“ألا تملكين أي كبرياء، أيتها الدوقة الكبرى؟ ديانا لورانس تحديدًا! يعلم الجميع في العاصمة كم كانت تطارد أخي – أعني الدوق الأكبر!”
اخترق صوت الأميرة الحادّ الهواء، وشعرتُ وكأن طبلة أذني على وشك الانفجار. أجبتُ بحذر وأنا أرسم ابتسامةً على وجهي.
“لكن، يا صاحبة السمو، أليسوا أصدقاء طفولة؟ ولنكن صادقين، لم يكن الأمر أنها طاردته بقدر ما…”
إيان قد عامل ديانا معاملةً قاسية.
بالطبع، لم أستطع قول ذلك بصوت عالٍ، وابتلعتُ الكلمات.
مع ذلك، بدا مجرد ذكر “أصدقاء الطفولة” وكأنه يُثير حفيظة الأميرة، إذ ضاقت عيناها أكثر. بهذا المعدل، قد تتحولان إلى شكلي نجمة.
“هل تقفين إلى صفها أمامي؟ إلى صف من أنتِ أصلاً أيتها الدوقة الكبرى؟”
وأخيرًا، خففت في إشارتها إلى ديانا لورانس بكلمة “هي” فقط.
هل هذا حقًا أمرٌ يستحقّ كل هذا؟
حدّقتُ بها وأنا في حيرة من أمري.
“على أي حال، لن أفعل ذلك! مستحيل! أفضل أن أدخل حفل تنصيب ولية العهد حافية القدمين على أن أرتدي حذائها!”
انهارت الأميرة على الأريكة، تصرخ بأعلى صوتها.
ألم تقل انها كانت تدرس السياسة ونظريات الحكم استعدادًا لحفل تنصيب ولية العهد مؤخرًا…؟
أثناء مشاهدتي لهذا المشهد، شعرتُ أن هذه النظرية مجرد نظرية في النهاية. ليس و كأنني سأُصرّح بذلك بصوت عالٍ، أنا خائفة أن أُتّهم بالخيانة.
بينما كانت الأميرة تُلوّح بساقيها في الهواء، صرّت على أسنانها فجأةً وجلست منتصبة.
“على أي حال، حتى لو كان ذلك بسبب طلب تحقيق أمنيتك، فهذا أمرٌ غير واردٍ إطلاقًا. سألغي ذلك.”
“لكن يا صاحبة السمو، لقد وعدتِني سابقًا، أليس كذلك؟ قلتِ إنك ستحققين لي أي أمنية، مهما كانت.”
“هذا لأنني لم أكن أعلم أنك ستذكرين ديانا لورانس!”
كادت الأميرة أن تصرخ من شدة الإحباط.
وهذا هو بالضبط سبب طلبي منها أن تحقق لي أمنية دون قيد أو شرط، ودون أن تسأل عن السبب.
عادةً، يفي النبلاء أو الأمراء بوعودهم لأن سمعتهم على المحك. لكن، بسبب سوء تقديري، نسيتُ أن الأميرة ليست من فئة “الطبيعيين”.
“همم، يا صاحبة السمو. لماذا لا تستمعين لي أولًا على الأقل…”
“لا، لن أستمع! أنا لا أسمعك! لا لا لا!”
حتى أنها سدّت أذنيها بأصابعها.
أذهلتني تصرفاتها.
بالطبع، ذكرت القصة الأصلية أن الأميرة كانت تكره ديانا في البداية، وكانت تفتعل المشاكل معها كلما سنحت لها الفرصة، لكنها لم تصف سلوكها قط بأنه متطرف إلى هذا الحد.
لماذا تكره ديانا إلى هذا الحد؟
راقبتها بنظرة جادة، وسألتها بحذر بعد أن هدأت نوبة غضبها قليلًا.
“صاحبة السمو.”
“ماذا؟!”
“إذا لم تمانعي سؤالي… لماذا تكرهين السيدة لورانس إلى هذا الحد؟”
في تلك اللحظة، تجمدت الأميرة في مكانها أثناء الركل، وتوقفت نوبة غضبها فجأة. حدقت بي، وكان تعبيرها مزيجًا من عدم التصديق والدهشة.
بدا أن عينيها تسألان: “هل حقًا لا تعرفين؟”
عندما أجبتها بتأكيد صامت، تنهدت بانفعال و وضعت يدها على جبينها.
