داخل غرفة المعيشة حيث فُتح الباب، كان دوق ودوقة لودفيغ يرتديان ملابس مريحة ويتناولان الشاي. كان هناك كوب شاي في المقعد المقابل، يبدو أنه لي…
“تحياتي للدوق والدوقة، هل امضيتما ليلة مريحة؟”
“شكراً لكِ، لقد نمنا جيداً، لابد انكِ كنتِ متعبة بالامس، لكنني قلقت بأنكِ متعبة جداً بحيث لا يمكنكِ القدوم لالقاء التحية في الصباح.”
“شكراً لجميع افراد عائلة الدوق، تمكنتُ من الحصول على راحة مريحة، شكراً لكم جميعاً.”
كان تعبير دوق لودفيغ قاسياً بعض الشيء. لكن الدوقة قبلت تحيتي بتعبير لطيف. كان من الطبيعي أنْ اجلس امامهما واحصل على كوب من الشاي الدافئ. وفي خضم محادثة غير رسمية، لم يسألوني لماذا لم آتي مع كيليان؟ أو كيف هي علاقتي بكيليان؟ حسناً، يبدو هذا واضحاً بالنظر لاعدادهما كوب شاي لي فقط. لابد أنهما قد علما فعلاً أنّ كيليان لم ينم في غرفة العروس. ولن يكون لديهم اي سبب لاثارة اشياء غير مؤاتية ضدهم…
بدلاً من ذلك طرح الدوق سؤالاً وكأنه يهاجمني سراً…
“أعلم أنّ الكونت قد قام بتربيتكِ بطريقة ثمينة ولطيفة، ولكنني اتساءل عما اذا كنتِ تعرفين ما عليكِ فعله كسيدة لعائلة نبيلة؟ أوه بالطبع، يمكنكِ أنْ تتعلمي من الآن فصاعداً.”
أوه، أنّ هذا حقاً كما القصة الاصلية، يبدو كما لو أنّ النص يتألق. لو سُئلتُ هذا السؤال دون تفكير لكنتُ شعرتُ بالحرج…
“يمكنني ادارة المقبوضات النقدية وتنظيم الملفات، أوه وبالطبع توجد طريقة الدوق، لذا إذا علمتني سوف اتقتنها في اقرب وقت ممكن.”
“اعتقد أنّ الكونت علمكِ ذلك بالتأكيد.”
كان الامر كما لو أنني جئتُ لسرقة السجلات المالية والوثائق الداخلية لعائلته…
سعل الدوق لودفيغ، ونكزته الدوقة من جانبه ونظرت إليه. من الواضح أنّ الدوقة اكثر عقلانية من الدوق…
ابتسمت الدوقة بهدوء نيابة عن الدوق وقالت.
“أنا سعيدة لأنكِ تعلمتِ المزيد عن المقبوضات النقدية وتنظيم المستندات، هل يمكنكِ مساعدتي في عملي خلال اسبوعين؟ لن يكون العمل صعباً للغاية، اذا كنتِ تريدين الراحة اكثر يمكنكِ البدء الشهر المقبل.”
“هل نحتاج الى الانتظار حتى مرور اسبوعين؟ ليس لدي اي شيء لافعله على اي حال، ولكن اذا كان بامكانكِ ترك الامر لي اليوم فسوف ابذل قصارى جهدي.”
“يا إلهي!”
“أوه، اعتقد أنّ السيدة تحتاج الى وقت لتعديل العمل ايضاً، ثم اتصلي بي عندما تحتاجين الى ذلك.”
ربما يتعين عليهم استبعاد المستندات التي لا ينبغي أنْ تكون مرئية بالنسبة لي. ومع ذلك لم يتباهى الدوق وزوجته بهذا الطريقة امامي مثل المحاربين القدامى…
“أنا لستُ سيئة بما يكفي لجعل زوجة ابننا تعمل بمجرد زواجها، ستحتاجين الى وقت لاعداد الاشياء التي تحتاجيها للبقاء هنا.”
“اشكركِ على اهتمامكِ.”
“عندما تقولين ذلك، اخبريني اذا كنتِ بحاجة الى اي شيء؟”
“لذا، اذا كنتِ لا تمانعين، هل يمكنكِ استدعاء خياطة من متجر ملابس؟”
للحظة اتسعت اعينهما كما لو كانا متفاجئان. ثم ابتسما واومئا برأسهما بتوتر.
