“مكتبة ضوء القمر تبيع الكتب الرومانسية المشهورة بسرعة، ويبيع متجر روز الكثير من القلنسوات والمظلات، ويبيع متجر الكيك الوردي الكثير من الاكسسوارات الجميلة واللطيفة.”

تتمتع ليز بخبرة واسعة في شارع لا بيل ماري، سألتها إذا كانت قد تواجدت هنا كثيراً، لكن ليز قالت شيئًا غير متوقع.

“يتم نشر مجلة لا بيل ماري مرة واحدة في الشهر. أنا فقط أحفظ وصف المتجر هناك. لذلك إذا كان لدي صديقة في يوم من الأيام، فإنني أنوي الذهاب معها إلى هناك.”

عندما خرجت ليز إلى العالم الاجتماعي تحت حماية الدوقة أو كليف، إمتدح الجميع ليز. خاصة أنّ السيدات الأكبر سناً ينظرن إلى ليز بصبر شديد. لكنهن لم يكن سيدات في نفس عمرها، وهؤلاء السيدات الشابات يعتقدن فقط أنّ ليز هي إبنة غير شرعية سحرت كليف وكيليان. كم كانت ترغب بشدة في الحصول على صديقة، وأخذتني معها. على الرغم من أنه كان طلب الدوق لودفيغ، إلّا أنني أنا مَن أخذت الشخصية الفرعية، وهو الذي كان قريباً منها. لم يكن كما شعرتُ منذ وقت سابق، أعتقد أنّ ليز قد تخلت بالفعل عن استعادة كيليان. في الواقع، الشيء الذي تحاول فيه ليز إغواء كيليان لستُ متأكدة أيضًا مما إذا كان هذا هو فعل ليز الحقيقي أم خدعة من المؤلف.

“ليز. دعينا نذهب إلى هناك.”

أخذتُ يد ليز وتوجهت إلى متجر روز معًا. بدت ليز محرجة بعض الشيء، لكنني بذلتُ قصارى جهدي للعثور على القلنسوة التي تناسبها، حتى أني فتحتُ المظلة أمامها واستدرتُ، خفت تعابير ليز تدريجياً، وبعد ذلك تشبثت بذراعي وضحكت بصوت واضح، انها قليلاً غريبة، لكنها ربما تشعر بالارتياح، أليس كذلك؟ أفكر في الأمر، أنا أيضًا لا أتذكر أنه كانت لدي صديقة في نفس عمري. بالتأكيد كان لدي بعض الأصدقاء حتى الكلية، ولكن عندما بدأتُ العمل. لقد ابتعدتُ أكثر فأكثر. ولكن لم أستطع مساعدة ذلك، على عكس ما كنتُ لا أزال في المدرسة، كان بإمكاني مقابلة أصدقائي في المدرسة وبعد التخرج كنتُ بحاجة إلى المال لمقابلة أصدقائي، ولكن لم يكن لدي ما يكفي من المال. لكن الآن أصبحتُ قادرة على إنفاق القدر الذي أردته من المال مع ليز. على الرغم من أنها كانت أموال الدوق. 

وبينما كنتُ أستمتع بالحياة مع المال والأصدقاء، همست ليز التي كانت تنظر حولي في أذني.

“إيديث. هل تحبين الروايات الرومانسية المثيرة قليلاً؟”

“آه، لدي بعض منه، لذا يمكنني قراءته. لكنني كنتُ أقرأ الإغواء السري للسيدة جراهام. هل قرأتيه؟”

“يا إلهي! هل قرأت إيديث ذلك أيضًا؟”

“أوصتني آنا بذلك كان الجو حارًا جدًا، أليس كذلك؟”

ضحكنا أنا وليز مرة أخرى.

“في الواقع مكتبة ضوء القمر التي ذكرتها سابقاً مشهورة بالروايات الرومانسية، لكن أكثر شهرة المكتبة بالروايات الرومانسية المثيرة. هل ترغبين في الذهاب إلى هناك معاً؟”

“هذه معلومات مفيدة حقًا، ليز فلنذهب إلى هناك بسرعة.”

شخرت ليز وأومأت برأسها قليلاً.

في الواقع، الكتاب الذي قرأته آخر مرة، الإغواء السري للسيدة جراهام كان رواية رومانسية لمَن هم فوق 19 عامًا، وكان مثيرًا للاهتمام لدرجة أنني اعتقدتُ أنها ستحقق نجاحًا كبيرًا حتى لو تم نشرها باللغة الكورية في القرن الحادي والعشرين. ربما لأنه لم تكن هناك قاعدة +19 في هذا العصر، كان الجزء الخاص بالمشهد مثير للغاية وحار جداً.

“حسناً… سيكون الأمر محرجًا بعض الشيء إذا علمت الخادمات بذلك، لذا سنذهب بمفردنا. إذا سمع كليف بهذا الأمر، فأنا في مشكلة.”

