“كيف أصبحت الأمور هكذا؟”

انحنت ليز على الجدار الحجري البارد لسجن القصر الإمبراطوري وحاولت فهم الوضع الصادم الذي واجهته. 

على الرغم من أنها عاشت هذه الحياة مراراً وتكرارًا مثل ليز سنكلير وليز لودفيغ، إلّا أنها لم تُسجَن أبدًا في السجن الإمبراطوري. وهذه أيضًا حياة لم تعيشها من قبل. ومع ذلك، كان الهواء الرطب الذي شعرت به باردًا جدًا لدرجة أنها تعتقد أنّ هذا كان مجرد حلم، وساعديها، حيث أمسكها الحراس سابقاً، لا يزال يُشعرها بالوخز.

“ماذا فاتني؟ لماذا انتهى بي الأمر هكذا؟”

سقطت دموعها التي تدفقت على الفستان. لكن ليز لم تدرك حتى أنها كانت تبكي. لقد هزت رأسها للتو فكرت في المكان الذي بدأت فيه الأمور.

“نعم، بغض النظر عن مدى تفكيري في الأمر، فقد حدث خطأ منذ ظهور إيديث اللعينة. في ذلك الوقت، كان يوماً مليئاً بالحماسة والتشويق، لكن عندما أنظر إلى الوراء، كانت بداية كل هذه المصائب.”

في حالة صدمة، بدأت ليز تتذكر كل الأحداث في ذلك اليوم.

إنتشر اللحن الرائع للأرغن الأنبوبي مثل دائرة متحدة المركز على الرغم من التبسيط، إلّا أنّ إيديث ابنة الكونت ريغلهوف، سارت ببطء عبر منتصف القاعة، في حفل رسمي وكريم يليق بزفاف الدوق.

‘أخيراً، لقد بدأ الأمر.”

ابتسمت ليز التي كانت تشاهد حفل الزفاف بجوار الدوقة، داخليًا.

“أخيراً انخرطت إيديث الثالثة عشرة في رواية ليز. كيف ستتصرف إيديث هذه بشكل مثير وتجعلني سعيدة مرة أخرى؟ على الرغم من أنّ هذه كانت المرة الثالثة عشرة التي تتجسد فيها فتاة كإيديث، إلّا أنّ هذه اللحظة مليئة دائمًا بمزيج التوتر والترقب، وفي كل مرة أشعر بهذا التشويق، أشعر أنني على قيد الحياة. هذه إيديث تبدأ دورها بشكل مختلف عن إيديث السابقة؟ كما تقبلت إيديث الثالثة عشرة بسرعة حقيقة أنها كانت مهووسة بالروايات الرومانسية. ومع ذلك، فإنها تتحرك في الاتجاه المعاكس لتجنب الأفعال الشريرة التي فعلتها إيديث في القصة الأصلية. لقد ثبتَ ذلك قبل أسبوع عندما دعاهم الدوق لتناول العشاء في قصر الدوق ولم تتظاهر بأنها لطيفة وقَبَلَت ليز فحسب، بل رفضَت أيضًا اقتراح والدها أمام الدوق بأنها لن تحضر أياً من خادمات ريغلهوف في قصر عائلة لودفيغ بعد الزواج. ولكن في المتوسط، أعتقد أنها جريئة بعض الشيء. كان هناك بعض المتجسدات السابقات اللواتي تمسكن بإدراك خطط إيديث الخفية ولم يتمكن من تحريك عائلة ريغلهوف.”

نبضَ قلب ليز لأنها اعتقدت أنّ هذه اللعبة لن تنتهي بلعبة مملة.

“استمر حفل الزفاف دون الكثير من الضجة. أعرب كيليان بشكل صارخ عن كراهيته تجاه إيديث، وانتهى حفل الاستقبال بسرعة. إنها تمسك بهذا جيدًا، أعتقد أنّ إيديث هذه ستمنحني المزيد من المتعة؟ إنه لأمر رائع أنْ أرى إيديث تتعامل مع وقاحة کیلیان بشكل جيد دون خجل وتؤدي دورها كعروس بشكل جيد دون أنْ تفقد ابتسامتها طوال فترة الاستقبال المروعة. لقد كان أمرًا ممتعًا أنْ أراها تكافح بهذه الطريقة.”

[ليز حفل الاستقبال على وشك الانتهاء، فهل يمكنكِ توجيه إيديث إلى الغرفة؟]

[نعم، سيدتي]

بناءً على طلب الدوقة، اقتربت ليز من إيديث.

[سيدة إيديث. الآن حان الوقت لتذهبي إلى غرفة العروس، وسوف أرشدكِ]

[يا إلهي، شكراً لكِ، لا، حسنًا، أقصد شكرًا لكِ يا آنسة ليز]

بعد إرشاد ليز لإيديث إلى غرف الزفاف التي كادت أنْ تلقي بفستانها. طرحت ليز القصة التي قد تخدش إيديث من الداخل بعد مساعدتها في تغيير ملابسها.

