صدر صوت شيء يتحطم. فوجئنا جميعًا بذلك الصوت فالتفتنا إلى الخلف. لم نكن نحن فقط، بل جميع الزبائن الجالسين على الطاولات الخارجية نظروا إلى ذلك الاتجاه.
– “إذا كنت تنوي التجارة هنا، ألا ينبغي أن تدفع إيجار المكان؟”
– “هل لا بد أن تُحرق بالنار لتفهم أنها تؤلم؟”
هناك، كان عدد من الرجال ذوي البنية الضخمة والمظهر المخيف يهددون صاحب المحل. قام أحد الرجال برمي البضائع على الأرض، فصدر مجددًا صوت تحطم مزعج.
الزبائن القريبون سرعان ما انسحبوا إلى الخلف. أما صاحب المحل، فقد بدا على وشك البكاء محاولًا إقناع الرجال.
– “أرجوكم، لا تفعلوا هذا.”
– “كان عليك أن تدفع بهدوء إذا كنت تريد العمل هنا!”
ثم مد أحدهم يده نحو صندوق النقود. في تلك اللحظة، تشبث صاحب المحل بالصندوق بشدة.
– “إذا فعلتم هذا، فكيف سنعيش؟!”
مثل هؤلاء الأوغاد الجبناء موجودون في كل مكان في العالم. أولئك الذين لا يعرفون سوى استغلال الآخرين.
ماذا علي أن أفعل؟ بينما كنت أفكر، وكما توقعت، رفع سيزار رأسه.
لطالما لاحظت أن سيزار حساس بشكل خاص تجاه خبث الآخرين. لهذا السبب، استفزه سلوك هؤلاء الرجال العنيف.
قبل قليل فقط، لم يتأثر على الإطلاق رغم الزحام. لكن هذا النوع من الخبث لم يستطع احتماله.
بدأ يصدر صوت طحن من الطاولة الخشبية تحت يده، وشيئًا فشيئًا، راحت أصابعه تغوص فيها. تحت قوته الجبارة، بدأت الخشب يتحول إلى نشارة.
– “سـ، سيزار…”
وقبل أن أتمكن من إيقافه، وقف من مكانه وهو يتنفس بعنف.
– “غررر…”
أصدر صوتًا تحذيريًا كالحيوان، ما جذب انتباه الجميع.
ماذا لو فقد سيزار السيطرة مرة أخرى كما حدث في المرة السابقة؟ صحيح أن هناك طريقة لإيقافه، وهي إطعامه بالدم، لكننا في مكان عام مليء بالناس، ولا يمكن فعل ذلك.
هل أستطيع إيقافه؟
يبدو أن البلطجية أدركوا أن الأجواء ليست طبيعية.
– “ما بال هذا الأحمق؟ هل لديك مشكلة مع ما نفعله؟”
– “سيزار، لا!”
قفزت بسرعة أمامه. في المرة السابقة، كانت الحادثة داخل القصر، ولهذا تم التستر عليها.
لكن هؤلاء مدنيون. وإذا استخدم ولي عهد الإمبراطورية العنف ضدهم، فقد تنتشر شائعات لا تحمد عقباها.
– “ما هذا الآن؟”
أحد الرجال أمسك بمعصمي بقوة.
– “ما هذا؟ فتاة جميلة! هل تريدين اللهو معنا؟”
عندها، نهضت دلفينا وصرخت بجزع:
– “يا للوقاحة! كيف تجرؤ؟!”
لم أكن أركز على الرجل الذي أمسك بي، بل على سيزار، الذي راحت عيناه تمتلئ بالوحشية.
كنت أعرف ذلك المظهر جيدًا. إنه على وشك الانفجار، كما في المرة السابقة. إذا تركته، فستحدث كارثة حتمًا.
– “لماذا يزمجر هذا الحقير كالحيوان؟”
قبل أن يقترب ذلك الرجل من سيزار، تحرك الأخير بسرعة مذهلة. حدث كل شيء في لحظة، حتى أنني لم أستوعب ما جرى.
– “آآااه!”
الرجل الذي كان يمسك بمعصمي سقط وهو يمسك بيده اليمنى، ينزف بشدة. وبفضله تحررت، لكنه ظل يتلوى على الأرض.
– “ماذا! ما هذا؟!”
