اتصل الدوق لودفيغ بفيليب الذي ارشد إيديث الى القصر، وسأله.
“حسناً ما كان رد فعلها؟”
“لقد اتبعت توجيهاتي جيداً وادركت بشكل غير متوقع هيكل القصر، لقد احبت بشكل خاص قاعة سيستين حيث تم عرض الاعمال الفنية.”
“هل لاحظتَ اي شيء غريب؟”
“لا، على الاطلاق، بل على عكس الشائعات، اظهرتْ مظهراً كريماً للغاية.”
“هممم، لابد انّ الكونت ريغلهوف قد دربها على هذا القدر.”
نقر الدوق لودفيغ عابساً على نهاية مسند ذراع الكرسي باطراف اصابعه وهو يتأمل: “على الرغم من انها تدربت على يد ثعبان، إلّا انّ إيديث كانت مختلفة تماماً عن الشائعات، حتى في حفل الزفاف وبصرف النظر عن الفستان المبتذل الذي ارتدته، استقبلت الضيوف بوضعية انيقة على الرغم من انها كانت متعبة، فقد اظهرت ابتسامتها طوال يوم الزفاف، حتى عندما فعل كيليان مثل هذا الشيء الفظ اثناء تبادل الخواتم، لقد قبّلت إيديث الاطفال بلطف وتصرفت بهدوء شديد حتى لا يصبح الجو في قاعة الزفاف محرجاً، لم يتناسب ذلك مع اي من الشائعات المنتشرة بأنها مغرورة وفخورة بنفسها، من المفترض أنْ تكون الشائعات قوية ولكن… في الواقع. لقد هيّأت أنا والدوقة انفسنا لخبر أنّ إيديث ستأتي لالقاء التحية هذا الصباح. لقد سمعنا فعلاً أنّ كيليان لم يبق في غرفة العروس في الليلة الماضية. كنتُ على يقين من أنّ إيديث ستجادل وتشكو من طريقة تربيتي لاولادي أو ما اذا كنتُ أتجاهلها بنفسي. اعتقدتُ بأنّ إيديث كان لديها الكثير لتقوله. لكنني صُدمتُ لأنها جاءت فقط لتقول تحياتها. لقد قمتُ باستفزازها عمداً، لكن انتهى الامر بحصولي على هجوم مضاد لطيف…”
“كيليان! لقد جعلتَ الامر صعباً، عندما يحدث هذا، ليس لدينا المزيد لنقوله.”
ثم فكر الدوق لودفيغ: “ليس لأنّني لا أعلم أنّ كيليان يحب ليز. كنتُ أحب ليز مثل ابنتي وخططتُ لجعلها زوجة ابني كليف. ومع ذلك كان علي أنْ أقيد الكونت ريغلهوف حتى لا يربط نفسه بالارشيدوق لانغستون. ولهذا السبب لم أرفض عرض الكونت ريغلهوف لزواج ابني كيليان من إيديث ابنة الكونت ريغلهوف. على الرغم من شعوري بالاسف على ابني كيليان إلّا انني لم أتمكن من اعطاء إيديث لابني الاكبر كليف. وبعد الاقناع المستمر تزوج اخيراً كيليان من إيديث…”
[لا تجبرني على القيام بشيء اكثر من الزواج على ورق.]
تمتم الدوق لودفيغ بصمت: “لقد ابتعد كيليان وبدا وكأنه فقد روحه بعد أنْ ترك تلك الكلمة وراءه. ولم أتمكن من قول اي شيء. ومع ذلك، بما أنّ إيديث ترددت عنها شائعات بأنها فتاة شريرة؛ فقد اعتقدتُ بأنه حتى لو اهملها كيليان فسيظل لدي سبب لطرد إيديث لاحقاً. لكنني لم أكن أتوقع أنْ تكون إيديث هادئة وحكيمة ولطيفة الى هذا الحد.”
تنهد الدوق لودفيغ بعمق.
سعل فيليب واضاف كلماته.
“في الواقع، في طريق عودتنا شهدت السيدة إيديث السير كيليان وهو يتناول الشاي في الشرفة المقابلة.”
عند هذه الكلمات، القى الدوق لودفيغ نظرة قاتمة.
“شهدتْ؟ لا تقل لي.”
على شرفة قاعة المؤتمرات غالباً ما كان ليز وولديه يتناولان الشاي هناك.
