“على أي حال، هذه الحفلة ستكون تحت إدارتي، لذا ليس عليكما فعل شيء! وخاصةً أنتِ يا دوقة – لا تُفكّري حتى في تقديم المُساعدة.”
“صاحبة السمو، هل أنتِ متأكدة من أنكِ سوف تستطيعين فعل هذا؟”
“أنا في الخامسة عشرة من عمري، كما تعلمين!”
…هذه هي المُشكلة بالضبط.
لكن كان من الواضح أن الأميرة لا تفهم مشاعري المُتضاربة.
“لماذا لا تستغلان هذه الفرصة لأخذ مقاسات الملابس على مهلٍ وإعداد قائمة الضيوف؟ ألا تعلمان كم من الناس في العاصمة يتوقون لحضور وليمة عيد ميلاد الدوقة؟”
“لن أقول انهم بهذا العدد…”
“حقًا؟ أنتِ لا تعرفين ما الذي تتحدثين عنه.”
أطلقت الأميرة تنهيدةً مُحبطةً عند ردّي الذي يشبه الهمس.
“الجميع ينتظر دعواتهم بفارغ الصبر. هل لاحظتَ الضجة المحيطة بكما مؤخرًا؟”
صفّيتُ حلقي بحرجٍ عند رؤية نظرتها الحادة. مؤخرًا، كان هناك الكثير من الحديث عنّا.
بينما كنتُ أنا وإيان نزور إمبراطورية نوموس، ظهر في عددٍ من نشرة آريا الإخبارية مقالٌ ضخمٌ عنّا. كانت هناك تقارير عن وصولنا المُهيب ومراجعاتٌ مُبهرةٌ لخطابي .
بصراحة، حتى كايل كان جزءًا من سبب هذا الاهتمام.
بينما غصتُ في أفكاري للحظة، أصبح تعبير الأميرة مُنتصرًا.
“الآن وقد فهمت، افعلا ما أقوله لكما!”
تبادلتُ نظرةً خاطفةً مع إيان. بطريقةٍ ما، شعرتُ أن تحضيرات عيد الميلاد هذه لن تكون سهلة.
❖ ❖ ❖
كانت الأميرة جادة تمامًا في كلامها. منذ ذلك اليوم، بدأت تتنقل في الدوقية كما لو كانت في بيتها.
كان الفرسان المكلفون بمرافقتها يبدون منهكين دائمًا، ومع ذلك بدوا عاجزين عن فعل الكثير أمام إصرارها الشديد. وبالنظر إلى قلة الشكاوى من القصر الإمبراطوري، يبدو أن الإمبراطورة كانت تدعم تصرفات الأميرة بهدوء.
هذا عزز كفاءتها.
في البداية، حضرت ومعها أكوام من الخطط من القصر، وناقشتها بهدوء مع كبير الخدم هارولد. وسرعان ما اتخذت غرفة ضيوف في الجناح الشرقي “مقرًا لعملياتها” وقضت أيامًا كاملة تتجول في الدوقية.
“همم. جيد، جيد. مهلاً يا هارولد، هل حصلت على كل ما طلبته؟”
“نعم، يا صاحبة السمو. كل شيء مُجهز حسب التعليمات.”
“ممتاز!”
لقد عملا معًا بشكل مثير للقلق.
وصل الأمر إلى حد أنني لم أستطع التمييز بين إن كان هارولد كبير خدم الدوقية أو مساعدها الشخصي.
كان الاثنان متكتمين للغاية بشأن كل شيء لدرجة أنه لم يُسمح لي ولإيان حتى بالاقتراب من “مقر العمليات”. لو ألقيتُ نظرة خاطفة، فإن الرد الوحيد الذي أتلقاه هو الرفض “لا، ابتعدي!” – كمراهقة تتجاهل والديها.
وهكذا كنتُ مرة أخرى، عالقة في غرفة الدراسة، أُركز على واجباتي لأنني لم أستطع الاقتراب من الأميرة.
“متى سينتهي هذا؟”
بينما كانت الأميرة تُعنى بمعظم الأعمال الشاقة لتحضيرات المأدبة، لم يتراجع العمل اليومي لإدارة الدوقية.
مع ضخامة العقار، تراكمت الوثائق التي تتطلب مراجعة وموافقة بلا هوادة.
“ربما حان الوقت لأُعيّن مساعدًا شخصيًا…”
بصراحة، لم أستطع استيعاب كيف استطاعت إلويز تدبير كل هذا دون مساعدة.
تحول نظري إلى دفتر ملاحظات إلويز، الذي شغل مكانًا دائمًا على مكتبي.
