الطريق الذي جئنا منه.
“هل تريد العودة؟”
“بيب.”
“لا يمكننا المغادرة بعد. لم نعثر على لوكسكا.”
لم يكن لدي أي نية للانسحاب قبل العثور على قاعدة لوكسكا.
كان مجرد التفكير في التفوق على كاسيوم، الذي خذلني مرات لا تحصى، كفيلًا بإشعال عزيمتي.
‘لقد بدأتُ أجد آثارًا له بالفعل.’
توقفتُ عند آثار ضخمة مطبوعة على الأرض ونظرتُ لها.
كانت آثار أقدام لوكسكا، ذلك الوحش الذي يشبه دبًا منحوتًا من الحجر الصلب.
لطالما تحرك لوكسكا بخفاء، لكنه كان كثيرًا ما ينشر هالته السحرية بين النباتات القريبة من المستوطنات البشرية، فيقتل المحاصيل، أو ينزل ليلًا ليفترس الماشية.
العثور على قاعدته والقضاء على زعيم لوكسكا بأسرع وقت ممكن كان أمرًا ضروريًا.
‘الجو قارس البرودة. كان ينبغي أن أرتدي ملابس أدفأ.’
الغابة الشتوية المشبعة بالطاقة السحرية كانت أشد برودة مما توقعت.
“بيب.”
“ابقَ في الحقيبة، أيها الأرنب الذهبي. الجو باردٌ للغاية.”
لكن الأرنب تجاهلني، وقفز أخيرًا خارج جيبي.
“لا تبتعد.”
عند سماع نبرتي الصارمة، رفع الأرنب كفّه الأمامي كما لو أنه فهم الأمر.
بدأ يسير بجانبي، محاذيًا خطاي. ورغم صغر حجمه مقارنة بي، فقد بدا عازمًا على أن يكون رفيقي، وهو أمر منحني شعورًا غير متوقع بالطمأنينة.
ثم.
سمعتُ صوتًا معدنيًا يتردد من البعيد.
“……!”
إنها صرخة لوكسكا.
أخيرًا، كنتُ أقترب من قاعدته.
عادةً، كانت مجموعات لوكسكا تدور حول زعيمها.
إن تمكنت من القضاء على الزعيم، فسيضعف البقية ويصبحون عاجزين.
بمعنى آخر، إسقاط الزعيم وحده كان كفيلًا بإنهاء مهمة اليوم.
‘لقد اقتربت!’
ما إن اندفعتُ وسط الأشجار المتشابكة، حتى وجدت نفسي أمام جدار حجري مغطى بالنباتات.
وتحت ذلك الجدار مباشرة، انبثقت فتحة كهف صغيرة.
من داخل الكهف، تعاظم الصوت المعدني أكثر.
اندفعت نحوه دون تردد.
وبينما اقتربت من مدخل الكهف، انطلق الأرنب داخله قبلي.
“أيها الأرنب الذهبي، هذا خطر!”
همستُ بتحذير عاجل.
فبغض النظر عن خفة حركته، لم يكن جسده الصغير ليستطيع تحمل ضربة واحدة من مخلب لوكسكا العملاق.
أسرعتُ في خطواتي. وفي اللحظة التي مددت فيها يدي لالتقاط الأرنب…
“صررررررراااه!”
ازداد وضوح الصوت المعدني فجأة.
سرت قشعريرةٌ في عمودي الفقري مع إحساس غريب زحف تحت قدمي.
وششش!
دوّى صوتٌ أشبه بحد السيف يشقّ الهواء، ثم انطلق شيء ما نحوي بسرعة خاطفة.
‘……!’
انحنيتُ للخلف بردة فعل غريزية.
مرّ الشيء بجواري وتحطم على جدار الكهف بانفجار مدوٍّ.
سحبت قنبلة ضوئية من جيبي وألقيتها على الأرض. انفجرت بنور ساطع، أضاء الكهف بالكامل في لحظة.
أصبح لوكسكا واضحًا أمامي.
وحشٌ ضخم ذو جلد رمادي خشن وسميك.
استغللتُ اللحظة التي أغمض فيها لوكسكا عينيه بسبب الضوء، وانطلقتُ للأمام، غارسةً سيفي في ساقه.
