“هناك شائعات بأنّ الأرشيدوق لانغستون يحضر دائمًا الولائم الكبيرة والصغيرة لإثارة الرأي العام.”

توقفت الأميرة كاثرين عند قصر لودفيغ لتجنب أعين الآخرين، وقالت كما لو كانت منزعجة من ذلك، بينما كانت تشرب الشاي الذي قدمته الدوقة.

“لقد كنتُ أتجنب حضور المآدب خوفًا من أنْ يتم وصفي بالجبانة. أعتقد أنّ هذا كان مجرد ذريعة لهم للاستيلاء على الوضع.”

هزت الدوقة رأسها.

وبسبب شهرتهم وقوتهم المفاجئة، كان الدوق لودفيغ حذرًا خوفًا من التسبب في مشاكل للعائلة المالكة. ومع ذلك، بغض النظر عن مدى حرص هذه الأحزاب بنواياها الطيبة، فإنّ أولئك الذين يحاولون تشويه سمعته بطريقة أو بأخرى قاموا بتحريفها إلى الجانب السيئ.

“لا أعتقد أننا يجب أنْ نخاف يا أمي. لكن… أشعر بالقلق من أنّ هؤلاء الأشخاص الذين انضموا إلى الفصيل المناهض للحزب قد غضبوا، لأنهم تأثروا بالوضع الحالي.”

قلتُ رأيي بهدوء. بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون نواياي الداخلية، قد يبدو من السخافة أنْ تقول ابنة الكونت ريغلهوف مثل هذه الكلمات.

“إنه أمر غير متوقع يا سيدة إيديث.”

قالت الأميرة كاثرين بصوت مرح.

“أليس من الجيد للسيدة إيديث أنْ ينضم المزيد من الأشخاص إلى الحزب المناهض؟”

“لماذا تعتقدين ذلك يا صاحبة السمو؟”

“لأنّ الكونت ريغلهوف بهذه الطريقة لديه فرصة للبقاء على قيد الحياة.”

الأميرة كاثرين لم تعني لي شيئاً، إنها فقط تريد أنْ تعرف ما بداخلي وداخل رأسي. بالطبع لقد اتخذتُ قراري منذ وقت طويل.

“حتى لو فاز الكونت ريغلهوف، فسوف أخونه.”

لكن في نظر الآخرين الأمر ليس كذلك. على أي حال، بعد انتهاء هذه الحرب، سيعلم الجميع أنني قطعتُ علاقاتي تمامًا مع عائلة ريغلهوف. ومع ذلك، فإنّ أولئك الذين سينتقدونني سوف يتمسكون بموقفهم.

“أنا متأكدة من أنّ عائلة لودفيغ ستفوز في هذه المعركة. إذا شعرتُ بالأسف قليلاً تجاه عائلة ريغلهوف، فسوف تعتبريني خائنة، وإذا كنتُ سعيدة لأنّ عائلتي فازت، فسوف تشيرين إلى أنني عاهرة مسمومة تخلت عن والدها وإخيها. هذا واضح أليس كذلك؟”

إذا كنتُ سأتعرض للانتقاد، فهذا أفضل. لابد لي من إنقاذ حياتي أريد أنْ أرى البشر الذين أساؤوا إليّ يسقطون.

“يا صاحبة السمو الناس أيضًا ليس لديهم منصب واحد فقط. لذا، إذا كانت الأميرة ستشهد أيضًا صراعًا بين منصبها كأميرة ومنصبها كزوجة لشخص ما. فماذا يجب عليكِ أنْ تفعلي؟”

“حسنًا، أعتقد أنني يجب أنْ أقوم بالأمر الأكثر أهمية أولاً.”

“فمَن سيقرر أنّ هذا مهم؟”

“همم…. والدي أو…..”

لقد تم تسميتها بالأميرة الأنانية، لكن في مثل هذه الأوقات، أدركتُ أنها لا تزال محاصرة في حدود التعليم التقليدي. 

هززتُ رأسي وأجبتُ.

“ماذا لو كانت حياة سموكِ تعتمد على ذلك؟ هل لا يزال بإمكانكِ تقديم العذر بأنكِ كنتِ تستمعين إلى شخص آخر؟ في النهاية، إنه اختياركِ.”

“أوه…. هاه.”

“هذا خياري أيضًا. أُفضّل أنْ يحميني والدي حتى الآن بدلاً من أنْ يزوجني والدي بأحد أفراد عائلة لودفيغ ويُشعل حربًا إقليمية دون استشارتي وبغض النظر عن النتيجة، فأنا سأتحمل مسؤولية اختياري، ولن أندم حتى لو انتقدني أحد على الاختيار الذي اتخذته.”

لقد كان خيارًا لا مفر منه، لكنهم لا يعرفون ذلك. أريدكِ فقط أنْ تفكري في الأمر.

