“كنتُ أمزح. لكن هذا غريب. لقد وجهتُ ذلك إلى شفتي كيليان، لكن لماذا تغطي زوجة أخي فمها؟”

عفواً. لقد تم خداعنا. احمررتُ خجلاً، وكيليان اصبح محرجاً.

“أعتقد أنه ليس لديكَ أي شيء آخر لتفعله؟ يا لها من مزحة غبية.”

ضحك كليف بخفة.

“منذ أنْ جئنا إلى هنا، لم تتمكن حتى من رفع عينيكَ عن زوجة أخي، لذلك أردتُ مضايقتكَ لمرة واحدة فقط.”

ثم همس كليف في أذن كيليان.

“الأرشيدوق لانغستون هنا الآن، بعد أنْ أصبح جميع أنصار الأرشيدوق يتدفقون حوله، اعتني بزوجتكَ لأنّ الكونت ريغلهوف هو أيضًا واحد منهم.”

تلاشى الجو الدافئ الآن بسرعة، ثم أصبحت وجوه كليف وكيليان صارمة.

“ماذا عن ليز؟”

“إنها مع صاحبة السمو.”

“ماذا عن عائلة الكونت سنكلير؟”

“إنهم ما زالوا في مقعدهم، لكن الأمر غريب، لأنه يبدو أنهم يهتمون بكَ وبزوجة أخي أكثر من ليز.”

عفوًا، اتضح أنني لستُ الوحيدة التي تشعر بهذه الطريقة. تزداد شكوكي بأنّ عائلة سنكلير هي الجاني الحقيقي في حادثة التطريز.

“فهمتُ. يجب على الأخ أنْ يعتني بليز أيضًا. أنا أعرف.”

ربت كليف على كتف كيليان وابتعد.

من الغريب جدًا أنْ يتجول كليف بمفرده بدون ليز. الآن قال كليف أنّ الأميرة أخذت ليز معها، أليس كذلك؟ إذاً، حلقة هذا الفصل مستمرة الآن، أليس كذلك؟ كنتُ فضولية، لذلك كنتُ أتطفل. حيث كانت الحلقة الأصلية من القصة الاصلية تجري في قاعة المأدبة. تم الترحيب بالأميرة كاثرين من قبل سيدات شابات أخريات مع ليز بجانبها. كما هو متوقع. هذه هي الحلقة حيث تتجمع كل السيدات الشابات النبيلات اللاتي تجاهلن ليز لكونها ابنة غير شرعية ويحنون رؤوسهن. لقد أحنو رؤوسهم لتحية الأميرة ولكن في نفس الوقت انحنوا لليز ولم يتمكن أحد من قول أي شيء عن ذلك. في الأصل، كان القانون هو أنّ السيدة الشابة التي ترافق الأميرة لا ينبغي أنْ تحني رأسها تجاه أي شخص باستثناء أولئك الذين لديهم منصب أعلى من الأميرة. اضافة الى ذلك، كان هذا أيضًا نفس الإجراء الذي يجب على ليز القيام به عندما تصبح زوجة كليف رسميًا لاحقًا، ولم تعد بحاجة إلى أنْ تحني رأسها تجاههم بعد الآن. انها لحظة خيالية تقريباً بالنسبة إلى ليز حتى تخرج عن حدودها، أليس كذلك؟ في الوقت الحالي، تحتاج ليز فقط إلى الاستعداد ليوم انتصارها الخاص بها. أحدهما هو هزيمة الكونت ريغلهوف، والآخر عندما يتم قطع رأسي.

شعرتُ بالتوتر الذي جعل قلبي يشعر بالضيق. فجأة، لف كيليان كتفي بذراعه.

“لا تقلقي. طالما بقيتِ بجانبي، لن يستطيع أحد أنْ يؤذيكِ.”

إنتقل دفء جسد كيليان من خلال ملابسه، ولم تكن درجة حرارة جسمه فقط هي التي جاءت من خلال لمسته التي شعرتُ بها على جسدي الذي بدا وكأنني أرتجف الآن. هدأتُ قليلاً.

“شكراً لكَ كيليان.”

أخذتُ نفسًا عميقًا ودخلتُ قاعة الاحتفالات مع کیلیان. رأيتُ الأميرة كاثرين تضع ليز بجانبها وجعلت جميع السيدات يذقن الذل وتعد ليز إلى كليف الذي اقترب منها. كان من النادر رؤية الأميرة التي كانت معجبة بكليف تتجادل معه بشأن ليز. كما لو أنها لم تعجب به لكنها لم تستطع إلّا أنْ تعيد ليز إلى كليف. يبدو أنّ ليز كانت تعاني بسبب الأميرة، وقد تفقد وعيها إذا استمرت على هذا النحو.

ثم نظر إليّ كيليان بغرابة وسألني في أذني.

“إذا كنتِ ترغبين في إلقاء التحية على سمو الأميرة، فيمكنني أنْ أطلب منها ذلك.”

