يمكن تلخيص تعبير وجه كايل في كلمة واحدة: لقد انتهى.  

 

أصبح وجهي أكثر قتامة وتهديدًا. مجرد التفكير في المتاعب التي سببتها لي تلك المقالة لا يزال يجعل دمي يغلي.

 

“لقد قلت انك لا تفعل في هذا من أجل المال، لذا يجب أن يكون هناك سبب آخر، أليس كذلك؟”

 

يجب أن يعرف أنه من الأفضل عدم إثارة قضية المال في هذه المرحلة. كان صوتي مشبعًا بالترهيب، فأبعد كايل بصره.

 

“حسنًا، آه….”

 

ارتعشت عيناه الحمراوان بقلق. يمكنني تقريبًا سماع صوته و هو يحاول يائسًا التفكير في عذر.

 

“إنه فقط… لقد كان صاحب السمو، الدوق الأكبر، غافلًا جدًا! اعتقدت أنني سأستغل هذه الفرصة لأجعله يشعر بالغيرة وأشعل النار . أنا مهتم بشدة بالعلاقة بينكما، كما تعلمين….”

 

“هممم.”

 

“… لكنني فكرت قليلاً في المال أيضًا. أنا آسف. من فضلكِ، ارحميني.”

 

كان مشهد مشاهدته وهو يصبح خاضعًا على الفور أمرًا مثيرًا للإعجاب.

 

إذا دفعته أكثر قليلاً، فمن المحتمل أن يزحف على الأرض دون أن أسأله.

 

“هل بِعـتَ سيدك مقابل المال؟”

 

“أوه لا، بالطبع لا! لكن… لقد حظي ذلك المقال باستجابة جيدة حقًا….”

 

“تسك.”

 

“أنا آسف حقًا.”

 

بينما انحنى كايل برأسه بعمق مرة أخرى، فكرت في نفسي

 

‘إنه ليس خادمًا مخلصًا، إنه مجرد محب للمال.’

 

كايل، الذي كان مكتئبًا بشكل واضح تحت نظراتي الباردة، استيقظ فجأة ونظر إلي بعيون واسعة.

 

“لكن التخلص من النشرة الإخبارية أمر غير وارد! لا يمكن الكشف عن هويتي أيضًا! لدي عائلة لإطعامها، أطفال صغار مثل الأرانب لـ-“

 

“ليس لديك أي أسرة.”

 

“اللعنة.” 

 

كنت أعلم جيدًا أنه الابن الوحيد لعائلة الفيكونت إلزير، ويعيش حياة مريحة. كيف كان يظن أنه يستطيع خداعي؟

 

عندما أدرك أن أعذاره لم تنجح، أصبح وجه كايل أكثر جدية. عندما شاهدته يتلوى، قمت بتمشيط ذقني ببطء.

 

بطبيعة الحال، من وجهة نظري، لم يكن التخلص من النشرة الإخبارية خيارًا أيضًا.

 

‘هناك العديد من الطرق التي يمكنني استخدامها بها. لماذا أتخلص من شيء مفيد للغاية؟’

 

وضعت يدي بقوة على كتفه وابتسمت بحزن.

 

“كايل؟”

 

“لماذا تبدين وكأنكِ تخططين لشيء شرير؟”

 

أنت محق في ملاحظة ذلك، يا فتى.

 

اتسعت ابتسامتي أكثر.

 

“ماذا عن عقد صفقة؟”

 

❖ ❖ ❖ 

 

“هل تريدين مني أن أنشر مقالات تريدينها في نشرة آريا؟”

 

بعد بضع دقائق، سألني كايل، الذي نقش تعويذات الحماية والتتبع على جسدي، بنظرة حيرة.

 

هززت إصبعي و نقرت بلساني.

 

“تسك. قول ذلك بهذه الطريقة يجعلني أبدو وكأنني أتلاعب بك خلف الكواليس.”

 

و لكي أكون منصفة، هذا هو بالضبط ما كنت أفعله.

 

“أنا فقط أطلب القليل من المساعدة في توجيه الرأي العام في الدوائر الاجتماعية بين الحين والآخر. إنه شيء أنت جيد فيه جدًا، أليس كذلك؟”

 

أغمض كايل عينيه و عقد ذراعيه على شكل X.

