كليف كان يبتسم من الأذن إلى الأذن. لكن كانت تعابير كيليان وليز متحجرة بشكل مثير للشفقة. ومع ذلك، بدلاً من الشعور بالأسف تجاه كيليان، أشعر بالانزعاج قليلاً من سلوك كليف الذي دفعني إلى المشاركة في هذه المعركة. أعلم أنّ كيليان يحب ليز وأعلم أنه أُجبر على الزواج مني، وأعلم أنني في وضع لن يحبني فيه كيليان أبداً، فالأمر أشبه باللعب مع شخص ما على كف اليد…

لذلك، دون أنْ أدرك ذلك، أجبتُ بنبرة غير مبالية…

“لا أهتم.”

“نعم؟”

“حسنًا، من واجب كليف بصفته وريثاً أنْ يتفقد التركة، لذا إذا كنتَ تريد الذهاب، فاذهب فحسب، ومَن أنا لأخبركَ بما يجب عليكَ فعله بذلك؟”

“هذا ليس ما أعنيه.”

“ولكن لأكون صادقة بشأن اصطحاب الآنسة ليز معكَ، أعتقد أنّ هذا أمر مبالغ فيه بعض الشيء، الرحلات الطويلة شاقة للغاية، ولا أعتقد أنه سيكون من العدل أنْ تطلب من ليز القيام بشيء كهذا لأنّ ليز ليست زوجة كليف.”

ربما كانت إجابتي غير متوقعة، تغيّرت تعابير كليف وكيليان في الحال. كان كليف لا يزال يبتسم، ولكن بطريقة ما بدا باردًا، وبدا كيليان متفاجئاً بعض الشيء. وليز؟! آه ما تعبير ليز هذا؟ اعتقدتُ أنها ستشعر بالحرج بسبب الشجار بين الأخوة، لكن بدلاً من ذلك، أنزلت ليز رأسها وابتسمت بخبث. شيء ما فيها، سلوكها غريب. لا أعرف لماذا، ولكني شعرتُ بشعور غريب بشأن سلوك ليز. بفضل دفاعي، خرجتُ من الموقف المحرج لذلك قد أشعر أنني بحالة جيدة، ولكن. بطريقة ما، يخبرني شعوري أنّ هذا ليس نوع رد الفعل الذي أتوقعه من شخصية تدعى ليز…

“كليف، هل أنتَ حقاً بحاجة للذهاب في جولة في التركة الآن؟”

ومع ذلك، عندما نظرتُ للأعلى مرة أخرى لليز، لم تكن الابتسامة الخبيثة على وجهها مرئية في أي مكان ولم يتبقّ سوى تعبير قلق لا يمكن إلّا أنْ تفعله ليز كل مرة. هل رأيتُ ذلك خطأ؟ حسناً، ربما كان الأمر كذلك. زوايا فمها مرتفعة دائماً، لذا فهي تبدو دائماً مبتسمة….

“لا، أنا فقط أقول.” 

أراح كليف ليز بابتسامة حقيقية، وليست الابتسامة المزيفة التي استخدمها معي. ثم نظر إليّ مرة أخرى وابتسم.

“يبدو أنّ زوجة أخي تتمتع بقلب كريم للغاية.”

ذلك الوغد، لقد كان وغدًا حتى النهاية. الشخص الذي يتظاهر بأنه أكثر نضجاً، بدلاً من كيليان المنفتح. لا يوجد شيء أسوأ من الأحمق الذي يتظاهر بالاسترخاء ثم يلتقط بذور اليقطين خلف ظهرك…

“أحاول أنْ أكون كريمة. حتى الآن.”

هل أنتَ الوحيد الذي يستطيع فعل ذلك؟ أنا أعرف كيف أفعل ذلك أيضاً. التفتُّ لمواجهة كليف وأعطيته ابتسامة مشرقة…

ومن الغريب أنه كان مخيفاً بعض الشيء أنْ أرى كيليان يُحدّق بي. كيليان هل رأيتَ أنني إلى جانبكَ؟ حتى لو كنتَ تشعر بالسوء قليلاً، لا يجب أنْ تقتلني حسناً؟ بهذا الإيثار، غمزتُ لكيليان قليلاً. حتى وجهه الذي تم تشويهه في الحال كان وسيمًا أيضًا…

عندما عدتُ إلى غرفتي بعد وقت الشاي الغريب، جلستُ أمام مكتبي وتذكرتُ بعناية القصة الأصلية. أحتاج إلى تنظيم أعلام إيديث الميتة… 