“نعم، السير كليف والسير كيليان كانا يتناولان الشاي مع الانسة ليز هناك.”
غطى الدوق لودفيغ جبهته بيده.
“امس كان حفل الزفاف ولم يقض العريس الليلة مع عروسه، ورأت العروس العريس يغازل امرأة اخرى في صباح اليوم التالي. لم أستطع أنْ أقول شيئاً لأنّ ذلك سيجعل الدم يرتفع رأساً على عقب.”
“يجب أنْ تكون هناك فوضى.”
“هذا…”
قال الدوق لودفيغ بتوتر.
“ماذا قالت؟ هل يبدو أنه توجد طريقة لتهدئة الامر.”
لم يكن فيليب على دراية بمزاج الدوق لودفيغ المتوتر. كان رد فعل إيديث مفاجئاً لفيليب ايضاً.
“حسناً، لم تهتم على الاطلاق.”
“نعم؟”
“لا اعرف ما الذي كانت تفكر فيه في داخلها، لكنها لم تثر ضجة او تغضب ابداً، لقد مشت كما لو أنها لم تر شيئاً.”
حتى فيليب لم يكن ليصدق ما قاله بنفسه ولم يكن واثقاً من صوته.
لم يتمكن الدوق لودفيغ من قول اي شيء لفترة من الوقت لأنه كان سخيفاً. بعد تفكيره لفترة من الوقت كان الاستنتاج الذي توصل اليه هو هذا في النهاية.
“وهذا يعني أنّ إيديث ريغلهوف ليس سهلة ايضاً، تسك.”
بعد عودتي الى غرفتي وتناولي للافطار والغداء وتناول الطعام الذي احضرته الخادمة. قمتُ باعادة تنظيم الوضع الحالي من خلال تعرضي لاشعة الشمس الدافئة في الشرفة المتصلة بغرفتي. لقد تخليتُ فعلاً عن الكثير من الاشياء في هذه الرواية الرومانسية لتجسدي كشريرة. لكنني شعرتُ أنه سيكون من الصعب البقاء على قيد الحياة. افضل شيء هو أنْ اكون جزءً من هذه العائلة واقضي بقية حياتي بشكل مريح، ولكن هل الامر بهذه السهولة؟ لقد وعدتُ بعدم الحصول على حب زوجي والرضى بحياتي المعيشية الجيدة. لكن لم يكن من الممكن أنْ يقبلوني الناس في هذا المنزل. هل يجب أنْ اكون صادقة بشأن وضعي الحقيقي في عائلتي واطلب الحصول على التعاطف؟ حتى الآن، كل سمعتي كانت تُدار بواسطة والدي. لقد كنتُ في الواقع ابنة يُسيئ اليها والدها في كل فرصة….
بعد تفكيري في الامر هززتُ رأسي. من المستحيل أنْ يصدقوا عائلة لودفيغ ما اقوله، اضافة الى ذلك لماذا وافق كيليان على هذا الزواج في المقام الاول؟ اذا علم كيليان انني لا استحق حتى انْ اكون رهينة فسوف يلغي هذا الزواج على الفور. ثم لن اتمكن من العودة الى الكونت ريغلهوف وسيتم طردي مفلسة. والامر الاسوأ هو انه كان من الممكن أنْ أُقتل بكوني خائنة لعائلتي. ثم ماذا عن الطلاق والرحيل؟ وفقاً لنذور زواجي، في حالة الطلاق ساحصل على قصر صغير مدى الحياة ومبلغ من المال يكفيني للعيش لبقية حياتي. ستكون الطريقة الاكثر اماناً. لكنني اعتقد انه يجب عليّ أنْ اعرف اولاً ما اذا كان الطلاق ممكناً للنساء في هذا العالم. اضافة الى ذلك حتى لو كنتُ ارغب في الحصول على الطلاق يجب عليّ انْ اثبت انني لستُ مساعدة لوالدي. ولم يكن هناك ضمان بأنّ والدي لن يأتي ويؤذيني…