“السيدة إيديث… بشكل غير متوقع أنتِ حكيمة.”

“هل هو غير متوقع؟”

“أنا آسفة حسنًا، صحيح. في الواقع، في المرة الأولى التي رأيتكِ فيها اعتقدتُ أنكِ متأثرة تماماً بالكونت ريغلهوف. لأنّ معظم الناس يقولون إنّ الكونت ريغلهوف قد أنشأكِ بالكامل. لكن بالنسبة لي. شعرتُ وكأنكِ كنتِ تراقبيه طوال الوقت.”

لا أعتقد أنّ الأميرة من النوع التي قد تفعل هذا. لكنني لا أستطيع أنْ أصدق أنها أدركت ذلك عندما تم خداع الجميع.

“لأنني كنتُ صغيرة وغير ناضجة في ذلك الوقت.”

ولم يكن هناك مكان للعودة إليه سوى منزل عائلة ريغلهوف. إيديث الأصلية لن تعيش هكذا لو كان لديها مكان تلجأ إليه.

“حسنًا، أنا لا ألومكِ على ما حدث في ذلك الوقت. فقط… أقول هذا لأنكِ تبدين أفضل بكثير الآن. أنا كثيرة الكلام، لذا أعتذر إذا كنتِ قد أسأتُ إليكِ.”

“لا. شكراً لكِ على صدقكِ معي.”

سيكون من الجيد أنْ يكون الجميع صادقين معي كما فعلت كاثرين الآن. ثم، لا داعي للقلق بشأن ذلك.

كاثرين، التي أومأت برأسها وابتسمت، أعادت نظرتها إلى الدوقة.

“أوه، بالمناسبة، أخبرني جلالته أنْ أسلم كلماته إليكِ. قال، يجب أنْ يكون الأمر على ما يرام، لكنني سأرسل بعض الفرسان الإمبراطوريين إلى قصر لودفيج في حالة حدوث ذلك.”

أوه، هذا اقتراح موثوق للغاية إنّ القوات الإمبراطورية التي تحمي هذه المنطقة ستكون كافية لوقف هجوم شين الذي حدث في القصة الأصلية.

لكن الدوقة هزت رأسها.

“لا، لا بأس، لا أستطيع أنْ أزعج جلالته بهذا الأمر بعد الآن. من فضلكِ قولي له ألّا يقلق كثيراً لأنّ لدينا ما يكفي من الفرسان لحماية هذا القصر.”

نظرتُ إلى الدوقة مع تعبير عن طرح سؤال لا، لماذا؟

كما عبست الأميرة كاثرين وحاولت إقناع الدوقة مرة أخرى.

“على العكس من ذلك، رفضكِ لن يؤدي إلّا إلى زيادة قلقه. لقد فعل هذا، لأنه حدث لمعاقبة مجموعة الخونة، ومن الطبيعي أنْ يتحمل جلالة الإمبراطور بعض المسؤولية.”

الدوقة هزت رأسها مرة أخرى.

“في معركة الحرب الإقليمية، يجب على العائلة الإمبراطورية أنْ تظل محايدة.”

“بالطبع، لن أرسلهم عن طريق نشر شائعات بأنهم من الفرسان الإمبراطوريين وسأجعلهم يرتدون مثل المرتزقة أو شيء من هذا القبيل قبل أنْ أرسلهم.”

“إذا تسربت شائعات، فهذا مثل إعطاء الأرشيدوق لانغستون عذرًا آخر.”

السبب الواضح لهذه الحرب الإقليمية هو الخلاف بين عائلتين، لذلك إذا اكتشفوا أنّ العائلة الإمبراطورية أرسلت فرسان إلى عائلة لودفيغ، فيبدو أنّ العائلة الإمبراطورية كانت تنحاز إلى جانب واحد من الحرب بين العائلتين. لكنها أصبحت مشكلة عندما طال أمد المعركة الإقليمية. عندما يتم الكشف عن أنّ الفرسان الإمبراطوريين يحرسون قصر لودفيغ، سيتم إعدام مجموعة المتمردين بأكملها. وبالطبع هذا رأيي بناء على معرفتي بالقصة الأصلية. لذلك قد ترغب الدوقة في توخي الحذر في النهاية.

كاثرين لم تستطع فعل أي شيء، لذا تنهدت وقبلت رأي الدوقة. 

فجأة وبنظرة مفاجئة، أخرجت الدوقة منديلها من جيبها ووضعته حول فم ليز.

“ليز.”

“ليز! هل أنتِ بخير؟” 

أصيبت ليز بنزيف في الأنف.

“آسفة. لماذا هذا فجأة؟”

أوقفت ليز أيضًا النزيف بتعبيرها المحير. تحول المنديل الأبيض الذي سلمته الدوقة إلى اللون الأحمر.

“يبدو أنّ ليز قلقة للغاية بسبب حرب الأراضي.”