قواعد البقاء على قيد الحياة في الرواية الرومانسية متجسدة كإمرأة شريرة. أوه، انها طويلة جداً من الآن فصاعداً، سأسميها قاعدة البقاء. على أي حال، جميع الشخصيات الرومانسية في روايات التجسد تسترجع القصة الأصلية وتضع خطة لتنظيم الأعلام الستة وتجنبها، لذا، كان عليّ أيضًا تنظيم الأشياء الشريرة التي فعلتها إيديث في القصة الأصلية ومعرفة كيفية تجنبها… 

أخرجتُ قطعة من الورق وكتبتُ الصراع بين ليز وإيديث في القصة الأصلية خطوة بخطوة. أعتقد أنه يمكنني تجنب وضع السم في شاي ليز أو إطلاق ثعبان سام في غرفة ليز لأنني لم أحضر صوفيا معي؟ صوفيا تدخل حيّز التنفيذ بسرعة ودقة كلما أعطتها إيديث كلمة. وبهذا المعنى، صوفيا هي شريرة أكبر من إيديث. مثلاً، كصديقتها التي تحضر كل ما تطلبه في وقت قصير وهي أكثر قوة من رجل المباحث، مرة أخرى، كان من الجيد أنْ أترك صوفيا خلفي. لكن هذه لم تكن المحاولة الوحيدة التي قامت بها إيديث الاصلية لإيقاع ليز أو قتلها. لقد ذهبت إيديث الاصلية إلى جميع أنواع الحفلات وتحدثت عنها، وسكبت الماء الساخن على رأسها أثناء سيرها في الحديقة وأعطتها إبر التطريز المسمومة. اضافة الى ذلك، كانت الكعكة التي أرسلتها ليز لها مسمومة قليلاً، وأكلتها بنفسها. آه، تلك العاهرة. حاولت إيديث أنْ تأكل السم بنفسها وتصوّر ليز على أنها سممتها. لكن أنا ليس لدي الشجاعة لابتلاع السم بنفسي. لا أريد أنْ أمرض. ويكفي أنني كنتُ مريضة في حياتي السابقة. أعتقد أنه كان هناك أكثر من هذا، ولكن لا أستطيع أنْ أتذكر كل منهم. اعتقدتُ أنني يجب أنْ أكتبها إذا تبادرت إلى ذهني أكثر في المستقبل. لقد استبدلتُ الكلمات التي لا يمكن لأحد سواي التعرف عليها حتى لا ينظر إليها على أنها دليل على مؤامرة لإيذاء ليز…

دليل لنمط حياة صحي:

أولاً الامتناع عن الأنشطة الاجتماعية في الوقت = حالياً لا تخرجي إلى الحفلة وتتحدثي عن ليز.

ثانيًا لا تضعي الكثير من السكر في الشاي = لا تضعي السم في الشاي.

ثالثًا لمنع دخول الحشرات، تأكدي من إغلاق النوافذ = قبل النوم، لا تطلقي سراح الثعابين السامة.

رابعًا لا ترمي القمامة من النافذة = لا تصبي الشاي على رأس ليز.

خامسًا النظافة تتعلق بكِ وبالآخرين = لا تأكلي كعكة مسمومة، لا تعطيها شيئًا مسموماً.

سادسًا كوني ممتنة لما لديكِ = لا تطمعي في كيليان أبداً.

فقط هذا في الوقت الراهن. مهما ضغطتُ على رأسي، لا أستطيع أنْ أتذكر هذا إلّا الآن. قرأتُ ما كتبتهُ بعناية مرة أخرى، وأومأتُ برأسي، ثم توقفتُ عند الجملة الأخيرة: يجب أنْ اكون مُمتنة لما لدي. لا يجب أنْ أطمع في كيليان…

لا أعرف لماذا لا أستطيع التوقف عن التفكير في الطريقة الخفية التي نظر بها كيليان إليّ. عيون دامعة في يوم غائم، لا أعرف بماذا كان يفكر. ما أجمل أنْ يكون الحب في تلك العيون. إذا نظرت إليّ تلك العيون الرمادية المحبة. حسنًا، وأنتَ تنظر إلى… آه، لا أستطيع حتى أنْ أتخيل ذلك. لم أستطع إلّا أنْ أراه ينظر إليّ بازدراء، ولم أستطع حتى أنْ أتخيله ينظر إليّ بالحب. إنه أمر مضحك نوعاً ما لأنني أفكر في ذلك. هذا امر جيد. ماذا عليّ أنْ أفعل بتخيل شيء كهذا؟ ضحكتُ في نفسي ووضعتُ دائرة حول كلمة: كوني ممتنة لما لديكِ، مرارًا وتكرارًا…