على الرغم من أنه لم يكن يرتدي الكثير من الملابس في هذا الطقس القاسي، إلا أنه لم يبدُ عليه البرد.
“كيف كانت أحوالكِ؟ هل واجهتِ أيّ إزعاج؟”
سأل وهو يجلس. كان تعبير وجهه يبدو هادئًا، وربما قليلًا من الملل، لكنه بدا أكثر انتعاشًا من ذي قبل.
“بفضلك، أنا بخير. هل كان وجودي مفيدًا لك؟”
على الرغم من حديثي اللطيف، بدا أنه قد فهم نيّة سؤالي، كما هو متوقّعٌ من ربّ عائلةٍ أرستقراطية.
“أعتذر عن المقالات التي نُشِرت عن حادثة منزل الرقيب بريم. لقد اتخذتُ إجراءات متابعة، لذا لن يكون هناك المزيد من المقالات عن شؤونكِ الشخصية.”
كانت إجابةً مثالية، وقحةٌ لكن لا يمكنني الاعتراض عليها.
عندما أطبقتُ شفتيَّ بإحكام، استأنف تناول الطعام بحركةٍ أنيقةٍ بيده.
أنا أيضًا ركّزتُ على الطعام أمامي، لذا لم يكن هناك أيّ حديثٍ بعد ذلك.
عندما كان العشاء على وشك الانتهاء، بدأ الحديث.
“أخطّط لإقامة مأدبة.”
كما هو متوقع، إنه من النوع الذي يذهب إلى صلب الموضوع مباشرة. سألتُه دون اندهاش.
“هل يمكنني معرفة نوع المأدبة؟”
“مأدبة لإعلان زواجنا. قد يبدو فخمًا، لكنه سيكون بسيطًا.”
“ستكون هناك المزيد من المقالات. مع كلّ أنواع التكهنات.”
“هذا صحيح.”
كانت إجابةً واضحة.
أومأتُ برأسي، ثم وضعتُ أدوات المائدة واستقمتُ بوضعيتي بوعي.
“سأسألُكَ مرّةً أخيرة. هل أنا حقًا مناسبةٌ لك؟ ألن يكون من الأفضل لكَ، يا صاحب السعادة، أن تتزوّج من عائلةٍ أرستقراطيةٍ أخرى؟ لا بأس بأن تكون حياتي موضوعًا للمقالات. فقد تلقّيتُ مساعدةً أكثر مما قدّمت.”
تحدثتُ بسرعة دون أن آخذ نفس، خوفًا من أن يقاطعني الدوق شولتز.
لكن ذلك لم يحدث.
أشار بذقنه إلى الجريدة على الطاولة.
“بعد كلّ هذا الضجيج عن قصّة حبّ الدوق شولتز مع امرأةٍ من العامة، إذا تزوّجتُ فجأةً من سيدةٍ من عائلةٍ أرستقراطية، فسوف يهاجمونني أنا وعائلتي أكثر.”
“……”
“سيقولون أنني استغللتُ امرأةً عاميّةً مسكينة.”
ابتلعتُ ريقي.
“… أليس هذا نصف الحقيقة؟”
“للأسف، نعم. والأسوأ أنني أنوي الاستمرار في ذلك.”
شعرتُ بإحساسٍ غريب.
في النهاية، أنا أيضًا أستغلّ دوق شولتز. لكن الدوق شولتز كان يتحدّث كما لو أنه الشخص الوحيد الذي يستغلني.
عندما ابتسمتُ قسرًا بمشاعر غريبة، أضاف.
“قد تتعرّض الآنسة إيديث لمضايقاتٍ من قِبَل المراسلين طوال الوقت. لابدّ أن يكون صداعًا كبيرًا.”
كان يقصد لماذا أستمرّ في السؤال عن أمرٍ قد حُسم بالفعل. بالطبع، أعرف أنني قد سألتُه أسئلةً بما يكفي حتى يصاب بالملل.
‘لكنه زواج…!’
حدّقتُ به دون قصد.
هل لأنه يمتلك الكثير ولا يعتبر الزواج مهمًا؟
بافتراض أن هذا ممكن، حاولتُ التظاهر بالهدوء.
“حسنًا. إذن لن أسأل مرّةً أخرى حقًا. لكن الندم سيكون من نصيبك، دوق.”
على الرغم من أنني كنتُ مهذّبة، إلّا أن حاجبي الدوق عبسا قليلًا.
هل بالغتُ في ذلك؟
بينما كنتُ أراجع سلوكي، سمعتُ صوته الهادئ.
“أظن أن علينا أن نحدّد ألقابنا.”
“ماذا؟”
“لا يمكنكِ مناداتي بـ’دوق’ إلى الأبد. نحن على وشك الزواج.”
توقّعات العامة واضحة. قصّة حبٍّ ملحمية بين دوق شولتز وامرأةٍ عاميّة.
مع كل هذه العيون التي تراقبنا، يجب أن نكون أكثر دقّةً في تمثيلنا، لكننا فشلنا حتى في الألقاب.
كان الدوق قلقًا بشأن ذلك.
“هذا صحيح.”
عندما أومأت، تحدّث كما لو كان ينتظر ذلك.
“سمعتُ أنكِ تعلّمتِ بعض خطوات الرقص.”
“إلى حدٍّ ما.”