شعرت ليز بالحرج وأمسكت يديها معًا.

حسناً، كليف شخصية ممسوسة وغريبة، لكن هل يشعر بالغضب لأنّ خطيبته تقرأ رواية رومانسية مصنفة على أنها 19 ومع ذلك، سيكون الأمر كثيراً بالنسبة للنبلاء اللاتي كن عالقات في المنزل طوال اليوم، ولم يستطعن حتى قراءة الروايات الرومانسية المصنفة 19+

“حسناً. سأخبر آنا.”

اتصلتُ بآنا وأعطيتها بعض مصروف الجيب وقلت لها.

“يجب أنْ أذهب لشراء بعض الكتب. لذا اصطحبي خادمة ليز معكِ وانظري حولكِ في مكان قريب.”

“ألن يكون الأمر خطيراً؟”

“إنها مكتبة تقع في مكان أبعد قليلاً في أحد الأزقة. ما الذي يمكن أنْ يكون خطيراً هناك؟ وضع ليز محرج بعض الشيء، لذلك أعتقد أنها فكرة جيدة أنْ أقضي بعض الوقت في اصطحابي معها.”

“فهمتُ. لا تذهبي إلى الأماكن المظلمة.”

“نعم فهمتُ.”

وبعد ذلك، مشيتُ أنا وليز نحو متجر كتب ضوء القمر، فقط نحن الاثنان، لم تكن مكتبة ضوء القمر تقع في الشارع الرئيسي في لابيل ماري ولكن في زقاق مجاور له.

“نظرًا لأنّ الكتب التي يبيعونها تشبه إلى حد ما لهذا.”

ضيّقت ليز عينيها كما لو كانت تعرف جيداً، وأومأتُ برأسي وذهبتُ إلى الداخل معها. داخل المكتبة كانت بعض الشابات يرتدين الأوشحة وينتقين الكتب بعناية. شغف الروايات التي تزيد عن 19 عامًا بغض النظر عن الزمان والمكان، أليس كذلك؟ إذا واجهوا سوق الكتب الإلكترونية الكورية في القرن الحادي والعشرين، فمن المحتمل أنْ تُعمى أعينهم عنها. لو لم يكن لدي ما يكفي من مصروف الجيب، لكنتُ سهرتُ طوال الليل لعدة أيام.

“ثم، دعينا نلقي نظرة حول المكتبة ونلتقي أمام أمين الصندوق عندما ننتهي من اختيار كتاب لنشتريه.”

شعرت ليز بالخجل وطلبت أنْ تكون منفصلة للحظة.

“حسناً.”

قد يكون من الصعب مشاركة أذواقك التي تزيد عن 19 عامًا مع فتاة أصبحت صديقة لها للتو. لقد فهمتّ كم كانت ليز هادئة وخجولة. كما شاهدتُ ليز تتحرك بعيدًا عن رف الكتب.

نظرتُ من خلال الرفوف وقلبي ينبض. إنه أمر غير مريح لأنه لا يوجد نظام للكلمات الرئيسية هنا. هل قاموا بفرزها حسب اسم المؤلف؟ أخرجتُ الكتاب الذي أمامي، وقلبتُ فيه. رفعتُ رأسي ونظرتُ حولي قليلاً ثم أخفضتُ نظري، كانت إيرفيا ساخنة جداً لدرجة أني لم أستطع تحملها.

(آه. فقط أكثر من ذلك بقليل)

(أنتِ تبدين بريئة جدًا، وتحبين أنْ تكوني قاسية أيتها الأميرة)

رافائيل الفارس، سخر من إيرفيا، ثم أمسكها من خصرها وسحبها بشكل أسرع.

(توقف، توقف)

بينما كنتُ أقرأ هناك، بلعتُ ريقي مرة واحدة. أنا بحاجة لشراء هذا. لقد شعرتُ بمصيري منذ الكتاب الأول الذي التقطته. لقد أخرجتُ الأميرة وقائد الفرسان السلسلة الثالثة ووضعته على جانبي. هل يجب أنْ أبحث عن أي شيء آخر؟ لقد بحثتُ في رف الكتب ووجدتُ عنواناً أعجبني، فالتقطتُ العمل السري لسيرا الخادمة. كما هو متوقع، إنها قصة ليلية بين الخادمة وسيدها. لقد بدا الأمر مملاً بعض الشيء، لكني أحببتُ البطل لأنه تم وصفه بطريقة مثيرة. بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأنه كان مجلدًا واحداً، لم يكن هناك ضغط. ثم وضعتّ الكتاب الآخر بجانبي أيضًا، واستدرتُ ببطء حول رف الكتب مرة أخرى. لقد كنتُ هكذا. أشعر وكأنّ ساعة قد مرت بالفعل. إذا بقيتُ لفترة طويلة، فسوف تقع آنا في مشكلة، فهل يجب أنْ أغادر الآن؟ كان هناك أربعة كتب بعنوان مختلف في جانبي. في الواقع، كنتُ أرغب في شراء المزيد، لكنني لم أستطع لأنني كنتُ خائفة من أنْ ألفت انتباه كيليان أو الآخرين. أخذتُ الكتب ووضعتها على المنضدة، ثم بحثتُ في المكتبة للعثور على ليز. آه؟ إلى أين ذهبت ليز؟ كان الأمر أشبه بالمتاهة بسبب ازدحام أرفف الكتب في المكتبة، لكن لم يكن من الصعب العثور على شخص واحد فقط. ومع ذلك بغض النظر عن المكان الذي ذهبتُ فيه إلى رف الكتب، لم أتمكن من العثور على ليز. ما هذا؟ إلى أين ذهبت ليز؟

