“والآن دعنا نعود إلى القلعة.”

“نعم.”

ونزلا من جبل فيلياك وعادا إلى مقر الإقامة الدائم. كان فنسنت كبير خدم القلعة الذي رحب بمالك العقار بعد فترة طويلة محمومًا. وعندما سمع الخدم بقدوم المالك كنسوا ومسحوا داخل القلعة وخارجها، لكن لا يبدو أنه راضٍ. في الواقع، كان الأمر نفسه مع کیلیان. ولم تُترك القلعة إلّا للحارس لذلك لم يكن هناك أي زخرفة على الإطلاق ولم يكن هناك أي رفاهية ضرورية لحياة النبلاء. 

تمتم كيليان في نفسه: “القلعة نفسها تمّت صيانتها بشكل جيد، لكن الديكور الداخلي والأثاث خشن للغاية. إيديث، إلى أي مدى ستكون سعيدة بالقلعة القديمة مثل هذه؟ على الرغم من أنها من عائلة حقيرة، إلّا أنّ مستوى ثروة الكونت ريغلهوف لم يكن شيئًا يمكن الاستهانة به. كان المبلغ الذي أنفقته الأسرة على ملابس إيديث مذهلاً، لذلك لم يكن من الممكن أنْ يلفت انتباهها هذه القلعة القاسية. عندما أعود إلى العاصمة، سيتعين علي العثور على حرفي أثاث جيد أولاً. سأضطر للبحث عن المفروشات والستائر، أما بالنسبة للأشياء الاخرى، ينبغي لي أنْ أطلب منها أنْ تبحث عنهم. لم يكن هناك وقت لإضاعته، حيث حصلتُ على اللقب قريبًا. لقد خططتُ للنزول إلى مُلكية رايزن دون تردد. إذا كان هذا مكاناً يجب أنْ آتي إليه على أي حال، فمن الأفضل أنْ آتي عاجلاً ولیس آجلاً لتفقد المنطقة، ولم يعجبني حقيقة أنه لا تزال هناك مشاكل تتعلق بإيديث في منزل الدوق. إذا ابتعدَت إيديث عن الحفلة أو الحياة اليومية الفاخرة، فهل ستواجه وقتاً عصيبًا؟ ولكن ماذا يمكنني أنْ أفعل؟ هناك أشياء عليها تحمّلها لتصبح كونتيسة. بالتفكير في الأمر، إيديث لم تحضر أي حفلة منذ أنْ تزوجتني. ربما سنتفق على ما يرام هنا. إذا كانت تواجه وقتًا عصيبًا، فيمكنني إرسال إيديث إلى العاصمة خلال فصل الشتاء. هل سأكون قادرًا على القيام بذلك بشكل جيد؟ كانت هناك مخاوف بالتأكيد، لكنني قررت أنْ أكون متفائلاً بالمستقبل.”

أثناء إقامته في رایزن تحدّث كيليان بعمق مع والده عن مشاكل المُلكية والاتجاه الذي يجب أنْ يسعى إليه في المستقبل وعاد إلى العاصمة. 

بالنسبة لكيليان، كان هذا هو الوقت الذي امتلأ فيه قلبه بفكرة الاستقلال، ولم يدرك حتى أنّ إيديث كانت في منتصف كل أفكاره.

لقد بزغ فجر يوم البازار الذي طال انتظاره. کیليان الذي ذهب لتفقد الممتلكات التي كان سيحصل عليها، عاد بالأمس، ولكن حتى بعد عودته، لم يُظهر حتى أنفه لأنه كان لديه الكثير ليناقشه مع الدوق والدوقة. حسنًا، إنه ليس ملزماً بإبلاغي، لكن. ولحسن الحظ، كنتُ مشغولة أيضًا بإكمال أعمال التطريز الخاصة بي، لذلك لم يكن لدي الوقت للندم على غيابه…

“هل أنتِ متأكدة من أنّ الأمر يبدو جيداً حقاً؟”

“بالطبع يا سيدتي الكثير من الزوجات ليس لديهن هواية في التطريز، لذا فهذا جيد بالنسبة لهن.”

