عندما أبقى الدوق فمه مغلقاً ولم يجب، قال كليف كما لو كان محبطاً.

“يبدو أنّ كيليان لديه علاقة جيدة مع تلك المرأة، ولكن لا ينبغي أنْ تتأثر عقوبة الدوق لمجرد ذلك.”

“کیليان أكثر عاطفية مما رأينا منه، لكنه ليس من النوع الذي قد يفسد شؤون الأسرة بمشاعر تافهة.”

“لكن!”

“أنتَ تبدو عاطفيًا بعض الشيء الآن. لقد عادت ليز بأمان، لذا لا تتحمس. هذا سيجعل كيليان أكثر إنزعاجًا.”

في النهاية، لم يتمكن كليف من دفع رأيه إلى أبعد من ذلك وتراجع خطوة إلى الوراء. 

بينما كانت عائلة ريغلهوف وزملائهم راكعين في منتصف موقع الإعدام، دخل كيليان إلى موقع الإعدام واقترب من الدوق وكليف.

استقبل الدوق كيليان بصوت ثقيل.

“أنتَ هنا.” 

للوهلة الأولى، لم يبدو كيليان الذي عاد بعد فترة، جيداً على الإطلاق. كانت هناك هالات سوداء تحت عينيه وكانت ذقنه فوضوي. ويبدو أيضًا أنه فقد بعض الوزن.

“أين إيديث؟”

“سوف تكون هنا قريباً.”

في تلك اللحظة، فُتح باب موقع الإعدام، ودخلت إيديث، وتبعها الفرسان في الوقت نفسه.

جفل كتف كيليان عندما رأى إيديث.

“إيديث.”

لم يتمكن كيليان من التأكد من حالتها بشكل صحيح لأنّ المسافة بينه وبينها كانت بعيدة وكانت خلف الفرسان، إلّا أنه عندما رأى مظهرها وهي لا تستطيع المشي بشكل صحيح، تأكد أنها أُصيبت بجروح بالغة.

فكر كيليان: “من المؤكد أنّ إيديث قد تعرضت للاعتداء أو التعذيب في فيلا ويليسلي، لذلك كان من المفاجئ أنها لا تزال تقف بمفردها.” 

أراد كيليان أنْ يخبر الجميع هناك على الفور أنّ إيديث تعرضت لهجوم من قبل رجال ريغلهوف، ولكن نظرًا لأنّ الجو في غرفة الإعدام كان ثقيلاً للغاية، لم يتمكن كيليان من الخروج بلا مبالاة دون إذن.

ثم تحدث الدوق إلى عائلة الكونت ريغلهوف الذين كانوا راكعين في موقع الإعدام.

“لو أنّ الأمر انتهى بمعركة إقليمية، لم أكن لأكلف نفسي عناء قتلكَ بيدي.”

إذا حدث ذلك، فلن يتم منح عائلة الدوق الحق في التصرف في عائلة الكونت ريغلهوف. من سلطة الإمبراطور التعامل مع العائلات المتورطة في الخيانة. لكنهم حاولوا اختطاف هؤلاء النساء واستخدامهن كرهائن. ولهذا السبب، غادر الإمبراطور الذي له الحق في التصرف في هذه العائلة على الفور وسمح لعائلة الدوق لودفيغ بالتخلص من عائلة ريغلهوف.

“أولئك الذين يعرفون شرف النبلاء، جبناء يختطفون نساء؟ هل يحق لكَ أنْ تشكو من أنّ لقب الدوق قد سلب منكَ؟”

مع صوت قعقعة، تم سحب سيف الدوق لودفيغ من غمده.

“كل مَن يحمل اسم ريغلهوف سيتم قطع رأسه. أرسل رؤوسهم المقطوعة إلى القصر الإمبراطوري لتعليق رؤوسهم على الجدار مع المتمردين الآخرين، ودع بقية الجثث تلقى في الجبال وتأكلها الوحوش.”

ومع إصدار الأمر المدوي، حمل الجلادون الواقفون على أحد جوانب موقع الإعدام فؤوساً حادة جديدة واندلعت صرخات وصرخات بين المجرمين الذين ركعوا هناك.

الدوق الذي كان ينظر إلى مكان الحادث، أدار نظرته ونظر إلى كيليان ثم قام باستثناء واحد.

“ومع ذلك، سأترك عقوبة إيديث لكيليان. صحيح أنّ إيديث آثمة، ولكن من الصحيح أيضًا أنها زوجة كيليان.”

عند تلك الكلمات، ناداه كليف مرة أخرى بصوت منخفض.

“أبي….” 

نظر الدوق بالتناوب إلى كليف الذي كان لديه تعبير ساخط، والى كيليان الذي كان لديه تعبير بارد.

