“سأحضر لكِ شيئًا لتشربيه بينما يكون الكونت ريغلهوف مشغولاً. سأعود فوراً، لذا لا تتحركي من هنا.”

“حسنًا. شكراً لكَ كيليان.”

“فقط اصرخي إذا حاول شخص ما جركِ بعيدًا بالقوة. مهما حدث، سأتحمل المسؤولية عنكِ.”

حتى بعد تقديم مثل هذا الطلب، نظر كيليان إلى الوراء عدة مرات كما لو كان يترك طفلته وراءه. وقفتُ هناك وحدي، أغطي فمي بظهر يدي وأضحك على كم كان كيليان لطيفاً. 

ثم سمعتُ صوتًا بدا مزعجًا جداً في مكان ما.

“التظاهر بأنكِ لطيفة.”

اعتقدتُ أنهم انتقدوني عندما نظرتُ إلى كيليان للحظة. أدرتُ رأسي ورأيتُ لیلی سنكلير والعديد من الأشخاص الآخرين الذين كانوا يحدقون بي في وقت سابق، وهم ينظرون إلي بوجوههم. ما هذا؟ الغيرة؟ هل يغارون مني؟ يا إلهي إنها الغيرة. لقد كانت تجربة منعشة جداً بالنسبة لي، فأنا لم أشعر بأن أحدًا يغار مني أبدًا في حياتي. إنهم يشعرون بالغيرة بسبب كيليان وليس بسببي. ولكن هذا ممتع للغاية. أشعر وكأن ذقني مرفوعة للأعلى.

“إنها تحاول فقط البقاء على قيد الحياة على الرغم من أنها تشعر بالقلق الآن. ويبدو أنّ الكونت ريغلهوف قد تحول بالكامل إلى الأرشيدوق لانغستون. قالوا إنها كانت كرهينة في المقام الأول. ولكن الآن بعد أنٍ رأينا ما حدث، ربما قررت عائلة ريغلهوف التخلي عنها.”

أوه؟ كلهم يعرفون وضعي دون تفسيري. أعتقد أنه ليست هناك حاجة لتلبية استثناء الخطوة الثالثة في هذه الحالة؟ لكن الأمر مختلف بين الشعور بالرضى وإيذاء شرفي وشرف عائلة لودفيغ. شكراً لكونكِ غيورة، لذا فكرتُ في ترك الأمر لبعض الوقت. لكني أدرك بعد ذلك على هذا المستوى أني إذا أبقيتُ فمي مغلقًا، فسوف يتم كنسي. تنهدتُ. 

“هذا صحيح. ليس هناك تلة لتسلقها، وأنا رهينة.”

هذا ليس خطأ، لذا يجب أنْ أعترف بذلك أولاً.

ثم ضحك الجميع خلف مراوحهم.

“إلى متى سيستمر هذا الزواج؟”

“ماذا لو تطلقتِ في سن مبكرة؟”

لم أستطع منع نفسي لأنّ أصواتهم كانت مليئة بالسخرية والشر.

لذلك أجبتهم بتعبير وجه واحد.

“ماذا تقصدين؟ الأهم من ذلك هو أنني كنتُ أول امرأة تزوجت كيليان لودفيغ. لذلك لا توجد مشكلة.”

السيدات اللاتي كن يضحكن مسحن ضحكتهن واحدة تلو الأخرى.

“يقولون إذا تطلقنا، فسوف أحصل على نفقة وقصر صغير. وبعد ذلك أستطيع أنْ أعيش في هذا القصر وأتلقى دفعة نفقة كبيرة كل شهر. أنا جميلة جداً ولدي شكل جسم جميل ومثير أيضًا. لذا أستطيع أنْ أتمكن من العثور على عدد قليل من العشاق يعيشون معي، ولكن إذا لم أكن بحاجة إلى عاشق، فيمكنني أنْ أتزوج مرة أخرى مع شخص أحبه، فهذا لا شيء حقاً.”

“إذاً ما تعنيه هو أنكِ لستِ أكثر من مجرد علقة مرتبطة بعائلة لودفيغ.”

“آه أليست هذه هي الطريقة التي تعيشين بها؟ قبل الزواج، أنتِ فخورة جداً باسم والدكِ، وبعد الزواج، أنتِ فخورة جداً باسم زوجكِ. ولهذا السبب أنا أيضًا أتفق مع ذلك.”

في الواقع، ربما تكون هناك مشكلة في بُنية هذا المجتمع الذي لا يسمح للنساء بفعل أي شيء إلّا إذا كان لديهن رجالاً وعائلات، وأنا متأكدة من أنّ إيديث ريغلهوف لم تكن مختلفة قبل أنْ أتجسد بها، لكنهم ليسوا كذلك. موقف للاتصال بي علقة.

