شعرت فجأة بشعور غامض يمزج بين الفضول والترقب، لكن الخوف من أن تتغير علاقتنا كان يلازمني. حاولت السيطرة على مشاعري، لكنني لم أستطع إيقاف الارتجاف الخفيف الذي يجتاحني. لم أرد أن أبدو ضعيفة، لكن ذلك الشعور لم يتوقف.
“سي… سيزار…” تمتمت بنبرة مترددة.
كنت مرتبكة جدًا، غير عارفة كيف أتعامل مع هذا الشعور. نظر إليّ سيزار بهدوء، وعيناه تعكسان شيئًا جديدًا.
“آه…” أفلتت تنهيدة خفيفة مني.
شعرت بتوتر يجتاحني، وكان قلبي ينبض بسرعة. حاولت التقاط أنفاسي، لكن عقلي كان مشوشًا.
“ماذا أفعل؟” فكرت، وأنا أحاول فهم ما يحدث. كنت ضعيفة أمام هدوء سيزار. هل كان ذلك بسبب توتري؟ أصبح عقلي غير قادر على التفكير بوضوح.
شعرت وكأنني أسير في طريق مجهول، دون وجهة أو سبب. لكن، هل كان ذلك مهمًا؟ حتى لو كنت أعبر إلى مكان غير مألوف، ألن يكون الأمر على ما يرام مع سيزار؟
أومأت برأسي ببطء، مفكرة: “فليكن ما يكون.” لا أعلم كيف فسر سيزار إيماءتي، لكنه تحرك قليلاً، وبدأ شيء جديد.
شعرت أن نظرة سيزار تغيرت. كانت عيناه تحمل شيئًا مختلفًا، عاطفة قوية لم أرها من قبل. لم يكن سيزار الذي أعرفه تمامًا. عيناه الحمراوان تلمعان بنور غامض، كأن شيئًا عميقًا يتحرك بداخله. كان ذلك كافيًا ليجعلني أشعر بالتوتر.
تذكرت دروس الآنسة إيميلدا. قالت إن هذه المشاعر طبيعية بين الأزواج، ويجب أن أتقبلها. كررت في ذهني أنه عليّ تحمل هذا الشعور، وأن كل شيء سيكون على ما يرام.
“رين، رين…” ناداني سيزار بصوت خافت، بنبرة تحمل عاطفة هادئة.
كان مجرد نطق اسمي، لكن صوته جعلني أشعر بالتردد. شعرت وكأنني عاجزة عن الحركة، وكأن شيئًا يمنعني من التفكير بوضوح. قضمت شفتي بتوتر، محاولة استعادة هدوئي.
“عليّ أن أتحمل قليلاً… فقط قليلاً…” فكرت. كنت أعلم أن العد يساعدني على الهدوء. قررت أن أعد من واحد إلى مائة، عسى أن يصفو ذهني ويهدأ قلبي.
“…”
“رين؟ هل أنتِ بخير؟” سأل سيزار فجأة، بنبرة قلقة.
كان صوته يحمل شيئًا مختلفًا. لا، وجهه كان لا يزال مألوفًا… لكن عينيه كانتا تحملان شيئًا جديدًا، شيئًا لم أره من قبل.
*********
شعرت برجفة خفيفة في جسدي. لم أستطع مقاومة التوتر والخوف، فاهتزت أطرافي كأنها أغصان شجرة في ريح خفيفة.
شعرت بضيق في معدتي من شدة القلق. اجتاحتني قشعريرة خفيفة، وبدأت أشعر بتوتر يصعب السيطرة عليه. نظر إليّ سيزار، وقد لاحظ تغيري المفاجئ.
“رين؟” ناداني بصوت هادئ.
لكن صوته زاد من ارتباكي. شعرت بقلق يجتاحني، وكأن شيئًا غريبًا يحدث.
“هَهْ!” أفلتت صرخة خفيفة مني دون إرادة.
“ما بكِ؟” سأل سيزار، وهو يبدو حائرًا.