 

“لا، لا، لا! حتى لو قلت ذلك، لا يمكنني. آريا جزء مني. لدي كبرياء صحفي….”

 

“هل صاحب السمو في المكتب الآن؟”

 

“…لا، ليس كذلك. آه، كما تعلمين، ما الفخر الذي تتمتع به صحيفة ثرثرة تجمع الشائعات من المجتمع الراقي؟ يمكنك يا صاحبة السمو أن تفعلي ما تريدين! هاهاها!”

 

أقسم أن هذا الرجل ولد من أجل وظيفة مبيعات، وليس للعمل تحت قيادة إيان. سيكون مثاليًا في التأمين أو أي صناعة خدمات أخرى.

 

كان تعديل موقفه التجاري مذهلاً.

 

“أرى…”

 

لكن هذا يعمل لصالحي.

 

لقد تصفحت صفحات النشرة الإخبارية على مهل.

 

أحس كايل بالتوتر، فنظر إلي بعصبية وسألني بتردد،

 

“إذن… ما الذي تخططين لنشره بالضبط حتى تصلي إلى هذا الحد…؟”

 

“أوه، لا شيء يذكر.”

 

طويت النشرة الإخبارية ونقرت على الصفحة الأولى بإصبعي.

 

“لا يوجد شيء هنا حول من يقف حقًا وراء الهجوم علينا، أليس كذلك؟”

 

“آه، لا.” هز كايل رأسه.

 

“المسؤولون هم النبلاء فصيل الإمبراطور، أليس كذلك؟ لا أعتقد أننا بحاجة حتى إلى تأكيد ذلك.”

 

“حسنًا، نعم، هذا صحيح، لكن الأفراد الفعليين لم يتم تحديدهم بعد، وبينما نشك في فصيل الإمبراطور، ليس لدينا دليل قاطع.”

 

“هممم…”

 

“حسنًا، حتى لو اكتشفنا من يقف وراء ذلك، فربما لن نذكر اسمه بشكل مباشر. لانه سيتم مقاضاتي.”

 

تحدث كايل بحزم.

 

نفس الرجل الذي نشر كل أنواع الشائعات من المجتمع الراقي كان قلقًا الآن بشأن مقاضاته؟

 

حدقت فيه بنظرة غير مصدقة، ثم أومأت برأسي.

 

“حسنًا، فهمت.”

 

“إذن… ما الذي تخططين تخطط للقيام به…؟” سأل كايلو هو ما يزال مرتبكًا.

 

ابتسمت له ابتسامة مشرقة.

 

“هذا ليس من شأنك. سأتصل بك قريبًا، لذا اجلس بهدوء ولا تحاول القيام بأي شيء غبي.”

 

انحنى رأس كايل.

 

لقد حان الوقت لتركه يغرق في خوفه لبعض الوقت.

 

❖ ❖ ❖ 

 

في صباح اليوم التالي.

 

تمكنت من التخلص من إصرار فيفي المفرط في الحماية على أن أستمر في الراحة وتوجهت إلى قاعة الطعام.

 

لسبب ما، كان إيان لطيفًا بشكل غريب، وكأنه مسرور برؤيتي بعد فترة طويلة.

 

أثناء الوجبة، سألت،

 

“كيف تسير التحقيقات في الهجوم؟”

 

“رجالي يتعقبونهم. سنعثر عليهم قريبًا. هل أنتِ قلقة؟”

 

“لا على الإطلاق. أنا فقط أحب التأكد من الأشياء.”

 

“أرى ذلك.”

 

مع تلك الإجابة القصيرة، رفع إيان كوب الماء الخاص به.

 

وأنا أراقبه، سألته بلا مبالاة،

 

“فقط بدافع الفضول.”

 

“تفضلي.”

 

“هل تريد أن تصبح إمبراطورًا؟”

 

سعال.  

 

كاد ايان أن يبصق الماء لكنه تمكن من ابتلاعه، وهو يحدق فيّ بتعبير محير.

 

لقد كانت تلك النظرة المألوفة التي تقول ، “ما هذا الهراء الذي تتفوهين به هذه المرة؟”

 

لم أهتم و استمريت.