ربما بمجرد زواجي ظنّا أنني سأطلب فستاناً باهظ الثمن من ملكية الدوق. نعم من الجيد أنْ يكون لديكما مثل هذه التوقعات المنخفضة، بهذه الطريقة ستمنحاني تقييماً اعلى لاحقاً. لم اقل لماذا اردتُ الاتصال بخياطة الملابس…
“وبما أنّ قصر الدوق كبير جداً، اعتقد أنني بحاجة الى معرفة هيكل قصر الدوق اولاً، هل يمكنكِ من فضلك ارفاق شخص ما ليريني القصر؟”
“هذا ما يجب على كيليان فعله.”
“كيليان مشغول.”
لم اكن ارغب في مقابلة كيليان بقدر ما استطيع. لذلك لم اكن بحاجة الى توجيهاته. انه شيء لم يكن حتى ليقول أنه سيفعله في المقام الاول…
“هذا كبير الخدم فيليب، يعرف افضل ما في داخل القصر، لذا استرشدي بفيليب.”
استقبلني فيليب بادب وبابتسامة على وجهه.
“اسمي فيليب كليمنت، من فضلكِ ناديني فيليب، أنه لشرف كبير أنْ يكون لدينا عضواً جديداً في عائلة لودفيغ.”
“تشرفتُ بلقائكَ يا فيليب، لكن اذا كنتَ كبير خدم الدوق فلابد أنكَ شخص مشغول للغاية، فأنا قلقة من أنني آخذ وقتكَ بلا مقابل، يمكنكَ فقط أنْ تترك الخادم يرشدني.”
“بدلاً من كيليان؟ لا يمكنني ارسال خادم بدلاً من كيليان.”
هل يشعرون بالاسف من اجلي؟ سيكون هذا لطيفاً…
“اذا كان الامر كذلك، سأقبل معروفكِ مع الامتنان.”
استقبلتُ الدوق والدوقة وتبعتُ فيليب على الفور. سيكون التجول حول القصر اكثر متعة من الجلوس في غرفة ليس لدي ما افعله. وكان الاختيار رائعاً…
“هذه هي قاعة سيستين، وهي القاعة التي تعرض مجموعات فنية من زمن الكونت لودفيج. نقوم بتغيير المعروضات مرة واحدة في الشهر”
تم تعليق اللوحات الشهيرة في جميع جوانب الغرفة. ووضعت التماثيل في وسطها. هل هذا يعني أنّ هناك متحف فني في المنزل حيث يقام معرض مختلف كل شهر؟ ذلك رائع. في حياتي السابقة، لم اتمكن من الذهاب الى المتحف الفني لأنه لم يكن لدي الوقت او حتى المال. ولكن هنا يمكنني رؤية مثل هذه الاعمال الفنية عالية الجودة مجاناً! عندما فكرتُ في الامر كان قلبي يخفق بشدة على الرغم من أنّ هذه اللوحات والتماثيل لم تكن كلها لي…
“هل يهم متى آتي لرؤيته؟ هل احتاج الى الحصول على إذن من شخص ما؟”
“يمكن لعائلة دوق لودفيغ أنْ تأتي لرؤيته في اي وقت.”
سوف يشمل هذا ليز. لكن هذا ليس من شأني. على اي حال لقد قمتُ بتأمين مكان للاستمتاع عندما اشعر بالملل. ولكن كان هناك العديد من الاماكن الاخرى المثيرة للاهتمام…
“هذه هي غرفة عرض المجوهرات، مجوهرات الدوق معروضة، وخلال الحفلات المهمة تستخدم عائلة الدوق احياناً المجوهرات هنا، على عكس قاعة سيستين، يجب عليكِ الحصول على إذن من الدوق او الدوقة للدخول والخروج هنا.”
هناك غرفة تتلألأ فيها الجواهر. وهي جميلة بما يكفي لتلفت نظري…
“هذا هو المكان الملائم لادارة الاسلحة والدروع، انه المكان الذي يأتي عادة اليه الدوق والسيدان، الاسلحة الموجودة هنا صنعها الحرفيين المشهورين.”
في لمحة. كانت هناك غرفة مليئة بالشفرات الحادة والصلبة…
“هذه هي المكتبة، مكتبة الدوقية.”