سألني صاحب المكتبة، الذي كان ينظر إلي وأنا أتجول في المكتبة، بعيون غريبة بصراحة.

“هل ستشترين كل هذا؟”

“أوه، آه، نعم. دعنا فقط نحسب ذلك. بالمناسبة، هل دفعت السيدة التي جاءت معي ثمن كتابها أولاً ثم غادرت؟”

“مَن هي السيدة التي أتيتِ معها؟”

“آه… بمجرد النظر إليها، تبدو سيدة نحيفة وجميلة وترتدي ملابس زرقاء على أي حال.”

“حسنًا. ولكن من بين الأشخاص الذين اشتروا كتباً في الساعة الماضية، لم يكن هناك أحد كما وصفتيه.”

إذا دفعت ليز ثمن الكتاب فمن المستحيل أنْ لا يتذكرها أمين الصندوق الفظ. أعتقد أنّ ليز عادت أولاً. ولكن لماذا تعود دون أنْ تقول كلمة واحدة؟ هل ظهر كليف في شارع لا بيل ماري بأي فرصة؟ لذلك جاءت خادمتها في عجلة من أمرها للعثور عليها، وكنتُ في غاية التركيز لدرجة أنّ ليز ربما تكون قد تركتني أولاً؟ على أي حال، ليست هناك مشكلة لأنّ آنا يجب أنْ تنتظرني إذا خرجتُ إلى شارع لا بيل ماري. لقد دفعتُ ثمن الكتب الأربعة التي اخترتها سابقًا وتركتُ متجر ضوء القمر المظلم قليلاً. 

كان الجو كئيباً بعض الشيء خارج المكتبة. لم أكن أدرك أنه كان مكانًا مظلمًا عندما ذهبتُ إلى هنا مع ليز في وقت سابق. كان ذلك لأنّ الطقس كان غائماً، مما جعل الشارع يبدو أكثر كآبة، لذا مشيتُ بشكل أسرع قليلاً نحو الشارع الرئيسي في لا بيل ماري.

لكن عندما كدتُ أنْ أصل إلى نهاية الزقاق ظهر رجل فجأة ووقف أمامي.

“يا إلهي… هل أنتِ هنا حقاً؟”

جسم سمين، ووجه شاحب ودهني، وله شعر بني كثيف. لقد كان رجلاً يبدو أنه في منتصف العشرين من عمره، وكان يبدو كرجل نبيل.

“ماذا؟ عن ماذا تتحدث؟”

“لقد مر وقت طويل يا إيديث.”

للوهلة الأولى، بدا وكأنه فقد عقله. ويبدو أيضًا أنه يعرف مَن أنا.

“مَن؟”

“همم….. لابد أنكِ نسيتيني. هل تعلمين أنني تحطمتُ بسببكِ.”

“نعم؟ لا، أعني مَن أنتَ؟”

كان الناس يمرون على بعد خطوات قليلة من الخارج حيث كنتُ أقف، لذلك أصبحتُ شجاعة بعض الشيء. هناك أيضًا احتمال أنه إذا رفعتُ صوتي، فقد ينظر شخص ما بهذه الطريقة. لكن يبدو أنّ هذا الرجل لم يكن لديه الحس الكافي لإدراك مثل هذا الشيء.

“هذا أنا، فريد سيسيلي، الفيكونت سيسلي، الرجل الذي رميتيه بعيدًا بمجرد أنْ تلقيتِ منه جميع المعلومات حول بناء السكك الحديدية في منطقة أرموف.”

“نعم؟”

بعد ذلك، بدأتُ البحث عن فريد سيسيلي في ذاكرة إيديث. يا إلهي. لحسن الحظ، تمكنتُ من العثور عليه في ذاكرة إيديث السابقة، لكنها لم تكن الذاكرة التي تخيلتها. فريد سيسيلي، كما أرى الآن ليس شخصًا جذابًا للغاية بل إنه يتمتع بشخصية خجولة. من المستحيل أنْ يحظى مثل هذا الرجل بشعبية كبيرة بين النساء.