على الرّغمِ من أن إيان قال ذلك، إلا أنني لم أكن أتراجع بسهولة بعد أن أحسم أمري.
في صباح اليوم التالي، في مكتبي.
بعد أن جلستُ على مكتبي أصارع لفترة، رفعتُ الورقة أخيرًا بابتسامة انتصار.
“انتهيتُ!”
نظرتُ إلى الورقة المكتوبة بارتياح، ولم يسعني إلا أن أضحك ضحكة انتصار.
كان سبب انعزالي في المكتب منذ الصباح الباكر بسيطًا.
كنتُ أضع أفضل خطة لطلب يد إيان قبل يوم زفافنا.
“من المحرج بعض الشيء أن أسميه طلب زواج، فنحن متزوجان بالفعل، وقد حددنا موعدًا للزفاف.”
ولكن، متى ستتاح لي الفرصة لإعداد شيء كهذا؟
ربما كانت الفكرة مستوحاة من اقتراح ولية العهد، لكنني في هذه المرحلة كنت متحمسة أكثر منها بكثير من أجل الخطة.
تصفحتُ المحتوى بنظرة رضا.
وجدتُ خطةً شاملةً لا تقل عن خمس صفحات.
كنتُ قد أعددتُ حفلًا تقليديًا وكلاسيكيًا للغاية.
“يقال أن الكلاسيكيات خالدة، لهذا الكلاسيكي هو الأفضل.”
كانت الخطة كالتالي
بعد ثلاثة أسابيع من الآن – قبل أسبوع واحد من الزفاف.
عندما يغادر إيان باكرًا ويعود مساءً، سأنفذ الخطة.
أولًا، أثناء غياب إيان، سأزين الحديقة بعشرة آلاف وردة حمراء مختارة بعناية، بالإضافة إلى وجود الأضواء والشموع.
“ما زال الربيع في بدايته، لذا سيكون تحضير هذا الكم من الورود صعبًا بعض الشيء، لكنه ليس بالأمر المستحيل.”
عندما يعود إيان، سنستمتع بالعشاء كالمعتاد. بعد ذلك، سأقترح عليه تناول الحلوى على الشرفة، ثم أصطحبه إلى الحديقة.
بينما يكون إيان متأثرًا بمنظر الورود والشموع في الحديقة، سأُخرج الكعكة التي أعددتها.
بالطبع، لن تكون تلك أي كعكة، بل ستكون كعكة منزلية الصنع، بداخلها خاتم.
عندما يكتشف إيان الخاتم أثناء تناوله الكعكة، سأقول له عبارة مؤثرة مثل: “الحياة معك سعادة بحد ذاتها!”
“آه…”
حتى أنا لم أستطع إلا أن أُعجب بخطتي الرائعة.
من كان ليتخيل أن كل تلك الدراما التي شاهدتها في صغري ستكون مفيدة لي هكذا؟
“رائع. حتى إيان لن يستطيع مقاومة عدم التأثر بهذا.”
مدحت نفسي، بينما أقلب صفحات الاوراق بارتياح عندما…
طرق طرق.
“إلويز، هل أنتِ هناك؟”
“آه!”
فزعت من طرق باب المكتب، فأخفيت الورقة بسرعة في أحد الأدراج.
بصراحة، إيان كلاود لا يستطيع تركي وحدي، أليس كذلك؟
“…إلويز؟”
“نعم-نعم!”
“هل يمكنني الدخول؟”
“نعم، ادخل!”
بينما كنتُ أُرتب مكتبي على عجل، سُمع صوت صرير في اللحظة المناسبة.
دخل إيان من الباب، بشعره المُصفف بعناية وسلوكه الهادئ.
“هل أنتِ مشغولة؟”
“لا، كنتُ على وشك أخذ استراحة.”
ابتسمتُ له و كأن شيئًا لم يحدث.
تحولت نظرة إيان إلى مكتبي قليلًا قبل أن تعود إليّ.
“إذا لم تكوني مشغولة، هل ترغبين في الخروج معي في نزهة؟”
“نزهة؟ بالتأكيد.”