ومع ذلك، سرعان ما تحولت وجوههم إلى اللون الداكن، واتسعت أعينهم من الغضب.

“نحن مختلفات عنكِ.”

“آه، بالطبع أنتن مختلفات تماماً. لأنني المرأة المتزوجة من كيليان لودفيغ، الرجل الذي تريدون الحصول عليه يا رفاق.”

بعد ذلك، عاد كيليان بكأسين من الشمبانيا. لقد بدوا منزعجين لأنه لم يكن لديهم المزيد ليقولوه لي، لكن هذا ليس من شأني.

“شكراً لكَ كيليان.”

“لا تذكري ذلك.”

“بالمناسبة، كيليان. أريد أنْ أسألكَ شيئاً.”

“ما هذا؟”

ألقيتُ نظرة سريعة على السيدات اللاتي كن يحدقن بي بعيون محترقة، وسألتُ.

“هل تعتقد أنني اقوم بإغوائكَ؟”

“أنتِ؟”

أدلى كيليان بتعبير سخيف عند كلمتي..

“إذا كنتِ تعتقدين أنكِ تتصرفين بطريقة الإغواء من فضلكِ توقفي عن ذلك. أنتِ لا تفعلين هذا لرجل آخر غيري، أليس كذلك؟”

“لا أخبرني أحدهم أنني كنتُ أتصرف بشكل مغوي أمامكَ، لذلك اعتقدتُ أنني أتقنتُ مهارة جديدة متقدمة لم أكن أعرفها حتى.”

شخر كيليان مرة أخرى. ثم همس بصوت منخفض في أذني.

“لديكِ الكثير من الإغواء الجسدي.”

حسنًا، في أغلب الأحيان، يعتمد الأمر على وهمكَ، لكني في مزاج جيد، لذا لن أتجادل معكَ. بفضل حديثكَ بالقرب مني، أستطيع أنْ أشعر بأنّ هؤلاء النساء على وشك كسر أياديهن.

ابتسمتُ بارتياح ولمستُ ساعد كيليان بطريقة مغوية. ابتسم كيليان أيضًا وهو يشرب الشمبانيا. إذا رأى أي شخص هذا، فيمكنه أنْ يقول أننا زوجان عاشقان. على الرغم من أنّ حياتي تعتمد على ذلك. لا أحد يتخيل أنّ كيليان سيقطع رقبتي بمجرد النظر إلى علاقتنا الحالية الآن. أحاول ألّا أدع هذا المستقبل يحدث، لكن. على أي حال، بشكل غير متوقع، تلقيتُ بعض الاهتمام في قاعة المأدبة هذه. 

ومع ذلك، فإنّ بقية الحلقة حيث أصبحت ليز الشخصية الرئيسية، جرت بشكل مطرد والأكثر إثارة للدهشة أنّ ليز وهي إبنة غير شرعية كانت أقرب مساعدة للأميرة مني، ابنة الكونت التي كانت تُفضلها الأميرة. وعلى وجه الخصوص لفت مظهر ليز انتباه الجميع. كان من المثير للاهتمام رؤية بعض الرجال الذين انبهروا بمظهر ليز ينظرون إليها لكنهم لم يجرؤوا على الاقتراب منها لأنّ كليف كان يقف هناك معها. سيكون أمرًا رائعًا جدًا إذا تمكنتُ من الاستمتاع بعالم الرواية الرومانسية الممتع. لكن المشكلة دائماً تكمن في الكونت ريغلهوف. عاجلاً أم آجلاً، سوف يعملون على ذلك. ذكرني ذلك بسطر من دراما أمريكية لم أشاهدها شخصياً في حياتي الماضية، ولكنني لم أشاهد سوى الميمات أو المقاطع الساخرة منها عدة مرات: الشتاء قادم؟ 

في الأصل، كان الشتاء باردًا جدًا حيث فقدت إيديث وبقية أفراد عائلة الكونت ريغلهوف رؤوسهم. وهناك أيضًا تعبير رهيب وهو أنّ البخار يتصاعد من الدم الذي يخرج من حناجرهم المقطوعة. ما زال الخريف، ولكن الكونت ريغلهوف يبدأ خططه ببطء، لذلك لم يعد هناك وقت متبقي. دعينا نحافظ على أنفسنا معًا. من الآن فصاعدًا، لن يقتصر الأمر على مستقبل البقاء على قيد الحياة والاستمتاع بالثروة والمجد بعد الآن. أردتُ حقاً أنْ أعيش بشكل جيد مع كيليان. أردت أيضًا أنْ أكون طموحة أيضًا.