“قالت انها لم تعد تُكن أي مشاعر لإيان. في الواقع، قالت إنها تدعم علاقتي بالدوق الأكبر.”
عند كلماتي، أمالت الأميرة رأسها كما لو أنها لم تسمع ما قلته، ثم توسعت عينيها بدهشة. وبفضل حيرتها، ساد الصمت أخيرًا في غرفة الاستقبال.
كانت هذه فرصتي.
“قضت السيدة لورانس ثلاث سنوات كاملة في الأكاديمية. يبدو أن نظرتها للأمور قد تغيرت كثيرًا خلال تلك الفترة. فمشاعر الناس تتغير بسرعة، في النهاية.”
“لكن! كيف لنا أن نثق بذلك؟”
رفعت الأميرة صوتها مجددًا احتجاجًا. لكن نظرتها لمعت بتوتر، كاشفةً عن اضطرابها الداخلي. شعرتُ بترددها، فأظهرت على وجهي تعبيرًا حزينًا وتظاهرتُ بالبكاء.
“بالتأكيد، يا صاحبة السمو، هل تشكّين في الرابطة التي تربطني بالدوق الأكبر؟ سيكون ذلك محبطًا للغاية…”
“هاه؟ آه، لا، لا! ليس هذا ما قصدته!”
“إذن، بما أن السيدة ديانا لورانس لم تعد تكنّ مشاعر للدوق الأكبر وعلاقتنا قوية، فلا داعي لسموكِ للاعتراض، أليس كذلك؟”
“حسنًا، أنا… همم…”
“وبالمناسبة، السيدة ديانا لورانس موهوبة بشكل ملحوظ.”
عندما بدأت الأميرة بالتردد، انتهزتُ الفرصة وأمسكت بالصندوق الذي وضعته بجانبي.
“ألقِ نظرة على هذا أولًا.”
عندما فتحتُ الصندوق، ألقت الأميرة نظرة خاطفة إلى الداخل بعين واحدة، ثم شهقت وهي تتسع.
“ما هذا؟”
كان داخل الصندوق المخملي الأحمر زوج أحذية صنعته ديانا في الأكاديمية. كان سطحه بالكامل مغطى بمسحوق لامع، مما جعل الحذاء يتألق ببراعة تحت ضوء الثريا.
تلألأت عينا الأميرة الزرقاوان الياقوتيان بشدة لدرجة أنها بدت وكأنها ستُخرج من رأسها.
“هذه أحذية صنعتها السيدة لورانس أثناء دراستها في أكاديمية ببليوس. تصميمها متقن وفريد من نوعه، وستتناسب تمامًا مع فستان السيدة زيد.”
توقعتُ ألا تقتنع الأميرة بسهولة. لذلك، قبل مجيئي إلى القصر، اتصلتُ بديانا على عجل واستلمتُ زوج أحذية عبر خدمة التوصيل السحرية. وكما اتضح، كان الحذاء مطابقًا تمامًا لذوق الأميرة.
الأميرة، التي كانت تهز رأسها بعنف وعيناها مغمضتان بشدة قبل لحظات، أمسكت الحذاء بفمها مفتوح، تقلبه لتتفحصه من كل زاوية.
“هذا… هذا من صنع ديانا لورانس؟”
“أجل. أليست طريقة تألق الحذاء بأكمله رائعة الجمال؟ حتى أنها عمدت إلى تعتيم النعل، والزخارف على الجسم ليست أحجارًا كريمة بل عرق اللؤلؤ.”
“عرق اللؤلؤ…؟”
لمعت عينا الأميرة حماسًا.
“أرأيتِ يا صاحبة السمو؟ لا يوجد الكثير في العاصمة ممن يمتلكون مهارة صنع أحذية رائعة كهذه.”
“حسنًا، هذا صحيح، ولكن…”
ترددت الأميرة، و وضعت الحذاء جانبًا ونظرت حولها بتردد. قضمت شفتها، عاجزة عن إعطاء إجابة قاطعة، من الواضح أنها لا تزال محتارة.
رمشت بسرعة، و و أبديت تعبيرًا بريئًا.
“صاحبة السمو، ألا تثقين بي؟ أعدكِ أنه يستحق ذلك. هذا حفل تنصيبكِ الوحيد. إن فاتكِ حذاءٌ رائعٌ كهذا…”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات