“لا أعرف كيف تريها من الخارج، لكنها أكثر رقة ولطف من الداخل. لا، حتى لو لم تفعل ذلك، لا ينبغي لصاحبة السمو أنْ تفعل هذا بعائلة لودفيغ، أليس كذلك؟”

مع استمرار كيليان في موقفه الصارم، بدا أنّ كاثرين أصبحت تشعر بالإحباط أكثر فأكثر. لأنها لم تستطع الجدال مع كلمات كيليان.

لقد صرّت كاثرين على أسنانها لفترة من الوقت قبل أنْ تتمكن من التحدث بنبرة مترددة.

“نعم، أنا آسفة إنه خطئي. آمل أنْ تغفر السيدة إيديث وقاحتي.”

يا إلهي، لقد تلقيتُ اعتذاراً من الأميرة بشأن ذلك، انها محرجة جداً.

“أنا بخير يا صاحبة السمو أعلم أنّ سلوكي السابق لم يكن حكيمًا جداً، وأعتقد أنّ سموكِ محقة في أنْ تسيئي فهمي. اضافة الى ذلك، فقد تلقيتِ سموكِ الكثير من الانتقادات من كيليان بسبب هذا. أعتقد أنّ زوجي أصبح حساسًا بعض الشيء بشأن ذلك.”

قلتُ ذلك بينما أخفض نفسي قدر استطاعتي على أمل أنْ ينتهي هذا الأمر على خير.

“هل حقاً تعتقدين ذلك؟”

“نعم سموكِ.”

“إذا كنتِ تهتمين كثيرًا بأمر كيليان، فلماذا لم توقفي والدكِ؟”

“صاحبة السمو.”

في اللحظة التي كان فيها كيليان على وشك الغضب مرة أخرى، أخذتُ نفسًا عميقًا وأصدرتُ صوتًا خافتًا.

“لقد بذلتُ قصارى جهدي لإقناعه، ولكن…”

أوه! لا يبدو أنّ هذا يشكل عائقًا.

عند إجابتي تحول تعبير كاثرين التي بدت وكأنها ساخرة مني، إلى مفاجأة.

“هل تقولين أنكِ بذلتِ قصارى جهدكِ حقًا لمنع الكونت ريغلهوف من دعم الأرشيدوق لانغستون؟ هل أفهمكِ بشكل صحيح؟”

ومع ذلك، لم أتمكن من الإجابة بنعم على هذا السؤال أو الإيماء برأسي للإجابة. يبدو أنّ السؤال محدد ومقيد. لكنني الآن عرفتُ كيف أنقل نواياي إلى الشخص الآخر دون أي إجراء. ألقيتُ نظرة سريعة في اتجاه الكونت ريغلهوف، ثم أدرتُ ظهري نحو كاثرين وابتسمتُ بأسى. لقد خفضتُ عيني كما لو كنتُ منهكة، وسحبتُ زوايا فمي إلى الأعلى لأبتسم. ثم هذه المرة بدا كيليان بالصدمة.

“السبب وراء إرسال الكونت ريغلهوف لتلك الخادمة اللعينة، هو بسبب ذلك؟”

أخيرًا، يبدو أنّ كيليان قد أدرك شيئاً ما عما يحدث معي طوال هذا الوقت. كنتُ فخورة بنفسي تقريباً لأنني وصلتُ إلى هذا الحد دون أنْ أقول موقفي الحقيقي مباشرة من فمي. لقد كنتُ متحمسة جداً، لكنني تمكنتُ من الاحتفاظ بالتعبير حتى النهاية، وأخفضتُ نظري، وتنهدتُ قليلاً.

“ماذا يعني ذلك؟”

“هناك شيء من هذا القبيل. كل ما أستطيع أنْ أقوله لكِ هو أنّ زوجتي منفصلة تماماً عن ريغلهوف.”

يبدو أنّ موقف كيليان الصارم نجح في إزالة سوء فهم كاثرين عني.

“آه، هل هذا صحيح؟ لابد أنني أسأتُ فهمكِ حقاً.”

خدشت كاثرين مؤخرة رأسها واعتذرت على عكس أميرة العائلة المالكة.

“هممم… أنا آسفة. اعتقدتُ أنّ كيليان عاش مقيدًا لزواج كان يدفعه أشخاص جبناء، واعتقدتُ أنّ ليز تعرضت للتنمر أيضًا.”