نهضتُ من مقعدي كما لو كنتُ أنتظر منه أن يطلب.
“لنذهب الآن إيان.”
****
بعد بضعة أيام، شاركتُ خطتي الكبرى مع ثلاثة زوار قدموا إلى منزل الدوق الأكبر.
وكان رد فعلهم طبيعيًا.
أعرب الثلاثة عن حماسهم للانضمام دون تردد.
أولًا، وعدتني ولية العهد بكنس أسواق الزهور في الإمبراطورية الجنوبية و توفير عشرة آلاف وردة لي.
ساعدتني ديانا و السيدة زيد في تصميم فستاني وملابس إيان الرسمية، مستغلتين ذلك كذريعة لزيارة القصر باستمرار.
وأخيرًا، انضمت إلينا فيفي، التي علمت بالخطة بأكملها، لتتولى التفاصيل الصغيرة، مما جعل التحضيرات أسهل مما توقعنا.
كان الجزء الأصعب من كل هذا هو إبقاء العملية برمتها سرية عن إيان.
لم يكن تنسيق عملية سرية مع خمس نساء خلال رحلات إيان بالمهمة السهلة.
وهكذا، بعد ثلاثة أسابيع كاملة من الجهد —
في اليوم الذي غادر فيه إيان كما كان مخططًا له، وصل الزوار الثلاثة وفيفي إلى منزل الدوق الأكبر، وكانت تعابير وجوههم حازمة.
“…لقد تمكنا من التجمع هنا اليوم دون أن يلاحظنا أحد، أليس كذلك؟”
“غادر صاحب السمو باكرًا هذا الصباح.”
“لقد استخدمنا البوابة بدلًا من المدخل الرئيسي، لذا لن يكن بإمكانه أن يرانا.”
“ممتاز.”
أومأت ولية العهد بارتياح، وشبكت أصابعها تحت أنفها، وهي تتمتم في نفسها.
أخفضت صوتها دون داعٍ، رغم عدم وجود أحد، إلا أنها كانت تضفي على الموقف جوًا غريبًا من الجدية.
‘يبدو كمشهد من فيلم ‘
مع ذلك، و للإنصاف، فإن مقارنته بهذا النوع من الأفلام كانت مبالغة بعض الشيء، بالنظر إلى غرفة الاستقبال الفاخرة التي كنا فيها، والفساتين الباذخة التي نرتديها، والإضاءة الساطعة المحيطة.
“…غدًا هو اليوم المنتظر. كيف تسير الأمور؟”
أجابت ديانا على سؤال ولية العهد أولًا.
” نحن نبتع مسار الخطة. انتهيتُ أنا والسيدة زيد من ملابس الحفلة أمس، و الأحذية على وشك الانتهاء. أوه، و خاتم الخطوبة سيُسلّم اليوم من قِبل الحرفي.”
“خاتم مرصع بماسة زرقاء، أليس كذلك؟”
“نعم، لقد قمنا بتنسيق لونه مع الفستان والحذاء.”
ممتاز.
“ماذا عنكِ يا صاحبة السمو؟”
“أنا جاهزة. لقد فرغتُ أسواق الزهور الجنوبية. الآن، من المفترض أن تكون جميع الورود قد وصلت إلى العاصمة.”
“كما هو متوقع منكِ.”
“هذا بديهي.”
ابتسمت ولية العهد ابتسامة فخر، رافعةً إبهامها.
أخيرًا، التفت الجميع إليّ.
“وأنتِ يا إيل؟ كيف حالكِ؟”
صفّيتُ حلقي و أجبتُ.
“لقد قمت بالتنسيقو التجهيز غداً مع رئيس الطهاة. حالما يغادر الدوق الأكبر غدًا، سأبدأ في صنع الكعكة.”
قلبتُ عينيّ قليلاً قبل أن أضيف بهدوء.
“…مع أنني لستُ واثقةً تماماً.”
إذا كان هناك شيءٌ واحدٌ أغفلته أثناء وضع هذه الخطة، فهو أنني أنا و إلويز لم نكن نملك أي موهبةٍ في الطبخ.