“هذه وثيقة تسليم بالتأكيد.”
في هذه المرحلة، لم يكن هناك شك.
لأسباب مجهولة، خططت إلويز لمغادرة الدوقية، وأعدت هذا الدفتر لخليفتها.
“لماذا بحق السماء كانت تخطط للمغادرة؟”
أردت إجابات، لكن المعلومات المتاحة لي كانت محدودة للغاية.
لو استطعتُ فقط كشف سبب رغبة إلويز في المغادرة أو كيف فعلت ذلك، لربما حُلّ معظم اللغز.
منذ أن التقيتُ بذلك الطفل الغريب في ماريسين، كانت الأسئلة التي لم تُجب تُلحّ عليّ.
مؤخرًا، كان التفكير في إلويز يُسبب لي صداعًا بين الحين والآخر.
“يبدو أن الأمر ازداد سوءًا منذ ذلك الحلم الذي رأيته في إمبراطورية نوموس.”
همستُ مع نفسي وأنا أُدير قلمي على الورقة بتكاسل.
“آه، رأسي….”
فجأةً، انتابني دوار، و أصبحت رؤيتي ضبابية.
—لا يهم، ما دمتُ أستطيع المغادرة.
—حتى لو حلَّ مكاني شخصٌ آخر….
“ما هذا…؟”
اخترق شعورٌ قويٌّ عقلي بينما تكشّفت لي صورةٌ من الماضي.
رأيتُ إلويز جالسةً في نفس المكان الذي كنتُ فيه الآن، مكتبها مُغطّىً بأوراقٍ لا تُحصى وهي تكتب شيئًا ما بانشغال.
غريزيًا، عرفتُ أنني أشهد ذكريات إلويز.
“هل هذه الذكريات مطبوعةٌ في هذا الجسد؟”
كافحتُ لأفهم الأوراق المتناثرة في الرؤية الضبابية، لكنها كانت مكتوبةً بلغةٍ مُعقّدةٍ وغير مألوفةٍ لم أستطع فكّ رموزها.
ثم، فجأةً، شعرتُ أن العالم انقلب رأسًا على عقب.
‘آه، أشعر بالدوار!’
على عكس الرؤى السابقة التي كانت تتكشف في ذهني فقط، هذه المرة، شعرتُ بانعدام وزن جسدي، كما لو أنني تركته تمامًا.
وسرعان ما ظهر أمامي…
“ما هذا…؟”
مشهد مألوف جدًا. مألوف، ولكنه غريب لأنه مر وقت طويل منذ أن رأيته.
طريق واسع بثمانية مسارات، مبانٍ شاهقة، وأناس يعجّون بالحركة…
كان هذا هو العالم الذي عشتُ فيه أصلًا.
ولكن قبل أن أستوعب ما أراه تمامًا، ظهر لي شيءٌ أكثر غرابة.
“…مستحيل.”
لم يكن سوى جسدي الأصلي، بينما يسير في شارع غريب.
فركتُ عينيّ بعنف، لكن لم يكن هناك شك في ذلك – كان هذا أنا بلا شك.
“لماذا أنا هناك؟”
لم أستطع إخفاء حيرتي.
كان شعر جسدي الذي رأيته قصيرًا و مُصففًا، ويرتدي ملابس لم أمتلكها من قبل، ويسير بثقة في شارع لم أتعرف عليه.
مددت يدي غريزيًا، وأنا في حالة ذهول. عندما توقف جسدي الآخر فجأةً و استدار.
التقت نظراتنا في الهواء.
في اللحظة التالية، اتسعت عينا جسدي الأخر، كما لو أنه رأى شيئًا لم يكن ينبغي لها رؤيته.
“…مستحيل. لماذا هذا هنا؟”
تمتمت بشيء ما في نفسها، ثم استدارت بسرعة وانطلقت مسرعة.
ثم-
“آه!”
استيقظت وأنا أتنفس بعمق.
اختفى المشهد الذي كان يتكشف أمام عينيّ، وحل محله منظري مستلقية على مكتبي في غرفة الدراسة.
كان دفتر الملاحظات الذي كنت أنظر إليه سابقًا لا يزال مفتوحًا، و صفحاته سليمة.
“….”
لم أكن أعلم كم مرّ من الوقت، لكن الشمس، التي كانت مرتفعة في السماء سابقًا، كانت الآن تغرب، بينما تُلقي بظلالها الطويلة عبر النافذة خلفي.
استدرتُ بتيبس، وحدقتُ في الشفق خلف النافذة، ووضعتُ يدي على جبهتي.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل "131"