الأب: إيزيك بريم. خدم رقيبًا في البحرية في دوسيليا. وقُتِل في المعركة.”
تمتم إدوارد في نفسه، ثم تنهّد.
“إذن، الدوقة هي ابنة الرقيب إيزيك بريم.”
أمسك بالورقة بإحكام، واستعاد إحدى ذكرياته القديمة.
لم يكن لقاؤه الأول مع إيزيك بريم سيئًا، لكن علاقتهما سرعان ما ساءت.
كان ذلك عندما أُرسِل إدوارد بمرسومٍ ملكيٍّ للرّسو في بالتام والبحث عن عيوب يوهانس شولتز.
«هل أنتَ المسؤول عن غرفة محرّكات بالتام؟ لا داعي لأن تكون متيبّسًا.»
«…أعتقد أنه كان هناك تفتيشٌ للأسطول منذ وقتٍ ليس ببعيد. لماذا مرّةً أخرى، بهذه السرعة …؟»
كما هو متوقّعٌ من شخصٍ تحت إمرة يوهانس شولتز المُباشِرة، كان دائمًا يتساءل بحذر.
أو ربما كان ببساطةٍ يضمر ضغينةً للعائلة المالكة.
في ذلك الوقت، أشفق إدوارد على استياء عامّة الناس وحاول معاملته بلطف.
«يا له من أمرٍ قاسٍ! أنا أيضًا أكره هذا النوع من العمل. ولكن عندما تأتي الأوامر من الأعلى، ماذا عساي أن أفعل؟ عندما يأمركَ المسؤولون بالقفز، عليك القفز.»
ازداد تعبير إدوارد عبوسًا.
والآن، تزوّجت ابنة إيزيك بريم من يوهانس شولتز.
يا له من مصيرٍ قذرٍ ومعقّد!
بالتفكير في الأمر، بدت عيناها الخضراوان الشامختان تمامًا مثل عينيه.
ضاقت عينا إدوارد.
ربما لهذا السبب أظهرت كلّ هذا العداء تجاهه …
“قد يكون هذا مثيرًا للاهتمام.”
قد يكون الأمر أكثر متعةً مما توقّع.
الذهات إلى موسن، ورؤية وجه تلك المرأة مجددًا …
“ابنة شخصٍ كنتُ أهتمُّ به يومًا، متزوّجةٌ من يوهانس شولتز تحديدًا.”
أكمل إدوارد هذه الفكرة، فقبض على بطنه فجأةً وانفجر ضاحكًا بصوتٍ عالٍ.
بعد برهة، وبعد أن هدأ الضحك، تكلّم.
“ألا تعتقد ذلك، فريدريك؟”
وكأنه معتادٌ على هذا النوع من ردود الفعل، رفع مساعد إدوارد، فريدريك، نظره من الزاوية التي كان يكتب فيها شيئًا ما وأومأ برأسه ببطء.
“تأخّرتُ في تقديم تعازيّ. سأزور الدوقة قريبًا، لأُقدِّم تعازيّ أيضًا.”
***
لم يُقبَض على الجاني وراء جريمة القتل بعد.
منعني القلق من النوم، وانتهى بي الأمر بالسهر طوال الليل في غرفة الدراسة.
“هذا يعني أن الناس ما زالوا في خطر.”
عبستُ بعمق، ونظرتُ إلى السيد فِريد، الذي جاء لتسليم وثائق اليوم.
“هذا صحيح. على الأقل في الوقت الحالي.”
أجاب السيد فِريد بنبرةٍ هادئة.
كيف يبدو غير مبالٍ إلى هذا الحد؟
عندما رأى أنني لا أستطيع التخلّص من تعبيري الجاد، غيّر الموضوع بسرعة.
“عن المنزل الذي كنتِ تسكنين فيه، سيدتي.”
لفت ذلك انتباهي. فرفعتُ رأسي بحدّة.
“المنزل؟”
“نعم. بما أن قضية القتل فقدت بريقها، وتزايدت شكاوى الجيران من الضوضاء، لم يعد هناك صحفيون حولنا. أعتقد أنه من الآمن لكِ زيارته الآن.”
“متى سيكون الوقت مناسبًا للذهاب؟”
“متى شئتِ.”
“حقًا؟”
تذكّرتُ آخر مرّةٍ غادرتُ فيها ذلك المنزل.
تذكّرتُ السيدة بينسلر وهي تنظر إليّ بتعبيرٍ محتار.
لا بد أنها سمعت بزواجي من يوهانس شولتز … صحيح؟
لطالما عاملتني كابنتها، وساعدتني كثيرًا بعد وفاة والدي.
لم أُرِدها أن تعرف عن حياتي من خلال بضعة أسطرٍ في الجريدة.
مع أنها ربما فعلت ذلك بالفعل.
“إذن، هل يُمكنني الذهاب إلى القرية اليوم؟ أريد أيضًا المرور على منزل جارتي. لقد ساعدتني كثيرًا، واختفيتُ دون أن أنبس ببنت شفة. لا بد أنها فوجئت.”
“بالتأكيد.”
عرض السيد فِريد تجهيز عربة، لكنني رفضتُ رفضًا قاطعًا.
لم أُرِد لفت الانتباه بوصولي في عربة عائلة شولتز.
رفضتُ أيضًا أخذ مُرافق. لم تكن هناك سوى مقالات، ولم يتم نشر صورٍ لوجهي.
هذا من شأنه أن يُلفت المزيد من الانتباه.
