“لا تلوم نفسكَ كثيراً يا كيليان.”

“سأحمل هذا الذنب حتى أموت.”

“لا ليس عليكَ حقاً أنْ تلوم نفسكَ.”

لقد كان مجرد شخصية في هذه الرواية، لذلك لم يتمكن من الهروب من تدفق العمل الأصلي. السبب الذي يجعله يرى كل هذا الآن هو أنني استوفيتُ شرط الاستثناء من المستوى الثالث، وأصبح التدفق الأصلي لهذه القصة ضعيفًا جداً. ليس كيليان فقط، ولكن حتى كليف والدوق والدوقة هم أيضًا تحت هذا التأثير. ومع ذلك، المستقبل هو أكثر أهمية الآن. قال الصوت، إنّ تدفق القصة الأصلية لم يعد لديه القدرة على السيطرة على هذا العالم ولكن الاحتمالية ستكون القوة الرئيسية في على هذا العالم، صحيح؟

فقط لأنّ العلاقة بين المؤلف وعمله الأصلي قد دُمرت، فهذا لا يعني أنني سأصبح فجأة البطلة الرئيسية في هذا العالم. بل ماذا سيحدث من الآن؟ لن أكون قادرة على التنبؤ بمستقبل هذا العالم. حتى لو كنتُ قد قرأت القصة الأصلية. لكن لا داعي للخوف. هذا لأنه من الآن فصاعداً، أستطيع أخيرًا أنْ أخلق حياتي الخاصة. بالنسبة لي، هذه بداية القصة الرئيسية ولكن قبل ذلك، كان عليّ أنْ أعترف بكل شيء لم أستطع أنْ أخبر به كيليان من قبل. أردتُ أن أخبره عني دون إخفاء أي شيء عنه بعد الآن. أردتُ أنْ يفهمني ويحبني كذاتي الحقيقية.

“لقد تأخر الوقت قليلاً، ولكن لدي شيء لأخبركَ به أيضاً.”

سحبتُ يدي التي كان يمسكها ووضعتها على ظهر يده. وهذه المرة أمسكت بيده.

“لا أعرف إذا كنتَ قد لاحظتَ ذلك بالفعل لكنني، إيديث ريغلهوف…”

“لا، اسمكِ إيديث لودفيغ.”

أوه، أنظر إلى وجهه المستقيم، هل هو غاضب؟

“نعم، على أي حال، لقد نشأتُ وأنا أتعرض للإيذاء منذ أنْ كنتُ طفلة في عائلة ريغلهوف. كل الأشياء السيئة التي فعلتها في الحفلات كانت شيئاً أجبرني والدي على فعله.”

“لماذا لم تخبريني مقدماً؟”

“هناك سببان لذلك. أولاً، لم أكن متأكدة مما إذا كنتَ أنتَ وعائلة لودفيغ ستقبلونني حتى لو علمتم جميعًا بحقيقتي. لقد كنتُ رهينة لولاء عائلة ريغلهوف، وإذا كنتم تعلمون جميعًا أنا قشرة فارغة، لا أستطيع القيام بهذه الوظيفة.”

“إيديث.”

نظر كيليان إلى الأسفل. لأنه لا يستطيع أنْ ينكر ما قلته. لكن الآن لم يعد الأمر مهما حقاً. والأهم الآن هو السبب الثاني الذي لا أعرف كيف أشرحه، لأنه صعب للغاية.

“والسبب الثاني هو.”

حتى هذه اللحظة، كنتُ أتساءل عما إذا كان بإمكاني الكشف عن حقيقتي، وإذا كان الأمر كذلك، كيف أفسره.

“كيليان.”

رفع كيليان رأسه مع التعبير في حيرة. لابد أنه يتساءل لماذا أتصل به بدلاً من التحدث.

“بأي حال، هل تؤمن بالظواهر الخارقة للطبيعة؟”

“لماذا تسأليني ذلك فجأة؟”

“لأنّ هذا هو السبب الثاني الذي جعلني لا أخبركَ عن نفسي.”

“أخبريني حتى أفهم.”

أخذتُ نفساً عميقاً.

“لدي كل ذكريات إيديث. وفي الوقت نفسه كان لدي ذاكرة بشرية مثل تشوي سوونا.”

“شسنا؟”

ضحكت للحظة عندما نطق تلك الأسماء.

“لا. تشوي، سوونا، إنها أنا. كانت امرأة تبلغ من العمر 28 عامًا تعيش في بلد يسمى كوريا. كان والداها يعملان بالزراعة في الريف، وكانت تعمل في العاصمة وتكسب المال، لكن شقيقها اللقيط طلب ذلك. لذلك، لم يكن لديها مال لتدخره، اضافة الى ذلك، عانت من مرض خطير عندما كانت صغيرة ولم تكن صحتها جيدة حقاً لتعيش حياتها مثل أي شخص آخر.”

قبل عام واحد فقط، كنتُ سوونا تشوي. لكن هذا يبدو فعلاً وكأنه ماض بعيد. هل هذا أيضًا أحد الآثار الجانبية للتجسد؟

“في الواقع، حياتي في ذلك الوقت لم تكن مختلفة كثيرًا عن حياة إيديث. المختلف في حياتي هو أنّ لدي أبوين بيولوجيين. لكن هل تعلم؟ على الرغم من أنهما والدي البيولوجيين، إلّا أنهما لم يكن لديهما أي عاطفة تجاه أطفالهما. لم يضربوني، لكنهم تجاهلوني وأخي تقريباً. حتى أخي الأكبر في تلك الحياة كان أسوأ من شين ريغلهوف.”

عندما ذكرتُ اسم تشوي سوونا، لم يتمكن كيليان من إغلاق فمه، بحاجب عابس استمع فقط إلى قصتي بصراحة.

سألتُ بابتسامة.

“هل تعتقد أنني مجنونة؟”

أغلق كيليان فمه وهز رأسه.

“لا. على الإطلاق.”

“أنا سعيدة لأنكَ لا تزال تبدو جيدًا. إذاً، في الوقت الحالي، أريد أنْ أخبركَ بشيء أكثر إثارة للاهتمام.”

“ارجوكِ افعلي ذلك.”

بمجرد أنْ سعلتُ في الحال، سكب لي كيليان بعض الماء من الكأس على جانب السرير. استماعه عظیم.

“لقد تجسدتُ كإيديث قبل أسبوع من زواجي بكَ. لقد توفيتُ في حادث في ذلك العالم. إنه مختلف عن هذا العالم.”

“تجسد؟”

“نعم. تدخل روح أخرى إلى جسد الإنسان وتصبح مالكة لهذا الجسد. ويقولون أيضًا إنّ الأمر يشبه أنْ يمتلكه روح.”

“أنتِ. هل أنتِ ساحرة؟”

“أوه، أوه، لا ليس لدي أشياء مثل القوة. إنها مجرد…. عندما فتحتُ عيني كنتُ فعلاً هكذا. إنها ليست حتى إرادتي.”

هل ذكرتُ هذا بدون سبب؟ هل هو عالم أيضاً يتم فيه مطاردة السحرة وحرقهم؟ 

بينما كنتُ أشعر بالتوتر، حدق كيليان في الهواء لفترة من الوقت، ثم تنهد بهدوء وغير الموضوع.

“ما نوع الحادث الذي تعرضتِ له؟ أعني الحادث الذي قتلكِ في ذلك العالم.”

“آه. عندما عدتُ من العمل وجدتُ أخي ينتظرني وهو سكران أمام باب منزلي. ولا تزال ذكرى ذلك اليوم واضحة في ذهني. درج ضيق في منزل قديم متعدد الأسر تفوح منه رائحة الرطوبة. في كل مرة أخرج فيها من عملي، أتخيل في كثير من الأحيان أن هناك لصًا مجهولاً ينتظرني على الدرج. لم أكن أعلم أنّ هذا السارق سيكون أخي. لقد طلب المال في ذلك اليوم أيضًا. لكنني كنتُ في مزاج سيئ في ذلك اليوم، فقلتُ إنه ليس لدي ما يكفي من المال.”

“وثم؟”

“ثم… صفعني أخي بقوة على وجهي.”

في تلك اللحظة، شدد كيليان قبضته..

“لسوء الحظ، كنت على وشك الوقوف. لقد سقطتُ للخلف، وعندما صفعني على وجهي. أعتقد أنني سقطتُ على الدرج. شعرتُ وكأنني ضربتُ رأسي بشيء قوي، لذلك فقدتُ الوعي وأغمضتُ عيني ببطء. وعندما استيقظتُ كنتُ فعلاً داخل جسد إيديث.”

بدأ كيليان بفتح فمه مرة أخرى، لقد بدا متفاجئاً للغاية.

أضفتُ مؤثرات صوتية طفولية من خلال مد ذراعي يميناً ويسارًا مثل ساحر يؤدي خدعة سحرية ناجحة.

“على أي حال، لهذا السبب أنا مترددة قليلاً في الكشف عن ماضي إيديث لأنه شيء مررتُ به في الماضي. وأتساءل عما إذا كان لدي الحق في سرد مصائب الآخرين.”

أصدر كيليان صوتاً لم أعلم كان ضحكاً أم تنهيدة. 