“أعتقد أنّ كيليان سيكون متمردًا إذا قرر شخص آخر عقوبة إيديث. لذا، حتى لو قرر كيليان إنقاذ إيديث، فسوف أحترم قراره. بالطبع يجب على كيليان أنّ يتحمل مسؤولية أفعاله أيضًا.”

بعد أنْ قال ذلك، تراجع الدوق خطوة إلى الوراء وأعطى كيليان الطريق.

أمسك كيليان بمقبض سيفه بإحكام واقترب ببطء من إيديث. كما لو كانوا ينتظرون هذه اللحظة، الفرسان الذين أحضروا إيديث جعلوها تركع على الفور. بالطبع، يبدو أنهم يعتقدون أنّ کیلیان سيضرب رأس إيديث. عندها فقط تمكن كيليان من رؤية إيديث بشكل صحيح. كانت إيديث ترتدي ملابس عادية رثة لا يرتديها إلّا عامة الناس، وكان رأس إيديث ووجهها مغطى بوشاح رخيص. لم يكن من الممكن رؤية سوى جبهتها وعينيها وأنفها من خلال الوشاح، لكن كيليان رأى أنّ بشرتها كانت شاحبة.

ناداها كيليان، لكن إيديث لم تنظر إليه حتى.

“إيديث.”

نظرت إيديث إلى المكان دون أي تعبير على وجهها، لم تبكي ولم تضحك، وجمعت إيديث شعرها المتساقط خارج الوشاح إلى جانب واحد كاشفة عن مؤخرة رقبتها الشاحبة. نظرة إيديث لم تبدو وكأنها خائفة من الموت. في هذه الأثناء، كان كيليان يضايقها حتى تكون منزعجة أو لعوبة أمامه، ولكن في هذه اللحظة أظهرت إيديث أناقتها كامرأة نبيلة.

كانت ليز تصرخ بشدة.

“إيديث فقط قولي لا، وأخبريه أنّ هذا سوء فهم من فضلكِ تحدثي.”

عندما اقترب كيليان خطوة من إيديث. ليز كانت تراقب المشهد بينما كانت تضرب بقدميها بشدة. حثت ليز إيديث بشكل عاجل مرة أخرى. لكن إيديث لم تتحرك حتى.

على مرأى من عدم توقع إيديث أي شيء من كيليان، جعل موقف إيديث كيليان يشعر بالألم في الداخل.

تمتم كيليان في نفسه: “لماذا لا تتشبثين بي؟ إيديث كانت دائماً هكذا. على الرغم من أنّ الوحيد الذي يمكنه إنقاذها هو أنا، إلّا أنها لم تطلب مني مساعدتها أبدًا. هل مازلتُ بهذا السوء؟ ألَا تريدين أي شيء مني؟ في كل مرة كنتُ أفكر في ذلك، كنتُ أشعر وكأنّ أحشائي تغلي وعلى وشك الانفجار. لقد شعرتُ بالأسف الشديد على إيديث التي احتفظت بألمها بنفسها، ولم تستطع حتى الصراخ وطلب المساعدة مني. لذلك جعلني ذلك أشعر وكأني مجنون…”

إستمرت ليز بالصراخ بشدة.

“إيديث أطلبي منه أنْ ينقذكِ. من فضلكِ إيديث.”

عندما صرخت ليز باسم إيديث مرة أخرى، فتح الدوق لودفيغ فمه لمنع ليز من التحدث.

في هذه الأثناء، نظر كيليان إلى إيديث، التي كانت ثابتة، وفتح فمه.

“كل هؤلاء ريغلهوف يستحقون العقوبة حتى الموت ليس فقط بسبب خيانتهم ولكن أيضًا بسبب الجرائم الشنيعة التي ارتكبوها.”

أومأ الدوق لودفيغ بارتياح، وإيديث إبتسمت قليلاً. شعر كيليان بالانزعاج أكثر من الابتسامة الشاحبة لإيديث التي لاحظها هو فقط. لذلك، واصل كيليان الحديث كما لو كان يريد طعن قلب إيديث.

“بالمناسبة، اسم زوجتي كان إيديث لودفيغ منذ ذلك الحين. لقد تزوجتني. لذلك إذا دعاها شخص ما إيديث ريغلهوف أليست هذه إهانة لعائلة الدوق لودفيغ؟”

“كيليان…”

لكن كيليان لم يتوقف عند نداء كليف.

“ما الخطأ يا أخي؟ إذا كنتَ لا تصدقني، هل تريد مني أنْ أحضره وأريه لكَ، تعهد الزفاف الذي استخدمناه عندما تزوجنا؟”

ثم هذه المرة، تحدث الدوق لودفيغ بصوت ثقيل.

