عضت ليز شفتيها وتنهدت مرة اخرى وأمسكت بحافة فستانها.
“لقد اعتنيتُ بالسيدة إيديث في وقت سابق، اثنت السيدة إيديث على فستاني، اعتقدتُ أنها مجرد مجاملة في ذلك الوقت لذلك كنتُ سعيدة.”
الفستان الذي ارتدته ليز اليوم هو الذي اشتراه لها كيليان. كما أنّ كيليان هو الذي ارادها أنْ ترتدي هذا الفستان في يوم زفافه. حاولت ليز الرفض واخبرته بأنّها إذا ارتدت فستان ابيض في يوم زفافه فإنّ ذلك سيكون غير مناسب بعض الشيء. لكن كيليان تحدث بجدية وقال بأنّه لون عاجي وليس أبيض. الى جانب ذلك كان فستان إيديث ابيض اللون وبه الكثير من الخيوط الذهبية وبدا فاخراً ورائعاً ومبهراً اكثر من الفستان الذي اشتراه كيليان لليز. اعتقدت ليز أنّ الفستان المحتشم سيكون جيداً لهذا قبلت طلب كيليان…
ومع ذلك اعتقد كيليان بأنّ مجاملة إيديث بقولها الفستان يناسبكِ جيداً هي سخرية، وظن كيليان بأنّ إيديث ضحكت على ليز…
ابتسم كيليان بشكل واسع عندما ذكرت إيديث فستان ليز ولا شيء آخر.
فكر كيليان: “هل شعرتْ السيدة إيديث بالإهانة؟ إنه امر مثير للسخرية للغاية أنْ تتجادل مع ليز العاجزة في حين أنها تعرف حقيقة أنّ عائلة لودفيغ هي التي أعدت فستان ليز…”
ومع ذلك كيليان لم يتمكن من رؤية ليز حزينة بالتحدث بهذه الطريقة.
“ليس حقاً، فكري في الفستان الذي ارتدته اليوم، لم تكن حساسة تجاه فستانكِ، أليس كذلك؟”
“هاه، السيدة إيديث كانت جميلة حقاً اليوم، أليس كذلك؟ إنها حقاً مبهرة ومشرقة و…”
“لقد كانت مبتذلة.”
“ماذا، ماذا تقصد بذلك كيليان! أليس من المبالغة أنْ تقول بذيئة لزوجتكَ؟”
سرعان ما خفف كيليان من نظرته الشرسة عندما بدت ليز مصدومة.
“أنا آسف، هل كانت كلماتي قاسية بعض الشيء امامكِ؟”
“إنه ليس شيئاً لتشعر بالاسف من اجلي، ولكن يجب أنْ تشعر بالاسف تجاه إيديث! ألَا تشعر بالاسف عليها؟ لقد أتت الى هنا بمفردها الى مكان لا تعرف فيه احداً، فقط تثق في كيليان، يجب أنْ تعتني جيداً بإيديث.”
ومع ذلك فإنّ طلب ليز من كيليان ليقوم بالاهتمام بإيديث آذى قلب كيليان. أمسك كيليان ليز من معصمها وسألها بصوت منخفض.
“هذه الكلمة، هل أنتِ جادة؟”
“كيليان!”
“أنتِ قاسية جداً يا ليز، لا تعرفين كم تحمّل قلبي لهذا اليوم، أم لأنكِ لا تعرفين حقاً؟”
ارتجفت عيون ليز بقلق.
كان كيليان على يقين بأنّ ليز تعرف قلبه. وكان يظن بأنّ ليز لا تستطيع التعبير عن أي رأي بخصوص هذا الزواج. وكان يعتقد بأنّ هذه هي طريقة ليز في تهدئة قلبه. وفكر كيليان بأنّ هذا هو السبب الذي جعلها تخبر كيليان بأنّ يعلق قلبه بإيديث، لكي لا يحزن كثيراً!
“ليز.”
“كيليان، أنا، أنا.”
لم يتمكن كيليان من العثور على ما يقوله لليز ورفع ذقن ليز في حيرة.
تمتم كيليان: “كم كان وجه ليز المتفاجئ جميلاً، كم كنتُ ارتاح في ذلك الحنان والبراءة مثل اشعة شمس الربيع.”
اقترب كيليان ببطء من ذقن ليز.
“ليز.”
لولا ظهور كليف، لكان كيليان اليوم قادراً على تقبيل ليز.
ضحكت ليز بمكر عندما سمعت كلمات كيليان ولكنها تجاهلته كأنها لم تسمعه!
