“لقد خدعكَ قناع هذه المرأة! هل تعرف ماذا قالت لي سابقاً؟”

ثم نظر كليف إلى ليز وسأل بهدوء.

“ليز. ماذا قلتِ لهذا الشخص؟”

“قلتُ، لقد لعبتَ فقط بالجزء السفلي من جسدكَ وأنجبتني، ولم تعتبرني ابنتكَ أبداً، ولكن الآن تحاول أنْ تدعي أنكَ والدي. شخص مثلكَ، لن أعترف بكَ كأبي أبداً.”

على الرغم من تعبير ليز الأكثر حدة، لم يرفع كليف حاجبًا واحدًا.

“أعتقد أنّ ما قالته ليز هو الأشياء الصحيحة فما هي المشكلة؟”

شخر الكونت سنكلير وصرخ. 

“إذاً لا ينبغي عليكِ استخدام اللقب، سنكلير.”

أجابت ليز كما لو كانت تنتظر هذا.

“أوه، سأفعل ذلك على أي حال. سمح لي المعبد أخيراً بالتخلص من هذا اللقب.”

سبب استخدام ليز لقب سنكلير حتى الآن هو أنّ المعبد لم يسمح لها بالانفصال عن عائلة سنكلير. هناك عقد ينص على أنه لا يمكن المطالبة بأي صلة، لكن الدين كان مسألة منفصلة. لكن الدين لا يستطيع فصل نفسه عن الواقع. كان من الصعب على المعبد أنْ يتحمل ضغط عائلة لودفيغ، التي أصبحت قريبة من أعلى سلطة في الإمبراطورية. وتمكنت ليز أخيرًا من تحرير نفسها من اسم عائلة سنكلير.

“ثم، وداعاً، الكونت سنكلير.”

ابتسمت ليز ابتسامة عريضة، ولفت ذراعيها حول كليف، وتوجهت إلى غرفتها.

في الوقت نفسه، التقت ليلى بإيديث، التي كانت تسير ببطء متمسكة بالدرابزين. لم يعير الدوق وكيليان الكثير من الاهتمام للكونت سنكلير، وكان يركض نحو ليز وكليف يتبعهما ببطء. وبفضل هذا، أصبحت ليلى جريئة بعض الشيء. في الواقع، لم يكن لدى ليلى ما تكسبه لأنّ الخطة التي حلمت بها طوال هذا الوقت انهارت تماماً.

“يا إلهي مَن هذه؟ أليست هذه هي المرأة التي نجت؟”

“أوه، إنها الآنسة سنكلير.”

عندها فقط نظرت عيون كيليان الحادة في هذا الاتجاه، لكن إيديث لوحت بيدها وكأنها تطلب منه ألّا يقلق.

“لقد كنتُ أفكر في الأمر من قبل، لكن لديكِ قوة عقلية كبيرة. على الرغم من أنّ جميع أقاربكِ ماتوا ونجوتِ أنتِ وحدكِ، مما أستطيع رؤيته الآن ليس لديكِ أدنى شعور بالذنب أو الخوف على الإطلاق. لقد كنتِ في الأصل وقحة.”

كانت إيديث تبتسم لليلى التي كانت تتجادل معها علانية.

“اعتقد أنكِ هنا لتأخذي مكاني الآن منذ أنْ انتهى منصبي كزوجة كيليان، لكنكِ لم تقولي شيئًا كهذا حتى؟ هل فشلتِ؟”

أمالت إيديث رأسها وبدت سعيدة للغاية وهادئة. بينما كانت ليلى تصر على أسنانها وترتعش.

مسحت إيديث الابتسامة بسرعة من وجهها وواصلت الحديث.

“لقد أخبرتكِ من قبل، لا تنظري إلى زوجي باستخفاف. إنه ليس رجلاً سهلاً.”

ثم سارت إيديث ببطء أمام ليلى واشارت الى جبهتها وقالت.

“وزوجي أيضًا يتمتع بذوق رفيع. لا يمكن أنْ ينجذب إلى شيء كهذا.”

بمجرد أنْ انتهت إيديث من الحديث، دفعت إصبعها إلى الجانب، مما جعل رأس ليلى يدور بلا حول ولا قوة بهذه الطريقة، وسرعان ما عدلت ليلى وضع رأسها مرة أخرى.

“هذا وقح جداً.”

“إنّ كلمة وقح مناسبة لكِ يا ابنة الكونت سنكلير، التي تصرفتِ بطريقة غير مهذبة أمامي، أنا كونتيسة رايزن.”

على الرغم من تصريحات إيديث التي أصبحت أكثر تخويفاً من ذي قبل، إلّا أنّ ليلى أبقت فمها مغلقاً وفقدت الكلمات. إيديث تبدو الآن وكأنها تحمل سكينًا مخبأة خلف ظهرها. شعرت ليلى وكأنها إذا تجاوزت الخط أكثر من ذلك بقليل، فسوف تطعن السكين في قلبها مباشرة، لذلك تعثرت ليلى أخيرًا وتراجعت خطوة إلى الوراء.