في الواقع، على الرغم من ذلك، أود الكشف عن إعدادات إيديث المخفية. لا أستطيع أنْ أفعل ذلك لأنه لكي أروي تلك القصص، يجب أنْ أشرح لكيليان أنّ هذا العالم هو العالم الموجود في الرواية التي قرأتها. ويجب أنْ أشرح له أيضًا أنّ المؤلف لهذه القصة قد أعطاني تنوعًا في شخصيتي. لذلك قررتُ ألّا أتحدث عن هذا الأمر بعيدًا لأنني متأكدة من أنّ كيليان ربما يكون أكثر حيرة، وسيكون من الصعب معرفة أنّ هذا العالم هو العالم الموجود في الكتاب.

“لا بأس إذا كنتَ لا تصدق ذلك. بما أنني أعيش بالفعل مثل إيديث، فأنا إيديث، وتجربتي الغامضة ليست مهمة. لقد أخبرتكَ بهذا لأنني لا أريد إخفاء أي شيء عني منكَ.”

“بصدق.”

لقد ضاع كيليان في أفكاره لفترة طويلة بعد أنْ فتح فمه. 

انا افهم ذلك. ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها شيئًا كهذا في حياته. ربما يقول، هل هي مجنونة؟ هل لديها مثل هذا الحلم الواقعي الذي جعلها تخلط بين الواقع؟ أم أنها تسخر مني؟ 

كل أنواع الأفكار خطرت في ذهني عندما رأيته هكذا. انتظرتُ كلماته بعقل متفتح.

“من الصعب بالنسبة لي أنْ أصدق كل ما تقوليه. لكن القصة محددة للغاية بحيث لا أستطيع تصديقها على الإطلاق، وليس هناك سبب يجعلكِ تخدعيني بمثل هذه القصة.”

“لا أقصد إرباككَ، ولكن…. إذا ذهبنا إلى منطقة رايزن دعني أساعدكَ في كل أعمالكَ. لأنّ ذاكرة تشوي سوونا يمكن أنْ تساعدكَ. العالم الذي عشته في ذلك الوقت كان أكثر مكان متقدم من هذا الآن.”

“يقول لينان أنّ لديكِ الكثير من الأحلام لتطوير منطقة رايزن. وهذا صحيح.”

ضحك كيليان أخيراً في الفرح. 

لم يفهم كل شيء، ولم يصدق قصتي، لكن يبدو أنه كان يحاول احترام قصتي. أمسك يدي بعناية وقبّل ظهر يدي، ركض إحساس بقُبلته من الجزء الخلفي من يدي إلى ذراعي وقلبي.

“لا تقلقي من الآن فصاعداً، بغض النظر عما تقوليه، لن أنزعج. سأحاول أنْ أفهمكِ، وأنا لا أفهم، سأستمر في الحصول على الإجابة. لأنني لا أريد لارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى.”

“ماذا لو قلتُ شيئاً سخيفاً؟”

“وإنْ قلتِ قد تجسدتِ كروح من عالم آخر.”

ربما الكلمات التي أردتُ سماعها من كيليان لم يكن القول بتهور أنه يحبني أو أنه سيفعل أي شيء أريده، ولكن الكلمات التي تقول إنه سيفعل أي شيء ليفهمني. ولهذا السبب أشعر بالرضى والثقة الآن.

“بالمناسبة، هل تم حل كل سوء الفهم بشأني؟ ماذا عن الدوق وكليف؟”

“معظمها، نعم. وخاصة والدي، كان يشعر بالأسف الشديد عليكِ.”

“ماذا؟ حسنًا، بصفته رب الأسرة، يجب على الدوق أنْ يكون حذراً حتى في الأمور الصغيرة. أنا أفهم ذلك.”

“لا ينبغي أنْ تحصلي على آراء بهذه السهولة بهذه الطريقة. سأتأكد من حصولكِ على حصتكِ عندما نذهب إلى منطقة رايزن لاحقاً، لذا يرجى العلم بذلك.”

ضحكتُ مع كيليان ثم تحدثنا عن المزيد من القصص.

عن جميع القادة المتورطين في الخيانة بما في ذلك الأرشيدوق لانغستون وعائلة ريغلهوف، وكيف تم تعليق رؤوسهم على جدار القصر الإمبراطوري هذا الصباح، وعن قرار آنا بالذهاب إلى رايزن كخادمة شخصية لي، وإستمرت القصة إلى الدوقة التي كانت ترقد على سريرها كل يوم تقريباً منذ حادثة الاختطاف وبالكاد استيقظت بالأمس، ولا عن لينان الذي لا يزال بحاجة إلى التعافي لمدة أسبوع آخر. 

قال كيليان الذي كان يروي مثل هذه القصة، وكأنه يختتم.