الشخصية الرئيسية كليف أفسد اللحظة الثمينة للشخصية الفرعية كيليان. جاء كليف بوجه هادئ وكأنه لم ير المشهد الذي كان فيه الاثنان على وشك التقبيل.
“لقد كان الوقت منتصف الليل وتفاجأتُ بعدم وجودكِ في الغرفة يا ليز، ولكن لماذا أنتَ هنا يا كيليان؟ لقد تركتَ العروس وحدها.”
“إذا كنتَ تشعر بالاسف عليها؛ يجب أنْ تذهب لتريح تلك المرأة.”
“لا اريد أنْ أخلق فضيحة حول طمعي بزوجة أخي.”
مع عدم تراجع كليف على الاطلاق عندما يتعلق الامر بليز، لم يكن امام كيليان خيار سوى الابتعاد. اعتقدَ كيليان بأنه اذا كانت هناك شائعة مفادها بأنّ الاخوين لودفيغ تشاجرا بسبب ليز في ليلة زفاف كيليان فستكون ليز في ورطة.
لذلك فكر كيليان: “لا اريد أنْ اجعل الامر صعب على ليز، لأنها لا تزال تعاني من الشائعات التي كانت مزعجة بما فيه الكفاية…”
شعر كيليان بألم سكين حاد يقطع قلبه. فذهب الى غرفة نومه واخرج مشروباً. لقد كانت ليلة شعر فيها أنه يجب أنْ يشرب لينام.
كنتُ سأنام جيداً حتى تشرق الشمس في وسط السماء. لكن عيناي فُتحتا بشكل طبيعي في الصباح. على الرغم من تجسدي كإيديث، الّا أنّ المنبه البيولوجي لموظفة المكتب التي استيقظت في الساعة السادسة صباحاً كان لا يزال يعمل. أوه، أنا متعبة، آه. وبالطبع. على عكس ما توقعتُ بأنّ جسدي كله سينكسر ويتألم، أبدو صحية جداً وجيدة جداً. واو، هل هذه صحة جسد فتاة تبلغ من العمر 21 عام وسليمة جداً؟ لم اكن بصحة جيدة حتى عندما كان عمري 21 عام. لذلك يجب أنْ تكون هذه مشكلة اساسية في صحة الجسد وليس بسبب العمر. هذا جيد جداً، هذا رائع حقاً. لقد كنتُ سعيدة جداً لأنني لم امرض طيلة الاسبوع الماضي لأنني كنتُ اعاني. لقد واجهتُ وقتاً عصيباً ليلة امس…
وكما يقول المثل الجسم السليم في العقل السليم. لذلك ارى الوضع بشكل اكثر ايجابية لأنني لم اشعر بأي ألم. إذا قمتُ بعمل جيد فقد اكون زوجة ابن جيدة، زوجي ممسوس بامرأة اخرى ولكن اهل زوجي مختلفون. يقولون إنّكِ اذا تزوجتِ فأنكِ تكرهين الحب. ولكن طالما أنني استطيع انْ اكون محبوبة من قبل اشخاص يطلق عليهم الوالدين فلا يهمني. حسناً، دعينا نحييهم أولاً. بدا الامر وكأنه ثقافة تقليدية كورية. ولكن لا يوجد اي اهل زوج يكرهون زوجة ابنهم التي تأتي لتحيتهم في الصباح بعد حفل الزفاف. اضافة الى ذلك. أليس من قواعد البقاء في الرواية الرومانسية للشخصية الشريرة هو الفوز بدعم الشخصيات الداعمة؟!
لذا. بحماسة نهضتُ بسرعة. ثم توقفتُ. هل يجب أنْ اضع بعض الدم على السرير؟ في احدى الروايات الرومانسية التي قرأتها قام زوجان نبيلان بالبحث في فراش ابنهما وزوجته لرؤية بقع الدماء لمعرفة ما اذا كانا قد قضيا ليلتهما الاولى حيث يعترفون رسمياً بالزواج بعد تأكيده بهذه الطريقة. لكن سرعان ما هززتُ رأسي فإذا فعلتُ شيئاً كهذا وفقاً لشروطي الخاصة فقد ينقلب كيليان رأساً على عقب. فكيليان رجل يحتفظ بجسده العفيف لليز. رجل عفيف وسيم جدًا، هذا جيد، ولكنني اعتقد أنّ احتفاظه بعفته أمر مبالغ فيه بعض الشيء على الرغم من أنه مجرد شخصية فرعية…
في القصة الاصلية، هل عاش كيليان الذي لم يتخلى عن حبه لليز رغم أنّ ليز لم تختره؛ محتفظاً بعفته حتى وفاته؟ يجب أنْ أعلن الحداد على كيليان المسكين!