[أريد أنْ أعتذر نيابة عن كيليان عن سلوكه الفظ تجاه السيدة إيديث اليوم أتمنى ألّا تكرهيه كثيراً]

هذا المشهد وهو، ليز تشبه عروس كيليان أكثر من عروسه الحقيقية إيديث، وتطلب ليز من إيديث عروس كيليان أنْ تفهم سلوك كيليان تجاهها في حفل الزفاف. لقد فعلت ليز ذلك للتعرف على شخصية إيديث الحقيقية. ومع ذلك، إيديث التي شعرت بعدم الارتياح قدمت إجابة بسيطة. قررت إيديث أنْ تبدو جيدة أمام ليز من خلال التعاطف معها.

“هذه إيديث.”

[أنا أتفهم ذلك تماماً. أُجبر كيليان على الزواج الذي لم يكن يريده، وكنتُ أعلم أنه ربما يكون مستاء من هذا. لكن هذا لا يعني أنني أكره كيليان. إنه زوجي، بعد كل شيء]

“كما هو متوقع، كانت تحاول الابتعاد عن شخصيتها الشريرة. منذ أنْ قرأت القصة الأصلية، ربما عرفت إيديث أنّ هذا هو الفستان الذي هو فستان للعروس، اشتراه کیلیان معتقداً أنّه يناسب ليز. لكن إيديث أثنت أيضًا على فستان ليز.”

عندما رأت ليز إنّ إيديث تجيب بابتسامة لطيفة، ابتسمت ليز أيضًا.

“أعتقد أنها ستكون حذرة جداً مني. هناك فرصة جيدة للتأثر بما أُرجحه. أشعر وكأنني على وشك الانفجار من الضحك عندما أتخيلها قلقة وتهز ذيلها على كلماتي. ومع ذلك، أعتقد أنه من السابق لأوانه إصدار مثل هذا الحكم. كان من المتوقع أنْ يخرج كيليان الذي إرسلتهُ إلى غرفة الزفاف مبكرًا، لكن إجابة كيليان كانت غير متوقعة.”

[يبدو أنها لم تكن لديها أي توقعات لهذه الليلة أيضًا. رغم أنّ الأمر كان مفاجئاً بعض الشيء]

[ماذا تقصد؟ لقد كان واضحاً في وقت سابق أنها…]

[إنها تجلس وحدها في حوض الاستحمام وتغفو]

[نعم؟]

“هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها شخصية إيديث بهذا الشكل. إيديث الثالثة عشرة لقد كانت مهتمة جدًا في البداية أليس كذلك؟”

على الرغم من أنّ ليز كانت مندهشة قليلاً من موقف إيديث اللطيف، إلّا أنّ ليز استعادت رباطة جأشها بسرعة.

“تبدأ ليز اللعبة الجديدة. ويجب على ليز استخدام إيديث لخلق موقف يمكنها من التميز أكثر، وهذا ما أفعله بشكل أفضل.”

[ما الأمر يا ليز؟]

[لا شيء، إنه فقط. بعد الاستماع إلى كلمات کیلیان، تساءلتُ عما إذا كانت إيديث قد شعرت بالإهانة مني سابقًا]

[ماذا؟]

خفضت ليز حاجبيها وتابعت الكلام كما لو كانت في ورطة. إنه تعبير مثل: أنا حقاً لا أريد أنْ أخبركَ بهذا.

ثم حرفت ليز كلماتها قائلة، إنّ إيديث أثنت على فستانها.

فغضب كيليان معتقداً أنّ إيديث سخرت من ليز.

“على ما يرام. إنها مجرد متعة، لا يوجد شيء صعب. لأنه في النهاية، أنا مَن سيفوز.”

ابتسمت ليز وهي تنظر إلى ظهر كيليان الذي فشل في محاولته لتقبيلها ودخل غرفته بلا حول ولا قوة. 

في تلك الليلة، حددت ليز حالة استثناء المرحلة الأولى. إنها نفس الشروط التي وضعتها في إيديث الـ 12 السابقات.

«تم تعيين شروط استثناء المستوى الأول. حالة استثناء المرحلة الأولى: إتبعي الطريقة التي فشلت بها النسخة الأصلية»

“لقد كان صوتًا ودودًا وتوجيهاً مألوفًا كما هو الحال دائمًا. الآن، هل ستكون إيديث هذه قادرة على اجتياز شرط المستوى الأول؟ أنا سعيدة للغاية في انتظار قصة أخرى سأكون فيها الشخصية الرئيسية.”