اقترب رجل آخر منه ليرى الجرح. بدا وكأنه قطع بسكين حاد. وجوه الرجال الأخرى أصبحت قاسية.
– “هل كان يحمل سلاحًا؟”
– “غررر…”
وسط هذا الجو المتوتر، بدأ الرجال يسحبون أسلحتهم من خصورهم. صوت احتكاك المعادن، واللمعان الحاد في الضوء، كان مرعبًا.
الأمر خرج عن السيطرة تمامًا. ما الذي يمكنني فعله لتهدئة سيزار؟ كيف أتصرف؟
تعرق جبيني البارد، ولم أستطع فعل شيء. ماذا لو أصيب أحدهم بجروح بالغة، أو حتى قُتل؟
في غمرة التوتر، لم ألاحظ أن برناديتا قد وقفت.
– “كيف يمكن أن يكون هناك أناس بهذا السوء!”
وسط هذه الأجواء المشحونة، دوّى صوتها الطفولي.
تحركت بسرعة مذهلة، مثلما يليق بلقبها. حقًا، كانت سريعة وخفيفة مثل الأرنب.
– “أيها السادة هناك!”
نادَتْ على البلطجية الذين يواجهون سيزار.
– “وما هذه الطفلة؟ ألا ترين أننا مشغولون؟”
– “برناديتا! ماذا تفعلين؟!”
ناديتُها بيأس، لكن الأمور تطورت بسرعة.
– “هاه؟! آآااه!!”
فجأة، طار أحد الرجال في الهواء!
– “ما… ما هذا؟!”
حاول رجل آخر الإمساك بساقه وسحبه للأسفل، لكن حتى هو طار.
– “هاه؟ هاه؟!”
كانوا يرفرفون في الهواء كأنهم يسبحون في فضاء بلا ماء، منظرهم كان مضحكًا ومربكًا.
سيزار كشف عن أنيابه أكثر، مستعدًا للانقضاض. لكنه فجأة هو الآخر طار في الهواء.
– “غررر…؟”
حتى سيزار تفاجأ. من الطبيعي أن يُصدم إذا وجد جسده يرتفع فجأة.
لكن أكثر من بدا مذهولًا كانت برناديتا نفسها.
– “أ… أنا فقط…”
نظرت إلى يديها وهي مذهولة، ثم نظرت إليّ.
ثم طار رجل آخر. المشكلة أن هذا الأخير ارتفع عاليًا جدًا.
– “آآااااه! أنقذوني!”
صرخته أخذت تبتعد، وسرعان ما خفت صوته… يبدو أنه فقد وعيه.
– “آآااه! ما هذا؟!”
ولم ينتهِ الأمر هناك. الطاولة، الكراسي الخشبية، لافتة الكشك، الصندوق، كل شيء بدأ يطفو.
كان فوضى عارمة. الناس في الهواء يصرخون ويحاولون تثبيت ملابسهم.
– “ساعدونا!”
– “ما الذي يجري؟!”
الناس ركضوا في كل الاتجاهات وهم مذعورون. أصوات تحطم، صراخ، ارتباك في كل مكان.
– “برناديتا! أوقفي هذا!”
لكنها كانت تبكي وتنظر إلى كفيها.
– “لا… لا أعرف… لا أفهم ما يحدث!”
وبينما كنت أشعر بالقلق من وقوع كارثة…
سمعنا صوت صفارة حاد كاد يصم الآذان.
توقفت حركة الناس فجأة بسبب ذلك الصوت العالي.
واصلت الصفارة، ثم صرخ أحدهم:
– “إنه الحرس!”
ظهر رجال الأمن، الذين يُعتبرون مسؤولين عن أمن المدينة وأحيانًا مصدر رعب للعامة.
وبينهم، رأيت وجهًا مألوفًا جدًا.
– “ريشار؟”
تقدم نحونا بوجه متجهم. خطواته كانت متجهة نحو برناديتا.
– “ماذا أفعل؟! لا أفهم ما يحدث!”
كانت تبكي بحرقة. اقترب منها ريشار وقال بهدوء:
– “سيطري على قوتك.”
– “ماذا؟”
– “قوتك…”
رفع يده بعصبية ليمرر شعره إلى الخلف، ثم أمسك برقبتها من الخلف بلطف. وسرعان ما انهارت جسدها كأنها دمية انقطع خيطها.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 81"