عندما سحبتُ الحبل الذي يتم فيه مناداة الخادمة كما في الرواية لم استطع إلّا أنْ اضحك…
“صباح الخير يا سيدتي.”
“صباح الخير، اريد أنْ اغسل وجهي، وساعديني في ارتداء ملابسي.”
“نعم سأحضر الماء لغسل وجهكِ خلال دقيقة.”
على عكس صوفيا، هذه الخادمة لم تكن قادرة على التواصل معي بالعين وتحني رأسها. غادرت الخادمة الشخصية دون أنْ تصدر صوتاً حتى لخطواتها…
سيدة! بغض النظر عن عدد المرات التي سمعتها فيه فهو لا يزال غريب. على الرغم من أنني متزوجة، لكنني مازلتُ سيدة. ولم يتم مناداتي بسيدة لودفيغ خوفاً من الخلط بيني وبين الدوقة. بدا لي أنه عاجلاً ام آجلاً سيتم منح كيليان جزءً من مُلكية الدوقية ولقب الكونت. وعندها فقط سيتم مناداتي بلقب الكونتيسة. ماتت إيديث في القصة الاصلية دون أنْ تسمع صوت زوجها…
أخذتُ نفساً عميقاً وفكرتُ في فكرة عميقة، وتوصلتُ لنتيجة أنني إذا فعلتُ شيئاً خاطئاً فسوف اتّبع مصير إيديث في القصة الاصلية. وبمساعدة خادمتي حاولتُ تحويل مظهري لشكل زوجة ابن حقيقية. لكن المشكلة كانت في الملابس، لم تكن هناك بضعة فساتين ارسلتها لي عائلة ريغلهوف لاظهار ثروة العائلة، كانت جميع الفساتين مليئة المجوهرات ومحفورة بعمق في الصدر. لذلك لم تكن مناسبة ومحتشمة…
“ما اسمكِ مرة اخرى؟”
“اسمي آنا يا سيدتي.”
“نعم يا آنا، اذهبي الى غرفة الخياطة واطلبي من الخادمات تغطية جزء الصدر من هذا الفستان بطريقة طبيعية وازالة الزخارف الفاخرة، اسرعي.”
“نعم سيدتي.”
لم تشتكي آنا من تعليماتي. لكنها اخذت فستاني وركضت على الفور لغرفة الخياطة في قصر الدوق. بالنظر لتصرف آنا المطيع شعرتُ بمدى سوء معاملة صوفيا خادمة عائلة ريغلهوف لي. حسناً، في نظر التابعين، كانت مجرد كلب مخلص لعائلة ريغلهوف. لقد كان حقاً امراً رائعاً أنني تركتُ صوفيا التي كانت تتزين بجمالي. رغم أنها مجرد كلب لريغلهوف…
بينما عادت آنا، قامت بتصفيف شعري ووضعت لي احمر شفاه خفيف وعطر. وقامت خادمات غرفة الخياطة سريعات البديهة في قصر عائلة الدوق باصلاح فستاني وارسلوه لي. وعندما طلبتُ منهم تغطية منطقة الصدر العميقة في الفستان، قاموا بامساك الرتوش في ذلك الوقت القصير واصلحوه كما لو كان الفستان مصمماً في الاصل على هذا النحو. لقد اخرجوا الزخارف الفاخرة والآن يمكنني ارتداؤه. سأضطر الى اصلاح بقية الفساتين في اقرب وقت ممكن، كيف ارتدي تلك الاشياء؟
تنهدتُ قليلاً وأنا انظر الى فساتين إيديث المتراكمة مثل الجبل. للوهلة الاولى. تبدو فاخرة جدًا لذا فهذا جنوني. كان من الواضح أنني إذا ارتديتُ شيئاً كهذا فإنّ شعب الدوقية سيختموني بقوة على أنني إيديث المترفة والمثيرة. على أي حال، في الوقت الحالي التحيات تأتي اولاً…
حتى لو اجاب الذكاء الاصطناعي اعتقد أنه سيكون اكثر صدقاً من آنا. لأنّ الناس في هذه العائلة يجب أنْ يكونوا حذرين مني. لا اعرف اذا كان الخدم قد أُمروا أنْ يكونوا حذرين فيما يقولوه أمامي، لقد قررتُ أنْ اكون كريمة مع آنا…
“إذا قلتِ ذلك، فسيكون الامر كذلك، هل سترشديني الى غرفة الدوق؟”
“نعم سيدتي.”
قمتُ من الكرسي وابتسمتُ بخفة. مررتُ عبر الردهة وتوجهتُ الى غرفة المعيشة المتصلة بغرفة الدوقة…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 6"