فجأة، شعرت بضيق خفيف في صدري. كان من الغريب أن يتحدث سيزار عن الحب بهذه الطريقة.
“أنت لا تفهم معنى الحب حقًا،” قلت بنبرة متسائلة.
لكن سيزار، دون أن يتأثر بكلماتي، ابتسم بهدوء وقال:
“أفهمه جيدًا.”
“إذًا، ما هو الحب؟” سألته، متعجبة من ثقته.
نظر إليّ بعيون مليئة بالدفء وقال:
“الحب هو أن تعشق شخصًا بكل قلبك، أكثر مما يمكن أن تتخيل.”
في تلك اللحظة، عادت إليّ ذكرى بعيدة. تذكرت كلماتي له ذات يوم وأنا أقرأ له قصة خيالية. نظر إليّ سيزار مرة أخرى، عيناه تلمعان بنور بريء، وأضاف:
“حتى أكثر من اللازم.”
تكوّنت تجاعيد رقيقة عند زاويتي عينيه مع ابتسامته، وشعرت بشعور غريب يعتصر قلبي.
“ما… ما هذا؟” تمتمت.
كان قلبي ينبض بسرعة، وشعرت بحرارة خفيفة تتصاعد في وجهي. لم أستطع النطق وسط تلك المشاعر المتدفقة.
كلماتي تلك، التي قلته دون تفكير في الماضي، كان سيزار يتذكرها بدقة. أدركت أن وجودي في عالمه كان له أثر عميق. هل كان هناك من قبل من قدرني بهذا العمق؟ لا أعلم. وهل سيكون هناك من يهتم بي بهذا الإخلاص في المستقبل؟ مهما فكرت، لم أجد إجابة.
هو يحبني، هو الذي ينظر إليّ بعيون مليئة بالصدق الخالص.
“رين، كلما رأيتك، شعرت بشيء هنا،”
قال وهو يشير إلى صدره بنعومة.
“هكذا؟” سألت بنبرة مترددة.
“نعم، وأحيانًا عندما أراكِ، أشعر أن قلبي يمتلئ بالعاطفة،” أجاب.
“هل هذا صحيح؟” سألته، متفاجئة من كلامه.
نظرت إلى عينيه، متسائلة عما إذا كان يشعر بشيء مؤلم. لكن عينيه كانتا صافيتين. في تلك اللحظة، أمسك يدي بلطف وقال:
“الآن…” توقف وهز رأسه، وبدا وجهه يحمل لمحة من الحزن، مما جعلني عاجزة عن الكلام.
“سيزار،” ناديته بهدوء.
اقترب مني قليلًا، وظلاله تحيط بي، مما جعل المكان يبدو أكثر هدوءًا. في تلك اللحظة، لمعت عيناه الحمراوان بنور خافت، يحمل شوقًا عميقًا. شعرت بدفء حضوره يحيط بي.
“رين…” ناداني بصوت خافت، مما جعل قلبي ينبض بقوة.
“سيزار…” رددت اسمه بنبرة مرتجفة، وشعرت بشعور غريب يجتاحني.
نظر إليّ وقال بهدوء:
“رين، يجب أن تبقي هادئة.”
“ماذا؟” سألته بدهشة.
“لأن الزوج هو من يهتم بكل شيء،” أجاب بنبرة هادئة.
ثم أمسك يدي بلطف، وشعرت بدفء يده يطمئنني. أفلتت مني تنهيدة خفيفة دون وعي.
“آه…”
“في الكتاب، قيل أنه يجب أن نكون هادئين،” تمتم وهو ينظر إليّ بعيون مليئة بالعاطفة.
شعرت بدفء حضوره يحيط بي، مما أثار شعورًا غريبًا في داخلي. كان وجوده قويًا جدًا. شعرت بشيء غريب يعتريني، وكأن قلبي يتفاعل بطريقة لم أعهدها من قبل.
“هدوء، رين،” همس وهو ينظر إليّ بلطف.
هل سيطبق كل ما قرأه في الكتاب بحرفية؟ ماذا سيحدث بعد ذلك؟ حاولت تذكر، لكن ذهني كان مشوشًا. ثم همس بنبرة حازمة:
“قالوا إنه إذا لم تطع الزوجة، يجب أن تُعاقب.”
“ماذا؟” تراجعت قليلًا، متفاجئة.
توقف سيزار، وبدا وكأنه يفكر بعمق. ثم قال بهدوء:
“لكنني لا أريد أن تتألمي، رين.”
شعرت بالراحة فجأة، واسترخى جسدي. ابتسمت بخفة، لكنه منعني قائلاً:
“لا تبتسمي. في الكتاب…”
“كُتب أنه يجب عدم إظهار المشاعر، أليس كذلك؟”
أكملت كلامه.
أومأ برأسه، ثم اقترب ونظر إليّ بعمق، وقال:
“لكنني أحب رؤيتكِ تضحكين، رين.”
“ماذا؟” شعرت بحرارة خفيفة في وجهي.
“وأحب أيضًا عندما تحزنين،” أضاف وهو ينظر إلى عيني.
“عندما تذرفين الدموع، أشعر بشيء مميز فيكِ.”
“ما هذا الكلام؟” سألته بحيرة.
اقترب أكثر، وكأنه يحاول فهم شيء ما، وقال:
“شيء يشبه الرطوبة، والملح… شيء يشبهكِ، رين.”
“ماذا؟” تمتمت، عاجزة عن الرد.
“والآن، أشعر بدهشتك،” أضاف بنبرة خفيفة.
حاولت الاعتراض، لكنني لم أستطع النطق. كان حضوره قريبًا جدًا، مما جعلني عاجزة عن الحركة.
“كفى، سيزار…” قلت وأنا أحاول استعادة أنفاسي.
“لا تتحركي،” قال بنبرة هادئة.
“حسنًا،” أجبت مستسلمة.
تذكر شيئًا، ثم نظر إليّ وقال:
“قالوا إنها تسمى مداعبة.”
“هاه…” خرجت الكلمة مني دون وعي، وشعرت بحرارة في وجهي.
توقف سيزار فجأة وسأل بنبرة بريئة:
“لكن، ما هي المداعبة؟”
كيف أجيب على هذا السؤال؟ شعرت بحرج شديد، وكأنني سأتلاشى من الخجل. لو كان الموت من العار ممكنًا، لكنت الآن غادرت هذه الغرفة.
أغمضت عيني بقوة، غير عارفة ماذا أفعل. لكن سيزار نظر إليّ بلطف، وكأن ذلك أمر طبيعي. هل يعرف سيزار كل شيء بالفعل؟
نظر إليّ مرة أخرى، ثم إلى يدي التي كان يمسكها. شعرت بحركته الرقيقة تثير شعورًا غريبًا. توقف بلطف، كأنه يحترم مشاعري. كنت أتنفس بصعوبة، وأنفاس سيزار كانت مضطربة أيضًا.
شعرت بدفء يتجمع داخلي، يتراكم في قلبي.
“رين،” ناداني باسمي، فشعرت بشيء يجتاحني. مرر يده ببطء فوق يدي، وكنت أحاول السيطرة على مشاعري.
“آه…” تمتمت، غارقة في أفكاري.
كانت نظرته مثبتة عليّ، وكأن العالم توقف عندي. ماذا أفعل؟ هل سنستمر هكذا؟ ربما كان ما قاله ريشار صحيحًا. نحن زوجان، وكان من المفترض أن نمر بهذا في ليلة زفافنا. لكن، كيف يمكن أن يكون هذا مجرد شعور عادي؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 89"