لقد كانت آنا تكافح من أجل الإجابة على أسئلتي القلقة لعدة أيام بالفعل. لا يبدو أنّ هناك أي شيء يمكنني فعله حيال ذلك، لكنني أزعجتُ آنا عدة مرات لسماع الإجابات. حسناً، كان ذلك لأنّ لينان كان ينتقد هذا. بعد ذلك، قمتُ بعمل عدة نسخ أخرى واخترتُ ثلاثة فقط من أفضل النسخ للبازار. وكان ذلك أيضًا غير ملحوظ لكن توتري هدأ عندما بزغ فجر البازار الصباحي. نعم، حسنًا، ليس الأمر وكأنني سأموت لمجرد عدم بيعه؟ هذه الحلقة فقط لإظهار الفرق في موهبة التطريز بين ليز وإيديث، لذلك ليس هناك خطر على حياتي إذا حدث خطأ ما…

وضعتُ في حقيبتي ثلاثة مناديل بذلتُ جهدًا كبيرًا في صناعتها، وأخرجتُ فستاناً وارتديته. وهذا أيضًا فستان تم تعديله عندما تزوجتُ. كان الفستان القطني ذو اللون الفاتح الذي أزلتُ كل الدانتيل والكشكشة والأشرطة الصاخبة، أنيقًا جداً للوهلة الأولى لدرجة أنه بدا وكأنه زي موحد تقريباً. ولكن في الوقت نفسه، لا يزال هذا الفستان يتمتع بطعم منعش ولطيف. السيدة إميلي ماهرة جداً. أنا أحب كل الفساتين العشرة التي عهدتُ إليها بتعديلها، لأنّ الفستان كان أجمل بكثير وبدا طبيعياً أكثر مما طلبته… 

بعد الاستعداد للذهاب إلى البازار، خرجت ليز أيضًا مرتدية فستانًا رائعًا، فستان جميل بقماش أزرق فاتح وشريط وردي يناسب ليز.

ابتسمت ليز بشكل مشرق وأثنت عليّ.

“هاه؟ إيديث أنتِ جميلة جداً اليوم.”

“ليز مبهرة اليوم. هذا الفستان، كنتُ أعلم أنه سيبدو رائعًا عليكِ.”

ثم خرج كليف وقال.

“الفستان جميل حقاً، أليس كذلك؟ السيدة رويال مذهلة للغاية. تتمتع السيدة رويال بمهارات رائعة. لكنها تعني أنكِ جميلة. أليس الأمر كذلك يا إيديث؟ بالطبع.”

تساءلتُ عن سبب ظهور كليف، ونظرت الدوقة إلينا وقالت.

“سوف نتأخر. فلنغادر أولاً. وسيأتي الدوق وكيليان لاحقاً.”

أوه. أعتقد أنّ العائلة بأكملها ستذهب اليوم. لقد تبعتهم، متوقعة رؤية كيليان اليوم ولكن بعد ذلك فكرتُ في الأمر وأدركتُ أنه لن يحدث لي شيء جيد إذا ظهر. لا أعتقد أنّ شخصية كيليان الأساسية تغيّرت لمجرد أنّ القصة الأصلية حدثت بشكل خاطئ مرة واحدة. حتى لو جاء كيليان إلى البازار اليوم، فمن المحتمل أنّ كيليان يتشاجر مع كليف لشراء أعمال ليز الفنية. صعدتُ إلى العربة، على أمل أنْ يمر اليوم دون أي مشاكل… 

في حديقة الكونت إيرمينيا، حيث أُقيم البازار، كان العلم المزخرف يرفرف، وتم إعداد الشاي المثلج البارد والأطعمة الخفيفة في الخيام في كل مكان. لم أتوقع الكثير بعد مجيئي، ولكن عندما رأيتُ السماء الزرقاء والرياح الدافئة والمظهر البهيج للأشخاص المتحمسين، أصبحتُ متحمسة أيضًا…

صاح أحدهم.

“إذا أحضرتم أشياء للبازار يرجى تقديمها هنا.”

ذهب الأشخاص الذين أحضروا الأغراض إلى الخيمة هناك. لقد تبعتُ أيضًا الدوقة وليز، وأخرجتُ ثلاثة مناديل متواضعة، ووقعتُ على قائمة التبرعات، ثم عدتُ بعد ذلك، جلستُ في الخيمة المخصصة لنا وأجريتُ محادثة خفيفة أثناء شرب الشاي. حييتُ أيضًا أولئك الذين جاؤوا لتحية الدوقة. ارتدت الدوقة فستانًا أزرقا اختارته ليز لها عندما اتصلت بمتجر رويال للملابس وحظيتْ الدوقة بإشادة الناس.