“إذن لنتدرب. ولنحدّد الألقاب أيضًا، ويفضّل أن يكون ذلك الليلة.”
نظر إليّ دوق شولتز. بدا وكأنه يريد إجابةً محددة.
“نعم، حسنًا.”
هو الشخص الذي حافظ على منزل أبي ومنزلي. يجب أن أدفع الثمن بشكلٍ صحيح.
“إن اندماج امرأةٍ عاميّةٍ بشكلٍ مثاليٍّ في عالم النبلاء هو أيضًا من توقّعات العامة.”
عندما أعطيتُه الإجابة التي أرادها، انتشرت ابتسامةٌ مرسومةٌ على وجه الدوق.
“ممتاز.”
* * *
“ابتداءً من اليوم، ستأتي السيدة هيرتزمان لتتولّى تعليمكِ الشامل، يا آنسة بريم. إنها صارمةٌ جدًا لكنها ليست مرعبة.”
بدا السيد فِريد مشغولًا للغاية.
ثم غادر بعد أن أخبرني أنني سأعيش أيضًا حياةً مليئةً بالانشغال، لذا يجب أن أكون مستعدة.
بعد وقتٍ قصير، وصلت السيدة هيرتزمان المسؤولة عن تعليمي.
“أنا مارلين هيرتزمان.”
كانت سيدةً في منتصف العمر مع خصلات شعرٍ بيضاء.
تحت شعرها المربوط بدقّة، كانت عيناها حادّتين.
كانت ترتدي فستانًا أرجوانيًا من المخمل مغلقًا حتى الرقبة، وحذاءً أسودًا بكعبٍ منخفض.
كانت يداها النحيلتان المتجعّدتان مطويّتين بهدوء، لكن نظرتها التي تفحصني من أعلى إلى أسفل كانت قاسية.
كان صوتها أجشًا بعض الشيء، لكنه كان ثقيلًا بالنسبة لامرأةٍ في منتصف العمر.
“كنتُ المربّية لزوجة الدوق السابق. بعد وفاتها، غادرتُ القصر وعشتُ خارجًا، لكن هذه المرّة، طلب مني الدوق الحالي تعليم زوجته المستقبلية، فعُدت. يمكنكِ مناداتي بمارلين.”
تذكّرتُ تحذير السيد فِريد، لذا رحّبتُ بها وأنا متوترةٌ للغاية.
“مرحبًا، سيدتي. أنا إيديث بريم. اعتني بي جيدًا من فضلكِ.”
“خطأ.”
“… ماذا؟”
“سمعتُ من السيد فِريد أنكِ تتقنين الآداب تقريبًا، لكن هذا مروّع.”
هذا قاسٍ.
انكمشتُ بسبب صوتها الحاد. عندما حاولتُ أن أبتسم بشكلٍ غير مريح، رفعت مارلين ذقنها واستمرت.
“خاطبي الخدم بأسلوبٍ أقلّ تهذيبًا. يجب أن تحتفظي بالأدب للسيد فقط.”
“ماذا؟ لكن …”
“لن يشعر أحدٌ بالإهانة.”
أومأتُ ببطء. لم أستطع بعد التحدّث براحة.
“خطأ.”
“… نعم؟”
بعد أن حاولتُ أن أكون مهذّبة بدافع العادة، صحّحتُ أسلوبي بسرعة تحتٍ نظرتها. أخيرًا، خفّفت مارلين تعبيرها قليلًا.
“باستثناء أفراد العائلة المالكة المُباشِرين أو الدوق، لا يمكن لأحدٍ أن يقاطعكِ، يا آنسة بريم. كان يجب أن توبّخيني.”
كان أسلوبها حادًّا لكنه مُختَصر.
“… حسنًا، سأفعل ذلك في المستقبل.”
“ردّ فعلكِ أبطأ بنصف درجة، لكن الوقت سيحلّ ذلك.”
فحصتني مارلين بدقّة، ثم أخرجت من حقيبتها عصًا صغيرةً وبدأت في تعديل وقفتي.
“ارفعي ذقنكِ، وأرخي كتفيكِ. احذري من دفع صدركِ أو وركيكِ للأمام بشكلٍ مبتذل.”
لم يكن لديّ الطاقة للرد، لذا أومأتُ فقط.
“… سيكون هناك الكثير لتتعلّميه فيما يتعلّق بعائلة الدوق. لكن بما أن المأدبة قريبة، فمن الأفضل أن نبدأ بالتدرّب ما تحتاجينه للمأدبة.”
“حسنًا.”
ثم نظرت مارلين حول غرفتي التي أقيم فيها.
“بعد الزفاف، ستنتقلين إلى غرفة زوجة الدوق. أعلم أن مكان إقامتكِ الحالي متواضع، لكن تحمّليه قليلًا.”
فتحتُ عيناي باتّساعهما.
هل سمعتُ خطأً؟ كيف يمكن لهذا المكان أن يكون متواضعًا؟
مع طاولة زينةٍ من الكريستال، ولوحاتٍ فاخرةٍ معلّقةٍ في كلّ مكان، وسريرٍ فاخرٍ لا يقلّ عن فندقٍ راقٍ، والغرفة دافئةٌ في كلّ مكان.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "16"
كلمه المرور الروايه don’t let your husband know