وكانت هناك مكتبة ضخمة. سيستغرق الامر وقتاً طويلاً للنظر في كل هذا. مع وجود المزيد من الاشياء التي يمكن الاستمتاع بها، ارتفعت توقعاتي واصبحتُ سعيدة. لذلك ابتسمتُ…
“المنزل واسع، لذا من المستحيل أنْ ننظر حولنا في كل مكان خلال يوم واحد، فلننظر حولنا هنا اليوم، وسأريكِ المزيد من الاماكن بعد غد.”
“شكراً لكَ يا فيليب، لم اكن اعلم حتى أنّ الوقت يمر لأنّ صوت فيليب وطريقة تحدثه كانت جيدة جداً.”
“أنا اشعر بالاطراء.”
لم تكن مجاملتي لفيليب من باب الاستحسان او التفكير بل من باب الصدق. بالطبع كان حذراً مني، لكنه لم يظهر اي من ذلك وعاملني باحترام. اضافة الى ذلك. لا يبدو انه يتحدث كثيراً، لكنني شعرتُ انني اتلقى تعليماً باستخدام الملقط لأنه كان قادراً على انتقاء النقاط المهمة في كل غرفة واخباري بها. بعد صباح ممتع وبفضل فيليب قررتُ أنْ اتبعه الى غرفتي. حتى انّ فيليب اشار الى الطريق باعتباره طريقاً جديداً والقى محاضرة قوية حتى النهاية…
“هذه هي غرفة الاجتماعات، انه مكان رائع لرؤية جمال الفناء، كما يستمتع سعادة الدوق هناك بالتجول والتحدث.”
“رائع، انه يستحق ذلك، انه جميل جداً.”
دوق لودفيغ وكذلك اهل القصر، كان كل شيء جميل ويسر العين…
كان من المؤسف دائماً أنني لم اتمكن من السفر للخارج في حياتي السابقة، لكنني لم اعلم أنني سأعوَّض بهذا الشكل بعد وفاتي. لم يكن الامر اكثر حماسة لزيارة المدينة القديمة في اوروبا. إنّ رؤية القلعة التي يعيش فيها أُناس حقيقيون اكثر اثارة للاهتمام من القاء نظرة خاطفة على الزمن القديم عندما استقر الغبار بعد تركه…
“كم هذا جميل جداً.”
لونت الظلال المقوسة الارضية والجدران. وتسلقت شجرة اللبلاب التي بدأت اوراقها الجديدة تنبت. اعلى العمود وراء السور كان بامكاني رؤية الجناح المدار بشكل جيد. كان ليز وكليف وكيليان يشربون الشاي في الشرفة…
“أوه حسناً غالباً ما يتم شرب الشاي في هذه الساعة، ويبدوا أنهم يتناولونه مع الآنسة ليز بالصدفة اليوم.”
كان فيليب الذي كان يراقب الأمر في نفس الوقت الذي كنتُ أنظر فيه اليهم محرجاً على عكس هدوئه حتى الآن…
حسناً، من المحرج رؤية العريس الذي ترك عروسته بمفردها يتناول الشاي مع امرأة اخرى. بما أنني معروفة بأنني فتاة سيئة؛ يعتقد فيليب بأنني سأسبب مشاكل الآن…
في القصة الاصلية، كان هناك مشهد حيث رأت إيديث ذلك. ونظرت إيديث إليهم بنظرة فظيعة حتى نظر اليها كيليان وليز. وبطبيعة الحال كل ما فعلته إيديث هو الحصول على نظرة كيليان المليئة بالازدراء…
لكنني غمرتني السعادة بمجرد رؤية ثروة الدوق وذوقه النبيل…
“حسناً، فهمتُ، بالمناسبة عندما يأتي الربيع ستكون الحديقة مزدهرة وتستحق المشاهدة.”
“هذا، هذا صحيح.”
“اعتقد أنني سوف آتي الى هنا كثيراً في المستقبل، إذاً هل نستمر؟”
“نعم؟ أوه نعم، دعينا نذهب.”
ابتسمتُ وتبعتُ فيليب. نظرته لي بدت حزينة للغاية لسبب ما. ولكن لابد أنّ هذا من مخيلتي أليس كذلك؟ لأنّ الشخص الذي يشعر بالاسف عليه هو كيليان وليس أنا…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"