“ربما بالنسبة للينان، قد أبدو كمَن تخون والدها وعائلتها دون أنْ تعرف مدى لطفهم.”

“لا لستِ كذلك. لأكون صادقًا، أنا معجب بحكمتكِ التي تديرين بها ظهركِ لعائلتكِ. كم عدد النساء هناك اللاتي يتم معاملتهن كأدوات لأنهن لا يمتلكن تلك الحكمة؟ هذا هو الشيء الخطأ.”

لو لم أقابل كيليان أولاً، ربما كنتُ قد وقعتُ في حب لينان. رجل مخلص ذو وجه خال من التعابير، ويقول أشياء لطيفة، وله تأثير أقل من الشخصية الرئيسية والشخصية الفرعية، لكنه شخص رائع للزواج منه والعيش معه إلى الأبد.

“لينان، أنتَ شخص جيد.”

“هذه هي المرة الأولى التي أحصل فيها على مثل هذا التقييم.”

“هذا لأنّ الآخرين لا يعرفون شخصية لينان الحقيقية. أتمنى أنْ تكون في يوم من الأيام على علاقة مع سيدة شابة جيدة.”

“شكراً لكِ على التفكير بهذه الطريقة.”

استقبل لينان كلماتي بطريقة غير مبالية دون أي نوايا سيئة. 

ثم بدأتُ في تنظيم مستند منطقة رايزن مرة أخرى. أشعر بسعادة غامرة عندما أفكر في الفكرة مرة أخرى، فكرة أنّ كيليان وأنا سنرفع هذه المنطقة معًا. لقد كان خيالاً مثيراً لدرجة أنني لم أستطع إلّا أنْ ابتسم.

وقعت الحرب الإقليمية في إقليم تريشيا أحد الأراضي الحدودية بين رافينا الأراضي التابعة العائلة لودفيغ، وبيزارو الأراضي التابعة لعائلة ريغلهوف. كان مالك إقليم تريشيا الذي اضطر إلى تسليم أراضيه إلى ساحة المعركة للانضمام إلى عائلة ريغلهوف يسفك الدماء. لسوء الحظ بالنسبة له، لأنّ النصر كان من جانب عائلة لودفيغ منذ البداية.

“هذه المرة، ظهرت فرق الفرسان والمشاة المدرعة من خلف جبل روسيتو وهاجمت جيشنا، مما أدى إلى هزيمة ثقيلة للغاية.”

“ربما يكون الدوق لودفيغ هو الأقوى في الإمبراطورية عندما يتعلق الأمر بالحرب.”

“كليف لودفيغ وكيليان لودفيغ فرسان يفوقان والدهما. إنهما شجاعان للغاية لدرجة أنه من الصعب تصديق أنهما لم يخوضا حربًا من قبل.”

مع ورود تقارير يائسة واحدة تلو الأخرى، غلّف جو قاتم معسكر الكونت ريغلهوف.

كان شعر الكونت ريغلهوف الذي كان دائماً مرتباً بدقة أشعثاً وسقطت بعض الخصلات بين عبوسه. 

“أيها الأوغاد، لقد كانوا يخدعوننا طوال هذا الوقت! هل هذه هي الطريقة التي تعاملون بها حلفائكم؟”

كان الكونت ريغلهوف غاضبًا لأنّ الدوق لودفيغ أخفى قوته، وفي الوقت نفسه شعر بالخداع منهم على الرغم من أنه يجب أنْ يلوم نفسه لكونه متغطرساً ولم يفهم بشكل كامل الوضع الحالي للدوق لودفيغ قبل بدء حرب إقليمية. شين مصدوما أيضًا. لقد كان شين دائمًا ينظر بازدراء إلى كليف لأنه محظوظ بما يكفي ليكون وريث الدوق، وكان يعتقد دائمًا أنه لا يوجد فرق بينه وبين كليف. ومع ذلك، فإنّ كليف الذي واجهه في حرب الأراضي كان فظيعاً للغاية. الشائعات التي تقول إنه يشبه جده الدوق السابق لودفيغ الذي قاد الحرب ضد مملكة يانوك إلى النصر، ليست مجرد شائعات فارغة.

“اللعنة! اللعنة! اللعنة.”

بعد مرور بضعة أيام، وإدراك شين للفجوة بينه وبين كليف، لم تكن تجربة ممتعة على الإطلاق. حتى كيليان شقيق كليف الأصغر كان أقوى من شين خاصة في المعركة منذ فترة، انهار جميع الفرسان الذين كانوا يحرسون أمام شين تحت حوافر حصان کیلیان.

[هل هذا شقيق إيديث؟ لا يصدق.]