حاول تهدئتي بنبرته الهادئة، لكنني شعرت بتوتر أكبر. كان الإحساس غريبًا، مزيجًا من القلق والخوف، لم أعهده من قبل.
“هاه… آه…” تمتمت، وأنا أحاول فهم مشاعري.
لو استطعت، لابتعدت عن هذا المكان. لم أكن في حالة طبيعية. كان عقلي يصرخ بالقلق، ونبضات قلبي تتسارع، وشعور بالضيق يغمرني. كنت أشعر أنني لا أستطيع تحمل هذا الوضع.
ثم عاودني شعور بالخوف. أغمضت عيني بقوة، وشعرت بضيق في حلقي. كان هذا الخوف شديدًا، وكنت خائفة من كل ما يحدث.
“ههه…” تمتمت، وأنا أحاول كبح مشاعري.
فجأة، انهمرت دموعي. اجتاحني مزيج من الحزن والقلق، مشاعر لم أستطع تحملها، فبدأت أبكي بشدة دون توقف.
“أه… أهاااه…” شهقت وأنا أبكي.
بدا سيزار متفاجئًا، فنظر إليّ بعيون متسعة. لكنني لم أعد قادرة على الالتفات إلى شيء. بكيت كطفلة صغيرة، لفترة طويلة.
“ر-رين؟” ناداني سيزار بحيرة.
حاول تهدئتي بصوته القلق، لكنه بدا عاجزًا عن فهم ما يحدث.
“أه، أهاه، أنا لا أعرف!” قلت ودموعي تتساقط.
لسبب ما، زاد قلقه من دموعي. لم أكن أفهم لماذا أشعر بهذا الحزن العميق، لكنني كنت أبكي دون توقف.
كنت أكره هذا الوضع. كرهت شعوري بالضعف وهذا الموقف المربك. بكيت حتى أحسست بحلقي يؤلمني وجفوني تنتفخ، فلم أعد أرى بوضوح. كانت أطرافي لا تزال ترتعش من الخوف.
نظر إليّ سيزار بقلق كبير. رأيت في وجهه سذاجة أزعجتني، فشعرت بغضب مفاجئ. ضربت صدره برفق، وقلت:
“أيها الأحمق!”
وبينما كنت أوبخه ودموعي تغطي وجهي، بدأت عيناه تدمعان أيضًا.
“رين، ل-لا تبكي…” قال بنبرة حزينة.
عند رؤيته يبكي، شعرت بضيق في صدري مرة أخرى.
“ألم تقل من قبل إنك تحب رؤيتي أبكي؟!” قلت بنبرة متعبة.
فجأة، شعرت بحزن شديد. أمسكت بطرف ملابسه بقوة، وقلت بنبرة مرتجفة:
“لا، لا! لا أحب ذلك! لا يعجبني أبدًا!”
“هه… أنا لم أقصد…” تمتم سيزار، وهو يبدو حائرًا.
تذكرت كلامه السابق بوضوح، فأمسكت بملابسه بإحكام. وضع سيزار يده على كتفي بلطف، وقال:
” آسف، أرجوك…”
كان سيزار يبكي مثلي، كما فعل ذات مرة عندما غضبت منه. لسبب ما، بدأت عقدة الحزن في صدري تذوب تدريجيًا. اقتربت منه قليلاً وهمست:
“أنا لا أريد أن أنجب طفلًا…”
أجاب سيزار بسرعة:
“نعم، لا حاجة للطفل. لا نحتاج إلى طفل.”
“كنت خائفة حقًا،” قلت بنبرة هادئة.
كان ذلك صحيحًا. لم أشعر من قبل أن سيزار يبدو مختلفًا بهذا الشكل. عندما عبّرت عن شعوري، اقترب مني سيزار قليلاً وقال:
“آسف.”
“أحمق،” تمتمت.
“نعم،” أجاب بهدوء.
كنا، أنا وهو، نتبادل كلمات بسيطة دون فهم كامل لمعناها. لسبب ما، كلمات اعتذاره كانت كافية لتهدئة قلبي بسهولة غريبة.
التعليقات لهذا الفصل " 90"