“هل يمكنكَ تحمل مسؤولية أفعالكَ؟”

“يا أبي، لماذا لا تتحمل مسؤولية هذا؟ أنتَ الذي أجبرتني على الزواج منها، والآن لماذا تحاول أنْ تأخذها مني؟”

كان بإمكان كيليان أنْ يصدق، على الرغم من أنه هو مَن قال تلك الكلمات. أجرى والده الزواج الذي كان يكرهه بشدة بحجة من أجل الأسرة والإمبراطور. ولا يزال قسم الزواج الذي ختم الزواج موجودًا في أرشيفات نبلاء الدوق والعائلة المالكة. وذكر فيه أنه سيتم نطق اسم إيديث ريغلهوف باسم إيديث لودفيغ في ذلك الوقت.

لم يكن على كيليان أنْ يتردد بعد الآن.

“لماذا تجلسين على ركبتيكِ مثل المجرمة؟ إذا كنتِ لا تحاولين إهانتي وإهانة عائلتي، انهضي يا إيديث لودفيغ.”

عندها فقط اتجهت عيون إيديث نحو كيليان. وكاد كيليان أنْ ينفجر من الضحك بسبب عينيها التي تقول، هذا غير ممكن!

ثم فجأة صرخ الكونت ريغلهوف الذي كان يجلس في حيرة.

“إذا كنتَ تريد قتل جميع أفراد عائلة ريغلهوف، عليكَ أنْ تقتلها أيضًا.”

ثم صرخ شين، الذي كان يجلس بجانبه.

“هذا صحيح إذا كنتَ تريد قتل جميع أفراد عائلة ريغلهوف، فاقتلها أيضًا.”

تفاجأ الجميع في تلك الغرفة بموقفهم اليائس، باستثناء كيليان وإيديث.

لدى كيليان شعور بأنّ إيديث لم تكن الابنة المحبوبة للعائلة، لكن بقية أفراد عائلته ما زالوا يعتقدون أنّ إيديث مشهورة باعتبارها الابنة المحبوبة للكونت ريغلهوف على الرغم من وجود شائعات بأنه تخلى عن إيديث، إلّا أنّ مشهد الكونت ريغلهوف وهو يكافح كما لو أنه هزم عدوه كان غير متوقع. حتى بقية أفراد عائلته الجالسين خلف الكونت ريغلهوف كانوا ينظرون إلى إيديث بعيون سامة. 

في تلك اللحظة أدرك الدوق لودفيغ أنّ هناك خطأ ما فصرخ بصوت عال.

“اخرسوا يبدو أنكم لم تدركوا الواقع بعد. هل يمكن للسجناء أنْ يعصوا قرار عقوبة الإعدام؟”

نظر الدوق لودفيغ إلى إيديث في صمت وأصدر الأمر.

“سوف أحترم قرار كيليان. ولكن يجب أنْ يكون هناك استجواب في قضية الاختطاف. لذا ضع إيديث في السجن أولاً.”

صرخ كيليان في الدوق.

“أب!”

ماذا يحدث؟ أدرتُ رأسي ونظرتُ بين الدوق لودفيغ وكيليان وأحاول فهم هذا الموقف.

[سأترك عقوبة إيديث لكيليان]

كانت كلمات الدوق هي نفس كلماته في القصة الأصلية. إلى أنْ أجلسني على ركبتي أحد الفرسان واقترب مني كيليان، اعتقدتُ أن كل القصص المسموح بها لي قد انتهت أخيرًا. خشيتُ أنْ يصعب على السيف قطع رأسي بسبب الشعر ويسبب لي الكثير من الألم، فأمسكتُ شعري بسرعة وكشفتُ عن رقبتي. لم أنظر حتى إلى وجه كيليان لأنني أخشى أنْ يهتز قلبي. إذا متُّ هنا، أين سأستيقظ بعد هذا؟ أم أنْ كل شيء سينتهي هكذا؟ بالتفكير في ذلك، أنا فقط أنتظرتُ أنْ يقتلني کیليان دون ألم مرة واحدة. لكن كيليان قال شيئاً مختلفاً عن القصة الأصلية.

[كل هؤلاء ريغلهوف يستحقون العقاب] 

نعم، كان نفس القصة الأصلية حتى هناك الآن، يجب أنْ يكون السطر، بما في ذلك إيديث ريغلهوف، التي لم تكن أبدًا جزءً من عائلة لودفيغ.

[بالمناسبة، اسم زوجتي كان إيديث لودفيغ منذ أنْ تزوجت من هذه العائلة]

في البداية، اعتقدتُ أنني سمعتُ شيئاً خاطئاً. بعد ذلك، تساءلتُ إذا كان هناك جزء نسيته في القصة الأصلية.