لكن إدراكي لهذا جاء متأخراً جداً، فقررتُ الاعتماد على طاهي الدوق الأكبر للمساعدة.
عندما أخبرتُ الطاهي بخطتي، أشرق وجهه حماساً و وافق على مشاركتي إحدى وصفاته السرية للكعك.
“حسناً، إذًا نحن جاهزون.”
صفّقت ولية العهد بيديها ضاحكة.
“ربما لا يملك أخي أدنى فكرةٍ الآن.”
****
في الممر الصغير بالقرب من قصر الدوق الأكبر.
ألقى غروب الشمس غرباً ظلالاً طويلةً وعميقةً.
و أخد ضوءٌ خافتٌ يومض من عربةٍ فخمةٍ توقفت في منتصف الطريق.
كان إيان قد قلّب الصفحة الثالثة من المستند عندما ظهر كايل في ومضة ضوء ساطع.
“سيدي.”
“كيف الحال؟”
سأل إيان كايل دون أن يُلقي عليه نظرة.
أجاب كايل، المُعتاد على تصرفات سيده، بهدوء.
“يبدو أنهما لا يزالان في غرفة الرسم.”
“سيبقيان حتى وقت متأخر اليوم.”
“أجل، قد تحتاج إلى الانتظار ساعة أخرى تقريبًا.”
ألقى كايل نظرة خاطفة إلى سماء الغروب، و هز كتفيه قليلًا وهو يتمتم.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، كلما خرج إيان، كان الزوار يتوافدون إلى منزل الدوق الأكبر، وكانت مواعيد مغادرتهم تتأخر تدريجيًا.
مع أنهم كانوا يغادرون دائمًا قبل غروب الشمس، إلا أن اليوم بدا مختلفًا، ربما لأنه كان اليوم السابق للخطبة.
“حسنًا، سأنتظر قليلًا بعد.”
أجاب إيان بلا مبالاة، وهو يقلب صفحة أخرى من المستند.
كان كايل يراقبه بهدوء، ثم نقر بلسانه بخفة.
لقد كان من المدهش أن الدوقة الكبرى تبذل كل هذا الجهد من أجل عرض زواج، لكن ما أدهشه أكثر هو أن سيده يبدو مدركًا تمامًا للأمر، بل ويتعمد تأخير عودته.
من كان يصدق أن هذين الزوجين كانا باردين تجاه بعضهما منذ عام فقط؟
حتى بعد أن رأى كل شيء بأم عينه، لا يزال الأمر أحيانًا صعب التصديق.
وبينما بدا عليه التردد، نظر كايل إلى سيده وسأله بحذر
“…ولكن، ألن تصبح الأمور محرجة لاحقًا عندما تكتشف الدوقة الكبرى ذلك؟ يبدو أنها قد أعدت كل شيء بعناية فائقة.”
عندها فقط رفع إيان نظره للحظة، ورفع حاجبًا.
“طالما أنك لا تفتح فمك، فلن يعلم أحد.”
عند سماعه رد إيان الحازم، لوّح كايل بيديه ساخرًا و كأن الفكرة نفسها سخيفة.
لأنه مهما كان ثرثارًا، فلن يجرؤ أبدًا على الحديث عن هذا الأمر.
“المشكلة الحقيقية هي ما إذا كنتَ ستستطيع الحفاظ على ملامح وجهك غدًا. إن ابتسمت في الوقت الخطأ…”
“وما المشكلة؟”
“عذرًا؟”
أجاب إيان ببرود، دون أن يرفع عينيه عن المستند.
“لا يهم. على الأرجح سأظل أبتسم طوال الوقت على أي حال.”
“…..”
“لأن الأمر دائمًا يكون كذلك عندما أراها—إنها فاتنة للغاية.”
عند سماع كايل هذه الكلمات المبالغ فيها من سيّـده، استدار مبتعدًا وهو يقاوم شعورًا بالغثيان.
آه، لو أن هذا الزوجين ينفصلان فحسب.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 195"