عندما استعدت وعيي، وجدت نفسي خارج الزقاق دون أن أدرك كيف وصلت إلى هناك.
“هاه.”
احترسي من “صديقك”.
“هل تعني مالك الرسالة؟”
رغم أنني كنت أكره الاعتراف بذلك، لم يكن هناك شخص آخر يمكن أن تشير إليه إلويز على أنه “صديق”.
من الغريب أن المرأة العجوز كانت تتصرف كما لو أنها تعرف تمامًا مع من كنت أبادل الرسائل.
“هاه، ما الذي يحدث هنا…؟”
فركت جبيني بحيرة.
وقفت هناك للحظة قبل أن أعود إلى الزقاق، ولكنني اكتشفت أن الطريق الذي سلكته سابقًا قد اختفى. كان مشهدًا غريبًا، كأنه يحذرني من أنني لم أكن من المفترض أن أعود بعد.
“……”
بينما أنزلت رأسي وأمسكت بمعصمي الأيسر، حيث كان يوجد السوار، سمعت صوتًا ينادي من بعيد.
“سيدتي! أنا هنا!”
كانت فيفي، تجري نحوي. لابد أنها كانت في عجلة من أمرها لدرجة أن قطرات العرق كانت تتناثر على أنفها رغم أنه لم يكن يومًا حارًا بشكل خاص.
“لم تذهبي إلى أي مكان!”
تركتني نبرتها، وكأنها تمدح طفلاً بقي في مكانه، في حالة من الدهشة للحظة. أخذت الماء الذي قدمته لي.
“إلى أين ذهبتِ حتى تلهثي بهذا الشكل؟”
“آه، لم يكن بعيدًا، لكنني ضعت بشكل غريب هنا. لم أضِع في السوق من قبل! أوه لا، هل تأخرتُ كثيرًا؟”
بدت مفزوعة وهي تسأل، لكنني هززت رأسي ببطء.
“لا، أتيتِ في الوقت المحدد.”
“لحسن الحظ!”
بينما كنت أنتقل بنظراتي بين فيفي ومعصمي الأيسر، أعطيتها كوب الماء وأخذت خطواتي.
“لنعد إلى الوراء.”
“هاه… بالفعل؟ ألم يكن لديكِ مكان تودين الذهاب إليه؟”
“سأعود في وقت لاحق.”
عند ردي، نظرت إليَّ فيفي بتعجب لكنها وافقت في النهاية وقادتني نحو العربة.
عندما عدنا إلى مقر الدوقية، لم يكن قد مضى أكثر من ساعتين منذ أن غادرنا.
“قلتِ أنكِ فقط ذاهبة للحصول على هواء منعش،”
قال إيان الذي يقابلنا عند مدخل المبنى الرئيسي. ثم مدَّ يده ليساعدني على النزول من العربة.
أخذت يده بشكل طبيعي وأنا أنزل.
“ساعتان كافيتان.”
“من أجل مغامرة صغيرة، هي فترة قصيرة للغاية.”
“إذن كنت تعرف أنها مغامرة؟”
“نعم. بعد كل شيء، أتحلى باهتمام كبير بكِ، سيدتي.”
بإشارة خفيفة من الكتف، رافقني إلى الردهة وسلمني شيئًا—رسالة تحمل الختم الإمبراطوري.
“جلالة الإمبراطورة قد استدعتكِ.”
أخذت الرسالة وملتُ برأسي.
“أبعد مما توقعت. كنت أظن أنها ستستدعيك فور عودتنا.”
“جلالتها امرأة مشغولة.”
“حسنًا…”
على الأقل لم تستغرق وقتا طويلاً. إذا كانت الإمبراطورة استدعتني أنا و إيان الآن، فمن المؤكد أن ذلك لمناقشة مسألة تنازله عن حقه في العرش.
فتحت الظرف، ومررت بعيني على الرسالة. كما توقعت، كانت تطلب منا دخول القصر هذا الأسبوع.
نظرت إلى إيان بعد أن انتهيت من قراءة الرسالة.
“إيان.”
“نعم، سيدتي؟”
“أريد فقط أن أسأل مرة أخرى، للتأكد. هل أنت حقًا موافق على التنازل عن حقك في العرش؟ أنا أخطط لحل هذه المسألة مرة واحدة و إلى الأبد.”
ظلَّت عيون إيان الياقوتية تحدق بي بثبات.
“وأنتِ، سيدتي؟”
“…ماذا؟”
لماذا يسأل عني فجأة؟
تجمدت للحظة، فأجاب هو بهدوء.
“أسأل إذا كنتِ لا زلتِ بخير معي، حتى و إن كنتُ دوقًا بلا حق في العرش.”
ظلَّت نظرته ثابتة.
“ماذا تعني بذلك؟”
سألت، مشوشة.
بالتأكيد كان إيان يعرف أكثر من أي شخص آخر أنه ليس لديه نية في أخذ العرش. حتى الوزن الرمزي لحقه في العرش كان أداة سياسية أكثر من كونه شيئًا آخر.
الأمر لا يمثل أنه خسارة كبيرة على أي حال.
لكن تعبير إيان كان أكثر جدية مما توقعت.
ثم أضاف
“أسأل إذا كان شخص مثلي—بلا حق في العرش—لا يزال شخصًا تحتاجون إليه سواء أنتِ او منزل ألفيوس.”
“….”
“إلى جانب مشاعري تجاهكِ، لم أنس السبب الذي جعلكِ تختارين الزواج بي.”
للحظة، كان صوت إيان الثابت والمنخفض كضربة لي.
نعم، صحيح. تزوجت إلويز من إيان بسبب موقعه كدوق يحمل حقًا في العرش.