صوت كيليان المزدري، منذ فترة لا يزال عالقًا في أذني شين مثل الكابوس.

“هؤلاء الأوغاد! سأفعل كل شيء لجعلكم على ركبتيكم.”

صر شين والكونت ريغلهوف على أسنانهما معاً. وفي تلك اللحظة وصلت رسالة من صوفيا.

(لا يبدو أنّ السيدة إيديث لديها أي نية للتعاون معنا حتى النهاية. لذا، أعتقد أنه سيكون من الأفضل أنْ نعهد بالمهمة إلى مساعدنا المجهول. أنهى الأرشيدوق لانغستون الاستعدادات لحدثه الكبير في العاصمة. عاجلاً أم آجلاً، ستنهار العائلة الإمبراطورية بين يدي الأرشيدوق لانغستون. لقد طلب مني أنْ أخبركَ أن تبقى هناك أكثر من ذلك بقليل)

بعد أنْ انتهى الكونت ريغلهوف من قراءة الرسالة، أشرقت عيناه بحدة، ولكن في الوقت نفسه، كان الأمر مخيفاً إلى حد ما.

“يبدو أننا لا نستطيع العثور على أي شيء عن هوية المساعد داخل عائلة لودفيغ.”

“أعتقد ذلك نظرًا لأنه تم طرد دنكان أيضًا أصبح من الصعب التعرف على هذا الشخص.”

وكانوا لا يزالون يفكرون في الشخص المجهول الذي اتصل بهم قبل وقت قصير من إعلان الحرب الإقليمية، وعرض عليهم المساعدة. تم اكتشاف دنكان الجاسوس الذي تم زرعه في قصر لودفيغ بمجرد إعلان ريغلهوف حربًا إقليمية وتعرض للضرب المبرح والطرد. ويبدو أنهم كانوا يعرفون مَن هو بالفعل. كما رفضت إيديث العرض الأخير، لذلك كانوا يفكرون فيما يجب أنْ يفعلوه، ولكن فجأة وصلت رسالة سرية.

(أنا شخص يعمل في مقر إقامة الدوق لودفيغ. إذا كنتَ ترغب في إسقاط الدوق لودفيغ، أود أنْ أساعدكَ بقوة صغيرة. لا أستطيع الكشف عن هويتي، لكن من الأفضل لكَ أنْ تؤمن بي بدلاً من أنْ تؤمن بابنتكَ)

“عندما تلقيتُ مثل هذه الرسالة، كنتُ في البداية متشككاً في هويته. ولكن هذا الشخص يبدو صادقاً. كما قام بتدوين معلومات تفصيلية مثل عدد الفرسان والخدم الذين يعيشون في عائلة لودفيغ. وقال أيضًا إنه سيساعد في تركيب سم النوم وجهاز منع قفل الباب. ومع ذلك، تم العثور على جهاز منع القفل وإزالته بواسطة شخص من عائلة لودفيغ.”

“لقد أنهى صاحب السمو الأرشيدوق لانغستون الاستعدادات، لذلك لا يمكننا تأجيل الأمور لفترة أطول. ليس لدينا خيار سوى أنْ نثق بهذا الشخص.”

“حسنًا. ثم سأعود إلى العاصمة الليلة بعد الظلام الدامس.”

“حسنًا، لا تفشل أبداً، هل تفهم؟”

“لا تقلق.”

توجه شين سرًا إلى العاصمة في تلك الليلة، وأبقاه سرًا عن الفرسان ولم يرافقه سوى أحد أقرب مساعديه.

على عكس معسكر ريغلهوف القلق والمحبط كان معسكر لودفيغ أكثر استرخاء.

“لقد قمتم بعمل رائع اليوم أيضًا.”

“لماذا تهتم؟ إنهم سيئون للغاية، لقد بدأنا أشعر بالملل قليلاً.”

“لا تتخلوا عن حذركم.”

“نعم.”

بعد شكر فرسانه والعودة إلى ثكناته، أزال کلیف درعه الثقيل وتمدد بخفة. ثم حبس أنفاسه ونظر حوله إذا كان هناك أي شخص حوله. بعد ذلك مرر يده تحت سريره، وأخرج الظرف بأطراف أصابعه. لقد كان مظروفًا يحتوي على تقرير من محقق عيّنه كليف، ورسالة من ليز، فتح كليف خطاب ليز أولاً.