علاوةً على ذلك، لم يكن المنزل بعيدًا عن العقار على أيّ حال …
“سأتجوّل في المنزل سريعًا وأزور السيدة بينسلر، لذا سأكون بخير.”
عندما ابتسمتُ، أضاف السيد فِريد بنبرةٍ حازمة.
“يجب أن تعودس إلى القلعة بحلول الساعة السادسة.”
بعد ذلك بوقتٍ طويل، وبعد أن انتهيتُ من واجباتي اليومية، غادرتُ منزل إيفانشتاين.
كانت هذه أوّل نزهةٍ لي منذ الزواج.
***
“سيدي، لديّ أمرٌ لأُخبركَ به.”
اعتدل يوهانس، الذي كان مُتّكئًا على كرسيه، في جلسته ببطء.
تقريرٌ حتى قبل الانتهاء من أعمال الدوق؟
لا بد أنه أمرٌ يتعلّق بإيديث، أو العائلة المالكة.
مع أن تعبير وجه كبير الخدم لم يبدُ مُلِحًّا … ولكنه على الأرجح لم يكن خبرًا سارًّا أيضًا.
أومأ يوهانس برأسه، تابع فِريد غانر.
“خرجت سيدتي اليوم. رفضت أخذ عربةٍ ومُرافقة، لكنني عيّنتُ حرّاسًا لمرافقتها بتكتّم. من المقرّر أن تعود بحلول السادسة.”
عبس يوهانس. وأصبح صوته حادًّا.
“هل تقول إنكَ سمحتَ بذلك من تلقاء نفسك؟ دون إخباري؟”
“لا داعي للقلق. الحرّاس المُكلّفون هم النخبة —”
توقّف فِريد في منتصف الجملة، وبدا على نبرته شيءٌ من الإحباط. في الواقع، لم يكن غريبًا أن يتصرّف يوهانس بهذه الطريقة، لكن الوضع الحالي لم يكن طبيعيًا أيضًا.
“لا داعي للقلق؟”
قال يوهانس بحدّة.
“لا يزال القاتل طليقًا، وقد تتّخذ العائلة المالكة إجراءاتٍ ضد إيديث في أيّ وقت.”
“بدت منزعجةً من عدم القبض على القاتل، لذا اقترحتُ عليها أن تستنشق بعض الهواء النقي. لقد عَلِقت في الداخل منذ وصولها إلى إيفانشتاين. لم أكن أُدرِكُ أن الأمر يتطلّب إذنًا.”
أضاف فِريد الجزء الأخير بنظرةٍ مرتبكة.
“فِريد غانر. أنتَ لا تعتقد أنني تزوّجتُ تلك المرأة بدافع الحب حقًا، أليس كذلك؟”
“… بالطبع لا، لكنها مع ذلك دوقة عائلة شولتز. المضيفة لا تحتاج بالضرورة إلى إذن السيد للخروج، أليس كذلك؟”
بالتأكيد، عادةً، لم يكن الأمر كذلك. الدوقة لا تحتاج إذن زوجها للخروج.
لكن إيديث لم تنشأ بين النبلاء. لم يكن وجهها مشهورًا بعد. لذا لم يكن معروفًا ما قد تتورّط فيه فجأة.
بدا أنها حذرة، لكن يوهانس لم يفهم بعد مدى حذر إيديث.
لم يكن تركها تخرج بمفردها هو القرار الصائب.
ومع ذلك، بما أنها غادرت بالفعل، فلا جدوى من الجدال. أغمض يوهانس عينيه وسأل بهدوء.
“لماذا؟”
“… يبدو أن الصحفيين قد غادروا منزلها القديم.”
“فِريد، أنتَ تعرف طبيعة الصحفيين، أليس كذلك؟”
“لكن التحقيق كان شاملًا، ولم يُعثَر على أيّ مشكلة. ارتأيتُ أنه من الأفضل لها أن تزوره قبل أن يُعرَف وجهها على نطاقٍ واسع.”
عادةً ما كانت أحكام فِريد غانر صائبة. يوهانس أيضًا كان يثق بقراراته.
لم يكن هذا قرارًا سيئًا أيضًا. عادةً، ما كان يوهانس ليُثير ضجة.
فلماذا أزعجه هذا الأمر إلى هذه الدرجة؟
تنهّد تنهيدةً قصيرة.
“قد أكون تجاوزتُ حدودي، لكن اسمح لي أن أقول هذا. أفهم سبب اهتمامكَ بها كثيرًا. ومع ذلك-“
“…..”
“إذا استمررتَ في التصرّف بهذه الطريقة، فلن تُفصِح لكَ السيدة أبدًا.”
لم يُجِب يوهانس. بل انحنى إلى الخلف بعمقٍ في كرسيه.
بعد لحظة، وبعد أن حسم أمره، همس.
“… عيّن رجالًا آخرين. إذا تأخّرت ولو قليلًا، فسأذهب بنفسي لجلبها.”
لم يكن واضحًا ما إذا كان ذلك صادقًا أم مجرّد ضرورة.
أومأ فِريد غانر برأسه.
“وأمرٌ آخر، إن تجديد قبو الجناح الغربي أمرٌ لا مفر منه. ربما نحتاج إلى نقل محتوياته قريبًا.”
“حسنًا. تأكّد من أنها لن تقترب من تلك المنطقة أبدًا.”
إذن أنتَ تتصرّف بدافع الضرورة.
كانت لحظة شفقةٍ على إيديث، التي لم تكن تعرف شيئًا.
وبينما استمر يوهانس في التصرّف ببرود، هزّ فِريد رأسه في صمت.
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 33"