“غراااااااااااه!”
تباطأت حركته قليلًا.
‘الساقان، خلف الركبتين، الخصر—هذه هي نقاط ضعفه.’
استرجعتُ ما تعلمته عن لوكسكا، وبدأت أستهدف تلك المناطق، واحدة تلو الأخرى.
لكن لوكسكا لم يسقط بسهولة.
بل أطلق زئيرًا هائجًا، وأخذ يضرب بجسده بعنف، ملوحًا بأطرافه كالسوط.
‘لماذا هو سريع جدًا هكذا؟’
رغم جراحه، تجاوزت سرعته كل توقعاتي.
تفاديت إحدى ساقيه بصعوبة، لكن في اللحظة نفسها، اندفعت الأخرى نحوي.
بوووم!
انخفضتُ في اللحظة الأخيرة، فاصطدمت ساق لوكسكا بجدار الكهف، محطمة إياه إلى شظايا.
“…!”
تدحرجت قطعة من الحائط المنهار وارتطمت بسيفي.
كلااانغ!
طار السيف من يدي، متدحرجًا بعيدًا.
كان سلاحي الوحيد في تلك اللحظة، فاندفعت إليه غريزيًا لاستعادته.
ولكن.
“…. آغه!”
اندفعت قدم لوكسكا نحوي مجددًا.
تمكنت من تفاديها، لكن مخالبه الحادة شقت ذراعي.
اندفع ألمٌ حاد كالصاعقة، ممتدًا حتى أعلى رأسي.
وأخذ صوتٌ خافت يتردد داخل جمجمتي، وكأن أحدهم طرقها بعنف بمطرقة.
ولكن لم يكن هناك حتى متسع من الوقت لاستيعاب الألم بالكامل.
وكأن لوكسكا أراد إسكات ذلك الإحساس، فقد كانت قدمه الأخرى تتجه بالفعل نحو رأسي.
قفزتُ بسرعة واندفعتُ متدحرجةً بعيدًا.
لكنني أدركت الحقيقة: لقد كانت قدم لوكسكا أقرب مما ينبغي.
كان واضحًا أن ضربته ستصل إليّ قبل أن أتمكن من تفاديها تمامًا.
“لا يمكنني أن أموت هنا.”
انطلق أنينٌ مرير من بين أسناني المطبقة.
حتى لو لم تكن هذه نهاية عبثية مثل موتي في القصة الأصلية، فإنها لم تكن تحمل أي معنى.
وما زاد الأمر سوءًا، أنه إن متُّ أثناء محاولة هزيمة لوكسكا هنا، فكم سيسخر مني كاسيوم؟
لكن رغم ذلك…
“أرنوب، أخبر برايس. رمز قبو فرقة فرساني هو 0316…”
برايس، آسفةٌ لأنني لن أتمكن من البقاء حتى تكبر.
دون أن أدرك، أغمضتُ عينيّ بإحكام.
“…”
لكن هناك شيء ما كان خاطئًا. لم يحدث شيء.
في تلك اللحظة الخاطفة، ومضة فكرة اجتاحت ذهني.
“الأرنب الذهبي!”
فتحتُ عينيّ وأدرتُ جسدي بسرعة.
رأيته يقفز عاليًا، قدماه الصغيرة مستقرة بثبات على الأرض.
كان الأرنب قد طعن لوكسكا في عينه. صرخ لوكسكا متألمًا، وترنح جسده الضخم، فتغيّر مسار قدمه الهجومية بعيدًا عني.
كانت تلك لحظة خاطفة، فرصة صنعها لي الأرنب.
قبضتُ على السيف وانطلقتُ مباشرة نحو قلب لوكسكا.
غرستُ الشفرة الحادة في جلده السميك.
صرير حاد، أشبه بصوت المعدن يحتك، انفجر فوق رأسي مباشرة.
قبل أن أسمح لذلك الصوت الساحق بأن يسلبني قوتي، دفعتُ السيف أعمق.
وأخيرًا، توقف لوكسكا عن الحركة.
سقط جسده الضخم على الأرض بارتطام هائل، مثيرًا سحابة من الغبار.
“الأرنب الذهبي!”
أين هو؟
“أرنوب!”
