“إيديث تبدو جميلة جداً اليوم أيضًا.”

أعجبتني الطريقة التي تردد بها الدوق قليلاً قبل أنْ يتحدث. كان بإمكانه أنْ يمر دون أنْ ينبس ببنت شفة، مما يعني أنه تحلى بالشجاعة لمجاملتي.

“بدا الأب رائعًا حقًا اليوم أيضًا. بدا أنّ الابنين متوتران.”

وفي ردي، انفجر الدوق في الضحك.

وتمكنا من التوجه إلى القصر الإمبراطوري بمزاج جيد. ركبت عائلة لودفيغ في عربتين وتوجهت إلى القصر الإمبراطوري، حيث ركبنا أنا وكيليان وليز وكليف معًا في نفس العربة. كان يوما خريفيًا مثاليًا، وكان الهواء يزداد برودة. كانت أوراق الشجر التي تصطف على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القصر مثل زهور الربيع، وبدا جميع النبلاء المتجهين إلى أكبر حفلة في العام سعداء.

كنتُ أنظر من نافذة العربة بحماسة، فقال كيليان وهو يسحبني قليلاً الى جانبه.

“أليس من الأفضل إحضار شال؟”

“ماذا أنا؟”

نظر كيليان إلى كتفي وساعدي المكشوفين. وأومأ برأسه.

“هذا جيد. لا يبدو الأمر وكأنني أتجول في الخارج.”

“وماذا لو أصبتِ بالبرد؟”

“لا بأس. الجميع يرتدون مثل هذه الملابس. ليز لا تختلف كثيراً عني.”

كان فستان ليز بأكمام، لكن الأكمام كانت شفافة.

نظر إليّ كيليان، الذي ظل صامتاً لبعض الوقت، مرة أخرى للحظة ونقر بقدمي. كانت العربة تتحرك. كلما اقتربنا من القصر، كلما تحركت العربة أكثر، لكن يبدو أنه يريد اللعب لأنني أعتقد أنه لا يستطيع تحمل ذلك. لقد تفاجأتُ، ومن اللطيف أنه خدعني، لذلك قمتُ بالنقر على قدمه مرتين. هذه المزحة الطفولية كانت تحدث تحت تنورتي الواسعة حتى لا يتم التعرف عليها من ليز وكليف.

ابتسم كيليان متظاهرًا بالسعال، ثم نقر بقدمي مرة أخرى. ومن المرة الثالثة احتاج إلى تحركات سريعة وخفيفة وتصرف بقدرته على التظاهر بأنّ شيئاً لم يحدث. حركتُ قدمي بينما كنتُ أتظاهر بالنظر خارج النافذة ونقرتُ بقدمه أيضًا. كنا أنا وكيليان نمارس المقالب الطفولية، وأحكمنا إغلاق شفاهنا حتى لا ننفجر من الضحك. 

ومع ذلك، انتهى مقلبنا في وقت أقرب مما توقعنا.

“ألَا تعتقد أنّ هناك ضجيجًا غريبًا قادمًا من مكان ما؟”

ليز هزت رأسها والتفتت إلى كليف بنظرة مضطربة على وجهها.

“أنا متأكد من أنه لا شيء، ليز.”

“ولكن من الممكن أنْ يكون ذلك صوتًا يبدو أنّ شيئًا ما قد انكسر في العربة.”

“هممم….. حسنًا، أكثر من ذلك… ربما ينقر طائرا كناري ودودان على العربة.”

“نعم؟”

عبّست ليز لبعض الوقت ثم حولت نظرتها نحو كيليان وأنا.

“هل كنتِ قلقة حقًا من أنّ العربة ستنكسر؟”

“آه….. نأسف إذا سببنا لكِ القلق. هل أنتِ متفاجئة؟”

عندما سألناها بابتسامة محرجة، ضحكت ليز على حين غرة.

“تبدين متوترة، لا تقلقي كثيرًا يا ليز اليوم ستكونين الشخص الرئيسي للحفلة.”

افترض كليف أنّ ليز كانت متوترة، ولف ذراعيه حول كتفيها وقبّلها بخفة على جبهتها. لقد فوجئتُ قليلاً بكليف الذي أظهر عاطفته لليز أمام كيليان دون تردد، لكن كيليان أدار بصره قليلاً ولم يبدو يكره ذلك ولم يُبدي تعابير حزينة. بدلاً من ذلك هزت ليز كتفيها قليلاً كما لو كانت تحاول الابتعاد عن كليف. ربما كان ذلك لأنها كانت محرجة من إظهار ذلك أمامنا. 