 

“لا، حقًا. يبدو أن فصيل الإمبراطور قلق للغاية بشأن احتمال أن تكون تهديدًا للعرش، لكنني لا أعتقد أن أحدًا سألك أبدًا عما تريده.”

 

إيان، الذي مسح فمه بهدوء بمنديل، هز رأسه بقوة.

 

“لم أفكر في ذلك من قبل، ولا حتى مرة واحدة في حياتي.”

 

كانت الإجابة التي توقعتها، لذلك لم أتفاجأ.

 

“هل أخبرت جلالته بذلك؟”

 

“إذا كنت تقصدين التخلي عن حقي بالعرش، فقد أخبرته بذلك منذ فترة طويلة.”

 

“لكن حقيقة أنك لا تزال في خط الخلافة تعني أن جلالته لم يسمح بذلك.”

 

مع عدم وجود أطفال من جانبه، كان أشقاء الإمبراطور هم التاليين في ترتيب العرش، وفقًا للقانون الإمبراطوري.

 

كانت لويزا، الأميرة الشرعية، الأولى في ترتيب الخلافة، وكان إيان، الابن غير الشرعي، الثاني.

 

لقد غادر إيان العاصمة طواعية وقبل لقب الدوق الأكبر، مما يعني أنه كان بإمكانه التنازل عن حقه، ومع ذلك ظل في ترتيب الخلافة.

 

كان السبب بسيطًا: لم يكن لدى الإمبراطور إليسيو أي نية لإبعاده عن العرش.

 

ربما كان يعتقد أنه إذا تخلى إيان، الذي كان ينأى بنفسه بالفعل عن عائلته، عن حقه بالعرش، فقد يقطع جميع العلاقات حقًا.

 

بالنظر إلى سلوك إيان المعتاد، لم يكن هذا افتراضًا بعيد المنال.

 

‘وحتى لو لم يكن لديه أي نية للاستيلاء على العرش، فإن مجرد المطالبة به هو شكل من أشكال السلطة …’

 

من المرجح أن إليسيو لم يكن يريد انتزاع هذه السلطة منه.

 

لكن هذا يعني أيضًا أن هناك قدرًا معينًا من المخاطرة.

 

بعد التفكير للحظة، سألت،

 

“همم… هل هذا موضوع لا يجب أن يُعلن عنه علنًا – أنك تخليت عن حق وراثة العرش؟”

 

عبس إيان قليلاً ثم هز رأسه.

 

“… ليس بالضرورة. لماذا تسألين؟”

 

“كنت أفكر فقط أنك مستهدف باستمرار بسبب عرش لن ترثه حتى.”

 

“هذا ليس السبب الوحيد، ولكن على السطح، نعم.”

 

أجاب بلا مبالاة.

 

لماذا يتحدث عن الأشخاص الذين يحاولون قتله وكأنه يناقش قائمة الغداء؟

 

ربما لأنه سيد سيف فهو يتجاهل الخطر وكأنه لا شيء.

 

نظرت إليه بمشاعر مختلطة وقلت،

 

“على أي حال، أفهم. كنت أفكر في الأمر أكثر منذ أن انخرطت بنفسي.”

 

ضاقت عينا إيان عند ردي الغامض.

 

كان تعبير وجهه مليئًا بالشك، وكأنه يقول، “ما الذي تخططين له الآن؟”

 

وضع كأسه وتحدث.

 

“زوجتي، لا أعرف ما الذي تفكرين فيه، ولكن-“

 

لقد جهزت نفسي، متوقعة المحاضرة المزعجة التي ستلي ذلك.

 

لكن ما قاله بعد ذلك فاجأني تمامًا.

 

“تأكدي فقط من عدم تعرضكِ للأذى.”

 

“لا تقلق كثيرًا- هاه؟”

 

انتظر، ماذا سمعت للتو؟

 

رفعت نظري، مذهولة، وتقابلت عيناي مع إيان، الذي كان يراقبني طوال الوقت.

 

لم ترتجف نظراته وهو يتحدث مرة أخرى.

 

“لا أريد أن أراكِ تتألمين مرة أخرى. لا أريد أن أشهد ذلك مرة ثانية.”

 

…ماذا؟