كان زواجًا مدروسًا بناءا على مصالح. و تغيير الظروف قد يؤدي دائمًا إلى الطلاق.
و هذا كان شيئًا أخبرت به إيان بنفسي عندما زرت مكتبه لأول مرة.
ومع ذلك… منذ أن اعترف إيان بمشاعره ،بطريقة ما نسيت ذلك.
عند التفكير في الأمر الآن، بينما اعترف إيان لي بمشاعره، لم أقدم له أي جواب.
على الرغم من تأثيره الواضح عليّ، لم أكن قد أجبت بعد على مشاعره.
حتى أقدم له إجابة، نحن زوجان مرتبطان بمصالح متبادلة، علاقة يمكن أن تنتهي في أي لحظة.
وبالإضافة إلى ذلك، كنت قد تجنبت إيان مؤخرًا بشكل غير مقصود.
إدراكي لهذا تركني بشعور غريب وغير مريح.
بينما كان إيان، من جانبه، يواصل النظر إليّ بعينين صادقتين.
“إذا كان هذا الأمر يمنحك عذرًا معقولًا لتتركيني—”
“لا، إيان. كما قلت، هذا لن يغير شيئًا. سواء كان لك حق في العرش أم لا، فهذا لا يهمني.”
شدت قبضتي على يده بشكل غريزي، قاطعةً إياه في منتصف الجملة.
ثم حاولت جاهدةً أن أتحدث بوضوح، دون أن أعرف السبب الذي يجعلني أشعر بالحاجة إلى طمأنته.
“و…”
“……”
“لن أهرب بسبب هذا. هل أبدو لك غير وفية لهذه الدرجة؟”
ابتسمت ابتسامة صغيرة بمزاح، وأخيرًا تراجع التوتر الذي كان على جبهة إيان قليلاً. نظر بسرعة إلى يدي التي كنت أمسك بها قبل أن يومئ برأسه.
“هذا يكفيني.”
أطلقت قبضتي، وفورًا شعرت بالفراغ في يدي اليسرى.
بينما بدأت أشعر مجددًا بالسوار غير المرئي على معصمي، برقت فكرة في ذهني ورفعت نظري.
“إيان.”
“نعم، تفضلي.”
جعلني رده اللطيف أتردد للحظة قبل أن أتمكن أخيرًا من التحدث.
“حسنًا، افتراضًا… إذا، من باب الصدفة، لم أكن الشخص الذي تعتقد أنني عليه.”
“…..”
“هل ستشعر بنفس الطريقة تجاهي؟”
سواء كان كل هذا مصادفة أو ضرورة محبوكة، لم أكن أبدًا الشخص الحقيقي” إلويز”.
في النهاية، كل ما فعلته كان مدفوعًا بمنظوري كقارئة لهذه الرواية، آملة في سعادة ديانا.
في الماضي، لم أظن أن مثل هذه الأمور تهم، لكن الآن شعرت بشيء مختلف.
‘لا أستطيع إنكار ذلك—أنا بدأت أتردد.’
كان قلبي ينبض بشكل مضطرب ، مما جعل من الصعب التفكير بوضوح. كانت عيون إيان الزرقاء المعتادة تغشي رؤيتي، وتغمر عقلي.
فور أن فتح إيان فمه للرد، قاطعته.
“انتظر، توقف!”
“…سيدتي؟”
“سأسمع الإجابة لاحقًا، لاحقًا.”
لم أكن مستعدة لسماع إجابته بعد.
نظَر إيان في حيرة بسبب تصرفي المفاجئ في ايقافه، لكنني أسرعت في الابتعاد، متظاهرةً بتنظيف حلقي. لم أستطع أن أواجه نظرته بعد الآن.
“حسنًا، سأذهب أولاً.”
“……”
“لنلتقِ مرة أخرى في العشاء!”
❖ ❖ ❖
ربما كان ذلك بسبب مقاطعتي المفاجئة له، أو ربما بسبب شيء آخر تمامًا.
بعد ذلك اليوم، لم أتمكن من الحصول على فرصة لإجراء محادثة مماثلة مع إيان.
بشكل غريب ، بعد لقائي بالمرأة العجوز، لم تظهر لي رؤى إلويز الماضية التي كنت أراها من خلال الأحلام أو الأوهام. يبدو أن ذلك كان بفضل السوار الذي وضعته على معصمي، و الذي لم يعد مرئيًا منذ ذلك اليوم.
وهكذا، مر أسبوع، واتجهنا أنا وإيان إلى قصر الشمس للقاء الإمبراطورة.
عندما دخلنا مع المساعد إلى غرفة الجلوس المألوفة، كانت الإمبراطورة جالسة على أريكة، تنتظرنا.
“نحيي أول شمس لإمبراطورية ليفانت، صاحبة الجلالة الإمبراطورة إليسيا ليفانت.”
“كفاكم مع الرسميات.”
أشارت بيدها بتجاهل وأومأت لنا بالجلوس أمامها.
“تفضلي، سيدتي.”
“نعم.”
بينما كان إيان يرافقني إلى مقعدي بكل سلاسة، كانت الإمبراطورة تراقبنا بابتسامة راضية وسألت بنظرة خبيثة في عينيها
“من خلال وجوهكما المتألقة، يبدو أن شهر العسل قد مر بشكل جيد.”
“……”
“إذاً، هل من أخبار خاصة لمشاركتها؟ ربما ليلة طويلة ومليئة بالأحداث؟”
“كح، كح!”
اختنقت بسعال لم استطع التحكم فيه. كما اشتعل وجهي من الخجل.
نظرت إليها غير مصدقة.
“…عذرًا؟”
“من خلال رد فعلك، أعتقد أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل. يا للأسف.”
هذه—هذه الإمبراطورة حقًا بلا حياء!
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "135"