عندما قلتُ الكلمات، اتصلت الدوقة على عجل بخادمة ليز. ويبدو أنها أصيبت بنزيف في الأنف من كثرة التوتر والقلق. نظرًا لأنّ ليز لم تكن على ما يرام عادت إلى غرفتها برفقة خادمتها، انتهى وقت الشاي في وقت أبكر مما كان متوقعًا.

عندما عدنا بعد رؤية الأميرة كاثرين، طرحتُ أسئلة على الدوقة.

“لكن يا أمي، ألن يكون الأمر أكثر أمانًا إذا ساعد الفرسان الإمبراطوريين في حراسة القصر؟”

“هممم…. هذا صحيح.”

“إذاً لماذا رفضتِ؟ هل هذا حقاً بسبب واجب الحياد الملكي؟”

“أعتقد أنّ هناك سببًا كبيرًا.”

كان موقف الدوقة غير مستقر بشكل غريب. ولكن بعد فترة، أمالت الدوقة رأسها.

“لماذا فعلتُ ذلك؟”

“نعم؟”

آه؟ أي نوع من رد الفعل هذا؟ بدت الدوقة شخصاً مختلفًا تمامًا عما كانت عليه قبل 30 دقيقة وكانت تندم على تصرفاتها.

“لا. ماذا يجب أنْ نفعل إذا رفضتِ ذلك بالفعل. القوة الدفاعية للقصر ليست صغيرة، لذلك لا داعي للقلق كثيراً.”

“هذا صحيح.”

لا، لقد قمتُ بالفعل ببعض الأبحاث الفرسان الذين لدينا الآن لا يكفون للقتال ضد جيش المرتزقة التابع لشين. هل السلوك الغريب للدوقة أيضًا يرجع إلى تدفق القصة الأصلية؟ إذا فكرتُ في الأمر، في القصة الأصلية لا توجد قصة عن إرسال العائلة الإمبراطورية فرسانها لحماية قصر لودفيغ. لهذا السبب هاجم مرتزقة شين. لقد ضعف التدفق الأصلي كثيرًا لأنني استوفيتُ استثناء الشرط الثاني وتغلبتُ أيضًا على تدخل المؤلف مرتين، ويبدو أنه لم يختف تماماً بعد. ربما لأنّ هذه هي الحلقة الأكثر أهمية في القصة الأصلية، حيث أموت كشريرة، لذلك أعتقد أنّ هذه الحلقة تسير مثل القصة الأصلية بدلاً من القصة المعتادة. لكنني لم أستطع مشاهدته وتركه يحدث. يجب ألّا أعطيهم أي عذر لمهاجمة القصر.

منذ ذلك اليوم فصاعداً، كنتُ أتجول في القصر كل مساء لأتأكد من وجود أي شيء غريب. هناك الكثير من الفرسان والخدم المرافقين لكن لا أستطيع التخلص من قلقي. هل سيستخدمون رائحة النوم مرة أخرى هذه المرة؟ السبب وراء تمكن شين من مهاجمة هذا القصر الذي كان فيه الكثير من الناس هو أنّ الباب الخلفي للقصر كان مفتوحًا، لذلك دخل بهدوء وأشعل البخور أثناء النوم في جميع أنحاء مكان القصر لإثارة الناس داخل القصر. بالطبع، لعبت الدور في الأصل صوفيا والجاسوس الذي تم زرعه في القصر مسبقًا. بما أنّ صوفيا لم تكن هنا، فمن المحتمل أنهم لن يستخدموا هذه الطريقة. لكن لن أعرف أبدًا. كما أنني لم أعرف مَن هو الجاسوس المزروع في هذا القصر. وربما لم يقم المؤلف بإعداده بشكل صحيح أيضًا. لذلك كان عليّ أنْ أتحقق من هذا القصر مع تجنب أعين الجواسيس المجهولين. أولًا وقبل كل شيء، لابد لي من التحقق من الباب الخلفي كل يوم. حتى لو كان التدفق الأصلي لا يمكن أنْ يستخدمني كجاسوسة. من المحتمل أنّ المؤلف استخدم الجواسيس المزروعين في هذا القصر لفتح الباب الخلفي بالجهاز. كنتُ في طريقي للتحقق من أقفال الباب الخلفي مع آنا، وعندما اقتربنا من الباب الخلفي، طلبت من آنا التحقق من الجانب الآخر. قد تشك بي وتسألني كيف توقعتُ أنْ يحدث هذا، إذا ظهر جهاز غريب هناك، سأكون في ورطة. لكنني التقيتُ بشخص لم أرغب في مقابلته كثيرًا.

“آه؟ ماذا تفعلين هنا؟”

كانت ليز واقفة ممسكة بمقبض الباب الخلفي. واستدارت ليز التي شعرت بوجودي، في صدمة.