“أنتِ تبدين جيدة حقاً في هذا الفستان هل حصلتِ على فستان جديد؟”

“نعم. لقد اتصلتُ بالسيدة رويال لأول مرة منذ فترة طويلة. إنه تصميم اختارته ليز ما رأيكم؟ هل هو جيد؟”

“بالطبع إنه مناسب تماماً كما لو كان مصمماً للسيدة! الآنسة ليز لديها عين رائعة.”

كما هو متوقع، كنتُ أعرف أنه سيكون من هذا القبيل. ومع ذلك، فمن حسن الحظ أنه لا تتم مقارنته مباشرة بالتصميم الذي اخترته على أي حال، لم أستطع الجلوس ساكنة في هذا الحدث الممتع…

“إيديث سمعتُ أنّ البازار قد بدأ. لماذا لا نذهب لننظر حولنا؟”

في الوقت المناسب، اقترحت ليز أيضًا بصوت متحمس، كنتُ أنتظرها حتى تنهض فأومأتُ لها برأسي بخفة وبدأتُ أتجول معها في حدث البازار. 

رائع هذا مذهل. أولئك الذين يجيدون الطبخ صنعوا وتبرعوا بأشياء مثل فطائر البقان وفطائر التفاح أيضًا المجوهرات غير المستخدمة. وشوهدت مادة نادرة من دول أجنبية…

“تلك الأقراط، أليست جميلة؟ هذا لطيف جداً. أوه أعتقد أنّ شخصا ما حصل على هذا السوار. هناك شريط عليه. لا أستطيع أنْ أصدق أنها بيعت بالفعل. أعتقد أنّ البازار اليوم سيكون تنافسياً للغاية.”

أشارت ليز في كل مكان بحماس.

كنتُ في مزاج جيد دون سبب، لذلك كنتُ أتسكع كما لو كنتُ صديقة لها. وكليف الذي يتبعنا كما لو كان مرافقنا، ربما وضع شريطًا على ما قالت ليز إنه جميل.

اضطررتُ إلى ابتلاع لحظة من الإحراج عندما وقفتُ أمام عرض الأعمال الفنية التي تم التبرع بها. قالت آنا إنّ منديلي كان جيدًا بما فيه الكفاية، لكن عندما رأيتُ عملًا كبيرًا منسوجاً أو مطرزا بكل التقنيات المعقدة، كان فمي مفتوحًا على مصراعيه. حتى عمل شال ليز بدا عادياً. آنا، أنتِ كاذبة. لقد كانت لطيفة بالطبع، لكن لو كنتُ أعرف أنّ الأمر بهذا القدر، لأحرقتُ المنديل.

أخذتُ ليز بسرعة بعيدًا لمنح كليف فرصة للاستيلاء على شال ليز. ليس لأنني أُحرج من النظر إلى أعمالي، ولكن من أجل البطل الذكر، تركنا كليف خلفنا بهذه الطريقة، وتوجهنا إلى الخيمة وبطريقة ما مررنا بامرأة ذات مظهر كريه مع ابنتها، أو ربما نظر إلينا أصدقاؤها من الأعلى والأسفل.

“لسبب ما، لا أشعر أنني بحالة جيدة.”

لقد كان الوضع مألوفًا جداً بالنسبة لي لأنني عشتُ في العصر الحديث. إنها مثل مجموعة من الشخصيات تنتظر الشخصية الرئيسية…

“لقد مر وقت طويل منذ أنْ زرت العاصمة لذلك لا أستطيع التعود على العالم الاجتماعي هذه الأيام. لا أستطيع أنْ أصدق الابنة غير الشرعية التي تتجول في البازار.”

“أمي كوني حذرة فيما تقولين ليس فقط أي إبنة غير شرعية، بل ابنة غير شرعية تعيش كضيفة على دوق لودفيغ. أنتِ تعرفين مدى اهتمام الدوق والدوقة بها.”

“حقاً؟ إنّ دوق ودوقة لودفيغ شخصان مشهوران جدًا. ألَا تعتقدين أنهما يحتفظان بها كحيوان أليف؟”

نظرتُ إليهم بعيون عابسة، وهم يقولون أشياء سخيفة، وفجأة شعرتُ بيد ليز ترتعش فأدرتُ رأسي. كان رأس ليز ينظر إلى الأسفل وأمسكت بذراعي بقوة كما لو كنتُ شريان حياتها. شعرتُ فجأة بشعور بالواجب.