في القصة الأصلية كان كذلك. إذا كانت هذه الحالة، حتى إيديث الأصلية، لن يمكنها الحضور إلى مأدبة مهرجان التأسيس، فمن الواضح أنها لن تكون قادرة على الاستمتاع بالمأدبة والعودة إلى المنزل. كان من الممكن أنْ تفعل كاثرين شيئاً جيداً، حيث هاجمت إيديث بكلماتها التي تجعل إيديث تخجل. ومع ذلك، على عكس إيديث الأصلية، كنتُ ليس لدي أي نية لمساعدة عائلتي أو الشعور بالغيرة من ليز. لذلك اعترفتْ الأميرة كاثرين سريعة الغضب بخطئها بسرعة.

“أنا آسفة حقاً لأنني قلتُ شيئا جارحًا. أنا آسفة يا كيليان أنا آسفة يا ليز لأنني سببتُ لكِ مشكلة.”

حتى أنّ كاثرين اعتذرت لي وكيليان، ولليز.

“لا يا صاحبة السمو!”

وأومأ کیليان برأسه مرة واحدة، وقبل اعتذارها.

“أنا سعيد لسماع أنكِ قمتِ بتوضيح سوء التفاهم. في الواقع، كانت زوجتي ترغب في الذهاب لاستقبال سموكِ منذ وقت سابق، لكنها كانت خجولة ومترددة في القيام بذلك.”

“هاه؟ حقاً؟ ليس عليكِ القيام بذلك.”

كاثرين التي تعافت من تعبيرها المذنب ابتسمت على نطاق واسع وأمسكت بيدي.

“أنتِ لستِ زوجة كيليان فحسب، بل زوجة أخ ليز، لذا أنتِ صديقتي أيضًا. من الآن فصاعدًا، لا تخافي وقومي بزيارة القصر الإمبراطوري كثيرًا مع ليز. هل يمكنكِ فعل ذلك؟”

“أوه، أنا آسفة صاحبة السمو.”

“أنا آسفة جداً.”

أتساءل عما إذا كان من الممكن حل النزاع بهذه السرعة، لكن وجه كاثرين أضاء واحتضنتني. ويمكنني أنْ أشعر بنظرات الناس الصادمة من حولي. عندها فقط أدركتُ أنّ الأميرة تمسك بيدي، ويبدو أنّ الإمساك بيدي لم يكن كافياً، كما أنها دعتني للحضور إلى القصر كثيرًا. 

لكن الأمر غريب بعض الشيء. أليست ليز هي التي جذبت الاهتمام اليوم بسبب علاقتها الوثيقة بالأميرة؟ بالطبع، هذه هي الحلقة التي أخذت فيها الأميرة ليز معها وجعلت السيدات الشابات الأخريات يحنين رؤوسهن، وسارت الأمور بشكل طبيعي كما في الحلقة الأصلية، ولكن. الآن أصبح هذا الوضع قليلاً. لا، دعينا نفكر بشكل إيجابي. على أي حال، أنا أحصل على المزيد والمزيد من الأمل في العيش. إذا لم ينجح الأمر، يمكنني أنْ أطلب المساعدة من كاثرين. بالنظر إلى ظهر كاثرين وهي تبتعد عن ليز مرة أخرى، صليتُ أنّ نعمة هذا العالم، التي كانت من أجل ليز فقط، لتقع عليّ حتى لو كان قليلاً. لكنني لم أستطع التفكير في المشكلة لفترة طويلة. 

وبدأ الكونت ريغلهوف في التحدث يا إلهي، هناك الكثير من الأشياء التي تحدث في حلقة المهرجان التأسيسي هذه والتي كدتُ أنْ أفقد عقلي فيها.

“كان الإمبراطور السابق يهتم كثيراً بأخيه الأصغر، الأرشيدوق لانغستون. سمعتُ أنّ صداقتهما كانت جيدة منذ أنْ كانا صغيرين.”

الكونت ريغلهوف الذي كان يمتدح الإمبراطور لمَن حوله، رفع صوته فجأة وبدأ يحكي قصة الأرشيدوق لانغستون.

“أوه، بالطبع مَن هو أكثر جدارة بالثقة من سلالته في العائلة المالكة، حيث تدور كل أنواع المعارك المظلمة؟ ألَا تعتقد ذلك؟”

أومأ النبلاء من حوله قليلاً كما لو أنهم أدركوا الحقيقة العظيمة. لابد أنّ هذا هو الأرشيدوق لانغستون. برؤية ما يفعلونه هنا، يبدو أنّ لديهم القوة للوقوف في وجه الإمبراطور. ما كانوا يحاولون قوله كان واضحاً. إنهم يريدون التشكيك في ولادة الإمبراطور الحالي ويزعمون أنّ الأرشيدوق لانغستون هو الوريث الشرعي للعرش. ما الفائدة من القيام بذلك عندما يتعين عليه الاعتراف به كدم نقي في المعبد ليصعد إلى العرش على أي حال؟ منذ سن مبكرة، يبدو الإمبراطور الحالي مختلفًا تمامًا عن الإمبراطور السابق، ولهذا السبب كان يشك دائمًا في أنه لم يكن من نسل الإمبراطور السابق. لذا فإنّ كل ما قالوه لم يكن أكثر من إعادة إنتاج شائعات خبيثة ومع ذلك، فإنّ الدوق لودفيغ، أقوى سيف للإمبراطور الحالي، لم يتمكن من الجلوس ومشاهدته فحسب.