هذا صداع، ربما ينبغي عليّ الهروب في الليل، ربما هذه هي الطريقة الاكثر واقعية، الآن ينبغي علي أنْ افترض الأسوأ، احتاج الى طريقة لمعرفة كيف يسير العالم وتوفير المال. بالطبع كان هذا اجراء على افتراض اسوأ الاوضاع. الهدف النهائي هو الالتصاق بهدوء في زاوية في هذه العائلة وعيش حياة سعيدة. على اي حال، افترض انني تركتُ انطباعاً جيداً امام الدوق والدوقة لودفيغ. لأواصل التركيز على هذين الاثنين في المستقبل، اعتقد انه سيكون من الجميل أنْ ابدو جيدة لليز سنكلير ايضاً… ليز سنكلير هي امرأة مقدر لها انْ تكون الشخصية الرئيسية في هذا العالم. ومع ذلك حتى مجيئها الى عائلة لودفيغ لم تكن حياتها سهلة. لم يتعرف ابناء عائلة سنكلير على ليز كأختهم، وكانوا يتنمرون عليها باستمرار. بالنسبة لهم ليز كانت مثل الدمية التي يمكنهم التنمر عليها واللعب بها. بينما كان الدوق والدوقة يقيمان في منزل عائلة سنكلير اصبحت الدوقة مهتمة بليز لأنّ ليز انقذت الدوقة من الوقوع في حادث. في ذلك الوقت. غضب الدوق وزوجته اللذين علما بحياة ليز البائسة، من اساءة معاملة ليز الطيبة وحصلا على الحق في ليز بدلاً من المبلغ الكبير الذي تم اقراضه لعائلة سنكلير. بفضل هذا على الرغم من انّ ليز تحمل لقب عائلة سنكلير الّا انّ عائلة سنكلير لا يمكنها المطالبة بأي حقوق لليز بما فيها حقوق الوالدين. اذاً هذه هي الضربة التي حققتها ليز عندما تزوجت كليف. كان من الممكن لعائلة سنكلير أنْ ينتزعوا قطعة كصهر الدوق لكنهم اصبحوا عدو للدوق وخطوا على طريق السقوط…
بأي شكل من الاشكال ليز شخصية رئيسية تتمتع بالكثير من الحظ في هذا العالم. اذا كانت ليز بجانبي ربما يمكنني الهروب من مصير الموت. في الواقع، كانت هذه هي الفكرة التي خطرت على بالي عندما تجسدتُ كإيديث. لكنني كنتُ قلقة بهذا الشأن لأنني كنتُ متشككة بليز بشكل غريب. هل لأنّ إيديث جعلت ليز عدواً لها في القصة الاصلية؟ أنا فقط لا استطيع الثقة بليز ولا ارتاح في التعامل معها. ربما السبب هو أنّ إيديث وليز لديهما علاقة متضادة كالماء والزيت. حتى لو لم يكن الامر متعلقاً بشخصياتهما، فكيف يمكن للرجل الذي تحبه إيديث يكون في حضن المرأة التي يحبها؟ بالطبع لم يكن هذا شرطاً بالنسبة لي، لكنني لم ارغب في الاقتراب من ليز لأنني اعرف أنّ ليز هي التي اسقطت إيديث وكانت سبب قتلها. في الوضع الحالي اذا حاولتُ اجبار نفسي على الانسجام فقد يساء فهمي، من الافضل انْ ابقى لطيفة مع الحفاظ على احساس مناسب بالمسافة…
لكن كان من المستحيل انْ اترك يدي فارغة. بصرف النظر عن وجودي، اولاً وقبل كل شيء دعينا نحقق في الاشخاص الثلاثة دون انْ يلاحظني احد. يقال اذا كنت تعرف عدوك يمكنك الفوز في المعركة. البحث والتحقق ضروري للبقاء على قيد الحياة في هذا العالم. ولعل اهم شيء في التحقيق هو الشخصيات الرئيسية الثلاثة…
في اليوم التالي قررتُ أنْ ارتدي ملابس بسيطة قدر الامكان واراقب الثلاثة من بعيد متظاهرة برؤية الهيكل الداخلي للقصر بعد امساك منظار الاوبرا الخاص بي. عندما اجد المكان الذي توجد فيه ليز، من الطبيعي أنْ يتبعها الاثنان الآخران. تذكرتُ القصة الاصلية وبحثتُ عن الاماكن التي يمكن انْ توجد فيها ليز، قاعة الاجتماعات والفناء والتراس في الطابق الثاني والحديقة…
لقد وجدتُ ذلك اخيراً، ولكن لماذا انتِ بالخارج؟ مازال الجو بارداً…
تحت شجرة كبيرة في الحديقة، كانت ليز تقرأ كتاب بشكل مثالي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 8"