عندها، سمعتُ صوتًا خافتًا، “بيب.” اندفعتُ بسرعة نحو مصدر الصوت.
“بيب.”
خرج الأرنب من خلف جسد لوكسكا الساقط.
“الأرنب الذهبي!”
حملته بسرعة بيد واحدة.
“بيب.”
كان يبدو قلقًا وهو ينظر إلى جراحي.
حاول القفز من بين ذراعي فورًا، لكنني ضممتُه بإحكام، دافئًا خده بخدي.
“شكرًا لك.”
“… بيب.”
“شكرًا لك، أيها الأرنب الذهبي.”
لقد نجوتُ بفضل هذا الأرنب الصغير.
بفضل هذا المخلوق الضئيل.
أن تُلقي بنفسك لإنقاذ شخص آخر—لم يكن ذلك أمرًا سهلًا حتى بالنسبة لفارس.
لكن الأرنب الذهبي فعلها دون تردد.
حدّقتُ في عينيه، حابسةً دموع الامتنان، وقلت:
“عندما نعود، سأشتري لك لحمًا، أيها الأرنب الذهبي!”
كنتُ أعلم من القصة الأصلية أنه شجاع، لكن لم أكن أعلم أنه بهذه الجرأة!
الأرنب الذهبي كان بلا شك أكثر روعةً وإلهامًا مما تخيلتُ يومًا.
* * *
في طريق العودة، لم يظهر أي وحشٌ آخر.
لكن المشكلة كانت…
“آخ! أيها الأرنبُ الذهبيّ، تمسّك جيدًا، حسنًا؟”
أي نوع من الغابات هذه بطقسها المتقلب هكذا؟!
منذ لحظات فقط، كانت السماء ملبدة بالغيوم، والآن، عاصفة عنيفة اجتاحت المكان فجأة.
انهمر المطر بغزارة، أغرقني تمامًا، وجعل الطريق زلقًا.
كانت الجراح التي في جسدي تلسعُ بقوة كلما لامسها المطر القاسي والرياح العاتية.
“بهذا الحال، لن أتمكن من الصمود.”
بالنظر إلى التغير المفاجئ في الطقس، كان من المستحيل توقع مدى سوء الوضع الذي قد يصل إليه.
حتى الآن، كل خطوة كانت صراعًا. وإن واصلتُ التحرك وأنا مصابة…
“في أحسن الأحوال، سينتهي بي الأمر بالسقوط.”
اتجهتُ بسرعة نحو كهف قريب.
باستخدام حجر القدحة، أشعلتُ بعض الأغصان لإضاءة الكهف.
لحسن الحظ، بدا فارغًا، ومدخله الضيق أبقى معظم الرياح في الخارج.
“إنه بارد قليلًا، لكن…”
في الوقت الحالي، جلستُ محاولةً إيجاد وضع مريح قدر الإمكان.
قفز الأرنب من حقيبتي وجلس مقابلي.
“بيب.”
أصدر صوتًا صغيرًا وهو يراقبني بلا انقطاع.
قضيتُ لحظة أحاول فهم قصده، قبل أن أدرك أنه كان يحدق بذراعي.
الذراع التي جرحتها أثناء قتالي مع لوكسكا.
─────────────────────
🪻شروحــات🪻
حجر القدحة:
أو الصَّوَّان أو الظِّرّ أو الظِّرَّان هو شكل رسوبي كريستالي من الكوارتز المعدني يصنف على أنه مجموعة متنوعة من الصوان الذي يتشكل في الطباشير أو الحجر الجيري مارلي. تم استخدام الصوان على نطاق واسع تاريخياً لصنع الأدوات الحجرية وإشعال الحرائق.
─────────────────────
لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨
حســاب الواتبــــاد:
أساسي: Satora_g
احتياطي: Satora_v
انستــا: Satora_v
───────────────
قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱:
– سُبْحَانَ اللَّه 🪻
- الحَمد لله 🪻
- لا إله إلا الله 🪻
- الله أكبر 🪻
- لا حَول و لا قوة إلا بالله 🪻
- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ 🪻
– لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 🪻
– الْلَّهُم صَلِّ وَسَلِم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد 🪻
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

عالم الأنمي عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!

إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 8"