“سلالة الدم هي الأكثر موثوقية. أليس الأرشيدوق لانغستون عم الإمبراطور والخادم الأكثر ولاء؟ سمعتُ أنكَ حذر جدًا من الجشع العابر لأنكَ نشأتَ وأنتَ تشاهد المعارك الملكية المظلمة. إنه شخص ملكي بالغ يمثل حقاً قدوة للآخرين.”

أوه، الدوق لودفيغ متقدم بخطوة واحدة. الأرشيدوق لانغستون الذي كان على وشك بدء معركة ملكية مظلمة، ولكن في هذه الحالة، كان من الصعب جدًا القيام بذلك. دحض مجاملة الولاء في مثل هذا المكان.

ولكن بعد ذلك تحدث شخص من جانب الأرشيدوق لانغستون وكأنه يريد تغيير الموضوع.

“بالمناسبة، في هذا المهرجان التأسيسي يذكرني بالإمبراطور الشمس. كم كانت أيام حكم جلالته رائعة. مازلتُ أفتقده.”

كما هو متوقع، إنها ملاحظة لتغير عهد الإمبراطور الحالي. في الأصل، كانت أيام الماضي دائمًا تبدو جيدة، ولكن حتى لو لم تكن كذلك، كان من الصعب إنكار هذه الحقيقة في عهد امبراطور الشمس السابق كان الأفضل. الآن دعينا نرى ماذا سيكون الهجوم المضاد هذه المرة.

“أنتَ على حق! كان جلالة إمبراطور الشمس بالفعل محاربًا مقدسًا. وقد قام جلالته بتدريب سمو ولي العهد بشكل كامل على مواصلة العمل الذي لم يتمكن جلالته من تحقيقه.”

“بالطبع. فجلالته شديد الدقة لدرجة أنه لا يسمح للأرشيدوق لانغستون، الذي كان يعتز به كثيراً، بحضور فصل خليفته.”

“أليس هذا هو السبب الذي يجعلهم يقولون أنه لا أحد يستطيع الاستمرار في تراث الإمبراطور السابق سوى الإمبراطور الحالي.”

رائع. إنهم جيدون جدًا في تغيير الأمور لدرجة أنّ الأمر يشبه تقريباً فن اللغة. بابتسامات كريمة، يتبادلون الكلمات التي تخفي وراء كل كلمة ينطقونها خنجراً حاداً. كما لو كان يقاتلون بسيف غير مرئي. أكبر نقطة ضعف في قاعة الولائم هذه هي أنها لا تحتوي على الفشار. على الأقل، إذا كان هناك جمبري مشوي بالزبدة، فسيكون مشاهدته أكثر متعة. 

يقول بعض الناس أنّ مشاهدة منازل الناس وهي تتقاتل هي من أكثر الأشياء الممتعة التي يمكن مشاهدتها. سيكون الأمر ممتعًا جداً لولا العمل. بينما كنا نشاهد أنا وكيليان الحرب الكلامية بين الفصيلين، شعرتُ بلسعة على جانب وجهي. نظرتُ حولي، وأتساءل ما هذا، وأدارت العديد من الشابات اللواتي نظرن بهذه الطريقة رؤوسهن أو ضحكن. لقد كانت مفاجأة بعض الشيء رؤية ليلى سنكلير في المنتصف بينهم.

آه. الجميع ينظر إلى كيليان، أليس كذلك؟ لم أدرك أنّ ليلى سنكلير معجبة بكيليان. المنظر الثاني للعالم. الأول كان حيث كنتُ، هناك رجل وسيم جداً قريب، فكان من الطبيعي أنْ تنظر إليّ. كإمرأة فهمتُ ما كانت تشعر به بما فيه الكفاية. لكن بعد فترة، نظرت إليّ امرأة شابة مارة بي، وليس بكيليان. لم يكن ذلك من قبيل الصدفة. نظرتُ إليها بمفاجأة، لكنها لم تنظر بعيدًا حتى. ما هذا؟ هل كنتِ تنظرين إليّ؟ يا للتبذير لو كنتُ مكانكِ، لكنتُ أمضيتُ وقتًا أطول في مشاهدة كيليان بدلاً من مشاهدتي. 

عندما نقرتُ على لساني بصمت، لمس كيليان خدي وقال بهدوء.