“نعم؟ آه. لا بالتأكيد لا.”

هل أبدو وكأنني أشعر بالغيرة من ليز؟ لا أعتقد أنّ الوقت قد حان لأشعر بالارتياح لأنّ مشاعري الحقيقية لم يتم الكشف عنها بعد. ولكن بمجرد أنْ لوّحت، التقت عيني بالأميرة كاثرين. وبابتسامة رقيقة، سارت الأميرة نحوي مباشرة. آه آه؟ ماذا يحدث هنا؟ لقد شعرتُ بالذعر وأعطيتها تحيتي على عجل كما فعل كيليان.

“لقد مر وقت طويل، السيد الشاب الثاني لعائلة لودفيغ.”

“تحياتي يا صاحبة السمو الأميرة.”

“نعم، ماذا عن ذلك؟”

كان كيليان صديقاً للأميرة كاثرين منذ أنْ كانا صغيرين، لذا فهي ليس لديها أي مشاعر سيئة تجاه كيليان أنا متأكدة من أنها لا تحبني لأنها تحدثت بصوت بارد.

“هذه زوجتي. إيديث لودفيغ.”

“إنه لشرف لي أنْ ألتقي بكِ، سمو الأميرة، أنا إيديث لودفيغ.”

لقد انحنيتُ عندما قدمني كيليان لها، ولكن كان من الواضح أنّ عداء الأميرة كاثرين لم يتلاشى.

“هممم… إذاً أنتِ ابنة الكونت ريغلهوف؟”

“نعم سموكِ.”

هل هذا ما أرادت أنْ تسأله عني. بعد ذلك، التفتت كاثرين إلى كيليان وتحدثت معه فقط وتجاهلتني تماماً.

“كان الزواج طلباً غير معقول من عائلة ريغلهوف، أليس كذلك؟ تلك العائلة تمامًا.”

“صاحبة السمو.”

“أوه، هذا صحيح سمعتُ أنّ ليز قد تسممت منذ فترة. لماذا لم تخبرني بذلك، لأنكَ تعلم أنني وليز قريبتان؟”

“هذا لأنّ ليز….”

“هل لأنّ زوجتكَ هي المشتبه بها؟”

كيليان وأنا أخذنا نفسًا في نفس الوقت. فجأة، ماذا يعني هذا؟ لماذا تفعل الأميرة كاثرين هذا بي؟ ربما كنتُ أتعامل مع الأمر باستخفاف شديد لأنه في القصة الأصلية لم تحضر إيديث أبدًا حفل المهرجان التأسيسي. ولكن يبدو أنّ المؤلف لم يستسلم بعد لإنشاء شخصية إيديث كشريرة كما في القصة الأصلية.

“لا. لقد توصلنا بالفعل إلى نتيجة مفادها أنّ إيديث ليست الجانية. بالإضافة إلى ذلك، كانت ليز نفسها هي التي أرادت دفن الحادث. إذا لم يكن ذلك بسبب ذلك، هل تعتقدين أنّ كليف كان سيبقى ساكناً؟”

لقد أذهلني أنّ كيليان تقدم للدفاع عني بطريقة قوية.

اتسعت عيون الأميرة كاثرين في مفاجأة.

“مثير للاهتمام يا كيليان. يبدو أنكَ لم تحب ليز ولو مرة واحدة.”

لقد كان شيئاً غريباً. كنتُ أعلم بالفعل أنّ کیلیان كان يحب ليز، لكن تلك الكلمات كانت بمثابة سكين طعن في قلبي. أنا متأكدة من أنّ كيليان ليس لديه ما يقوله عن ذلك أيضًا.

“تماما كما تخليتِ سموكِ عن مشاعركِ تجاه كليف لأنّ كليف أحب ليز، فأنا كذلك. أليس من المستحيل عليكِ أنْ تتشبثي بالحب اليائس؟”

لقد كنتُ في حالة ذهول للحظة. في القصة الأصلية، وعد كيليان نفسه بأنه لن يبني علاقة مع أي إمرأة إلى الأبد لأنّ حبه فقط لليز. لكنه الآن يقول إنه سيتخلى عن حبه. أنا، هل يجب أنْ أكون سعيدة؟ حقيقة أنه تخلى عن مشاعره تجاه ليز، هذا يعني أنه بدأ يتقبّلني، لذا سيكون ذلك أمرًا جيدًا لبقائي على قيد الحياة. ينبغي أنْ أكون سعيدة بذلك، لكن الغريب أنّ ذلك حطم قلبي. يجب أنْ يكون في حالة مؤلمة للتخلي عن حبه. أنا متأكدة من أنه لا يزال يؤذيه الآن أليس كذلك؟ أعرف ما هو الشعور والحزن الذي شعر به الشخصية الفرعية. لقد عرفتُ كيليان لمدة 10 أشهر فقط، ولكن من الصعب بالنسبة لي أنْ أتركه يرحل. لم أستطع أنْ أتخيل مدى صعوبة الأمر بالنسبة لكيليان، الذي كان يحب ليز لمدة 5 سنوات. لقد صدمتُ عندما سمعتُ أنه تخلى عن حبه لليز. 

لابد أنّ الأميرة كاثرين شعرت بنفس الشعور الذي شعر به، لأنها كانت في حيرة لبعض الوقت قبل أنْ تبدأ في الضحك.

“کیلیان لودفيغ، لقد تغيرتَ كثيرًا. هل هذه المرأة مهمة جداً بالنسبة لكَ؟ أليست هي المرأة التي ستتخلص منها عاجلاً أم آجلاً على أي حال.”

نعم؟ ما هذا؟ لماذا تقولين مثل هذه الكلمات المخيفة! ماذا فعلتُ؟ لقد جُرحتْ مشاعري وشعرتُ بالدموع تتجمع في عيني. ومع ذلك، بما أنّها الأميرة فغير مسموح لي بالتحدث، فلا يمكنني التدخل في محادثتهما. كل ما يمكنني فعله هو انتظار أنْ يتحدث كيليان نيابة عني وأنْ أثق به في ذلك.

“صاحبة السمو، هل يمكنكِ تحمل مسؤولية كل ما قلتيه للتو؟”

“ماذا؟”

“أنا أتخلص من زوجتي؟ مَن قال لكِ ذلك؟ إذا تخلصتُ من زوجتي، فهذا يعني أنني سأتخلص من نفسي أيضًا، هل هذا ما تقصدين؟ أليس الأمر كذلك؟ أو هل تقولين أنكِ ستتحكمين في مقعد زوجتي لتستخدمه العائلة الإمبراطورية؟ هل تعتقدين أنّ العائلة الإمبراطورية يمكنها ممارسة سلطة عائلة الدوق لودفيغ حسب رغبتها؟”

“كيليان هذا ليس ما أقصده…”

“ثم ماذا؟ كنتُ أخطط لأخذ إيديث إلى ملكية رايزن العام المقبل، لكن سموكِ قلتِ إنني سأتخلص منها؟ لمَن هذه الإرادة؟”

لم يكن يتحدث فقط عن هذا، لكن کیلیان بدا غاضبًا جدًا حقًا. قد يصل الأمر إلى موقف خطير إذا لم أوقفه الآن، لأنه حتى كاثرين، التي تتمتع بشخصية سيئة غير قادرة على قول أي شيء.

“كيليان. اهدأ.”

“اهدأ؟ أنتِ لم تحصلي حتى على اعتذار. كيف يمكنني أنْ أهدأ؟”

أوه. وصلت عيون كيليان الشرسة إليّ. مثلما ينفجر ظهر الجمبري في قتال الحيتان.

ثم جاء صوت ليز من مكان ما.

“صاحبة السمو، كيليان، هل هناك أي شيء يمكنني المساعدة به؟”

لقد كانت ليز هي التي ظهرت في الوقت المناسب.

“لا، أردتُ فقط أنْ يخبرني بالحقيقة بشأن الحادثة التي تعرضتِ فيها للتسمم.”

سرعان ما قدمت كاثرين عذراً.

لكن كيليان لم يكن في مزاج يسمح له بتمريره بسهولة.

“ليز. هل أخبرتِ سمو الأميرة بالحادثة؟” 

بناءً على سؤال كيليان، تراجعت كاثرين وليز في نفس الوقت.

“لقد كنتُ أنا التي سألتُ.”

دافعت كاثرين عن ليز. لكن ليز تمتمت بوجه بدا وكأنها على وشك البكاء.

“آسفة، أنا آسفة. كنتُ أشرح فقط لماذا لم أتمكن من قبول دعوة صاحبة السمو… ولكن لماذا؟”

“لا أعرف كيف شرحتِ الحادثة لصاحبة السمو الأميرة، لكن سموها اتهمت إيديث بأنها الجانية.”

“لم أقل قط أنّ إيديث هي الجانية.”

كانت ليز محرجة للغاية، ولوحت كاثرين بيدها أيضًا قائلة إنّ ليز كانت على حق.

“إذاً. لماذا تهينين زوجتي بهذه الطريقة؟ أعلم أنّ هناك العديد من الشائعات السيئة حول زوجتي، لكنني توقعتُ أنْ لا تنخدعي سموكِ الحكيمة بمثل هذه الشائعات عديمة الفائدة.”

واو، هذا الوضع غير مريح حقاً. سيكون من الأفضل لو ابتعدتُ عن هنا لفترة. إذاً، فقط اكتشفوا هذا بأنفسكم.

لكن كيليان فجأة وضع يده على كتفي وأمسك بي بالقرب من جانبه كما لو أنه لاحظ أنني أريد الهروب من هذا الموقف.