“كما هو متوقع، حاولت إيديث تسجيل نقاط مع الشخصيات الرئيسية الأخرى، بما في ذلك ليز. الأمر نفسه عندما إختارت إيديث فستان الدوقة وليز بعناية ولكنها لم تختار أي تصميمات لفستانها الخاص، كما أظهرت إيديث نفس السلوك أثناء وقت تناول الشاي مع ليز وكليف وكيليان. على الرغم من أنه من الجدير بالثناء أنها لا تبدو غاضبة أو حمقاء، فقد كان هناك عدة متجسدات من قبل اخترن طريقاً مشابهاً لهذا. أعتقد أنّ إيديث هذه تعتقد أنها تستطيع تجنب موتها إذا ظلت صالحة وتجنبت الأفعال الشريرة التي فعلتها إيديث في القصة الأصلية. سيئ للغاية، لأنّ هذه لم تكن لعبة بسيطة. التدفق الأصلي لهذه القصة هو أقوى قوة تقود هذا العالم. لذلك قبل أنْ تستوفي إيديث جميع شروط الاستثناء المكونة من ثلاثة خطوات بغض النظر عما فعلته، كان من المفترض أنْ تتبع القصة الأصلية. ومع ذلك، إيديث هذه المرة لم تُقلد إيديث الأصلية على الإطلاق. لقد سارت في الاتجاه المعاكس مثل الفتاة التي قررت القيام بذلك. إذا استمرت على هذا النحو، فسوف تموت حتى دون استيفاء شروط استثناء الخطوة الأولى أليس كذلك؟ ومع ذلك، لم تكن إيديث سهلة كما توقعتُ. لقد أدركتُ في وقت تناول الشاي أنّ إيديث لم تكن مجرد إشعار سريع. في تلك الليلة، شعرتُ بالارتياح عندما وجدت کیليان في الشرفة المقمرة ينظر إلى الخارج في حالة صدمة كان من الواضح أنّ كيليان كان حزيناً بسبب تعرضه للطرد من قبل كليف واعتقد أنّ كل ما يمكنني فعله هو مواساته وزيادة حبه لليز.”

[کیلیان؟ ماذا تفعل هناك؟]

[أوه، ليز]

[ماذا يحدث هنا؟]

سألته ليز بقلق، متوقعة أنّ ينظر إليها كيليان بمودة. ومع ذلك، فإنّ الوجود الذي ملأ عقل كيليان لم يكن ليز.

[الأمر لا يستحق حتى اهتمامكِ]

[بأي حال من الأحوال. هل يتعلق الأمر بإيديث؟]

“لقد طرحتُ أسئلة لا تُصدق، لكن كيليان لم ينكرها حتى. کیليان الذي قال إنّ إيديث كانت مزعجة ويكرهها، كان كيليان غاضب عندما قلتُ إنّ إيديث لم تتحدث عنه أبدًا، ولا حتى مرة واحدة. لا أستطيع أنْ أصدق أنه تغير بالفعل. كيف خلقت إيديث هذا الاحتمال؟”

لم تستطع ليز إلّا أنْ تُعجب بإيديث.

“كانت أقوى قوة في هذا العالم هي تدفق الأصل، ولكن طالما أنّ الأصل لم يفسد، فيمكنها استخدام الاحتمال لخلق موقف مناسب لها. لا أعرف إذا كانت إيديث تعلم بالأمر أم لا، لكن لا يبدو أنّ ذلك سيفسد القصة الأصلية. هذا جيد. أعتقد أنني يجب أنْ أتعامل معها بشكل صحيح، أليس كذلك؟”

أخبرت ليز كيليان، قصة اتصال الدوقة بمتجر الملابس منذ وقت ليس ببعيد، وقامت ليز بتصوير إيديث على أنها الشريرة. لقد قدمت ليز نفسها على أنها ضعيفة القلب ولطيفة أمام کیلیان.

[كيف تجرؤ على وضع شرف عائلة لودفيغ على الأرض. وكما توقعتُ، كانت حقاً مثل والدها الثعبان]

“كما هو مخطط له، يبدو أنّ كيليان يكره إيديث مرة أخرى.”

ومع ذلك، ليز لم تعرف بالضبط عن التغييرات داخل كيليان. سواء أحبت ليز ذلك أم لا، عرفت ليز أنّ عقل كيليان كان مليئاً بإيديث.

“هل هذه بداية شيء خطير؟”

في الصباح، قبل أنْ تخرج ليز لمساعدة الدوقة في العمل، نظرت ليز وحدها في المرآة.

“اليوم هو اليوم الذي حصلت فيه إيديث على الوثائق المزورة. ومن هذه اللحظة، ستبدأ رواية إيديث، رواية المرأة الشريرة. أتساءل ما هو نوع رد الفعل الذي ستفعله إيديث هذه المرة؟”

توجهت ليز نحو مكتب الدوقة مليئة بالأمل، وقامت ليز بمراقبة إيديث.

[إيديث. من اليوم، يمكنكِ فرز المستندات هناك حسب النوع وكتابة العناصر والكميات والأسعار التي نحتاج إلى شرائها في تنظيم جيد]

عندما سلمت الدوقة الوثيقة عرضًا إلى إيديث. ابتسمت إيديث التي كانت تنظر إلى الوثيقة بفخر.