وضعت إليسيا أصابعها على صدغها وكأنها تشعر بالإرهاق، وظهرت تجاعيد طفيفة على جبينها الناعم.
“من السهل مراقبة وتهدئة النبلاء الموالين، لذا لا يوجد قلق بشأنهم. لكن هايدن؟ من المستحيل معرفة ما يدور في رأسه حقًا.”
“……”
“لطالما كان حساسًا بشكل غريب فيما يتعلق بشؤوني.”
ضيّق إيان عينيه قليلاً.
“…ليس أمرًا غير متوقع تمامًا.”
منذ شبابه، كان هايدن روجر مهووسًا بأمور إليسيا إلى حد غير طبيعي، منذ أن كان تابعًا لها. لم يكن سلوكه مجرد انعكاس لتأثير والده، دوق روجر السابق، بل تجاوز ذلك. لقد كان يؤمن يقينًا أنه سيكون قرين إليسيا يومًا ما، وتصرفاته لطالما كانت غريبة.
ورغم أن إليسيا، التي كانت حينها ولية العهد، لم ترَه أكثر من مجرد تابع، إلا أن هايدن كان يتصرف كما لو أنها محور حياته.
“ظننتُ أنه تبنى موقفًا أكثر رسمية مع مرور السنوات.”
“لقد فعل، خلال السنوات القليلة الماضية.”
بعد أن أُلغيت خطوبته بإليسيا و توطدت مكانة لويس كزوج إليسيا، حافظ هايدن على مسافة محترمة—أو هكذا بدا الأمر ظاهريًا.
“لكنه لا يزال متوجسًا منك.”
ومن المفارقات أن الشخص الذي اعتبره هايدن روجر أكبر تهديد له لم يكن الإمبراطور لويس ولا الأميرة لويزا، بل إيان.
ورغم مظهره الودود الدائم، إلا أن هايدن كان يُظهر عداءه الخفي كلما تعلق الأمر بإيان. كان إيان و الإمبراطورة كلاهما على دراية تامة بهذا الأمر.
“سواء كان ذلك بسبب سماعه كلاما عن العرش أو لأسباب أخرى…”
“سأراقبه عن كثب أيضًا.”
“أرجوك، افعل ذلك. إن قام هايدن بأي حركة، فلا يمكننا التنبؤ برد فعل أولئك النبلاء العجائز المتعصبين الذين يدعمونه.”
ضغطت إليسيا بأطراف أصابعها على جبينها وأطلقت تنهيدة خفيفة.
“الآن بعد أن فكرت في الأمر… يبدو أنه مؤخرًا يستخدمك كذريعة لقضاء الوقت مع الدوقة الكبرى ألم تلاحظ أي شيء غير عادي؟”
“…ليس بعد، على الأقل.” أجاب إيان بهدوء بعد لحظة صمت قصيرة.
“أفهم… هكذا إذن.”
رغم أن نوايا هايدن روجر الحقيقية لم تكن واضحة، إلا أن إليسيا و إيان كانا يشكان بشدة أن سلوكه الودود مؤخرًا تجاه إلويز مرتبط بإيان.
وبينما كانت إليسيا تضع تعبيرًا قلقًا، استقامت في جلستها و غيّرت أجواء الحديث.
“على أي حال، بمجرد أن تتنازل رسميًا عن مطالبتك بالعرش، ستصبح الأمور مضطربة لبعض الوقت. عليك أن تكون مستعدًا.”
“نعم، جلالتكِ.”
نظرت إليسيا إلى الساعة في زاوية قاعة الاستقبال وأومأت برأسها.
“الدوقة الكبرى ربما تنتظرك. يمكنك الذهاب الآن.”
انحنى إيان بأدب و استعد للمغادرة، لكن قبل أن يخرج، ابتسمت إليسيا بمكر وهي تتكئ في جلستها بكسل.
“أوه، إيان؟”
“نعم؟”
“في المرة القادمة التي تقبل فيها دعوة، تأكد من تغيير ذلك اللقب أولاً.”
“……”
“إذا كنتُ قد قدمت تنازلاً، ألا يجدر بك فعل الشيء ذاته؟”
كان صوتها مليئًا بالمرح، على عكس جديتها السابقة. فتح إيان شفتيه ليتحدث، لكنه أخيرًا أجاب على مضض.
“…سأحاول.”
أشرق وجه إليسيا بابتسامة واسعة.
“سأكون بانتظار ذلك.”
❖ ❖ ❖
عند خروجي من قصر الشمس ودخولي إلى الحديقة الثالثة، لم أتمالك نفسي من التعليق بانبهار.
“واو، هذه ليست مجرد بحيرة صغيرة—إنها ضخمة.”
كانت البحيرة شاسعة إلى درجة أنها بدت وكأن قلعة كاملة يمكن أن تغرق فيها، تتلألأ بلون أزرق نابض بالحياة.
“القصر مذهل حقًا…”
كنتُ أحدق في المشهد بإعجاب عندما قطع صوتٌ أفكاري فجأة.
“جلالة الإمبراطورة والدوق الأكبر كانا مولعين بهذه البحيرة في شبابهما.”
لم أعرف من أين أتى، و أنا حتى لم أشعر بوجوده على الإطلاق، مما جعلني أضيّق عيني بشك قبل أن أسترخي مجددًا.
“الدوق روجر؟”
ألقى عليّ نظرة قصيرة قبل أن يعيد بصره نحو البحيرة.
“عندما كنت صغيراً، ذهبت للإبحار في هذه البحيرة برفقة جلالتها و سمو الدوق. لقد كان الدوق الأكبر منبهرًا بالمشهد الجديد للبحيرة، فمال إلى الأمام كثيرًا وسقط في الماء.”
رغم نظرتي الحذرة، بدا وكأنه غير مدرك أو غير مهتم، واستمر بسرد القصة بضحكة خفيفة وصامتة.
“في تلك اللحظة، قفزت صاحبة الجلالة الإمبراطورة، التي كانت آنذاك ولية العهد، في الماء دون تردد، قائلة انها يجب أن تنقذه.”
“……”
“…رغم أن هناك عشرات الفرسان كانوا يقفون على أهبة الاستعداد.”
ضاقت عيناه الخضراوان الداكنتان للحظة قبل أن تعود إلى حالتها الطبيعية.
‘لماذا يبدو نبرة صوته هكذا…؟’
قبل أن أتمكن من فهم هذا الشعور الغريب بشكل كامل، التفت نحوي. عيناه اللطيفتان انحنتا في أقواس ناعمة، مشكّلةً ابتسامة مثالية.
“…كان بينهما دائمًا رباط خاص. رؤية البحيرة ذكرتني بتلك الأوقات.”
أملت رأسي قليلاً.
“حسنًا، كانت هذه قصة غير متوقعة.”
“يا للأسف، ظننت أنكِ قد تستمتعين بسماع شيء عن زوجك.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "137"