وفي هذه الأثناء، وصلنا أخيراً إلى القصر الإمبراطوري… رائع. انها ليست مزحة. كما هو متوقع، إنه الحدث الأكبر لهذا العام. كانت هناك أجواء احتفالية داخل وحول القصر الإمبراطوري.

دخلنا قاعة الاحتفالات الضخمة، مسترشدين بخدم البلاط الإمبراطوري.

” يا إلهي! هذا هو دوق لودفيغ وعائلته.”

“يا إلهي! انظر هناك.”

“همم؟ هذه…. إنها من عائلة سنكلير.”

سمعتُ الناس يتحدثون مع بعضهم البعض في قاعة الاحتفالات هنا وهناك. عادة، هذا شيء يجب الهمس به بهدوء، ولكن في عالم الرواية الرومانسية، عليهم أنْ يصرخوا بمن حضر قبل دخول قاعة المأدبة. حسنًا. عند رؤية ليز تظهر وهي تمسك بيد كليف، لابد أنهم فوجئوا. 

ألقيتُ نظرة خاطفة على أبرز أحداث مجلد القصة الاصلية، أشعر بالمتعة عندما أراهم أمام عيني مباشرة. وعندما وقعت عيناي على داميان سنكلير مع شاب وشابة في حالة صدمة، اقتنعتُ بأنهم أبناء عائلة سنكلير. بدت نظرتهم عالقة بي، وليس بليز، لكني على الأرجح مخطئة. لكن من السابق لأوانه أنْ تتفاجئوا يا رفاق. أعرف شيئًا واحداً يمكن أنْ يجعل أنظارهم مثبتة بعيدًا. حان وقت خروج ذلك، خرجت الأميرة كاثرين ايفيريا وأخيراً. في الأصل، كانت أميرة مثيرة للمشاكل من العائلة الإمبراطورية وكانت معجبة بكليف، لكنها كانت شخصية أصبحت صديقة ليز بعد بضع حلقات. ومع ذلك، يجب أنْ يتفاجأ الجميع لأنها كانت المرة الأولى التي يظهرون فيها علاقتهم الوثيقة علناً.

“لماذا اقتربت الأميرة إلى هذا الحد من هذه الابنة غير الشرعية؟!”

“ألَا تعتقد أنّ الاثنين قريبان؟”

“ألم تقل أنّ الكونت سنكلير باع تلك الابنة لعائلة الدوق لودفيغ كخادمة أو شيء من هذا القبيل؟”

سمع الجميع القصة ورمشوا في ارتباك. بفضل هذا العرض، أصبح وجه عائلة سنكلير شاحباً من الحرج. هل هذه هي النقطة التي يبدأ فيها الانتقام؟ ومع ذلك، لم تكن عائلة سنكلير فقط هي التي بدأت العرض في وقت سابق. بدت بعض السيدات اللواتي بدين معجبات بكليف، مصدومات ولم يستطعن أنْ يرفعن أعينهن عن ليز وكليف.

“هاه، تلك القلادة…”

“هل يمكن أن يكون؟ كنز عائلة الدوق…”

“هل هذا يعني أنهم يريدون أنْ يخبرونا أنها ستكون عروس اللورد كليف؟”

ارتجفت السيدات وكأنهن لم يصدقن أنهن خسرن أمام ابنة غير شرعية. إنه أمر ممتع للغاية للمشاهدة، مما يجعلني أرغب في الحصول على بعض الفشار إذا كان هناك أي شيء حولي.

همس كيليان في أذني.

“هناك الكثير من الناس، لذا ابقي بجانبي.”

اعتقدتُ أنّ طبلة أذني كانت تذوب.

“حسناً.”

لقد بادرتُ بإجابتي، وكنتُ سعيدة لسماع ذلك. وفي تلك اللحظة، قمتُ بالتواصل البصري مع الكونت ريغلهوف. لم أكن أهتم به حتى الآن، ولكن هذه هي أكبر حفلة تقام في القصر الإمبراطوري، لذلك كان من الطبيعي أنْ يحضر الكونت ريغلهوف هذه الحفلة أيضًا. 

كان الكونت ريغلهوف وزوجته وشين يحدقون فيّ بعيون مخيفة. آه حسنًا، عندما أخذ صوفيا بعيدًا، بدا وكأنه تخلى عني في نفس الوقت. لكن لابد أنه لم يتوقع أنْ آتي إلى هنا برفقة كيليان. إنّ مشاهدة وجوههم المتجمدة أعطتني متعة مثيرة. هل يجب أنْ أقدم لهم المزيد من المفاجأة؟ 

كنتُ أحمل ضحكتي بقوة لدرجة أنني أمسكتُ بساعد كيليان وانحنيتُ نحوه.

“كيليان، أنا آسفة، لكن قدمي تؤلمني قليلاً.. لذا أتكئ عليكَ قليلاً.”

على هذا المعدل، كان كافياً الاعتقاد بأنني وکیلیان نبدو جميلين جداً من هناك. أشعر بالإثارة بمجرد التفكير في الأمر، لكن كيليان فجأة وضع ذراعيه حول خصري وأمال برأسه نحوي.

“هل تشعرين بأنّ حذائكِ غير مريح؟ لا يمكننا الجلوس لأننا لم نقل تحياتنا للإمبراطور بعد.. هل ستكونين بخير؟”

أوه من هذه الوضعية سيبدو وكأننا نتبادل القُبل من هناك حتى لو كانت قدمي تؤلمني حقاً، كنتُ قد نسيتُ الأمر عندما رأيتُ وجه کیلیان من هذه المسافة.

“أوه، هذا جيد. كان ذلك لأنني تعثرتُ في وقت سابق قليلاً.”

“أنا سعيد لسماع ذلك ولكن.. إذا كنتِ تشعرين بعدم الارتياح حقاً، من فضلكِ لا تترددي في إخباري على الفور.”

يبدو أنّ كيليان أصبح أكثر حناناً هذه الأيام، لكنه أصبح أكثر حلاوة اليوم. لماذا يفعل هذا؟ إنه شعور جميل، لكن قلبي لا يستطيع تحمل هذا القدر. بدا وجهي مرتخياً لدرجة أنني لم أكن أعرف حتى ما إذا كنتُ أتحكم في تعبيراتي أم لا. عندها فقط أدركتُ أنّ هناك الكثير من الناس ينظرون إلينا. هذا صحيح قال كيليان أنّ هناك بعض الشائعات حول علاقتنا سيئة للغاية. من الواضح أنّ السبب الذي يجعلنا نطابق ملابسنا هو التخلص من شائعة الخلاف. ومن غير الواضح مدى انتشار الشائعات. لكن يبدو أنّ كيليان رأى أنّ الإشاعة لم تكن في صالح عائلة لودفيغ. عفواً، لقد كدتُ أنْ أسيئ فهمه دون أنْ أدرك ذلك. إذاً، كل هذا مجرد عمل للتخلص من شائعات الخلاف بيننا، أليس كذلك؟ حسناً، فهمتُ. لقد كان كيليان يعاملني بلطف مؤخرًا، لذا يجب أنْ أُحقق رغبته هذه المرة. بعد كل شيء، كل هذا من أجل مصلحتي.

ابتسمتُ وهمستُ في أذن كيليان.

“شكراً لكَ كيليان.”

من مسافة بعيدة، يبدو الأمر وكأنّ الزوجين المتزوجين حديثاً يتهامسان بالحب كما هو متوقع، اتسعت عيون الناس، جيد، جيد. علينا أنّ نستمر في الحديث عن شيء ما لفترة من الوقت لجعله يبدو أكثر فعالية. ممم؟ بالمناسبة، کیلیان هل يصاب بالبرد؟

“كيليان، هل أنتَ بخير، أذناكَ حمراء جدًا؟ آه! هل هذا لأنكَ دخلتَ فجأة إلى مكان دافئ؟”

“أعتقد ذلك… يبدو الأمر كذلك.”

“آه. ماذا لو أصبتَ بنزلة برد؟”

“سأكون على ما يرام في دقيقة واحدة.”

لم يتمكن كيليان حتى من التواصل معي بالعين ونظرته تنطلق إلى مكان ما، ربما لأنه كان محرجًا جدا لأنني اكتشفتُ أنه أضعف مني في البرد، لا! هذا لا يبدو حلواً.

بعد تلك الفكرة، قمتُ بحركة سريعة، رفعتُ يدي الاثنتين وشبكتُ خدود كيليان، ثم أجبرته على النظر إليّ.

“ممم.. هذا مريح، أنتَ لا تعاني من الحمى.”

لحسن الحظ، نظر إليّ كيليان وكأنه يعرف ما كنتُ أفكر فيه. على الرغم من ثقل تنفسه، إلّا أنه لا يزال قادرًا على تحمل الإحراج من هذا الموقف.