يبدو أنّ هناك شيئًا يتشقق ويتكسر من غرفة لیلی. داميان الذي عاد من حفلة المهرجان معها، تنهد وشاهد ليلى تطلق العنان لعنفها.

“كل المخاوف التي شعرتُ بها أصبحت حقيقة.”

ثم تفاجأ أنطون.

“نعم. عندما سمعتُ أن ليز مع ذلك الشخص اعتقدتُ أنها كانت تعامل على أنها عشيقته.”

“إنها جميلة، أليس كذلك؟”

“هل تعتقدين أنّ كونها دوقة هو مجرد الحصول على وجه جميل؟ باعتبارها امرأة غير متعلمة، إذا لم تتمكن من الحصول على المساعدة من والديها، فلن تتمكن من أنْ تصبح زوجة ابن عائلة الدوق، بغض النظر عن مدى جمال وجهها.”

سخر انطون.

“يجب أنْ تكون جميلة بما يكفي لسحبها.”

لكن تعبير داميان لم يتحسن.

“بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنّ الخلاف بين کیلیان لودفيغ وإيديث ريغلهوف مجرد شائعة.”

“أوه، هذا صحيح. إيديث، تلك المرأة ليست سهلة أيضًا، أليس كذلك؟ حتى بعد رؤية والدها على الجانب الآخر من عائلة لودفيغ، لم تتراجع على الإطلاق.”

“كل شيء كان غير متوقع. حقيقة ظهور ليز مع كليف وأظهرت علاقتها الوثيقة بالأميرة كاثرين. وبالمثل، لم تخف إيديث حبها لكيليان، ولم يكن لدى كيليان أي نية للتخلي عنها.”

ضحك أنطون.

“أعتقد أنّ ليلى بدت مصدومة من إيديث ريغلهوف أكثر من ليز.”

“ومع ذلك، ماذا سيحدث إذا نشرت تلك السيدات شائعة مفادها أنّ عائلة ريغلهوف قد تخلت عنها؟ لقد أخبرتكِ أنْ تبقي فمكِ مغلقًا، ولكن، تسك.”

صرخت ليلى في داميان.

“أنه مرتفع.”

“إنه خطؤكِ، وأنتِ تجرؤين على الصراخ في وجهي؟ كل هذا حدث بسبب موقفكِ المضطرب ونفاد الصبر.”

“لا تتحدث عن هراء، كشف الكونت ريغلهوف على الفور في ذلك المشهد، أنه كان إلى جانب الأرشيدوق لانغستون هل تعتقد أنّ الآخرين لن يعرفوا ذلك؟ آه، هل تعتقد أنكَ الوحيد الأفضل، أليس كذلك؟”

سخر داميان ببرود.

“يا إلهي، يا له من تفكير قصير. حسناً، إذا كنتِ جيدة حقًا، فاعتني بنفسكِ وابحثي عن مكانكِ الخاص.”

وابتعد داميان. نظر أنطون إلى أخيه وأخته بالتناوب، ثم تنهد وابتعد أيضًا.

ليلى التي تُركت وحدها في غرفة نومها، عبست وكسرت الأشياء لبعض الوقت، ثم حبست نفسها في غرفة نومها.

“لابد أنّ عائلة لودفيغ مجنونة لماذا يأخذونها معهم؟ الشخص الذي لم أفهمه أكثر هو كيليان. يمكن القول أنّ ليز جميلة، لكن إيديث لم تكن جميلة على الإطلاق. اضافة على ذلك، أصبح الكونت ريغلهوف الآن خائنا تمامًا. وما زال يريد كيليان العيش معها؟ مستحيل.”

صرّت ليلى على أسنانها وفكرت في غضبها. كان هناك صوت نقر في مكان ما.

“هاه؟ ما هذا؟ هل تمطر؟”

في البداية، تجاهلت ليلى ذلك، معتقدة أنّ قطرات المطر تتساقط، لكن صوت النقر كان أعلى من ذي قبل. عندها فقط نهضت ليلى متوترة. جاء الصوت من خارج نافذة غرفتها.

“ما هذا! لص؟ سرقة؟ اغتيال؟”

وبينما كانت ليلى تسير نحوها ببطء، متسائلة إنْ كان عليها أنْ تصرخ، جاء شيء ما تحت إطار النافذة، وسرعان ما اختفت الصورة مثل طفل صغير يحوم خارج النافذة. ظلت ليلى ساكنة هناك لبعض الوقت، لكنها لم تسمع صوتاً غريباً آخر، ولم تر ظلاً بشريًا آخر.