“من الأفضل أنْ تذهبي وتستعيدي والدكِ في أقرب وقت ممكن. إذا قام بإثارة ضجة أكبر وأثار غضب الدوق فلن يكون هناك المزيد من الفرص لكما في ذلك الوقت.”

ابتسمت إيديث وأشارت بطرف ذقنها إلى الكونت سنكلير الذي كان يقف خالياً في الطابق الأول.

نظر كليف الذي كان قادمًا إلى الطابق الثاني مع ليز، إلى إيديث وهز رأسه. 

“لا أعتقد أنّ الأمر سيستغرق وقتا طويلاً. سيشاع أنكِ زوجة ابن سيئة لعائلة لودفيغ.”

“الأمر ليس سيئاً، أليس كذلك؟ أعتقد أنها بدت سهلة للغاية في هذه الأثناء.”

استجاب كيليان لكلمات كليف أثناء اقترابه من هذا الاتجاه، وابتسمت إيديث مرة أخرى وهي تنظر إلى ليز التي كانت تنظر بعيدًا.

“سمعتُ كليف طلب من ليز الزواج منه. أعتقد أننا يجب أنْ نؤجل رحلتنا حتى ذلك الحين لأنه يتعين علينا الذهاب لحضور حفل زفافهما. هل كل شيء على ما يرام؟”

“لقد تم خطبتهما للتو منذ وقت ليس ببعيد، لكنهما خططا بالفعل للزواج؟”

“أعتقد أنّ كليف في عجلة من أمره.”

عندما كنا أنا وكيليان نجهز أغراضنا للذهاب الى منطقة رايزن، سمعنا أخبارًا مفاجئة. وكان من المفاجئ أنْ يعلن وريث الدوق خطوبته فجأة دون حفل كبير، وبدا أنه مستعجل لدرجة أنه أصر على الزواج في أقل من شهرين.

“حسناً، هذا أفضل. بدلاً من التحرك ذهابًا وإيابا، هذا يتطلب الكثير من العمل، إذا انتهينا من كل شيء مرة واحدة ونزلنا، فسنكون قادرين على التركيز على المنطقة لاحقاً دون أي مشاكل.”

قلتُ ذلك لأنني اعتقدتُ ذلك حقاً. لكن كيليان جاء خلفي فجأة، وعانقني وضغط بشفتيه على رقبتي، كما لو كان ينظر إليّ.

“شكراً لتفهمكِ.”

لماذا حتى تقدر شيئاً من هذا القبيل؟ إنه بالفعل تحسن كبير مقارنة بالسابق.

“لكنكِ لطيفة جداً لدرجة أنني أشعر بالقلق أحيانًا.”

“لكنهم يقولون إنني سأعرف بالمرأة السيئة في عائلة لودفيغ؟”

“لا، أنا فقط أطلب منكِ أنْ تكوني هكذا. أنتِ طيبة القلب للغاية.”

“أنا؟”

“لو كنتُ أنا لصفعتُ ليلى سنكلير في ذلك الوقت.”

يبدو أنّ كيليان لا يزال غاضباً مما حدث قبل شهرین.

“هل نشرتَ تلك الإشاعة بين المجتمع لأنّ جوابي لم يرضيكَ في ذلك الوقت؟ هذا ما فعلته، أليس كذلك؟”

بعد عودة الكونت سنكلير وليلى، لعدة أيام بعد ذلك، سمعتُ المزيد من الشائعات الساخرة حول ليلى سنكلير. لكنني شعرتُ بالارتياح لأنه لم تكن هناك شائعة واحدة سيئة عني، وسمعت آنا تقول أنّ الشائعة هي ليلى سنكلير حاولت إغواء رجل متزوج لكنها فشلت فشلاً ذريعاً. وإنها إشاعة حقيقية وليست مجرد تلفيق.

“حسناً. أنا لستُ مهتمًا حقاً بالشائعات الاجتماعية، لذا لستُ متأكداً.”

“حقاً؟ لكنكَ كنتَ تعرف شائعاتي جيداً.”

“ربما كنتُ مهتماً بكِ منذ ذلك الحين.” 

“أنتَ تتحدث بشكل جيد. آه؟”

قبّلنا بخفة، وجلسنا مقابل بعضنا البعض مرة أخرى، وتحققنا من قائمة الأشياء التي يجب اعدادها في قصر رايزن، لقد كنتُ متحمسة لأنني شعرتُ وكأنني سأنتقل إلى منزل العروسين بعد الزواج.

“أعتقد أنّ الأثاث الذي يناسب غرفة النوم وغرفة المعيشة قد تم الانتهاء منه تقريباً. وسمعتُ أنّ بعضهم ذهب بالفعل إلى رايزن أول أمس.”

“وماذا عن أدوات المائدة الفضية والشمعدانات؟”

“ربما يكون هذا على وشك الانتهاء أيضًا. لكن هل هذا المبلغ كاف؟”

“هذا أكثر من كافٍ. بصراحة، لولا ترفيه الضيوف، لم أكن لأشتري أدوات المائدة الفضية، التي يصعب صيانتها.”

ما زلت أتذكر ارتعاش يدي عندما طلبتُ تصنيع أدوات مائدة فضية باهظة الثمن.

“لقد قلتِ إنكِ لا تريدين سجاد وموكيت باهظ الثمن، ولم تشتري أي زخارف، ولم توفري سوى الحد الأدنى من الأثاث… هل أنتِ متأكدة حقاً من أنكِ ستبقين لمدة طويلة في قصر رايزن؟”

“بالنسبة لي، هذا يكفي. إذا كان لدينا شيء مفقود، يمكننا طلبه لاحقاً.”

هز كيليان رأسه.

“أنا أُفضّل ذلك إذا كان باهظ بعض الشيء.”

وفي هذه الأثناء تحسنت صحتي. لقد تجادل كيليان معي وأجبرني على شراء جميع أنواع السلع الفاخرة. حتى أنه ذهب إلى أبعد من ذلك وطلب مني الاتصال بجميع تجار المجوهرات المشهورين في العاصمة. لا أعرف لماذا يثير مثل هذه الضجة، لكن بالنسبة لي، فإنّ قلادة الياقوت التي أعاد شراؤها تكفيني. يكفي مجرد صدق قطعة من قلبه معي دائمًا. ما يحدد سعادتي وكيليان لاحقاً ليس عدد المجوهرات التي أمتلكها أو عدد الأشياء الفاخرة التي تملأ منزلنا.

بعد شهرين، أُقيم حفل زفاف كليف وليز في قاعة قصر الدوق لودفيغ. يا إلهي، هل هذا هو جو حفل زفاف الشخصيات الرئيسية؟ 

في الواقع، بدا الأمر فخمًا كما كان في ذلك الوقت، لكن حفل زفافنا أنا وكيليان بدا بسيطاً لأنّ حفل الاستقبال انتهى بسرعة، نظرًا لأنّ الضيوف من كلا جانبي العائلة لم يكونوا في حالة جيدة. ومع ذلك، سواء كان ذلك بسبب أنّ كليف كان وريث الدوق، أو لأنهم كانوا الشخصيات الرئيسية في القصة الأصلية، يبدو أنّ هذا الزفاف قد تم إعداده من قبلهم على أفضل وجه ممكن للدوق المستقبلي. أنا سعيدة جداً لأنً زواجي لم يكن هكذا. يبدو أنّ العروس ستموت من الإرهاق الشديد في المساء. ومع ذلك، فإنّ ليز، التي تحب أنْ تكون مركز الاهتمام، قد تحب هذا النوع من حفلات الزفاف. ومع ذلك، على الرغم من اختفاء سلطة المؤلف، فإنّ الامتياز لا يزال قائماً. على الرغم من أنّ القصة الكاملة لما فعلته ليز بي في الماضي قد تم الكشف عنها، إلّا أنها كانت لا تزال عروس كليف ولن تتلقى العقاب أبدًا. لقد كان الأمر غير عادل بالنسبة لي، حيث كدتُ أنْ أُعاقب بدون خطيئة، لكنني قررتُ أنْ أفكر في الأمر بشكل إيجابي لأنه سيكون من الصداع لكيليان أنْ ماتت ليز أو اختفت وأصيب كليف بالجنون.

وعلى عكس ما اعتقدتُ، فقد أصبحت العلاقة بين كليف وليز معقدة وصعبة خلال شهور. ليز التي فقدت صلاحياتها كمؤلف، قدمت جميع أنواع المطالب على كليف، وكأنها تريد أنْ تحظى بنفس الاهتمام الذي حظيَت به ليز في القصة الأصلية، وكليف الذي يُلبي جميع طلباتها في البداية نظر إليها بنظرة مُتعبة في الزفاف. لا أعرف كيف قبلت ليز نصيحتي لا، لا أعرف إذا قبلتها؟ لا بأس أنْ تتوقف عن تمثيل دراما الضحية القديمة. وأصبحت عيون ليز أكثر سُمية مع مرور الأيام، مما جعلني هذا أشعر بعدم الارتياح قليلاً لسبب ما. لا أعرف إذا كنتُ الوحيدة التي تشعر بذلك، وحتى الدوقة التي كانت تحبها كثيرًا قالت إنها لم تعد تزورها كثيرًا مؤخرًا. كان الدوق لودفيغ أيضًا متشككاً بشأن زواج كليف وليز، ولكن منذ أنْ سمح لليز بارتداء قلادة عائلة لودفيغ الموروثة، ‏ضوء لورين في الماضي، كان عليه الموافقة على زواجهما. ربما كان كليف في عجلة من أمره للزواج بسبب موقف الدوق. ربما هذه هي العقوبة الممنوحة لليز. ما حجم خسارة شخص يحبها، وهي لا تزال لا تعرف، أليس كذلك؟ إذا لم تتغير ليز، فمن الآن فصاعداً، ستعيش وهي تشاهد عاطفة الآخرين التي حملتها بين يديها، وحظها المبني على عاطفتهم يختفي مثل الغبار.