(أفتقدكَ كليف، كيف حالكَ؟ بغض النظر عن مدى جودة الأخبار حول حرب الأراضي، ما زلتُ أشعر بالقلق الشديد. أنتَ لم تتأذى، أليس كذلك؟ أُصلي دائماً من أجل صحتكَ والنصر. القصر سلمي. قامت الدوقة بواجبات هذه العائلة بدقة، ولم يهمل قائد الخدم والفرسان إدارة هذا القصر والدفاع عنه. كنتُ أنا وإيديث نتحقق من باب القصر كل ليلة. عندما التقيتُ بإيديث للمرة الأولى تفاجأتُ قليلاً لأنّ الأمر لم يكن متوقعاً، لكنه أصبح الآن روتيننا. إيديث أيضًا قلقة جداً. تتجول هي وخادمتها حول القصر للتحقق مما إذا كان هناك أي شيء غريب بجانب قفل الباب)

كليف الذي أنهى قراءة رسالة ليز، فتح على الفور تقرير المحقق.

(نجد بعض الأدلة على أنّ أقرب حلفاء شين ريغلهوف هي خادمة إيديث ريغلهوف السابقة صوفيا. يوقعون عقودًا مع وحدات المرتزقة بأسماء مستعارة. ومن المتوقع أنْ يعملوا في العاصمة، ومن المتوقع أنْ يقود شين ريغلهوف المرتزقة. هناك أيضًا حركة مشبوهة من جانب الأرشيدوق لانغستون. الهدف هو القصر الإمبراطوري)

“لا عجب أنني لم أر شين منذ الأمس.”

احتفظ كليف بالرسالتين في يده، ثم خرج بهدوء من ثكنته وزار ثكنة الدوق لودفيغ سراً في وقت متأخر من الليل. نظرًا لأنه أخبر الدوق بالفعل أنه سيأتي لزيارته، انتظر الدوق لودفيغ كليف في الضوء الخافت.

“ما الأمر يا كليف؟”

“أولاً وقبل كل شيء، انظر إلى هذا.”

أظهر كليف تقرير المحقق للدوق أولاً. تحولت عيون الدوق إلى الشر عندما رأى التقرير الذي يفيد بأنّ وريث ريغلهوف، شين يخطط لشيء ما.

“هل تعتقد أنّ جيش المرتزقة هذا لديه أعداد أكبر من الدفاع عن القصر؟”

“شين ليس غبيًا جدًا أيضًا، لذلك ربما وقع عقداً مع عدد كبير من وحدة المرتزقة. لكن 50 منهم على الأقل. هناك 70 فارسًا في القصر ولدينا عدد كبير من الخدم هناك أيضًا. لذلك يجب أنْ يكون كافيًا لإيقافه. ومع ذلك، إذا كان لديهم شركاء داخل القصر لا نعرفهم.”

قام كليف أيضًا بتسليم الرسالة التي تلقاها من ليز إلى الدوق.

“لا يبدو أنّ ليز لديها أي شكوك، ولكن أليس غريباً بعض الشيء؟ الجزء الذي تدور فيه إيديث حول القصر.”

“هذا صحيح.”

“أعتقد أنهم يحاولون الهجوم على القصر.”

تخمين كليف جعل الدوق يصر على أسنانه.

“هذا الشيء القبيح، أنهم لا يعرفون حتى الشرف كنبلاء، ويتصرفون كما تفعل الكلاب البرية. كان من الخطأ السماح لهؤلاء الناس بوضع أيديهم على خام الحديد.”

في الأصل، لم يكن لدى الدوق لودفيغ علاقات جيدة مع عائلة ريغلهوف. ومنذ ذلك الحين كان يراقب عائلة ريغلهوف بعد أنْ حصل على حقوق توزيع خام الحديد الخاص بهم. لقد عاملهم عمداً كحلفاء، وأبقاهم أقرب إليه وراقبهم، وتلاعب بالقوات المحيطة لمنعهم من إساءة استخدام سلطتهم. ومع ذلك، نجح ريغلهوف في كل استثمار قام به وجمع الكثير من الثروة.

“كانت إيديث جزءً كبيرًا من نمو ريغلهوف.”

“سبب نجاح استثمارهم هو المعلومات التي حصلت عليها إيديث.”

“هل تعرف كيف شعرتُ عندما تقدمنا لخطبة تلك الطفلة، التي أُنهكت أمامي بالفعل كعروس كيليان؟ ربما لن أتمكن من محو الذنب الذي شعرتُ به تجاه كيليان حتى أموت. حاولتُ قبول هذه الطفلة، لكنها خانتنا بهذه الطريقة.”

لم يكلف كليف نفسه عناء الإشارة إلى أنّ كيليان كان متوافقًا بشكل مدهش مع إيديث. 

تمتم كليف في نفسه: “لقد كان شيئاً كان عليه التخلص منه على أي حال، لكنني لم أرغب في تغيير قرار والدي.”